مجلس : المعلقات

 موضوع النقاش : المعلقات وأصحابها في ميزان النقد الأدبي النبوي    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
13 - يناير - 2008
المعلقات وأصحابها في ميزان النقد الأدبي النبوي:
موقف الرسول e من الشعر الجاهلي يتضح بجلاء في مجموعة الأخبار والتعليقات الواردة عنه e حول بعض أصحاب المعلقات وشعرهم0
فمن ذلك ما روي عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله e:"امرؤ القيس مذكور في الدنيا منسي في الآخرة , بيده لواء الشعراء إلى النار"
 
[إسناده ضعيف جدًّا، وقد أخرجه أحمد 2/228، وابن عدي: 7/2755، وينظر: جزء أحاديث الشعر: 90 تأليف الحافظ عبد الغني عبد الواحد بن علي المقدسي0تحقيق: إحسان عبد المنان الجبالي-ط-المكتبة الإسلامية، عمان الأردن ط1 1989م]
فهذا القول المنسوب إلى النبي e  يبرز إدراكا واضحا بما كان عليه امرئ القيس في قوله وفعله من من سلوك معروف مقرر، فهو مذكور في الدنيا بجمال صياغاته وروعة تصويراته الشعرية منسي في الآخرة بسبب سلوكه المشين، ومعانيه الفاحشة الماجنة في شعره، وهذا لا يعني هذا موقفًا قادحًا رافضًا للشعر الجاهلي، بل لشعر معين ولشاعر بعينه0
وإذا كان هذا القول المنسوب إلى النبي e قد قرر فيه الموقف القرآني من الشعراء الغاوين، فإنه e يقف موقفًا إيجابيًّا من الشعراء الجاهليين الذين صفت نفوسهم ورقت مشاعرهم فأبدعوا شعرًا إنسانيًّا رائقًا يتفق وتعاليم الإسلام وأخلاقه، ومن هؤلاء الشعراء عنترة الذي رُوي في حقه أن النبي e حين سمع قوله:
         ولقد أبيت على الطوى وأظله      حتى أنال به كريم المأكل
قال e:" ما وصف لي أعرابي قطُّ فأحببت أن أراه إلا عنترة"0
[الأغاني:8/243, ط دار الكتب، وراجع أثر الإسلام في الشعر 41، د/ السيد عويضه, طبع الأمانة سنة 1987م].
وصدق الرسول e فبيت الشاعر ناطق بصبر الشاعر وعزته وعفته- وحكم
 
النبي e هنا عام يدل على معرفته بسيرة عنترة وبطولته ومثُله الخلُقية
 
الكريمة إذ "يغلب على أكثر قصائده الاتسام بالمعنى الخلقي, وإذا كانت
 
البطولة جزءًا من الفروسية والرجولة الحقة, فإن الخلق الكريم من صبر
 
ونجدة وكرم وعفة ورقة وقسوة جزءًا آخر من هذه الفروسية، يتم بالتقائهما
 
تحديد معالم شخصية الفارس الشاعر عنترة بن شداد.[ديوانه: 84]...
 
 
 


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
آثار نبوية أخرى حول المعلقات    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 كما كان e يعجبه قول لبيد بن ربيعة:
           * ألا كل شئ ما خلا الله باطل *:
 
ويأتي تعليقه e على البيت دالا على الاستحسان، فيصفه e بقوله:" أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد" و" أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد "و" إن أصدق كلمة قالها شاعر  كلمة لبيد".   
[رواه مسلم: كتاب الشعر حديث رقم 2، والترمذي كتاب الأدب باب ما جاء في أنشاء الشعر حديث رقم 2849 ]
وما كان هذا الاستحسان إلا لأن البيت يقرر حقيقة من حقائق الإيمان وجد رسول الله
e بيت لبيد دالاًّ عليها ومعبرًا عنها0
ولم تقتصر إيجابية الرسولe تجاه الشعر الجاهلي على الثناء فقط، بل تعدتها إلى الإنشاد، والتمثل، فقد روت عنهe السيدة عائشة قائلة:"كان رسول الله e إذا استراث الخبر تمثل فيه ببيت طرفة:
* ويأتيك بالأخبار من لم تزود *
 [رواه أحمد:6/32 حديث رقم: 69- 24، والترمذي في كتاب الأدب باب 70 حديث رقم 3085]
وتمثله e بهذا القول دليل على إعجابه به ورضاه عنه، ولو كان فيه أدنى شبهة من تحريم لما تمثل به e في المواقف التي كان يأتي فيها الشعر بشفاء الغليل، وذلك بكلام بليغ موجز وبيان ساحر...إلخ
فالرسول e كان يطرب للشعر ويتأثر به ويثني على الخير فيه، ما دام جاء حثًّا على فضائل الأخلاق وكريم الصفات، حتى ولو كان هذا الشعر من شاعر لم يدرك الإسلام أو غير مسلم. د/صبري أبوحسين
 
*صبري أبوحسين
13 - يناير - 2008
تخريج حديث " ما وصف لي أعرابي قطُّ فأحببت أن أراه إلا عنترة "    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الأستاذ الفاضل صبري ،
وصف الشيخ الألباني رحمه الله حديث " ما وصف لي أعرابي قط فـأحببت أن أراه إلا عنترة " بالمنكر .
ففي الجزء الرابع عشر من سلسلة الأحاديث الضعيفة (رقم 6510) يقول " عن عمر بن شبة : حدثنا ابن عائشة قال .... الحديث ... ، قلت : وهذا إسناد ضعيف معضل ؛ فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد وأبي داود وهذه الطبفة ، فبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم مفاوز ، واسمه عبيد الله بن محمد بن حفص ... القرشي التيمي ، يعرف بالعيشي والعائشي وابن عائشة ؛ لأنه من ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد الله ، وهو راوي قصة " طلع البدر علينا " ... (ص 27)
مع التحية
زين الدين
*زين الدين
30 - مارس - 2008
تعليق    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أشكر أخي زين الدين على هذا التعليق الطيب.
وأود أن أضيف أن هذه الأحاديث المنسوبة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإن ضُعِّفت، أو حكم بنكرانها أو وضعها، إلا أنني أرى أنه لابد أن يكون لها أصل صحيح، وأنه لا يمكن أن نتخيل أن العهد النبوي الشريف خلا من حديث حول المعلقات وأصحابها! وأن هذه الفكرة ما زلت محتاجة إلى بحث ومزيد نظر...
 
*صبري أبوحسين
28 - أكتوبر - 2009

 
   أضف تعليقك