يحضرنى فى هذا المقام أننى قرأت قصة تأسيس مجلس شورى النواب فى مصر، أن الخديوى المصرى أصدر فرمانا بتشكيل المجلس وفى أول اجتماع للمجلس وجد الأعضاء أنهم كلهم حكومة فقالوا أن فى فرنسا توجد معارضة فى مجالسهم النيابية فماذا نفعل فى هذه المشكلة ؟ فتوصلوا إلى حل بأن ينقسم المجلس إلى أعضاء حكومة وأعضاء تعارض الحكومة فيما تصدره من قرارات .
وصار مجلس شورى النواب هكذا على وتيرة واحدة نواب يوافقون الحكومة على طول الخط ونواب يعارضون الحكومة على طول الخط ولا يلتقون عند نقطة وسط .
والمغزى من هذه القصة أننا فى العالم العربى لا نعرف لماذا نعارض ؟فالمعارضة فى العالم العربى تعارض حكوماتهم على طول الخط على أن المعارضة الحقيقية هى التى تكون مع الحكومة فى مشاريعها القومية وتشجعها فى أوقات التشجيع .
وتشير الى العيوب فى الدولة بدون تجريح .
وتقدم المقترحات للحكومة لحل مشاكل الجماهير .
وتكون مع الحكومة لا ضدها .
هذه هى المعارضة الحقيقية .
هى المعارضة الوطنية .
التى لا تبغى السلطة .
والتى تحمى الاوطان من الفتن والحروب .
هى التى تبنى لا تخرب .
هى التى تنكر ذاتها من أجل المجموع .
ان المعارضة فى العالم العربى هى المسئولة عن خراب الصومال والسودان .
وتدمير دولة العراق .
وضياع القضية الفلسطينية .
كيف لحكومة تعمل فى ظل معارضة تتهمها بالخيانة والعمالة .
ولا يمكن لأى دولة تتقدم إلا بحكومة قوية .
والحكومة لا تقوى إلا بمساندة المعارضة .
إن المعارضة الحقة هى التى تبنى لا تدمر .