تتمة المحاضرة 6     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
المدية ، المدينة المقدسة في نظر الأجانب ، مع مقارنتها لبلدة مقدسة في إيطاليا حيث يقول: ((والمدية تعتبر عند المسلمين مدينة مقدسة ويمكن أن نطلق عليها من هذه الناحية "لوريتو" الإسلام ،فهي تشبه البيت المقدس ، في ذلك الحج الإيطالي الشهير)) المدية بلاد الأساطير، والعجائب والمعجزات: حيث يقول نفس المصدر: ((أن المدية وهي الأخرى قد حملتها الملائكة كما تقول الأسطورة من البلاد القديمة عبر الفضاء، ووضعتها على سفح الأطلس.)) المدية في شعر الوالي الصالح "سيدي أحمد بن يوسف" دفين مليانة، تأكيدا لهذا المعنى من القصيدة في الشعر الملحون ما مفاده : أيتها المدية يا من حملتك الملائكة لو كنت امرأة لما تزوجت سواك حين يحل الشر بأبوابك تطردينه قبل أن يحل المساء المدية في مرآة الجزائر محمد بن عثمان خوجة سنة 1833 حيث وصفها بقوله: وسكان المدية، حلفاء شجاعة، ورهناء العناد، وليس لديهم ميول للصناعة ، وحالة طقسهم معتدلة صيفا وباردة كل يوم تقريبا في فصل الشتاء، ومناخ بلدهم صحي جدا. فهذه نظرة عن مناخ وعادات وتقاليد المدية. المدية في عهد الاتراك: لدخول الأتراك إلى القطر الجزائري نظريتان، -فالبعض يقول: أنهم مستغلون ، جاؤوا ليتمتعوا بخيرات الجزائر. -والبعض يول: أنهم حماة الإسلام من غزو الإسبان المتكالب على الشطوط الجزائرية. وبعد الدخول نموا القطر الجزائري إلى أربع ولايات : 1 دار السلطان وتشمل عمالة الجزائر اليوم 2 بايلك الشرق وعاصمته قسنطينة 3 بايلك الغرب وعاصمته مازونة ثم معسكر ثم وهران 4 بايلك الجنوب وعاصمته المدية وكان تأسيس بايلك التيطري سنة 158م في عهد الباي حسن ، ونصب "رجب" بايا عليها ، وكانت الحدود لولاية تيطري هي الحدود الحالية لولاية التيطري. وما كانت تقدمه المدية في عهد الأتراك بواسطة زكاة الغم لبيت المال ، ويوزع شيء على أرباب الدولة ، وكذا في عيد الأضحى، أما في عاشوراء فلا يبعث ، لأن عمالته أغلبها صحراء ، والسكان العرب أصحاب غنم ولا حرث لهم والذي يقبضه من الرعية شيء قليل يكفيه هو ومحلته ، أما عشور بلدة المدية فيجعله ((عَوْلة)) كُسْكسي ،مْحَمْصَة، بُرْغُل ، وله وكيل عولة يقدمها إلى دار الإمارة ، في كل شهر ، وهذا ما يسمى الآن عند الدول والحكومات بالتموين الإحتياطي . أما الضريبة التي يدفعها باي التيطري تقدر بـ 76000 في كل ثلاث سنوات. ومن أشهر البايات الذي اشتهر وكان صالحا ورعا ، وهو "عثمان الكردي" ، وهو والد " محمد باي الكبير " باي وهران ،وعدد البايات في العهد التركي يقدر ب 18 بايا ، ما بين 1516 إلى 1775. أما القوة العسكري التي كان يملكها باي التيطري فكانت تتمثل: 1-في خمسين صبايحي ،و15 مكاحلي ، يتركب منهم حرسه الخاص. 2-نواب المدية ((التي تتركب من خمسة صفارة )) مائة وعشرين جنديا . 3-قوة احتياطية ، من مائتين زبنطوط ، أو كسيرجية في البرواقية. 4-حامية سور الغزلان ، التي تتركب من 30 جنديا ، و60 احتياطي ، وكانت القوات مقسمة إلى أع قيادات. *قيادة التل الصحراوية. *قيادة التل القبلية. *قيادة سور الغزلان. *قيادة الجنوب وتشتمل على القبائل الرحل ، وأتباع أولاد مختار . أما الناحية الثقافية والإجتماعية ، فقد أجمع الؤرخون أنه كان عصرا مزدهرا بالثقافة والتعليم ، فقد كان يقدر عدد المكاتب القرآنية في القطر الجزائري بثلاثة آلاف كتّاب قرآني أو مْسِيد في اللهجة الجزائرية ، وكان عدد المتعلمين ، وقلة الأميين أكثر من فرنسا ، وهذا بشهادة بعضهم ، أما بالنسبة للمدية ، فقد أسسوا أربعة مساجد ، مسجد مراد للمذهب الحنفي ، والجامع الأحمر وبقيت صومعته لحد الآن في ساحة بولوكين ، التي دشن تسميتها الأخ الوزير أثناء الاحتفال بالعيد الألفي للمدية ، والذكرى العاشرة للإستقلال . مسجد في الثكنة العسكرية، ومسجد سيدي سليمان وتهدم وبقيت الزاوية لقراءة القرآن لحد الآن ، وترميم وتجديد المسجد الملكي في عهد مصطفى باي ، وهذه الوثيقة المسجلة في رخامة المسجد مع ذكر الباني والتاريخ ، والرجاء من الله المثوبة ، وهي هذه بنصها التركي : ""ططري بكم مصطفى بك حقه ايدباستثنا أثر قويدي بو مسجدي قبلدي بنا ((ق.ت.ك)) هزاز خير موفق أيلسون باري خدا آنكيجون ((أنتشو)) هكذا ينطق بكلمة ((آنكيجون)) سافر أولدي جنت ايجره بربنا 1227-1237 ."" وهذه ترجمة ما هو مكتوب على الرخامة : ((امتثالا لأوامر الحق ، بنى مصطفى بك باي تيطري هذا المسجد وتركه أثرا ، وفقه الله العلي لآلاف الخير وأكرمه ببناء في الجنان )) وهو الذي بنى الدار الجميلة بقرب هذا المسجد والتي سكن بها الأمير فيما بعد ، وبنى حوشا خارج المدينة للصيف ، ولا زال يعرف حتى الآن يحوش الباي وبنى قبة على ضريح الولي الصالح :الشيخ البَرْكاني ، ولازالت لحد الىن عائلات تحمل اسم الباي ((حسن باي ، محمد باي ، عباس التركي ، وبن تركية ...الخ )) وكانت مكتبة عامة للمطالعة في نهج الإخوة بن غربية ، وكان القيم عليها :الحاج بن رقية ، هكذا قال أحد أنجاله ، وكانت المدية في عهد الأتراك محاطة بالأسوار ولها خمسة أبواب وهي على التوالي : باب الجزائر ، باب القرظ ، باب الأقواس ، باب سِيدي الصحراوي و باب البَرْكاني ، وطال العهد التركي مدة ثلاث قرون وزيادة ولا بد لهذا العهد الطويل من حسنات وسيئات ، غير أن الاستعمار وأعوانه يودون أن يظهر العهد التركي بالعجز والتأخر والاضطراب والفوضى ، حتى يظهر العهد الاستعماري على أحسن ما يرام في زعمهم . ولذا قال ردا عليهم أمير شعرائنا في تقريظ كتاب "عثمان باشا" في العهد التركي في الجزائر للأستاذ : توفيق المدني ، فقال : نـصـبـر ما استكبر iiأعداؤنا | | في الأرض والعقبى لمن يصبر | فـمـجـدنا أعظم من iiمجدهم | | والله مـن أكـبـرهـم أكـبر | |