التباين الوزني ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
2- التباين الوزني: ونعني به اختلاف صَدْر البيت عن عَجُزه، طولاً وقِصَراً، وخفّةً وثقلاً، اختلافاً بيِّناً يُغيّرُ من طبيعة الأوزان، بل ويجعل من الأوزان البسيطة التركيب (المتماثلة التفاعيل) أقربَ إلى الأوزان المركّبة، وذلك بسبب الاختلاف ما بين تفعيلتَيْ العَروض (آخر الصدر) والضّرْب (آخر العجُز). وقليلةٌ هي الصور الإيقاعية للبحور، التي يتماثل شطراها تماثُلاً تامّاً أو شبه تام. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يتباين الصدر عن العجز في صورتين من صور البحر الطويل الثلاث، طولاً وقِصَراً، وخفّةً وثقلاً: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعِلُن ** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعِيلُن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعِلُن ** فعولن مفاعيلن فعولُ فعولُن حيث تتَّسم قصائد الصورة الأولى بحركتها البطيئة المتثاقلة، لانتهائها بثلاثة مقاطع ممدودة ( / /ه /ه /ه )،كما في قول أبي فراس الحمداني: أراكَ عصِيَّ الدمْعِ شيمتُكَ الصّبْرُ ** أما للهوى نَهْيٌ عليكَ ولا أمْرُ بينما تتسارع الحركة في أعجاز الصورة الثانية لقصرها، وانتهائها بعددٍ من المتحرّكات المتتالية ( ///ه/ه )، كما في قول المتنبّي: لَيالِيَّ بعْدَ الظاعنينَ شُكولُ ** طِوالٌ ، وليلُ العاشقينَ طويلُ وذلك مقابل صورة واحدةٍ منه، يتطابق فيها تركيبُ الصدر مع العجز: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعِلُن ** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعِلُن كما في قول النابغة الذبياني: كِليني لِهَمٍّ يا أُميمة ناصِبِ ** وليلٍ أُقاسيهِ بطيءِ الكواكِبِ كما يتباين الصدر عن العجز في سبعٍ من صور البحر الكامل التسع. ونمثّل لذلك بهاتين الصورتين: متفاعلن متفاعلن متفاعلن ** متفاعلن متفاعلن فعِلاتن متفاعلن متفاعلن متفاعلن ** متفاعلن متفاعلن فعْلن فمِمّا كُتِبَ على الصورة الأولى؛ قول شوقي: يا أيُّها السيفُ المُجَرَّدُ بالفَلا ** يكْسو السيوفَ على الزمانِ مَضَاءَ تلكَ الصحارى غمْدُ كلِّ مُهنّدٍ ** أبْلى فأحسَنَ في العدوِّ بَلاءَ وعلى الصورة الثانية؛ قول أبي دهبل الجُمحي: عَقِمَ النساءُ فما يَلِدْنَ شبيهَهُ ** إنّ النساءَ بمثلِهِ عُقْمُ نَزْرُ الكلامِ منَ الحياءِ، تَخالُهُ ** ضَمِناً، وليسَ بجسمِهِ سُقْمُ |