مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : دمشق بين الثقافة والسياسة (( أتركوا الثقافة والفنون لأهلها))    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 جميل 
19 - يناير - 2008
دمشق 2008 تحمل على اكتافها حملين ثقيلين لن تكون عاجزة عن حملهما بل ستنجح بذلك بتاريخها وحضارتها الغنية...
.دمشق عاصمة الثقافة العربية حيث لبست  مع بداية العام الحالي تاج الثقافة العربية لتكون عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 ولن نطيل الكلام عن دمشق وارثها الغني ثقافيا لان ما تملكه دمشق من مكنون ثقافي وتراثي واثري يجعلها على الدوام متربعة على المدن الثقافية والاثرية وغيرها من عوامل حضارات البشر وعلى المستوى العالمي وليس العربي فقط....
وبالمقابل ستكون دمشق عاصمة السياسة العربية ايضا حيث ستكون مسرحا لانعقاد القمة العربية في اراضيها في الشهر الثالث  ( اذار) من هذا العام...
واذا كان المثقفون العرب قد بدأوا يتوافدون إليها للمشاركة في احتفالية دمشق الثقافة فأن الزعماء والسياسيين العرب سيحطون رحالهم فيها بعد حوالي شهرين من الان في واحدة من اهم القمم العربية على الاطلاق في ظل تزايد الخلافات العربية والمشاكل العربية وازدياد التدخل الاجنبي في امتنا العربية....
بهذا تكون دمشق 2008 عاصمة العرب الثقافية والسياسية  مما يجعل دمشق تلبس وجهين مختلفين عن بعضهما : وجه الحضارة والارث الثقافي ووجه الابداع والشعر والمسرح والرسم وما الى ذلك من تراث ثقافي لا يعرف الحدود ولا يعرف الخلافات ولا يعرف سوى الابداع  وبالمقابل ستكون مكانا للسياسة ومصالحها وارتباطاتها ومشاكلها....
دمشق التي لا تريد ربط الثقافية بالسياسة لكن هناك من يريد ان يربطهما ....
لن نتحدث كثيرا لكننا نسأل لماذا هناك من نادى فيروز بعدم الغناء في دمشق.....
هل دمشق عاصمة لدولة عدوة للعرب ام انها كانت عاصمة لاكبر دولة عربية حين حكم الامويين ...هل دمشق عميلة لدول الاحتلال ام انها مقاومة ضد الاحتلال...هل دمشق عدوانية ام معتدى عليها....
ثم نقول هل الدمشقيون خصوصا والسوريون عموما هم سياسيون حتى يطلب من اصيلة الطرب العربي من عدم الغناء في دمشق....
ليس السوريين كلهم سياسين وحتى السياسيون لهم الحق في رؤية فيروز تصدح في ارضيها....دعوا الفلاح والعامل والمدرس والشاعر والكاتب والطفل وربة المنزل يستمتعوا بسفيرتنا نحو السماء ولا تنغصوا عليهم فرحتهم بعد غياب فيروزي طويل عن دمشق ....دعونا ننسى السياسة التي امتهنها البعض لتحقيق مصالح شخصية والتي اعتبرها البعض مكانا للشهرة في زمن نرى فيه الكثير من الزعماء الوهميين والقنوات التي تطلعنا باناس لا نعرف عنهم اي شي....
ابتعدو عن الثقافة يا ارباب السياسة ان كنت ستجروها لمصالحكم  ....فالشاعر والمطرب والكاتب والرسام والباحث والمدرس ليسوا ضمن حساباتكم ....اتركوا الثقافة لاهلها والتفتوا الى المشاكل التي من الواجب ان تحلوها....اتركوا الثقافة للمثقفين وهم ادرى باحوالها ولم يخذلونا مثقفينا على المستوى العربي ولتلتفتوا يا اصحاب السياسة الى انتخاب رئيس للبنان ووضع حد للعنجهية الاسرائيلية ووقف الدم العراقي وما الى ذالك من امور لم تعرفوا طريقا لحلها هي اولى بمناقشتها من مناقشة ذهاب فيروز لدمشق.
دعوا فيروز تفعل ما تريد فعله ففيروز وتاريخها ادرى بما تفعله وهي ليست بحاجة لمن يعطيها مواعظ في  التصرف...
اذهبوا إلى دمشق او اسالوا من سكن دمشق ...هل يمر يوم دون ان نسمع فيروز الصباح....انها طريقنا الى حقولنا ومعاملنا ومدارسنا وجامعاتنا ومكاتبنا ....
فيروز هي واحدة من الامور الغالية في قلوب الدمشقيين وانا واحد منهم....انها احدى وردات الياسمين الدمشقي التي ارتوت يوما من نهر بردى....ان لفيروز في قلب دمشق مكانة لا تقل عن مكانة قاسيون في القلب الدمشقي....
سيري فيروز فانت لست بغريبة في دمشق وانت تدركين ذلك فانت ذاهبة الى البيت الذي احبك ورعاك وجعلك واحدة من افراده... غني لدمشق وغني للمطر وغني للفرح .... غني لنا ((عاد الصيف ياشام)) و((اقرأي مجد دمشق)) للذين لا يعلمون ....و((سائلي الشام)) كما كنت تفعلي سابقا...واصدحي(( بشام ياذا السيف)) ....وتذكري ((طالت نوى وبكت)) لتخبري الشام ان اهلها احبائك ولا تنسي كيف(( نسمت من صوب سوريا الجنوب ))وكيف ((مر بك واعدا وعد))ا....ولا تنسي كيف ((كللت بالغار دمشق))....
ودلعي دمشق بالشام فالشام هو الاسم الذي يحبه الدمشقيين لدمشق والشام هي الارض التي احبتك وبادلتها الحب....
اهلا بك في دمشق يا فيروز واعلمي ان سيارتك ستمشي ولن تتوقف ولن تكوني بحاجة لغناء هل ((السيارة ما عم تمشي)) بل ستمشي سيارتك متجاوزة حدود المصنع وحدود السياسيين الرافضين لمجيئك لكنك كوني على ثقة بأنك  لن تستطيع ان تتجاوزي حشود المحبين لك في دمشق قبل ان تنالي ملايين القبل وملايين الزهور وملايين الشموع التي ستضاء لك من اجل اطالة عمرك...
جميل لحام                          
سوري مقيم بالامارات كاتب في بعض الصحف الاماراتية والسورية


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
السلام والتقدير    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
السلام والتقدير لجميع كتاب وقراء الوراق واعتذر عن غيابي الطويل بسبب بعض المشاغل التي لم تمنعني بأي حال من قراءة ما ينشر في الوراق ....اتمنى التعليق على هذا الموضوع ومعرفة اكثر من رأي حول ما كتب عن زيارة فيروز لدمشق بين مؤيد ومعارض....اختم سلامي بالتحية الخاصة للغالية ضياء متمنيا منها ان (( تفرك اذني )) حين اتأخر عن موقع الوراق
*جميل
21 - يناير - 2008
الصباح الجميل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
صباح الخير أستاذ جميل : يسعدنا دائماً أن نتابع أخبارك وأن نشاركك حماسك وصخب مشاعرك المحقة والصادقة . سأترك موضوع فيروز ، الذي سبق أن أبديت رأيي به ، لأسألك في موضوع آخر كونك رياضياً ومن المهتمين بالرياضة فما هي توقعاتك حول مباريات كأس الأمم الأفريقية التي تبدأ اليوم في غانا ؟ جواد يتوقع فوز المغرب وهو يعتمد برأيه على متابعته الأخيرة للمباراة التي لعبتها المغرب ضد فرنسا هنا في باريس ! 
 
هذا السؤال موجه أيضاً للأستاذ عبد الحفيظ وزكريا ( رغم أن شهادتهما ستكون مجروحة لو كانا من رأي جواد ورغم أني لا أتوقع شيئاً آخراً ) . اعطونا رأياً موضوعياً .  
 
وسلامي إلى الوالدة الغالية وتمنياتي لها بالصحة والسلامة بمناسبة الأعياد والسنة الجديدة .
*ضياء
21 - يناير - 2008
تحية رياضية..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحية  رياضية طيبة الأستاذة ضياء والأستاذ جميل .
* بخصوص " موضوع الفنانة القديرة فيروز" أرى أنها صاحبة  القرار الأول والأخير ، وأنه من الغباء أن يتدخل بعض سياسيينا
- في العالم العربي - في شؤون شخصية فنية ثقافية كهذه !!! 
* كما أغتنم الفرصة في ضوء  هذه المشاركة لأقترح استحداث مجلس "الوراق الرياضي " يشرف عليه الأخ جميل .
و تحية خاصة (مني ومن زكرياء  ) لجواد ونشاطره تخمينه بخصوص أسود الأطلس خصوصا وأنهم سحقوا ناميمبيا
هذا اليوم بـ 5 -1 . وإذا أردنا أن نكون موضوعيين فيمكن القول أن حظوظ المنتخب المغربي قائمة إلى جانب غانا
الكاميرون وساحل العاج..(ربما )
 
**الدول المشاركة في نهائيات غانا 2008
**المجموعات الأربع :

 
*ملاحظة : سيتأهل في هذا الدور التمهيدي عن كل مجموعة منتخبان .
 
*abdelhafid
22 - يناير - 2008
سلام كروي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
بعد التحية الرياضية  من الاستاذ عبد الحفيظ واقتراحه الرائع بأنشاء الوراق الرياضي مع شكري الكبير له بترشيحي لاكون مشرفا عليه لكني ارى ان هناك من هو اقدر مني لذلك...
 
اما بخصوص سؤال الأستاذة حول بطولة افريقة التي بدأت قبل يومين...فأني أرى ان متابعة جميع مباريات كأس افريقيا متعة بحد ذاتها نظرا لقوة الفرق ونظرا لاختلاف الكرة الافريقية عن الكرة الاوربية وغيرها ....اما بخصوص ترشيح الفرق فأنه من خلال خبرتي الطويلة بالرياضة وبالكرة خصوصا كلاعب ومدرب للاطفال ومتابع ومحلل للرياضة فأني ايقنت بأن الكرة لا تعترف بالفرق الكبيرة ولا تعترف بالذكريات بل تعترف بما يبذله اللاعبون على أرض الملعب وما يعطيعه المدرب من خطط حيث اضحى المربع الاخضر ساحة للخطط والتكتيكات ولم يعد مجرد بساط للعب وحسب...اما اذا سألت مشاعري فأني اتمنى البطولة عربية ولو اردت ان اعطي الكأس لاحدهم فأني اعطيه للمغرب لأني من عشاق الكرة المغربية عربيا والفرنسية عالميا طبعا بالاضافة لمنتخب بلدي سوريا....البطولة صعبة لانها تحوي فرق قوية لا ننسى الكاميرون نيجيريا ساحل العاج وغانا بالاضافة للفرق العربية...
نتمنى البطولة عربية واتمناها مغربية اولا وتونسيا ثانيا وبعدها بنفس الدرجة لمصر والسودان ,,,,,اما بخصوص التوقع فأرى من الصعوبة ان تكون لاحد الفرق العربية.....
 
جميل لحام
*جميل
22 - يناير - 2008
فيروز في الشام    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

 فيروز تروي ظمأ الدمشقيين إلى بردى: ينسى الغفا عيوني إذا بنساكم

دمشق - ابراهيم حميدي      الحياة     - 30/01/2008

حدث غير عادي ان تضرب مدينة ما موعدا مع فيروز ذات مساء. وان تكون دمشق هذه المدينة، فهذا امر ترتعش له جوارح قلوب السوريين. عاد صوت فيروز الى «عاصمة الامويين». وعاد اهل الشام على جناح الشوق الى فيروز... واستراحوا. 
  
مساء الاثنين، كان استثنائيا في " بوابة التاريخ ". كانت قلوب آلاف السوريين تخفق مع اقتراب شهب الليل. بعضهم حاذى بردى الى «مجده»، ونزل آخرون من قاسيون حيث تغفو دمشق. بعضهم بللته قطرات البرد، واستحم آخرون بعطر الياسمين. نسيوا جميعا فروقاتهم وحزموا في معاطفهم الكثير من العواطف لرشها في «دار الاوبرا» على مرمى التاريخ من ساحة بني امية.
 
في الحارات الضيقة من بوابة «دار الاوبرا» الى صالة العرض، استذكر بعضهم اللقاء الاخير بين فيروز ودمشق قبل ثلاثين عاما، وبينها وبين السوريين قبل 21 عاما في «مسرح بصرى» (جنوب البلاد). بينما كان آخرون، وما أكثرهم، متسمرين في منازلهم يتذكرون مواعيد ضربوها مع فيروز قبل عقود وعقود في الهواء الطلق في مسرح معرض دمشق الدولي. واكتفوا بالذكرى والاشرطة المسجلة والحنين، طالما ان الاجراءات والاسعار (بين 20 و200 دولار اميركي) تحول دون تكرار التجربة.
 
تخلى الجميع، ربما الجميع، عن هواتفهم وكاميراتهم. جلبوا هوياتهم الشخصية وارقامهم الوطنية. ووقفوا في خط طويل. تأبط بعضهم بعضا. الغوا مواعيدهم المهمة وامتيازاتهم وجلسوا في المقاعد المتسلسلة في الانتظار. لم لا؟ فيروز تفرض هيبتها، تذيب الفوارق وتكسر الحواجز وتفتح نوافذ للحوار تساوي الجميع في الانتظار والتأهب.
 
كان الموعد الغنائي لفيروز مع «احبابها في الشام اواخر الصيف، ان الكرم يعتصر». لكن المفاجأة انها جاءت في «برد الشتي» وما اعظم هول المفاجأة. ترفع الستارة. تقف «قرنفل» في الزاوية اليمنى لمسرح «دار الاوبر». تحمل مظلتها وتدير ظهرها الى الجمهور. وما ان تلف كتفها، حتى تهتز القاعة بألفي وأربعمئة يد تصفق لفيروز. دوي يصل الى ينابيع بردى حيث جاء «صوتي منك مثلما نبعك من سحبي» وتعرجات قاسيون حيث «ينهمر الصباح».
 
كان التصفيق الاول امتنانا للقاء الاول وتمرينا للموجات الآتية والمرتدة طيلة عرض مسرحية «صح النوم» على مدى ساعة ونصف الساعة. ولعل العنقودة الثانية من ارتجاف جدران الاوبرا كانت عندما فاجأت اهل الشام بقولها «ينسى الغفا عيوني اذا انا بنساكم»، وكأنها تستذكر انها «بالفعل غابت عن اهل الشام، لكن مالي بالغياب يد».
 
بعدها استسلم الحاضرون جميعا الى حضور فيروز، الى هيبتها. وبين الحين والاخر يتجاوبون مع الحوارية النقدية القائمة بين الوالي وقرنفل والجمل السياسية.
 
وعندما صحا من النوم الوالي ( انطوان كرباج) ليقول ان اهالي امارته التي ورثها، أباً عن جد، يتمتعون بـ «حرية التعبير» وعندهم «الحق بأن يصرخوا (في مطالباتهم) والسلطة عندها الحق في سد اذنيها»، راح الحاضرون يصفقون كما هو الحال مع قول مستشار الوالي (ايلي شويري) ان «الدولة تستطيع كشف السرقات عندما تريد» حتى لو لم تكن موجودة.
 
وبدا ان الحاضرين استظلوا فيروز ليرووا ظمأ الاشتياق الى تلك الكلمات المرهفة للاخوين رحباني. تلك المفردات البسيطة التي تلهب المشاعر: لم تسرق قرنفل خاتم الوالي كي توقع فرمانات الموافقة على طلبات فقراء الامارة، بل انه هو «الذي سرقني لأنه ضجران»، وكان يريد اللعب مع الريح. صحيح ان الوالي لم يستطع عقاب قرنفل سارقة الختم لأن القرار غير ممهور بختمه الضائع في «دولة الخشب» لكن «القمر بضوّي دون ختم». ألم تغني فيروز الى سماء الشام: «خذني بعنيك واهرب ايها القمر».
 
يستسلم الوالي الى رحيق قرنفل. ويقرر الخلود الى «النوم كي تختمي (طلبات) الناس كما تريدين». وتنتهي «صح النوم». لتبدأ الجولة الكبرى من التصفيق. يقف الجميع. في الصف الاول الذي ضم نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الثقافة رياض نعسان اغا والصفوف التالية التي جلس فيها كبار قادة الدولة ورجال اعمال كبار وسفراء، حيث ترتفع موجة كبيرة من التصفيق الى فيروز. تقابل الود بتحيتها الملائكية. ولسان الحال كل عضو في «حزب فيروز» يقول: «يا قلب تحملني هم الأحبة ان غابوا وان حضروا».
 
*ضياء
30 - يناير - 2008

 
   أضف تعليقك