مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : هادمة الخدر وهاتكة الستر    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 زهير 
5 - مارس - 2008
هذه قصيدة من نوادر الشعر، نقلها إلى العربية نظما المرحوم مهدي أحمد خليل (1875 – 1934م) والقصيدة في الأصل مكتوبة باللغة الإنكليزية بقلم العاهرة نفسها وهي على فراش الموت في الثانية والعشرين من عمرها. وقد أوصت أهلها أن يكتبوا القصيدة على قبرها، وقام بترجمتها عن اللغة الإنكليزية صديق الشاعر  جلال بن محمود بن عزب، وتولى مهدي أحمد خليل نظمها شعرا. والقصيدة منشورة في الموسوعة الشعرية، في ديوانه، وليس له في الموسوعة سوى قصيدتين هما هذه القصيدة، وقصيدة أخرى عدد أبياتها (39) بيتا. وبين يدي الآن الطبعة الأولى لهادمة الخدر، وتاريخ النشر فيها (رمضان 1352 يناير 1934) وهذا يعني أنها نشرت عقب وفاته بأيام، لأن النشرة تتصدرها صورة الشاعر مذيلة بتاريخ وفاته عام 1934م. وبترجمة موجزة للشاعر وفيها أنه ولد يوم 15/ نوفبر/ 1875 وتخرج في الأدب والعلم من الأزهر الشريف سنة 1893م ثم فيهما من مدرسة دار العلوم 1898م أمضى أكثر من 32 سنة في التعليم والتفتيش بوزارة المعارف وأحيل إلى المعاش سنة 1931وقد منحته لجنة المسابقات الشعرية شهادة الامتياز في قرض الشعر سنة 1901 ومنحته الحضرة الملكية وسام النيل من الطبقة الخامسة سنة 1923. ومؤلفاته التي طبعت حتى سنة 1934 "أدب المملي" "المطالعة الفصيحة لأمهات اليوم والغد" "تدبير البيت" "جمال الزوجة" "رواية هادمة الخدر وهاتكة الستر" "المحفوظات لمدارس البنات" وقد ساح عدة مرات في الشرق الأدنى وأكثر ممالك أوروبا ..

 1 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الفصل الأول: في أسباب الغواية ونتائجها    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
سَرَت  لِنَواحي النَفسِ مِن جانِبِ iiالخِدر طَـوارِقُ هـمٍّ ضاقَ ذَرعا بِها صَدري
فَـزايَـلـتُـه أَرتـادُ مَـلهىً فَمَرَّ iiبي فَـتـىً  شمتُه يَختالُ في الناس iiكَالبَدر
سَـبـانـي  بِلَفظٍ كان أَشهى مِنَ اiلمُنى وَأَوقَعَ  في نَفسي مِنَ العَفوِ عَن iiوِزري
فَـسـايَـرتُهُ  يَقتادَني الشَوقُ iiوَالهَوى وَبَـيـنَ ذِراعَـيـهِ سَقَطتُ وَما أَدري
حَـبـانـي  المُنى حيناً قَصيراً iiوَبَعدَه رَمـانـي فَـأَصماني بِسَهم مِن iiالهَجر
فَـعـادَ  كَـصَدري ضَيِّقاً كُلُّ ما iiأَرى وَعـادَ بـياضُ الحَظِّ أَسوَدَ من iiشَعري
فَـلَـو  أَنَّ حَـظّـي تَـحتَويهِ iiمَحابِرٌ غَـنـيتُ بِما اِستَمدَدتُ مِنها عَن الحِبر
فَـوَلَّـيتُ  وَجهي شَطرَ مَصرَع iiعِفَّتي وَدابَرتُ وَجهَ الصَونِ في الزَمنِ النَضرِ
وَقـارَفـتُ فـي رَيق الشَبابِ iiمَخازِياً أَلَـحَّـت عَلى ما كانَ من شرفِ iiالقَدر
مَـرابِـعُ  مـجـدٍ أَقـفَـرَت iiجَنَباتُها فَـأَمـسَت خَلاءً من عِفافٍ ومن iiطُهر
جَـهِـلـتُ  طـباعَ الكائِناتِ فَلَم iiأَزل أُدَنِّـس فَـرشَ الطُهرِ عَن طُرُقِ iiالسِر
وَقـد  كـانَ من نَقص التَجاريبِ iiأنَّني جَـهِـلت  بِأَن السِرَّ يُفضي إِلى الجَهر
طَـهـارَةُ  نَـفـسٍ رُعـتُها iiبِغَوايَتي فَـوَلَّـت عَـلى حكم البِغاء من iiالذُعر
بِـمـال مُـبـاعٍ بِعت عِرضي سَفاهَةً وَلـم  أَدرِ أَن الـعِرضَ خَيرٌ من iiالتِبر
فـُجـورٌ سَـرى في النَفسِ وَهيَ iiتَقِيَّةٌ فَـكـانَ  سَـواداً فـي خَـلائِقي iiالغُرِّ
نـكـثتُ  بِعَهدي لِلفضيلَة فاِغتَدى iiاِف تِـضـاحـي  جَـزاءً لِلخِيانَةِ iiوَالغَدرِ
إِذا اِسـتَـمرَأَت مَرعى الغَوايةِ iiأَنفسٌ فَـهَـيـهاتَ  أَن تَنكفَّ بِاللَومِ iiوَالزَجر

*زهير
5 - مارس - 2008
الفصل الثاني: في وصف المومس لنفسها في سبع سنين قضتها في الدعارة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وَسـبـع سِـنـينٍ كنتُ فيهِن iiلَبوَةً تَصولُ عَلى الأَغرارِ بِالنابِ وَالظُفرِ
جَـدعـتُ بِها أَنفَ العفافِ iiوَهتَّكت اكـفُّ  الخنا ما كانَ دوني من iiسِتر
أَطـوِّف فـي كُـلِّ الـبِقاعِ iiكَأَنَّني أُفـتـش عن عقد تَناثَر من iiنَحري
عَـلـى مَـهَل أَمشي الإِوَزّى iiتَدَلُّلا كَـأَنّي أَقيسُ الأَرضَ بِالشِبرِ iiوَالفِتر
تَـقـاذَف جِسمي في النَهارِ شَوارِع وَإِن  جَـنَّ لَيلي جَنَّني مَوبِق iiالعَهر
فَأَصبَحتُ سِرّاً باتَ في الناسِ iiفاشِيا وَقد كُنتُ من قَبل الخَنا بَيضَةَ الخِدر
وَقـد  كـانَ لي ذِكرٌ تَضَوَّع عِطرُه فَـأَصبَح  في الآذانِ وَقراً عَلى وَقر
وَقَـد كـانَ صَـدري مَوطنا iiلِمَبَرَّةٍ وَعطفٍ فَأَمسى مَوطنَ الكيد iiوَالخَتر
وَكـنتُ  عَلى عَهد اِعتِزازي iiبِعِفَّتي أَعـيشَ  بِفينانٍ من العَيشِ iiمُخضَر
لِـمَـثوى  البَغايا أَسلَمتني iiغَوايَتي لـحـريَّـةٍ أَنكى لِنَفسي من iiالأَسرِ
أتـاجـر في عَرضي وَأَسخو iiبِبَذلِهِ لِـكُـلِّ فَـتـى يَسخو بِنائِلِهِ iiالغَمر
تُـداوِلُـنـي  الأَيـدي كانيَ iiسِلعَةٌ يغالي  بِها التجارُ في السوم iiوَالسِعر
كَـأَنّي  لِسوءِ الرَأي قَد عُدتُ iiطِفلَةً تَـنَـقَّلُ من حِجر لِحِجر إِلى iiحِجر
كَـأَنّـي  لـطرّاق المَواخير iiمحزَمٌ تَنَقَّلَ  من خَصر لِخَصر إِلى iiخَصرِ

*زهير
5 - مارس - 2008
الفصل الثالث: في تصنع الحسن    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
إِذا زُرتَـنـي ظُهراً فَقَد زُرتَ iiبَوَّةً وَفي اللَيلِ اِذ تَأتى تَرى طَلعَة البَدر
تَصَنَّعتُ  فيهِ الحسنَ وَالحُسنُ iiزُبدَةٌ إِذا واجَهَتها الشَمسُ ذابَت من iiالحرِّ
لـعـمـرُك  إِن المَومساتِ iiبَراعِمٌ تَـفَـتَّـح  لَيلا ثُمَّ تذبُل في الظُهر
خُـلِـقـن جُنوداً لِلشَياطينِ iiوُكَّلَت بِسلبِ  التقى وَالعزِّ وَالعَقل iiوَالوَفر
لَـهُـنَّ  لَـجـاجـاتٌ شِدادٌ iiكَأَنَّها لَجاجَةُ  ربِّ البَيتِ في آخر iiالشَهر
وَيَـشـقـى  لَـدَيهِنَّ الغَوِيُّ iiكَأَنَّه وَقد  نالَ مِنهُ الذُلُّ مُستَخدَم مِصري
وَمـن  عـجب يُجدي وَتَلقاه iiماثِلا بِـذِلَّـةِ مُـسـتَجدٍ وَوففةِ iiمُضطَر
يُجازي  الفَتى وَصلا بِوَصل iiفَمالَه أَبـاحَ  الـرِبا حَتّى حَباهُنَّ iiبِالتِبر
تَـجـودُ عَـلـى تِلكَ البَغايا iiأَكفُّه بِما قَصَّرت عَنهُ يَدُ النيلِ في مِصر

*زهير
5 - مارس - 2008
الفصل الرابع: في مخالفة ظاهر المومس لباطنها    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وَلـي ظـاهِرٌ في الحُبِّ يَحلو iiمَذافهُ عَـلـى أَنَّـه يُطوى عَلى باطِنٍ iiمُرِّ
يُـلايـنُ عُـشّـاقـى لِسانٌ iiمُخادِع وَوَجـهٌ  عَلاه زائِفُ الحُسنِ iiوَالبِشر
أَضـاحِـكُ  زيـداً بِـاللِسان وَإِنَّني لأَقـصـدُ عَمراً حينَ أَرنو إِلى iiبَكر
تَـكَـلَّـفتُ  لينَ الطبعِ لِلغُرِّ iiخُدعَةً وَلـكِـنَّـه  قَد شَفَّ عن خُلُق iiوَعر
يَـرانـي  نَسيمَ الرَوضِ لُطفاً iiوَرَفَّةً وَلـكِـنَّـني  أَقسى فُؤاداً من iiالدَهر
أَقـولُ لَـه لا تَـنـأ عَـنّي iiفَساعةٌ بِـبُـعدِك عن عَينَيَّ أَطولُ من شَهر
وَإِنَّـك  فـي أَهـلـيكَ إِن بِتَّ iiلَيلَةً يُـخاصِمُني  نَومي إِلى مَطلَع iiالفَجر
وَجَـنـبِـيَ  يَـنـبو عن حَشايا iiوَثيرَةٍ وَدَمعيَ  طولَ اللَيلِ من فَوقِها iiيَجري
فَـلَـم  أَرَ إِنـسـاناً سِواكَ iiيَروقني فَـأَنـتَ لَديَّ التِبرُ وَالناسُ iiكَالصُفر
فَـزَيِّن بِتاجِ الماسِ رَأسي لكى iiتَرى ضَـيـاءَ هلالٍ فَوقَ لَيلٍ من iiالشَعر
وَكَـثِّـر  بِـعِقدِ الدُرِّ فيكَ iiحَواسِدي لِيَهلِكن  غَيظاً حينَ يلمَعُ في iiصَدري
وَضع  فَتخَةً في خِنصَري لِتَكونَ iiلي مـذَكِّرَةً  إِن كنتَ تَعزُب عن iiذِكرى
وَمـا أَنـسَ مِـلأَشياء لا أَنسَ نائِلا جَـنـيـتُ  جناهُ من أَنامِلك iiالعَشر
لـسـاني  وَقَلبي إِن وَفيتَ بِمَوعدي شَـريـكان  في بَذلِ المَوَدَّةِ iiوَالشُكر
ثَـنـاءٌ بِـهِ طـاشَت نَواحيِه iiلِلجَدا فَـآنَـسـتُ  مِنهُ البَحرَ يَقذِفُ iiبِالدُرِّ
هـو المَدحُ يَستَهوي الضِعافَ iiوَإِنَّهُ سَبيلُ اِعتِصار المالِ من راحَةِ الغُمر
فَـلَـم يَـغـدُ حَـتّى آب أَوبَةَ iiقائِدٍ وَقـد خَـفَقت من فَوقه رايَةُ iiالنَصر
حَـمِـدتُ  لَـهُ عودا فَقَد جاءَ iiشَيِّقاً بِشَتّى  من الأَنداءِ جَلَّت عن iiالحَصر
وَلـكِـنَّـهـا نُعمى وَإِن جل iiقَدرُها تـقـابـلُ في عُرفِ الدَعارَةِ بِالكُفر
وَمـن رامَ مَحضَ الوُدِّ من قلبِ iiمومِسٍ فَـقَد رامَ نَبعَ الماءِ من ضَرَمِ iiالجَمرِ
*زهير
5 - مارس - 2008
الفصل الخامس: في صيد مال الشبان    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وَفَـفتُ إِلى الشُبانِ في كُلِّ iiمَرصَد لأُنـشِـبَ  أَظفاري بكلِّ فَتى iiمُثرِ
وَقد  صدتُ مِنهم طائِرَ المالِ iiبَعدما نَـصَبتُ لَهم أُحبولَةَ الخَتلِ iiوَالمكر
وَمـن  بَعضِ أَشراكي لَدَيهِم iiتَدَلُّلي وَتَـفـتـيرُ أَجفاني وَمُبتَسَم iiالثَغر
فَـتَحتُ لِصَيدِ المالِ حِجريَ iiبَعدَما وَأَدتُ بَناتِ الطُهر في ذلِك iiالحِجرِ
وَبي  من هَوى الدينارِ حُبٌّ iiمُبَرِّحٌ وَمـا بـي مِن حُبٍّ لِزيد وَلا عَمرِ
وَوا عَـجَـبا مِنهُم يَعودونَ بَعدَ iiما تَرَكتُهموا خِلواً مِنَ البَيضِ وَالصُفر

*زهير
5 - مارس - 2008
الفصل السادس: في ضياع المال من المومس    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وَلـكـن هـذا الـمـالَ طارَ iiمُبَكِّرا كَما طارَت الغِربانُ صُبحا من iiالوَكرِ
ظَـفِـرت  بـيسر لَم يَدم لي iiزَمانُهُ وَيـا رُبَّ عُـسر جاء في أَثر iiاليُسر
وَيـا لَـيتَني أَعدَدتُ بَيضَ دَراهِمي لِـتَـخـفـيفِ  آلامي بِأَيّاميَ iiالغُبرِ
فَـكَـفـي أَساءَت عِشرَةَ المالِ ضَلَّةً وَلَـم  تُـبـقِ من كُثر لَدَيَّ وَلا نَزر
رَماني  الهَوى في حِجر خِبّ iiمُخادِع تَـمَـلَّكني بِالحُبِّ من حَيثُ لا iiأَدري
أَهَـشُّ  إِذا مـا زارَنـي iiمُـتَفَضِّلا وَإِن غابَ عَنّي عيلَ في بُعده صَبري
وَكـم  لَـيـلَةٍ أَنحى لِقَلبي iiوَمَسمَعي بِسَهمَين  من هَجر مُمِضٍّ وَمن iiهُجر
وَفـي  لَـيلَةٍ أَنحى عَلى المالِ iiخِفيَةً وَوَلّـى  بِـما أَبقَيتُ لِلدَّهرِ من iiذخر
فَـبِـتُّ  وَذلُّ الـفَقرِ يُقلقُ iiمَضجَمي وَيُسـلِـمـنـي همُّ الدُيونِ إِلى الفكر
إِذا مـا جَـمعتَ المالِ من غير iiحِلَّه فَـإِن قُـصارى ما جمعتَ إلى iiالنَثر

*زهير
5 - مارس - 2008
الفصل السابع: في انتقام المومس لنفسها من الشبان بالعدوى    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تَـجَـمَّـعَـتِ الأَمراضُ فيَّ iiفَهِجتُها أَبـابـيـلَ  تَـرمى كُلَّ مُستَهتَرٍ iiغِرِّ
فـادخـلُـه الماخورَ خِلوا من iiالضَنا وَأُخـرجُـه والـداءُ في جِسمِهِ يَفري
فَـكـم  سـيـلانٍ من أَخيه رَمى iiبِهِ إِلَـيَّ  فـكان السمَّ في جَسدي iiيَسري
وَمـن قَـبـلـه أَزجى إليَّ ابنُ iiعمه جَـراثيمَ  سُلَّ بتن يَرعَين في سَحري
وَقَـفّـى  عَـلى آثارِهِ بَعضُ iiصَحبه بِـحُمّى تَبيتُ اللَيل في أَعظُمي iiتَبري
عَـوامِـلُ  جَـزم لِـلـحَـياةِ iiوَإِنَّها لأَنـكى  بِجُثماني من البيضِ iiوَالسُمر
عِـصـابَةُ بَغى مَزّقت ثَوبَ iiصِحَّتي فَـلا  غَـروَ إِمّـا قـمتُ آخذ iiبِالثَأرِ
بَـلـيت  بِلى الأَطلالِ إِن لَم أَرُعهُمو بِـمُـخـتَلِفِ الأَدواءِ تَأكلُ في iiالعُمر
أُعـاقبـهـم  كـي لا يَعودوا iiوَإِنَّه مـن  الحَزمِ عِندي دَفعُك الشَرَ iiبِالشر
عَـدَتـني  المُنى إِن كُنتُ أُشفِق iiمرَّةً عَـلـى  خائِن عَهدَ الفَضيلَة iiوَالطُهر
وَكلُّ امرىء يَجني عَلى الطُهر وَالتُقى فَـعَـمّـا قَـلـيلٍ مِنهُ يَنتَقِمُ الزُهرى
*زهير
5 - مارس - 2008
الفصل الثامن: في نصيحة المومس للشبان الأغرار    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
نَـصـحتُ  إِلى الشبانِ أَبغي iiسلوكهُم سَـبـيـلَ رشـادٍ في الحَياةِ بِلا iiأَجر
هـمـو  اِستَعبدتهُم في الخَنا iiشَهَواتُهم وَيـا  رَبَّ عـبـدٍ في ثِياب فتى iiحُر
تَـراهُـم بِـمَثوى الموبِقات iiتَزاحَموا تَـزاحمَ  أَسرابِ الهمومِ عَلى iiصَدري
أَراهـم  بِـسوقِ اللَهوِ باعوا iiرَشادَهم وَلـم  أَر في سوقِ المَحامِدِ من iiيَشري
يكرّونَ  في مَثوى المَخازى فَإِن iiدُعوا لِـمـأثرَةٍ  حـثّوا المَطايا عَلى iiالفَرِّ
هـمـو اِمـتَلَئوا إِلّا من العِلم iiوَالحجا وَهـم فَـرَغـوا إِلّا من الزَهوِ iiوَالكِبر
إِذا  هَـبَـطوا قالوا القَضاءُ وَإن iiعَلوا يَـقـولـوا بِأَن الفَضلَ لِلعَقلِ iiوَالحِذر
وَأَحـيـاءُ  بِـالأَجـسامِ مَوتى بِأَنفُسٍ يَـعـيـشـون كَـالأَبقارِ لكن بِلا iiدَرِّ
وَبـي مـنـهـمـو وجدٌ تَأَجَّجَ iiمِثلَما تَـأَجـجـت  النيرانُ في منيةِ iiالغَمر
وَهـم  فـي عيونِ المَجدِ أَشبهُ iiبِالقَذى وَهـم  فـي خُدودِ الفَضلِ أَشبهُ بِالبَثر
بِـمَـنـظـرِهـم تَقذى العيونُ وَإِنَّهُم عـلـى  خِفَّةِ الأَحلامِ أَثقلُ من iiصخر
سـوادُ نـفـوسٍ تحتَ بيضِ مَعاطِفٍ وَنـتـنُ خـلالٍ تَـحتَ نافِجَةِ العِطر
أُقَـلِّـبُ  طَـرفى في البِلاد فَلا iiأَرى أخـا  ثِـقَـةٍ مـنـهم أَشُدُّ به iiأَزرى
مَـلِـلـتُ حَـيـاتي بَينَ قَوم حَديثهُم يَـدورُ  عَـلى الأَزياءُ وَالخَمر وَالقَمرِ
وَما  كان صَوتُ الرَعدِ في سوءِ iiوَقعِهِ بِـاَوقَـرَ  لِـلآذانِ مـن كاذِبِ iiالفَخر
هـمـو  رَهـنوا حَتّى المَساكِنَ iiخِفيَةً لـكي يُنفِقوا الأَموالَ في اللَهوِ iiوَالسُكرِ
إِذا مـا سَـكَنتَ القَصرَ وَالرَهنُ مُغلَق فَـقَـصـرُك  في العَينَين أَشبَهُ بِالقَبر
وَرُبَّ اِبـتِسامٍ شَفَّ عن مُضمَرِ iiالبُكى وَرُبَّ  يَـسارٍ شَفَّ عن مُضمَرِ iiالعُسر
غِنى  النَفسِ بِالتَهذيبِ أَجدى من الغِنى بِـمـال  يَـسوقُ المُسرِفين إِلى الفَقر
فَـإِن عِـشـتُ لَم أَترك تُراثا iiلِوارِثٍ تَـبـدِّدُه كَـفـاه فـي بُـؤَر iiالـعَهر
إِذا الـعِـلمُ لَم يَثنِ النُفوس عَن الهَوى فذو  الجَهل بَينَ الناسِ خَيرٌ من iiالحِبرِ
وَحُـسـنُ الـفَتى بَينَ الوَرى iiبِخِلالَه كَما أَن حسنَ الرَوضِ في عاطِرِ النَشر
وَمـا خَـيرُ عَقلٍ لا يَصونُك من iiأَذى وَمـا خَـيـرُ عَينٍ لا تَقيكَ من iiالعَثر
وَصَـعبٌ  تَرَقّي المَرءِ في دَرَجِ iiالعُلا وَسَـهـلٌ تَدَلّي المَرءِ في دَرَكِ iiالحَدر
هـو  الـهَـمُّ مِـقراضُ الحَياةِ iiوَإِنَّما يَـطـولُ رِشاءُ العُمرِ بِالصَفوِ وَالبِشر
وَإِن أَصـلَحَ الحرمانُ من شَأنِ iiناشئ فَـذلـكـمـو  الحِرمانُ نَوعٌ من iiالبِرِّ
تَـنـمُّ عَـلـى أَصلِ الفَتى إِن iiجَهلتَه خِـلالٌ كَـمـا نَمَّ الأَريجُ عَلى iiالزَهر
مَـسـاءَةُ زيـد فـي مَـسَـرَّةِ iiخالِد وَان اِبـتِـسامَ الزَهر من مَدمع iiالقَطر
إِذا الأُمُّ لَـم تُـنـجِـب فَلا دَرَّ iiدَرُّها وَيـا  رَبَّ نَـسل كانَ شَرّاً من iiالعُقرِ
بَـنـو وَطـن الاِنـسـانِ أَولى iiبِبِرِّه وَأُمُّ  الـفَـتـى أَحنى عَلَيهِ من iiالظِئر
وَنُـصحُ  الفَتى أَعمى بَصيرَتَه iiالهَوى يَـراهُ ذَوو الأَحـلامِ ضَرباً من iiالهَذر
هـو  الـغِـرُّ يَدري ما بِمَنزلِ iiغيره وَلَـيـسَ بِـمـا يَجري بِمَنزله يَدري
جَـبـانٌ إِذا اِسـتَـنـجَـدتَه لَعظيمةٍ وَاِجـرَأ  مـن لَـيثٍ بِخَفّانَ في iiالشَر
لَـعَـمـرُكَ  مـا أَدري إِذا ما نَظَرتُه أَكـانَ فـتىً ما شِمتُ أَم دُميَةَ iiالقَصرِ
فـتـىً  راقَـهُ لُـبسُ القَباطي iiوَإِنَّها لأَخزى له في الناسِ من مَلبَس iiالطِمر
وَفَـخـرُ الفَتى بِالنَفسِ لا الجِسمِ iiإِنَّني أَرى  الفَضلَ في الأَثمارِ لِلُّبِّ لا iiالقِشر
وَيـفـضُل  ثَوبُ القُطنِ ثَوباً iiمُبَرقِشا مـن الـخَزِّ لا يَحمي من الحر iiوَالقُرِّ
وَمـن  حَـكَّمَ الاسرافَ في ذاتِ iiمالهِ رمـته  عَوادي الدَهر بِالبُؤس والعُسر
عَـلـى المُسرِفينَ اقضوا بِحَجرٍ iiفَإِنَّهُم أَحـقُّ  من الأَطفالِ في الناسِ iiبِالحَجر
فَـكـم  آل بِـالإِسـرافِ كُـثرٌ iiلِقِلَّةٍ وَكَـم قِـلَّـةٍ بِـالقَصد آلَت إِلى الكُثرِ
وَبالمالِ صونُ الدينِ وَالعِرضِ iiوَالنُهى كَـما  أَن صونَ العَينِ بِالهُدب iiوَالشَفرِ
وَمـن  بـاعَ أَخـراه بِـدُنـياهُ iiطالِبا مُـعَـجَّلَ  رِبحٍ باءَ في الناسِ بِالخُسرِ
وَمـن  كـانَ أَتّـاءَ الـبَـغايا iiفَأُختُه سَـتَـقفو  خطاه في البِغاء عَلى iiالإِثر
*زهير
5 - مارس - 2008
الفصل التاسع: في الأسف على ما فات وطلب الغفران    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وَلِـلـغـيـدِ  دولاتٌ تدولُ iiوَتَنقَضي إِذا  وَلَّـت الأَيّـامُ بِـالـحِبرِ وَالسِبر
وَهـل  تَـرجِـعُ الأَيّامُ عَزّيَ بَعد iiما بَـنيتُ بِها صَرحَ العفافِ عَلى iiالكَسرِ
وَهل  يغسِلُ العارَ الَّذي اِنتابَ iiسُمعَتي مَـعـاذيـرُ خطت سَطرَها قِلَّةُ الخُبر
وَهـل راجِعٌ ذاكَ الشَبابُ الَّذي iiمَضى فَـأَرجـعَ  فـيـهِ لِـلعَفافِ iiوَلِلطُّهر
وَلـى  العُذرُ في بِدءِ الصَبابَةِ وَالهَوى وَلـكِـن عَـليَّ الذَنبُ في آخِرِ iiالأَمرِ
وَإِن  كُـنتُ في الماضي أَسَأتُ iiلِعِفَّتي فَـقَـد  جِئتُ أُدلى الآنَ لِلطُّهرِ بِالعُذر
فَـغُـفـرانَـك  الـلَهُمَّ ذَنبي iiتَفضلا فَعاصيكَ  أَولى الناسِ بِالصَفحِ iiوَالغَفرِ
كـفـانـي مـن التعذيب ما قد iiلقيته من  العيش بين العار والخزي iiوالفقر
وَفُـقـدان  عزى في البَغاءِ iiوَصحتي وَسُكنايَ بَعدَ القَصر في الموحِشِ القَفر
*زهير
5 - مارس - 2008
الفصل العاشر: لسان حال المومس في القبر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ثَـوَيـتُ بِـقَبري بَعدَ عِشرينَ iiحِجَّةً وَثـنَتين  كانَت مَبعَثَ البُؤسِ iiوَالشَرِّ
دَفـنـتُ  بِـهِ آلامَ نَـفسي وَقبل iiذا دَفـنـتُ بـهِ الآمالَ في رَيِّقِ iiالعُمر
أَوَيـتُ إِلى فَرشٍ من التُربِ كانَ iiلي بِـهِ  راحَـةٌ مِـمّا أُعاني من iiالضُرِّ
أَلا فـي سَـبيلٍ اللَهوِ عُمرٌ iiتصَرَّمَت حَواشيهِ  بَينَ الطَبلِ في اللَهو iiوَالزَمر
فَـلا  تَـطلُبا في مَتجَرِ الحُبِّ iiمَكسَبا فَـوَالـعَصرِ  إِن العاشِقينَ لَفي خُسر
إذا ما زرعت العرف في قلب مومس فـإنـك  لا تجني سوى شائك iiالنكر
*زهير
5 - مارس - 2008

 
   أضف تعليقك
 1