مجلس : أصوات من العالم

 موضوع النقاش : صوت من تونس:    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 درصاف 
22 - مارس - 2008
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أطلّ عليكم أحبّتي فى هذا اليوم العزيز على قلبي وعلى قلب كل مسلم ,ذكرى مولد نبيّنا وحبيبنا وشفيعنا وقدوتنا وطيب أرواحنا ,كامل النّور طيّب النّسب, المبعوث رحمة للعالمين, حبيب الله محمد صلّى الله عليه و سلّم.هو بهجة أيّامنا وعنوان فرحنا.
 نحن في تونس  بجميع أطيافنا كلّما طرقت الفرحة أبوابنا(نجاح,ولادة ,عرس,حفل ختان...) تجدنا تلقائيّا ننشد؛"ياعاشقين رسول الله  صلّى الله عليه"نقشت فى كل قلب: صغارا وكبارا, متعلمين وجهّالا,مؤمنين وحتّى كفّارا.
ولكم فى ما يلى كلمات الأنشودة:
 
                                                 انزاد النّبى وفرحنا بيه
 
 
 


انــزاد  الـنّـبـى وفـرحـنـا بـيـه صــلّــى الله علــيه
يــا عــاشــقــيــن رسـول iiالله صــلّــى الله عـلـيـه
أوّل مــا نـبـدا بـاسـم الله صلّـى الله عـلــيـه
الــهــاشــمــي  بـن عـبـد iiالله صـلّـى الله علـيـه
الـمـولـى  لـيـنـا يتجلى بسيدنا iiالنّبى
يـاعـاشـقـين رسول الله صلّى الله iiعليه
وانــزاد  فــى لـيـلـة iiلـثـنـيـن صــلّــى الله عــلــيـه
جــدّ  الـحـسـن جـدّ iiالـحـسـيـن صــلّــى الله عــلــيـه
لـسـيـدي الـنّـبى ريحانتين يا iiمسلمين
يــا عــاشــقــيــن رسـول iiالله صــلّــى الله عــلــيـه
صـلّـيـوا  عـلـيـه, بـن iiيـامـيـنة صــلّــى الله عــلــيـه
فــارس مــكّــة iiوالــمــديـنـة صــلّــى الله عــلــيـه
فـى يـوم الـحـشـريـشـفـع iiفـيـنا ســيــدنــا الــنّـبـى
يــاعــاشــقــيــن  رسـول iiالله صــلّــى الله عــلــيـه
مــحــســنــو  زيـن أوصـافـو صــلّــى الله عــلــيـه
و  الــخـاتـم مـا بـيـن iiاكـتـافـو صــلــى الله عــلــيـه
يـاسـعـد  مـن زار وشافو فى iiالحرمين
يــاعــاشــقــيــن  رسـول iiالله صــلّــى الله عــلــيـه
فــى مــولــده نــذبــح iiبـقـرة صــلّــى الله عــلــيـه
هــزوا  الــبــنـادر يـا iiحـضـرة صــلّــى الله عــلــيـه
سيدي النّبى صحابو العشرة و بن عمو علىّ
يــاعــاشــقــيــن  رسـول iiالله صــلــى الله عــلــيـه
صــلّـيـوا  عـلـيـه مـيّـة iiمـيّـة صــلّــى الله عـلــيـه
عــلــى قـد حـبـوب iiالـكـرويّـة صــلّــى الله عــلـيـه
ســيّـدي  الـنّـبـى قـرّة iiعـيـنّـي زغـرطـواعـليـه
يــاعــاشــقــيــن  رسـول iiالله صــلّـى الله عــلــيـه
عـلـى  قـدّ مـا ريـشـة فى iiالعصفور صــلّـى الله عــلــيـه
حـرم الـنّـبـى يـشـعـشـع iiبـالنّور قـلـبـي شـايـش لـيـه
يــا عــاشــقــيــن رسـول iiالله صــلّــى الله عــلــيـه
 
أشرح فيما يلى بعض المفردات الّتىربّما قد يصعب فهمها:
انزاد=ما يزاد لك من الأولاد أي فعل" ولد"
ريحانتين= يقصد بهما الحسن والحسين رضى الله عنهما
يمينة= آمنة
الخاتم= ختم النّبوّة
هزّوا= ارفعوا
البنادر= الدّفوف
حضرة= الحضرة الصوفيّة ,مجلس الّّذكر
ميّة ميّة=مائة مائة
زغرطوا= زغردوا
على قد ما ريشة فى العصفور=بعدد ريش العصفور
على قد حبوب الكرويّة=بعدد بذور الكراويا(عشبة من عائلة الكمون والينسون)
قلبي شايش له= شايش ملهوف ومشتاق
 
 
اللّهم آت نبيّنا محمّدا الوسيلة والفضيلة والدّرجة العالية الرّفيعة وابعثه اللّهم مقاما محمودا الّذى وعدته يا أرحم الرّاحمين.وأنا الفقيرة إلى الله أقدّم اعتذاراتي إلى قرّة أعيننا ,أحمد نبيّ الهدى,عبد الله ورسوله وأقول له:" إنّك -من بعد الله تعالى- أحبّ إلينا من أهلينا وأموالنا وأنفسنا الّتى بين جنباتنا,و لاتألم يا معلّم لما فعل السّفهاء والجهلاء منّا ومن غيرنا وأنت الأعلم بأنّهم هباء فى الدّنيا والآخرة ولاتخش شيئا فقد تركت فينا ما لن نضلّ بعده أبدا كتاب الله العزيز وسنّتك المطهّرة ,تنير لنا الدّرب وتزرع فينا الطّهر والفضيلة وتبث فينا الأمل والعزيمة فأبشر ففى الأفق جيل سينبلج كالصّبح على ليل التّاريخ ستتنفّس معه البشريّة نسائم الحق بإذن الواحد الأحد."

 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
يا الشادلي يا بلحسن.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحية مغاربية .
 
vidéo                     لسماع الأغنية يرجى النقر على إحدى الصورتين .
 المولد النبوي والمغاربة : جذور تاريخية
عبد العزيز أيت سي
إن الباحث في التاريخ الثقافي والاجتماعي للمولد النبوي الشريف بالمغرب الأقصى يتبين له بجلاء ما كان لعلماء المغرب وأولياء الأمر فيه من دور رائد، تأصيلا وتقعيدا وتنزيلا، وشرحا وتحليلا، وبيانا وتفصيلا، وتنكشف له مظاهر الاحتفال وتقاليده الاجتماعية الأصيلة، والتي درجت عليها الشعوب الإسلامية عموما، والمغاربة خصوصا، حتى أصبحت من تراثها الشعبي، لما ترمز إليه من أبعاد دينية واجتماعية وثقافية.
وتتنوع مظاهر الاحتفال هاته بين الليالي الدينية القائمة على تدارس القرآن وتلاوة الأذكار والصلوات وقراءة الأمداح النبوية، وسرد السيرة النبوية والشمائل المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام ومجالس العلم والمواكب الدينية.
وقد أفرز الاهتمام بهذه الذكرى أدبا جديدا ورائعا عرف ب «الموالد النبوية» أو «المولديات» سواء في النثر أو في الشعر، والتي كانت تقرأ أو تنشد سواء في شهر المولد النبوي (ربيع الأول) أو في مناسبات مختلفة. وقد أصبح تراث «الموالد» النبوية مجالا غزيرا وواسعاً يستقطب الباحثين من مختلف أرجاء العالم الإسلامي. وقد ذكر عبد الرحمن الكتاني ومحمد الكتاني في تقديمهما لكتاب والدهما محمد الباقر الكتاني «روضات الجنات في مولد خاتم الرسالات» خمسين كتابا تتعلق بالمولد النبوي، واقتصرا فيها على كتب المغاربة فقط.1
وترجع بدايات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالمغرب إلى منتصف القرن السابع للهجرة عندما استحدثت أسرة العزفيين التي كان رجالها من أعلام مدينة سبتة ورؤسائها عادة الاحتفال بالمولد النبوي، وألف كبيرهم يومئذ أبو العباس أحمد بن محمد العزفي المتوفى عام 639 هـ على عهد الخليفة الموحدي المرتضى كتاب «الدر المنظم في مولد النبي المعظم» الذي أكمله ابنه الرئيس أبو القاسم المتوفى عام 677هـ.
ولا بأس على أهل المغرب أن يتخذوا يوم مولد الرسول عيدا لهم، فقد تولى علماؤهم النظر في مشروعيته، ووجدوا له وجها مقبولا، فهذا أبو العباس العزفي يشير في مقدمة كتابه إلى الأسباب التي حفزته على الدعوة إلى استحداث الاحتفال بالمولد النبوي، فيصف في حسرة وأسى مشاركة مسلمي سبتة والأندلس للمسيحيين في احتفالاتهم بعيد النيروز يوم فاتح يناير، والمهرجان أو العنصرة يوم 24 يونيو، وميلاد المسيح عليه السلام يوم 25 دجنبر. وأبرز أهمية الاحتفال بحدث المولد وانعكاساته الإيجابية.
ومع إقرار المؤلف بأن عمل الاحتفال بمولد رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بدعة لم يكن على عهد السلف الصالح رضوان الله عليهم، فإنه يجعله من البدع المستحسنة استنادا لقول عمر رضي الله عنه في الاجتماع على تراويح رمضان نعمت البدعة هذه، ويخرجه على حديث أنس رضي الله عنه في عيدي الفطر والنحر. وذلك لأنه أراد بهذا العمل أيضا صرف المسلمين ولا سيما الصبيان عن الاحتفال بالأعياد المعظمة في الأديان الأخرى، حتى لا ينشأوا على تعظيم تلك الأديان...2
وكتاب العزفي ليس هو الوحيد الذي وضعه علماؤنا في الموضوع، فإن لأبي الخطاب بن دحية السبتي أيضا كتاب «التنوير في مولد السراج المنير»، ألفه للملك أبي سعيد التركماني صاحب إربل، لما قدم عليه فوجده يحتفل بالمولد الشريف، كما يفعل أهل بلده سبتة.3
ولقد كان تبني أعلام سبتة للاحتفال بالمولد النبوي نابعا من طبيعة المغاربة الذين شبّوا على اعتناق المالكية والتعلق بالحضرة النبوية، وكذا رفضهم لبعض الآراء المذهبية التي كانت في تلك الفترة، وفي ذلك ما ينسجم مع صنيع القاضي عياض في العهد المرابطي ـ وما العهد ببعيد ـ الذي ألف كتابه «الشفا بتعريف حقوق المصطفى».
وواصل العلماء الانتصار لهذا العمل مظهرين فائدته العظمى، وجدواه على التعبئة الوجدانية للأمة وربطها بأمجادها، ومن الذين تناولوه بالنظر الفقهي العارف بالله، الإمام ابن عباد الرندي، شارح الحكم العطائية، فقد تعرض للموضوع في إحدى فتاواه، وبسطه بسطا جميلا، قال: « الذي يظهر لي أنه عيد من أعياد المسلمين، وموسم من مواسمهم، وكل ما يقتضيه الفرح والسرور بذلك المولد المبارك، من إيقاد الشمع وإمتاع البصر، وتنزه السمع والنظر، والتزين بما حسن من الثياب، وركوب فاره الدواب أمر مباح لا ينكر، قياسا على غيره من أوقات الفرح، والحكم بأن هذه الأشياء لا تسلم من بدعة في هذا الوقت الذي ظهر فيه سر الوجود، وارتفع فيه علم العهود، وتقشع بسببه ظلام الكفر والجحود، ينكر على قائله، لأنه مقت وجحود. وادعاء أن هذا الزمان ليس من المواسم المشروعة لأهل الإيمان، ومقارنة ذلك بالنيروز والمهرجان، أمر مستثقل تشمئز منه النفوس السليمة وترده الآراء المستقيمة...». ثم ذكر حكاية وقعت له مع الولي الصالح الشيخ سيدي ابن عاشر السلاوي، حيث كان ابن عباد خارجا في يوم المولد فوجد الشيخ ابن عاشر مع جماعة من أصحابه فاستدعوه لأكل الطعام، فاعتذر ابن عباد بأنه صائم، فنظر إليه سيدي ابن عاشر نظرة منكرة، وقال له: إن هذا اليوم يوم فرح وسرور، فلا يستقيم فيه الصيام لأنه يوم عيد. قال ابن عباد رحمه الله: « فتأملت كلامه فوجدته حقا، وكأني كنت نائما فأيقظني من النوم».4
وهذا الخطيب أبو عبد الله ابن مرزوق ينحو نفس المنحى، إذ يقول في كتابه: جنا الجنتين في شرف الليلتين :»سمعت شيخنا الإمام أبا موسى بن الإمام رحمة الله عليه وعلى غيره من مشيخة المغرب، يحدثون فيما أحدث من ليالي المولد في المغرب، وما وضعه العزفي في ذلك، واختاره وتبعه في ذلك ولده الفقيه أبو القاسم وهما عن الأيمة، فاستصوبوه واستحسنوا ما قصده فيها والقيام بها، وقد كان نقل عن بعض علماء المغرب إنكاره، والأظهر في ذلك عندي ما قاله بعض الفضلاء من علماء المغرب أيضا وقد وقع الكلام في ذلك فقال ما معناه: لا شك أن المسلك الذي سلكه العزفي مسلك حسن».5
وفي موضوع مشروعية الاحتفال بالمولد - أيضا- ما نقله الشيخ بنيس في شرحه على همزية الإمام البوصيري، أن ليلة المولد ويومها عيد وموسم، يتعين أن يعظم ويحترم، ويعمل فيه ما يدل على التعظيم والاحترام، وهو ما اختاره الحافظان العراقي والسيوطي.
وقد تولع الخليفة الموحدي المرتضى بهذا الاحتفال، وأصبح «يقوم بليلة المولد خير قيام، ويفيض فيها الخير والإنعام» حتى وقف في حضرته ذات يوم الأديب الأندلسي أحمد بن الصباغ الجذامي منشدا إحدى روائعه بمناسبة المولد النبوي فقال في مطلعها: 6
تنعم بذكر الهاشــــــمــــي محمــــد *** ففي ذكره العيش المهنأ والأنـــسُ
أيا شــــاديا يشدو بأمداح أحمـــــــد *** سماعك طيب ليس يعقبُه نكـْــــس
فكررْ رعــاك الله ذكـــرَ محمـــــــد *** فقد لذت الأرواح وارتاحت النفس
وطاب نعيم العيش واتصل المنـــى *** وأقبلت الأفـراح وارتفــع اللبـــس
له جمـع الله المعانــي بأســـــرهـــا *** فظاهره نــور وبـــاطنه قـــــــدس
فكل لـــه عـرس بذكـــــر حبيبـــــه *** ونحن بذكر الهاشميِّ لنا عـــــرس
وما يزال أحد أبيات هذه القصيدة حتى الآن بمثابة لازمة يتملى بترجيعها المسمعون والمنشدون في حلقاتهم، وهو قوله:
وقوفا على الأقــــدام في حق سيــــد *** تعظمه الأمــلاك والجن والإنــــس
وقد عرف هذا الأمر ازدهارا كبيرا على العهد المريني ثم الوطاسي من بعده، فكان الملوك أنفسهم يرأسون مهرجانات المولد ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، كما أصدر السلطان أبو يعقوب يوسف المريني المتوفى سنة 691 هـ أمرا بوجوب إحياء ليلة المولد النبوي واعتبارها عيدا رسميا كعيدي الفطر والأضحى، «وأصبح ملوك الأندلس يحتفلون في الصنيع والدعوة وإنشاد الشعر اقتداء بملوك المغرب» على حد ما قاله ابن خلدون.7 وقد أضاف أبو سعيد المريني الاحتفال باليوم السابع من العيد، وإلى ذلك يشير أبو العباس أحمد بن عبد المنان المتوفى عام 792 هـ في قصيدة يخاطب بها أبا عنان فيقول:8
وموسم جــل قدرا باعتنـــــاك بــــــه *** راقت لياليه وازدانـــت سوابعــــه
كما أصبح توقيف العمل يوم المولد النبوي تقليدا متبعا في العهد المريني، وإلى ذلك يشير ملك بن المرحل إذ يقول مستعرضا بعض مراسيم الاحتفال بهذه المناسبة:9
فحــــق لنــــا أن نعتنـــي بــــــولاده *** ونجعل ذلك اليوم خير المواســـــم
وأن نصــــل الأرحام فيــــه تقربــــا *** ونغدو له من مفطــرين وصائـــــم
ونترك فيـــه الشغـــل إلا بطاعـــــــة *** ومــا ليس فيـه مـن ملام ولائــــــم
وسرعان ما انتقل الاحتفال بالمولد النبوي إلى الأوساط الشعبية فكانت الحفلات تقام في الزوايا وحتى في المنازل، وإلى ذلك يشير ابن الدراج في كتابه «الإمتاع والانتفاع بمسألة سماع السماع» فيذكر أن أكثر ما يتغنى به أهل فاس بهذه المناسبة تتصل موضوعاته بمدح الرسول وتشويق النفوس إلى زيارة البيت الحرام ومواقعه، وإلى المدينة المنورة ومعالمها 10، كما يشير إلى ذلك الرحالة أبو علي الحسن الوزان الفاسي في كتابه «وصف إفريقيا» فيذكر أن التلاميذ يقيمون احتفالا بالمولد النبوي، ويأتي المعلم بمنشدين يتغنون بالأمداح النبوية طول الليل.
وسوف يبلغ هذا الاحتفال قمة اكتماله في عهد الشرفاء السعديين، وذلك عندما اتخذ المنصور السعدي من عيد المولد النبوي أكبر احتفال رسمي للدولة والأمة، فكان يقيم في قصره بمراكش الحفلات الفخيمة، يزينها بالشموع الموقدة، وإنشاد القصائد والمولديات. وقد أفاض في هذا الموضوع أكثر من مؤرخ، منهم أبو الحسن التمجرُوتي المتوفى عام 1003 هـ الذي يقول في رحلته المسماة «النفحة المسكية في السفارة التركية» واصفا احتفال المنصور في مراكش عام 998 هـ: «وأنشدوا القصائد ومقطعات في مدح النبي المكرم وفضل مولده العظيم، ونظموا في ذلك الدر المنظوم، وبالغوا في ذلك وأطنبوا... وانبسطوا بألسنة فصاح ونغمات ملاح وطرائق حسنة، وفنون من الأوزان المستحسنة، فأصغت الآذان عند ذلك بحسن الاستماع إلى محاسن السماع». ومن هؤلاء أيضا أحمد بن القاضي المكناسي الذي نوه في كتابه «المنتقى المقصور على محاسن الخليفة المنصور» بما كان يصنعه بهذه المناسبة.
أما عبد العزيز الفشتالي مؤرخ الدولة السعدية فقد أتى بما يذهل الألباب في كتابه «مناهل الصفا في أخبار الملوك الشرفا» إذ يقول: «والرسم الذي جرى به العمل... أنه إذا طلعت طلائع ربيع الأول... توجهت العناية الشريفة إلى الاحتفال له بما يربي على الوصف... فيصيّر الرقاع إلى الفقراء أرباب الذكر على رسم الصوفية من المؤذنين النعارين في السحر بالأذان.. حتى إذا كانت ليلة الميلاد الكريم.. تلاحقت الوفود من مشايخ الذكر والإنشاد... وحضرت الآلة الملوكية... فارتفعت أصوات الآلة وقرعت الطبول، وضج الناس بالتهليل والتكبير والصلاة على النبي الكريم... وتقدم أهل الذكر والإنشاد يقدمهم مشايخهم... واندفع القوم لترجيع الأصوات بمنظومات على أساليب مخصوصة في مدائح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، يخصها اصطلاح العزف بالمولديات نسبة إلى المولد النبوي الكريم، قد لحنوها بألحان تخلب النفوس والأرواح، وترق لها الإطلاع، وتبعث في الصدور الخشوع، وتقشعر لها جلود الذين يخشون ربهم، ويتفننون في ألحانها على حسب تفننها في النظم. فإذا أخذت النفوس حظها من الاستمتاع بألحان المولديات الكريمات تقدم أهل الذكر المزمزمون بالرقيق من كلام الشيخ أبي الحسن الششتُري رضي الله عنه وكلام القوم من المتصوفة أهل الرقائق. كل ذلك تتخلله نوبات المنشدين للبيت من نفيس الشعر».11
وفي عهد الدولة العلوية اتسع نطاق الاحتفال، وأصبحت تقام ليلة عيد المولد وليلة سابعه في مختلف الزوايا والأضرحة وبعض المساجد والبيوتات، حيث تنشد الأمداح النبوية الشريفة، كما تتلى قصة المولد النبوي الكريم. وكان المغاربة عموما يتلون قصة المولد النبوي للبرزنجي مخللة بتصلية المدني.12
وورد في كتاب «مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن» أن الشيخ أبا المحاسن رضي الله عنه كان يطعم الناس في ذلك اليوم، ... ويحضر خلق من المساكين لا يحصون، فيأكلون ويحملون ما أمكن؛ يصنع ذلك في اليوم الثاني عشر وفي سابعه أيضا، وهو اليوم الثامن عشر على ما جرت به العادة في فاس.
ولقد أصبح من مظاهر هذا الاحتفال، أن يقام على المستوى الرسمي احتفال يرأسه سلطان البلاد ويرعاه بنفسه، وتلتئم حول حضرته جموع من المسمعين الوافدين من مختلف حواضر المملكة. وما زالت هذه السنة دَيْدَنَ ملوك الدولة، دأبوا على إحيائها وتوارثوها خلفا عن سلف تأكيدا لحب المغاربة قاطبة لجدهم صلى الله عليه وسلم وتشبثهم بآل بيته الطاهرين.
أما على المستوى الشعبي، فتجدر الإشارة إلى احتفال أهل سلا، والذي أصبع يعرف بموكب الشموع في إشارة إلى أن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كانت نورا وهداية للجميع، وقد ارتبط هذا الاحتفال بالولي الصالح الفقيه مولاي عبد الله بن حسون، والذي كان معروف القدر والمكانة عند المولى أحمد المنصور الذهبي الذي أقطعه البقعة التي اختط بها زاويته ودار سكناه. فكان رضي الله عنه مولعا بعمل المولد النبوي، عظيم الاحتفال به حيث كان يرأس هذا الاحتفال وكذا الاحتفالات التي كانت تقام بزاويته طيلة أسبوع تخليدا لذكرى الرسول الكريم. فكان يحتفل للمولد غاية الاحتفال وكان يأتيه لحضور موسمه عنده بزاويته من حواضر البلاد وبواديها العلماء والأولياء وشيوخ الزوايا وأهل السماع.
ولا زالت جل الزوايا في كل المدن والمناطق المغربية تحتفل بالمولد النبوي، وتقيم له المواسم وتحيي له ليالي الذكر والمديح.
ولابد من الإشارة - في هذا السياق -- إلى الحفل الديني البودشيشي الكبير الذي دأبت على إحيائه الطريقة القادرية البودشيشية باعتباره - حاليا - من أكبر الاحتفالات الخاصة بهذه المناسبة، وذلك بما يعرفه من توافد عدد كبير من المريدين والذاكرين والزائرين، ذكورا وإناثا، مغاربة وأجانب من جنسيات عربية وأوربية وأمريكية وأسيوية وافريقية حيث يقدر عددهم بحوالي المائة ألف، وكذلك بما يميز برنامجه الذي يجمع بين التعبد والتعلم، وذلك ما خلق اهتماما داخليا وخارجيا بهذه الطريقة، وفضولا إعلاميا بشتى أنواعه حول منهجها التربوي الصوفي.
لقد كان للسلف الصالح من العلماء العاملين والأولياء العارفين بهذا البلد، اختيارات موفقة في العقيدة والعبادات والسلوك، واجتهادات صائبة سنوا بها لقومهم سننا حسنة، وقتهم شر الفرقة والتشرذم، وجعلتهم كتلة متراصة، وجسما واحدا.
وبقدر ما كان للعلماء من حرص على ربط اجتهاداتهم بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف الصالح، بقدر ما رعت الأمة كل الرعاية اختيارات علمائها، وعضت عليها بالنواجذ، ووقفت في وجه الخارجين عن ميثاق الجماعة واختيارات الأمة تحت ذرائع وشبه وأباطيل، دحضها العلماء وفندوها. لقد اجتهد السلف في قضايا لم تكن في العهد النبوي، وأوجدوا لها حلولا، ولم يقفوا متفرجين، كما يريد بعض الخلف اليوم للفكر أن يتوقف عن كل حركة لحل ما يستجد من المشاكل على ضوء أصول الشرع ومقاصده.
(*) باحث في التاريخ المعاصر

هوامش
1 محمد الباقر الكتاني، روضات الجنات في مولد خاتم الرسالات، تقديم: عبد الرحمن الكتاني ومحمد الكتاني، مطبعة الأمنية بالرباط، 1395هـ/1975م، ص.16- 30.
2 عبد الله كنون، النبوغ المغربي في الأدب العربي، مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر، بيروت 1961، ج.1، ص.132.
3 المصدر السابق.
4 أبو العباس أحمد الونشريسي، المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، 1401هـ/1981م، ج.11، ص.278-279.
5 م.س، ج.11، ص.280.
6 ديوان ابن الصباغ الجذامي، مخ. خ. ع. بالرباط.
7 التعريف بابن خلدون، تصح. محمد بن تاويت الطنجي، ص. 8.
8 فتح الله البناني، كتاب فتح الله في مولد خير خلق الله، ص. 161.
9 ابن الأحمر، نثير الجمان، ص. 324 ـ 326.
10 ابن الدراج،الإمتاع والانتفاع بمسألة سماع السماع، تحقيق: محمد بنشقرون.
11 الفشتالي، مناهل الصفا، تحقيق: عبد الكريم كريم، ص.236 ـ 238.
12 آسية الهاشمي البلغيثي، المجالس العلمية السلطانية على عهد الدولة العلوية، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، مطبعة فضالة، 1416هـ/1996م، ج.1، ص.214.

         عن جريدة الاتحاد الاشتراكي المغربية .
Ajouter la vidéo au Pense-bête
                                     
Ajouter la vidéo au Pense-bête                                                    
                                   
*abdelhafid
23 - مارس - 2008
في ضيافة الزاوية ..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
حمزة شيخ الطريقة البودشيشية وعلي اليسار أحد مريدي الزاوية البودشيشية
مداغ: ادريس الكنبوري

وقف رجل مسن في حوالي الثمانين من العمر أمام باب شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، حمزة البودشيشي، بمعية أشخاص آخرين قدموا من مكان بعيد لزيارة الشيخ، في انتظار السماح لهم برؤيته، في الوقت الذي كان فيه الحارس المرابط قرب الباب ينهي إلى علمهم بأن الزيارة غير مسموح بها لأحد إلا في الغد، أي أمس الخميس. تلقى الرجل المسن، الذي كان يضع على عنقه سبحة من العاج، مكالمة هاتفية يبدو أنها من قريب له، ضغط على الأوكي وقال: «نحن أمام باب سيدي حمزة رضي الله عنه وأرضاه، نريد رؤيته، نسألك الدعاء»، بعد ذلك جلس الرجل غير بعيد عن الباب متعبا من الانتظار، دون أن يفقد الأمل في السماح له أخيرا بالدخول على الشيخ والسلام عليه.
هذا الزائر الغريب واحد من عشرات الآلاف الذين بدؤا أول أمس الأربعاء التقاطر على مقر الزاوية البودشيشية بقرية مداغ، أو ميداغ باللهجة المحلية، على بعد سبعة كيلومترات من مدينة بركان، حيث يظلون هناك ثلاثة أيام حتى انتهاء حفلات المولد النبوي التي تقام فيها الأذكار والصلوات بحضور شيخ الطريقة إلى وقت متأخر من الليل.
ومنذ أول أمس الأربعاء، بدأت وفود الطريقة القادرية في الحج إلى مقر الزاوية، يمثلون مختلف مناطق المغرب وجهات مختلفة من العالم، بعضهم على متن سيارات خاصة والكثيرون في حافلات خصصت لهذا الغرض، تحمل كل واحدة منها لافتة باسم الوفد والمدينة التي جاء منها. وفي الطريق بين مداغ وبركان لم تنقطع طوابير الحافلات طيلة أمس الخميس، حيث انتظم العديد من رجال الأمن في نقاط أمنية اعتاد عليها سكان المنطقة الشرقية هذه الأيام، والسبب كما يقول البعض هنا، هو قرب المنطقة من الحدود الجزائرية والتصدي لأي محاولة للمساس بالوضع الأمني.
ويبدو أن المسؤولين عن الزاوية البودشيشية استعدوا قبل وقت طويل للجماهير الغفيرة التي ستحج إلى مقرها المجاور لقرية صغيرة تنتعش فيها الحركة التجارية مع كل موسم إحياء للمولد النبوي بالزاوية، ففي المناطق المحيطة بها رسم مربد بالجير الأبيض لعشرات الحافلات لتأخذ مكانها بانتظام، بينما يلاحظ وجود رجال أمن ورجال للقوات المساعدة لتنظيم حركة المرور والحيلولة دون حدوث أي اختناق.
وبخلاف العام الماضي، بدا مقر الزاوية هذا العام أكثر اتساعا واستعدادا لاستقبال عشرات الآلاف من فقراء الطريقة، وعلى بعد عشرات الأمتار من مقر الزاوية الأم، حيث مسكن الشيخ حمزة، ينتصب بناء ضخم لا زالت الأوراش مستمرة فيه منذ أربع سنوات، تاريخ بدء العمل فيه، ويرد منير القادري البودشيشي، حفيد الشيخ حمزة الذي يلاحقه المريدون أينما حل وارتحل لتقبيل كتفه أو كفيه، بأن السبب في تأخر البناء هو ضعف ميزانية الزاوية، لكنه يأمل في أن يكتمل بناؤه في العام المقبل، لأن الزاوية مقبلة على برنامج عمل جديد للتوسع والانطلاق. تصل مساحة البناء إلى حوالي 7000 متر مربع، ويتكون من طابقين، الطابق الأرضي سيكون عبارة عن مسجد، وهو المكان الذي احتضن في العام الماضي حفلات المولد، مثل هذا العام، بينما سيكون الطابق الثاني عبارة عن معهد أو جامعة صوفية يتلقى فيها أتباع الزاوية العلوم الشرعية وتعاليم التصوف والطريقة البودشيشية. ويقول أحد مقدمي الطريقة إن البناء الجديد مؤشر على توسع الطريقة البودشيشية التي أصبح الكثير من الناس يقبلون عليها في الأعوام الأخيرة، لأن القاعة الرئيسية في المقر الأم لم تعد تستوعب فقراء الطريقة، لذلك تم الشروع في بناء المسجد الذي تتجاوز مساحته تلك القاعة بأربعة أضعاف، وتوقع نفس المتحدث أن يزداد عدد المريدين الذين يزورون الزاوية هذا العام بنسبة 30 في المائة.
ومع التوسع الذي باتت تشهده الطريقة البودشيشية فإن المسؤولين فيها باتوا يدركون أهمية الانفتاح على الإعلام للتعريف بخطابها الصوفي الداعي إلى المحبة والإخاء والسلام. وقال أحد مسؤولي الطريقة، راغبا في عدم الكشف عن اسمه، إن هذا التوسع مرده التطور الحاصل في المغرب، وزوال ما أسماه بالنقاط السوداء عندما كانت الدولة لا ترحب بالزوايا الصوفية بسبب الإرث السياسي لأحزاب الحركة الوطنية التي كان تحارب الزوايا بعد مرحلة الاستقلال، وربط نفس المسؤول الإشعاع الجديد للطريقة البودشيشية والزوايا الصوفية بشكل عام بتراخي الأحزاب السياسية وطغيان الماديات على الإنسان والبحث عن ملاذ روحي آمن. ويقول أحد المريدين القدماء للطريقة إنه لا يزال يتذكر وقائع المواجهات بين أتباع الطريقة ورجال الأمن في مقر الزاوية في السبعينات، عندما كانت السلطة تسعى لمحاربة الطريقة. وقال جيرار برونون، وهو فرنسي مقيم بالرباط حيث يدير مقاولة اقتصادية وانتمى إلى الطريقة قبل خمس سنوات بعد اعتناقه الإسلام وأصبح يسمى جواد: «الطريقة أنقذتني من الضياع، وسيدي حمزة أنار لي الطريق»، ويركز جواد، الذي يهتم بالعلاقة بين الاقتصاد والقيم الروحية، على ضرورة الترقي الروحي للفرد للعودة إلى ما يسميه بالأصول الأولى لعلم الاقتصاد التي كانت أبعد ما تكون عن الرأسمالية المتوحشة اليوم، ويقول إن التربية الروحية يمكنها أن تهزم الرأسمالية وتعيد الاعتبار للإنسان بعدما أصبح مجرد رقم في المعادلات الاقتصادية الحديثة التي يمثل فيها الربح أعلى قيمة.
لكن ربما كانت مفاجأة احتفالات الزاوية البودشيشية بالمولد النبوي هذا العام هي حضور مغني الراب الفرنسي ذي الأصل الكونغولي، عبد المالك، الذي انتمى إلى الطريقة قبل سنوات قليلة وألف كتابا عن تجربته كمنحرف في ضواحي باريس عنوانه «بارك الله فرنسا»، وأنجب مولودا سماه حمزة، على اسم شيخ الطريقة. وقال عبد المالك، الذي كان يدعى ريجيس فاييت ميكانو قبل إسلامه، في حوار مع «المساء» ينشر لاحقا، إن التصوف هو الحل الوحيد لمعضلات الشباب المسلم في أوروبا، وإنه بعد دخوله الطريقة أصبح يركز على الغناء والموسيقى لترويج التعاليم الصوفية في العالم، حيث أقام حفلات في فرنسا وبلجيكا وكندا والولايات المتحدة لاقت ترحيبا واسعا.
......................
عن المساء المغربية
*abdelhafid
23 - مارس - 2008
الشّكر والحمد لله    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الحمدلله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد خاتم النّبيين وآله وصحبه الغرّ الميامين ومن سار على هديه إلى يوم الدّين,أمّا بعد فأشكر إخوتي الّذين شاركوني هذا الموضوع  وأثمّن مداخلة الأستاذ عبد الحفيظ حول الطّريقة الشاذليّة والّتي تعتبر من أكثر الطّرق الصوفيّة انتشارا فى المغرب العربيّ  ولعلّ انطلاقة تلك الطّريقة كانت من  تونس, إذ لايزال مقام  "بلحسن الشّاذليّ" ماثلا ببهاء على ربوة مطلّة على العاصمة  وفى أسفل تلك الرّبوة مرقد أهالى المدينة المسمّى "مقبرة الجلاّز" .ومابين المقام والأهالى قصص تطول وحكايات تنسج...
 
 
 
*درصاف
31 - مارس - 2008
تأمّل معي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تأمّل معي لعلّنا نرفع اللّبس.
 
 
ما مقام محمّد بن عبد الله  عند ربّ العزّة؟
 
 
 
*يقول الله تعالى فى كتابه العزيز"ورفعنا لك ذكرك"[الشّرح(4)]
 
قال مجاهد: "لاأذكر إلاّ ذكرت معي أشهد أنّ لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّدا رسول الله,وقال قتادة :رفع الله ذكره في الدّنيا والآخرة  فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلاّ ينادي بها أشهد أنّ لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدا رسول الله.
 
عن أنس قال :قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:"لمّا فرغت ممّا أمرني الله به من أمر السّماوات والأرض قلت يا رب إنّه لم يكن نبي  قبلي إلاّ وقد كرّمته , جعلت إبراهيم خليلا, وموسى كليما,وسخّرت لداود الجبال ,لسليمان الرّيح
 والشياطين, وأحييت لعيسى الموتى فما جعلت لي؟ قال أوليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كلّه أنّي لا أذكر ألاّ ذكرت معي وجعلت صدور أمّتك أناجيل يقرؤون القرآن ظاهرا ولم أعطها  أمّة, وأعطيتك كنزا من كنوز عرشي "لاحول ولا قوّة إلاّ بالله العظيم"  وحكى البغوي عن ابن عبّاس ومجاهد أنّ المراد بذلك الآذان يعني ذكره فيه وأورد من شعر حسّان بن ثابت:
                
            
أغـر عـلـيـه لـلنّبوة iiخاتم مـن  الله من نور يلوح iiويشهد
و ضمّ الإله اسم النّبي إلى اسمه إذ قال في الخمس المؤذن iiأشهد
وشـقّ لـه مـن اسـمه ليجلّه فذو  العرش محمود وهذا iiمحمّد
  
وقال آخرون: رفع الله ذكره في الأولين والآخرين ونوه به حين أخذ الميثاق على جميع النّبيين أن يؤمنوا به, وأن يأمروا أممهم بالإيمان به,ثمّ شهر ذكره في أمّته فلا يذكر الله إلاّ وذكر معه, وما أحسن ما قال الصّرصري رحمه الله:
 
لا يصحّ الآذان في الفرض إلاّ باسمه العذب في الفم المرضي
وقال أيضا
 
ألـم  تـرأنـا لايصحّ iiآذاننا ولا فرضنا إن لم نكرره فيهما
 
 
 
 
 
*ويقول الله العزيز القدير في آية أخرى:"إنّ اللّه وملآئكته يصلّون على النّبى يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما"[الأحزاب(56)]
 
قال البخاري:قال أبو العالية صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملآئكة, وصلاة الملآئكة الدّعاء. وقال ابن عبّاس:يصلون يبركون,هكذا علقه البخاري عليهما(..) وروى عن سفيان الثّوري وغير واحد من أهل العلم,قالوا :صلاة الربّ الرّحمة ,وصلاة الملآئكة الاستغفار.
ونقل عن أهل العلم أنّ المقصود من هذه الآية أنّ الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيّه عند الملأ الأعلى بأنّه يثنى عليه عند الملآئكة المقرّبين,و أنّ الملآئكة تصلّي
عليه,ثمّ أمرالله تعالىأهل العالم االسّفلي بالصّلاة والتّسليم عليه, ليجتمع الثّناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي.والمتمعن في أسلوب الآية -من النّاحية اللغويّة- يجد أنّها جاءت في صيغة المضارع وذلك أنّ الله سبحانه وتعالى وملآئكته يتصفون بالصّلاة على النّبي على وجه الدّوام والاستمرار وهذا يدلّ على علو شأن النّبي بحيث لا يدانيه أحد في هذا الشّرف هذا فضلا عن استعمال صيغة الأمر في مخاطبته(الله)للمؤمنين الدّالة على الوجوب, أي أنّك لست مخيّرا في أن تفعل أو لاتفعل فهي فريضة واجبة من الله الحكيم فلا يصحّ بدونها آذان ولا تقبل بدونها صلاة.
 
 
 
*ويقول السبّوح القدّوس في ذكره الحكيم:"إنّا أعطيناك الكوثر"[الكوثر(1)]
والكوثر كما جاء على لسان حبيبنا المصطفى الأمين"هو نهر أعطانيه ربّي عزّ وجلّ في الجنّة عليه خير كثير, ترد عليه أمّتي يوم القيامة(...) .
 وقال الثّوري عن عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال  : والكوثر الخير الكثير النّهر وغيره وقال مجاهد هو الخير الكثير في الدّنيا والآخرة وقد يشمل كذلك النبوّة والقرآن وثواب الآخرة. وفي هذا العطاء تكريم وتبجيل واضح وجلى.
 
 
 
*درصاف
31 - مارس - 2008
نواصل التّأمل في آيات الله    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ويقول ربّنا الوهّاب" ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم"[الحجر(87)] و قد اختلف في السّبع المثانى فذهبت جماعة إلى أنّها الفاتحة وهي سبع آيات هنّ يثنين في كل ركعة مكتوبة أو تطوّع وذهبت جماعة أخرى إلى القول أنهن السّبع الطوال: البقرة, وآل عمران ,والنّساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس وأنا شخصيّا أرجح الرأىالأوّل . وهذه آية أخرى في التّـكريم  وجزيل العطاء
 
 
* ويقول المولى الكريم:"ولسوف يعطيك ربّك فترضى"[الضحى(5)] أى في الدّار الآخرة يعطيه حتّى يرضيه في أمّته, وفيما أعدّ له من الكرامة ومن جملته نهر الكوثر ويقصد بها كذلك الشّفاعة التى يعطيها الله لرسوله الأمين حين يسجد تحت العرش فيقول له :"اسأل تعطى واشفع تشفع".
 
 
ويقول عزّمن قائل: سبحان الّذى أسرى بعبده  ليلامن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الّذى باركنا حول لنريه من آياتنا إنّه هو السّميع البصير"[الإسراء(1)].وهي حادثة الإسراء والمعراج خصّ بها ربّنا العظيم رسولنا الأكرم وأطلعه على عالم الغيب والشّهادة  وهو لايزال موصولا بالعالم الأرضي وهذا لم يتسنّ لبشر من قبله.
 
*درصاف
31 - مارس - 2008
تأمّل...تأمّل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
*يقول إلهنا الحكيم :" ومن يطع الله والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم الله عليهم من النّبيين والصدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقا {69} وذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما{70}"[النّساء]. التّرتيب الإلهى واضح في هذه الآية فالأنبياء هم خير البشر وخير الأنبياء هم الرّسل وخير الرّسل هم ألو العزم ومحمد صلّى الله عليه وسلّم من أولي العزم" وأصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل", "واصبر لحكم ربّك فإنّك بأعيننا"
 
*ويقول الرّحمن الرّحيم: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرّسول[المائدة (92)]
                   "وأطيعوا اللّه والرسّول[آل عمران 132]
 
في سورة آل عمران لم يكرر لفظ الطّاعة مع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ليبيّن لنا أنّ طاعة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وهي طاعة الله تعالى, بينما كرّرها في سورة المائدة ليبيّن لنا أن طاعة الرّسول أصليّة ومستقّلّة فإذا أمرنا الرّسول بأمر قد سكت عنه القرآن الكريم فإنّه يجب طاعته والآيات الّتي يتكرر فيها لفظ الطّاعة مع الرّسول
يكون سياقها في بيان اتّباع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وطاعته والسّير على طريقه المستقيم كما في الآية الكريمة في سورة المائدة.
 
ذاك هو نبيّنا محمّد عليه أفضل الصّلاة وأزكى التّسليم كما ذكرته الآيات العطرة ,صاحب المقام الرّفيع وليس في القرآن ولا في غيره فيما علم غير نبيّنا بلغ هذا الشّأن وكانت له تلك الحظوة وتلك المكانة العالية بين الأنبياء والرّسل وسائر العالمين.كانت تلك نبذات من الذّكر الحكيم تصدح بأفضليّة المصطفى صلاة ربّي وسلامه عليه  . ( ولعلّه قد فاتتنى آيات أخر في  تفضيل النّبي على كل الخلق  وأرجو من الأساتذة القرّاء أن يفيدونا بعلمهم في هذا الموضوع ولكم جزيل الشّكر).
 
 ويصل بنا التّأمل في هذه الآيات إلى القول بأفضليّة الرّسول ووجوب طاعته ومحبّته والسّير على نهجه القويم.
 
 وحول المحبّة كلام يطول
 
 
 
*درصاف
31 - مارس - 2008
محبّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
محبّةالرّسول صلّى الله عليه وسلّم واجبة ,تابعة لمحبّة الله لازمة لها, فإنّها محبّة لله
ولأجله,تزيد بزيادة محبّة الله في قلب المؤمن وتنقص بنقصانها,وكلّ من كان محبّا لله فإنّما يحبّ لله ولأجله كما يحبّ الإيمان والعمل الصّالح. وهذه المحبّة ليس فيها شوائب الشّرك كالاعتماد عليه ورجائه في حصول مرغوب منه أو دفع مرهوب منه
فبهذا يحصل التّمييز بين المحبّة في الله ولأجله,الّتي هي من كمال التّوحيد.
*درصاف
31 - مارس - 2008
ومن الحبّ ما قتل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
"ومن الحبّ ما قتل",و"من المحبّين من كفر"وأشير هنا إلى  فئة من المحبّين الّذين فرط حبهم لرسول الله حتّى حاد بهم عن شريعة الله عزّ وجلّ وذهبوا في أطراءهم للنّبي إلي حدّ الشّرك فيعتقدون فيه أنّه يعلم الغيب وأنّه لايخفى عليه شيء في الأرض ولافي السّماء.كما يرون أنّه يتصرّف في الدّنيا بعد موته ويزور من شاء في المشارق والمغارب. ويذهبون كذلك إلى أنّ السّماوات والأرض مملوءة بالنّبي ولو كشف
عنهم الحجاب لرأوه عيانا...إلخ.
غيرأنّ رسولنا الكريم نّبه المسلمين لعدم الغلو في تعظيمه فقال عليه أفضل الصّلاة" لا تطرونى كما أطرت النّصارى ابن مريم ,إيّاكم فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلو"
 
 و قد نفى الله عن النّبي كل ما نسب إليه من  الأفعال والصّفات الّتي لم ينزّل بها  سبحانه وتعالى من سلطان :"قل لاأملك لنفسي  نفعا ولا ضرّا إلاّ ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السّوء"[الأعراف188].
 
" قل لاأقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب"[الأنعام 50].
 
"قل ما كنت بدعا من الرّسل و ما أدري ما يفعل بي ولا بكم [الأحقاف90].
 
*درصاف
31 - مارس - 2008
الشيء إن زاد على حدّه انقلب إلى ضدّه    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يقول البصيري في في أحد أبيات البردة 
 
          وإنّ من جودك الدّنيا وضرتها**** ومن علومك علم اللّوح والقلم
وقوله
     وكلّ آىأتى الرّسل الكرام بها****فإنّها اتّصلت من نوره بهم
 
وهذا يعبّر عن معتقدهؤلاء  في أنّ علم الرّسل من الرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- مأخوذ من ذاته الأولى قبل أن تخلق ذاته التّرابيّة كما يقولون والبيت الأوّل يجعل الدّنيا
والآخرة نفحة من نفحات رسول الله, وما سطره القلم ووعاه اللّوح المحفوظ جزء من بعض علوم رسول الله.
*درصاف
1 - أبريل - 2008
صلاة ابن مشيش    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
"اللهمّ صل على من  منه انشقّت الأسرار وانفلقت الأنوار وفيه ارتفعت الحقائق وتنزّلت علوم آدم فأعجز الخلائق وله تضاءلت الفهوم فلم يدركه منّا سابق ولا لاحق فرياض الملكوت بزهر جماله مونّقة وحياض الجبروت بفيض أنواره متدفّقة ولا شيء إلا وهو به منوط إذ لولا الواسطة لذهب كما قيل المسوط صلاة تليق بك كما هو أهله اللهم إنّك سر الجامع الدّال عليك وحجابك الأعظم القائم لك بين يديك اللهم ألحقني بنسبه وحققني بحسبه وعرّفني إيّاه
 معرفةأسلم بها من موارد الجهل وأكرع بها من موارد الفضل
واحملني على سبيله إلى حضرتك حملا محفوفا بنصرتك واقذف
بي على الباطل فأدمغه, وزج بي في بحار الأحديّة وانشلنى من
أوحال التوّحيد"
يفيض هذا الورد بنفس إشراقي (تصوّف طرقي إشراقي[وحدة الوجود] )واضح المعالم ,والدّارس المتفحّص في هذا النّص وغيره من نصوص هؤلاء الجماعة يدرك حق الإدراك حقيقة التّصوف الإشراقي.
 ولا يمكن لعقل واع اطّلع على كتاب الله وسنّة رسوله أن يقبل بمثل تلك الأقول وينجرّ
وراء تلك الأفكار.و ربّما تقبل مثل تلك النّصوص والأشعاركنتاج فنّي ,أدبي نشهد بأن أصحابه قد بلغوا فيه  شأوا بعيدا من التّنميق والتّنسق.أمّا عقديا فذلك  مخلّ إلى أبعد الحدود بأساسيّات الإيمان . وللأسف الشّديد فقد جرى هذا المعتقد على ألسنة النّاس بكلام مسجوع يظنّه العاميّ قرآنا وما هو بقرآن. ويخاله النّائي عن كتاب الله وسنّته أنّه من الأذكار وماهو بالأذكار ويحسبه غير المسلم أنّه من الإسلام وما هو من الإسلام.
*درصاف
1 - أبريل - 2008

 
   أضف تعليقك
 1  2  3