حول الاجتهاد ... من جديد ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
الأستاذ الفاضل بوعرفة ، تحية طيبة ، شكرا على التوضيح ، مع أنّ الموضوع يبدو في حاجة إلى بحث أوسع ومناقشة أفيض . لا شك أن دعوى الاجتهاد لها سحر لدى مدّعيها ومتلقيها معا ، غير أنّ معناه بختلف من منظومة معرفية إلى أخرى . ويبدو لي أن استعاظة أدوات البحث الغربية ، التي استعملت عادة في نقد الحداثة ، قد تعجز عن التعامل مع فكرة الاجتهاد في الحضارة الإسلامية ، التي تتأسس داخل النص وتتأطر بمقتضياته . ليس الاجتهاد في الحضارة العربية الإسلامية ، سؤال مفتوح يوسّع من نطاق اللايقين (كما يشير إلى ذلك الفيلسوف قايربند)، بل هو مراجعة لجملة من المرجعيات ، يبدو لي وصفها بالجنايات " تجنّ " عليها . إن ّ تعريف الشوكاني في " إرشاد الفحول " للاجتهاد باعتباره " بذل الوسع في نيل حكم شرعي عملي " يشير إلى أن غاية الاجتهاد داخل المنظومة الإسلامية إنّما هو استنباطي ينبني على جملة من القواعد ، تدور من حولها رحى العلوم الشرعية . هل يمكن أن نعدّ مثلا مراجعات محدث العصر الشيخ الألباني رحمه الله لبعض الأحاديث ، بحيث يضعّف الصحيح ويصحح الضعيف ضربا من هذا الاجتهاد ، في رأيي لا ، لأنه يتم داخل المنظومة ذاتها وباستعمال الأدوات ذاتها ، فالأمر لا يعدو أن يكون إستدراكا . **** أمّا عن حديث علي _ كرم الله وجهه_ أما الكتاب والسنة فنعم أما سيرة الشيخين فلا ، فلقد اجتهدا وأنا سأجتهد مثلما اجتهدا، فيرجى مراجعة صحتها ، إذ يبدو لي تفرد اليعقوبي بروايتها لبعض الدواعي الإيديولوجية . **** مع تحياتي زين الدين |