مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : مسابقة المتسابقين    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 داوود 
24 - يونيو - 2007
مسابقة المتسابقين
 
أطلعني أحد الفضلاء ، على مداخلة في موقع (شذرات) بقلم المدعو (وارش بن ريطة) بعنوان (اختطاف لقب أمير الشعراء) وكان الوارش يساند فيها مداخلة بعنوان (مهزلة في مسرح أبو ظبي) يصف كاتبها بحرقة وألم ، ما جرى له من (ظلم ومهانة) من لجنة التحكيم في مسابقة (أمير الشعراء) على ذمته وعهدته .. وقد توصل السيد وارش في مداخلته إلى مجموعة ملاحظات قيمة متجهة عندي ، وإن كانت تدور في أغلبها حول تسمية المسابقة بـمسابقة (أمير الشعراء) وما يترتب عليها من نعت الفائز باللقب نفسه (أمير الشعراء) أيضا ..
وقد وجدت في نفسي ميلا إلى نقل هذه الملاحظات ، إلى قراء الوراق الكرام ؛ لتصل الفكرة إلى شريحة أوسع من المثقفين المهتمين بالشأن الأدبي ، فيدلوا فيها بدلائهم عن معرفة وعلى بينة ، لولا أن من سياسة بعض المواقع الإليكترونية ، ومنها موقع الوراق ، عدم قبول تكرار ما تم نشره في مواقع أخرى ، ومن حق الوراق علينا ألا نقدم إليه إلا بكرا ..
ومما دفعني إلى عدم نقل مشاركة الوارش أيضا ، أنني فوجئت براعي مسابقة (شاعر العرب) في قناة (المستقلة) ، يقترح على قناة (أبوظبي) راعية مسابقة (أمير الشعراء) تطوير وتيرة هاتين المسابقتين ، بإجراء مسابقة جديدة يتسابق فيها الفائزان في القناتين ، بعد انتهاء المسابقتين وإعلان نتائجهما ، حيث يتسابق الفائز في مسابقة (أمير الشعراء) في (أبو ظبي) والفائز في مسابقة (شاعر العرب) في (المستقلة) بل اقترح أن تكون المنافسة بين ثلاثة الشعراء الأوائل في مسابقة (أمير الشعراء) وثلاثة الشعراء الأوالي في مسابقة (شاعر العرب) فماذا سيسمى الفائز أو ماذا ستسمى المسابقة ?. ذكر لي أحد الفضلاء أن من المناسب أن يدعى الشاعر الفائز (شاعر القناتين) على غرار (شاعر القطرين) أو (مطربة القطرين) وهو لقب متجه عندي ..
قلت : [بدأت اللعبة تحلو] .
ولم يكتف منظمو هاتين المسابقتين بالاستهانة بمئات الاعتراضات التي جاءهم بعضها من أدباء وشعراء ونقاد كبار ، بل وصل بهم التمادي والاستهانة ، إلى درجة اقتراح تتويج المسابقتين بهذه المسابقة الجديدة المقترحة ، أي إلى الاستمرار في هذه اللعبة ، وتطويرها ، وهذا يعني التمادي في الابتزاز الفكري والوجداني والمادي للشعراء والجمهور على حد سواء ؛ فكم من شاعر سيخجل من نفسه حين يرى نفسه على التلفاز ، فيحطم قلمه ويعتزل الفن ، وبهذا ستكون المسابقة مقبرة لكثير من الشعراء ، أكثر من كونها مصدر شهرة ودعاية وإعلان للنزر منهم  ؛ لأنها ستكون إعلانا فاضحا قادحا أكثر من كونها إعلان ثناء ومدح ..
لقد اعترض كثيرون على تسمية (أمير الشعراء) بدءاً من (فاروق شوشة) و(عبد المنعم عواد) وانتهاء بالسيد وارش والدكتور الجنابي ، أما بعد توحيد المسابقتين ، فماذا سيسمون شاعر المسابقة الجديدة?. بل ماذا سيسمون المسابقة نفسها?. وماذا سيكون شعارها ?. أنا أعرف أن القوم لن يعوزهم ابتكار تسمية مناسبة أو غير مناسبة ، ما دامت الأسماء ملكا مشاعا ، والألقاب عرضا مهملا ، والمسابقات تجارة بلا مكس .. فلا بأس عندهم في أي اسم يخطر على بال أحدهم ، أو يستظرفه آخر ، وسيقول قائلهم كما قالت (ليلى احمد شوقي) : (إن هو إلا اسم حضر).. ولعلهم  سيشتقون من المسابقتين لقبا شبيها بما يلي (شاعر شعراء العرب أو أمير أمراء الشعر...) ويشتقون للمسابقة اسم (مسابقة المتسابقين) أو (مسابقة المسابَقات) ولا أدري إن كانوا سيجرؤون على أن يقترحوا اسما أو نعتا مثل :  (الشاعر الأمير) أو (الأمير الشاعر) أو (شاعر الأمراء والملوك والسلاطين) أو (الشاعر الملك) أو (الملك الشاعر) أو(ملك الشعراء) أو (الشاعر السلطان) أو (السلطان الشاعر) أو(سلطان الشعراء) .. وأنا لا أظن ذلك ممكنا ، إلا أن يأذن بذلك أمير أو ملك أو سلطان .. وأيهات..
لا أحد يستطيع أن يمنع صاحب أية قناة أو مديرها من أن يمارس إعداد وإخراج وتقديم كل أنواع البرامج في محطته وقناته الفضائية ، وأن يكون معدا ومقدما ومخرجا ، وملقيا للشعر ومرتلا للقرآن الكريم ، وملحنا ومطربا وشاعرا وناقدا ، مما يعيد إلى الذهن مسلسل ( محمود البرعي شعبان : مهندس ومحامي وفنان) حيث يمارس بطل المسلسل ما يعاقب عليه القانون تحت مسمى (انتحال صفة الغير) فهو يمارس مرة مهنة الطب ومرة مهنة الهندسة إلخ.. من دون أن يحمل أية شهادة أكاديمية ، أو يحصل على أي تصريح لممارسة المهنة ..
قلت : حقاً .. لقد هزلت ..
والعجيب أن منظمي هذه المسابقات لا يزدادون إلا إعراضا واستهانة وتجاهلا لهذه الاعتراضات . وقد أبدى الدكتور (عباس الجنابي) أحد أبرز أعضاء لجنة تحكيم (شاعر العرب) اعتراضه على لقب (أمير الشعراء) كما اعترض (فاروق شوشة) وغيره من قبل ، وإن كان الشاعر(عبد المنعم عواد يوسف) قد تراجع واعتذر بأن كلامه نقل عنه نقلا غير صحيح ..
وقد قال الدكتور الجنابي كبير محكمي (شاعر العرب) مخاطبا صاحب قناة (المستقلة) : [إن الشاعر الكبير (محمد مهدي الجواهري) حصل على لقـب رسمي هو "شاعر العرب الأكبر" وهذا اللقب منح له رسميا] ولم يذكر الجنابي شيئا عن الشخصية أو المؤسسة التي منحت الجواهري هذا اللقب ، ولا عن مناسبة منحه ذلك اللقب ، ولا عمن بايعه على هذا اللقب?. ويتابع الجنابي : [والاعتراض على مسابقة (أمير الشعر اء) مقبول وينبغي أن يغيروا الاسم] ثم يخاطب الهاشمي صاحب قناة (المستقلة) قائلا : [ولو كنتَ سميتَ المسابقة (شا عر العرب الأكبر) لاعترضت وقلت هذا اللقب منح للجواهري كما منح أمير الشعراء لشوقي] .. ولكن القناة غيرت المسمى إلى (شاعر العرب) بحذف كلمة (الأكبر) وهكذا تجنبت المستقلة الاعتراض على لقب شاعر مسابقتها ..
وأنا لا أظن أن أحدا من منظمي هذه المسابقات سيكون وقافا عند جادة الحق ، ولا رجاعا إلى جادة الصواب، لأنه دبر أمره بليل ، ونفذه مع سبق الإصرار والترصد ، وإلا لقبل النصائح والتنبيهات الكثيرة ..
نحن اليوم في زمن المزاعم والدعاية والإعلان ، والجري وراء البهرج والزخرف ، والعجيب في هذا التسابق إلى لقب (شاعر) أننا نجد حتى من بعض المشايخ والأمراء ، من يهبط من منزلة أمير إلى منزلة شاعر ، وهو يظن أنه يصعد من مكانة أمير إلى مكانة شاعر .. وكأنه لم يسمع بأن الشعر يغض ولا يرفع ..  فرحم الله الشريف الرضي حيث يقول :
فـلا تطـلبـوهـا سمعــة فـي معــرة        تحـدث عـنكم كل غـــاد ورائـح
خمول الفتى خير من الذكر بالخنا        وجر ذيول المخزيات الفواضح


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ملك الشعراء وملك الفلافل    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
ضحكت كثيراً عند قراءتي لعنوان الموضوع " مسابقة المتسابقين " وربطت بينه وبين أحد البرامج الإذاعية العربية التي أصادفها أحياناً رغماً عني حين أفتح الراديو ، وهي مسابقة ديموقراطية عليك أن تصوت من خلالها لأغنية من أغنيات أحد المطربين ، ودون أن أفهم الغاية الوطنية أو التربوية من وراء هذا التصويت الذي كان مخصصاً في الشهر الماضي لاختيار أغنية من أغنيات عبد الحليم حافظ ( العندليب الحزين ) : فصاروا يدفعون بآلاف الناس للاتصال ودفع ثمن المكالمة الهاتفية وإضاعة الوقت في الثرثرة على الهواء ، وبحيث استمر التصويت مدة شهر كامل استمعنا فيه إلى هذه الأغنيات آلاف المرات ، وعرفنا بنهايته اسم الأغنية الفائزة وكانت : " بتلوموني ليه ? " ففرحنا بها ، وانتصر من انتصر ، وانهزم من انهزم ، وسيكون التصويت في الشهر القادم لأغاني وردة الجزائرية  وحتى إننا نعرف منذ الآن ، زيادة في التشويق ، بأن الوطيس قد حمى بين " وحشتوني " و " حرمت أحبك " .....
 
هذا عن الأغاني التي تتسابق فيما بينها ، بينما يتسابق على الفضائيات مئات " الستارات " والنجوم في كل يوم ، وفي كل الميادين " فيشطحون " و " يردحون " ويجري التصويت لهم على الملأ بكل " شفافية وديموقراطية " بعد نقاشات حامية وبناءة بين أعضاء اللجنة ، فينتصر من ينتصر ، وينهزم من ينهزم ، ومنهم من يبكي وينام على وجهه " طب " لأن فلاناً أو فلانة أخرج من المسابقة بعد ان صوت له .
 
وهذا عدا مسابقات الرياضة ومسابقات الألعاب ومسابقات الجمال ( وأظن بأننا انتخبنا عندنا ملكات للعنب والحصرم والخل والزبيب ... ) ، وكل هؤلاء يتوجون ملوكاً فيحصلون على ألقاب مثل : ملك الرالي ، ملك الطرب ، ملك المغنى ، ملك العود ...... حتى أن هناك ملكاً للنكتة وملكة للأناقة وملكة للرقص الشرقي ، وملكاً للديسكو .... ، ولما قرأت في تقديمك للموضوع : 
 
ولا أدري إن كانوا سيجرؤون على أن يقترحوا اسما أو نعتا مثل :  (الشاعر الأمير) أو (الأمير الشاعر) أو (شاعر الأمراء والملوك والسلاطين) أو (الشاعر الملك) أو (الملك الشاعر) أو(ملك الشعراء) أو (الشاعر السلطان) أو (السلطان الشاعر) أو(سلطان الشعراء) .. ..
 
قلت في نفسي : سيكون " ملك الشعراء " بدون أدنى شك ، وعلينا استباق الأمور يا أستاذ داوود فأنا أصوت منذ اليوم في " مسابقة المسابقات " القادمة  للقب :  " ملك الشعراء "  فكيف يكون لدينا  " ملكاً للبسطرما " و" ملكاً للعصير " ، و" ملكاً للمناقيش " ، و " ملكاً للفلافل "، و"ملكا للبراغي"، ولا يكون للشعر سوى الإمارة ???
 
*ضياء
25 - يونيو - 2007
شكر على تعقيب    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
كل الشكر والتقدير للأستاذة الفاضلة ضياء خانم ، كما يحب أخونا زهير أن يلقبها دائما ، لقد كان تعقيبك إثراء رائعا لمداخلتي ، وتعبيرا عما لم أحسن التعبير عنه في هذا الباب .. وأخشى أن أخلط بين ضياء خانم وضياء ظاظا .. فالشكر للضياءين معا ..
كما أشكر الأخ سعيد على مروره وتعقيبه واستدراكه علينا عدم ذكر الوزراء ، لقد خطر لي هذا ولكنني أضربت عنه عمدا ؛ لأن مرتبة الوزير كما يبدو أدنى من أن تعطى لشاعر، وربما يرى منسقو هذه المسابقات أو مبدعوها أنه لقب لا يليق بشاعرهم وأنه أدنى من مرتبة الشاعر .. والله أعلم .. هذا والشكر للسيد محمود ولكل من يثري هذه التعقيبات ..
*داوود
26 - يونيو - 2007
علام نتسابق ?    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
صباح الخير عليكم جميعاً :
 
كل الشكر لك أستاذنا الفاضل داوود على كلماتك الطيبة وتواضعك الجم . ما كتبته كان بوحي مما نعيشه من جنون لكي لا أقول بأنه بله ، وكنتَ قد عبرتَ عنه في أكثر من تعليق سابق لك ، مما يعكس شعورنا جميعاً بالاستياء من هذا التمويه الفاضح لواقع أضحى أقل ما يقال عنه بأنه بائس وغير مشرف . هذا التمويه والتغييب لواقع الحال واستنفاذ الطاقة والمجهود في هذا العبث المصطنع في التسابق على التافه ، واللاشيء ، وبحيث تصبح كل الأمور والمسائل موضوعاً للتسابق وحده ، ومباراة لإبراز روح الغلبة والسيطرة الخالية من كل قيمة أو معنى . فهل الهدف من التسابق هو التسابق من أجل الربح المادي فقط والحصول على الألقاب ? أم أن الهدف استعراض لملىء الساعات الشاغرة على محطات التلفزيون ? أم أن للحياة ، وللشعر في موضوعنا المحدد هنا ، قيمة أعمق وأكثر نبلاً لا تراها أعين المنظمين وليس لها بالتالي من يمثلها ? أوليست هذه القيمة ضرورية وعلينا المحافظة عليها ، بل هي حاجة لنا كون الشاعر هو صوت الإنسان فينا والضؤ المنبعث من ثنايا النفس لينير لنا الطريق ? أم أننا أضعنا الطريق فتحول الشعر إلى مباراة لكرة القدم والشعراء إلى هدافين ?
 
هكذا نفرغ كل شيء من معناه ومن دواعي وجوده .....
 
أما الأستاذ سعيد فلقد أسعدتنا عودته ، وسنشرب قهوته في هذا الصباح مع الشعر الحقيقي ، فنستعير" فنجان الهرغي " من الأستاذ زهير لنقول :
 
نادت  على حجابها في iiالوصيدْ
 
صـبـوا لـه القهوة هذا سعيدْ
وقـبـل  أن يـنزل عن iiخيله
 
فـأعـين البشر ترى من iiبعيدْ
جـاء قـبـيل العيد في iiزورة
 
أهـلا  وسهلا بالصديق iiالجديد
ما  حال (مصمودة)  iiفي(آسفي)
 
وهـل  كـفاها شعرنا أم iiنزيد
وكيف  (هسكورة) في ii(أرغن)
 
وكـيـف هـنتاتة بيت iiالعميد
دمـع  ابن تومرت على iiخدها
 
مازال في (أغمات) بين iiالحديد
نـحـن  على جمر لترووا iiلنا
 
صـدق  الذي نقرؤه في iiالبريد
أفـدت  مـن صـدقك iiإيمانها
 
إن  كـان في التاريخ قول يفيد
مـدوا لـه الـسجاد هذا iiالفتى
 
يـنـم  عـن ود غريب iiفريد
عـرفـت  مـن أول يوم iiأتى
 
أنـي  سـأرتـاح لخدن iiمجيد
أتـيـت  بـالـورد iiلـمولاته
 
فاطلب ومن عيني وخذ ما تريد
وعـد  إلـى هرغة في iiآسفي
 
قـصيدة  أخرى بنصب iiالنشيد
*ضياء
27 - يونيو - 2007
سباق الشعراء    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
تحية مني للأستاذه ضياء وللأستاذ زهير وللإخوة رواد الوراق جميعا .. وبعد ..
فهذه أبيات متواضعة من وحي المسابقات الشعرية ، كنت نشرتها وفقدت .. لذا قمت بتنقيحها وزيادتها ، آملا أن تلقى قبولاً حسناً..
سباق الشعراء
 
يــا ضيعــة الشعـــر قرضـــــا                في الأرض طـــولا وعـرضا
أصمـى النحــاريـــر صـمـــتـا                أضــنى الشعـاريـــــر ركـضا
فـــــلا الخـــــلـودَ أصابـــــــوا                ولا الـلـَّـــــــبـانُ تــقــــــضّـى
لم يـأخــــذوا الــدرس مـمــــن                كانـوا على الـدرب أمـــــضى
غــــرتــهـــــم شـــــنـشـــنـاتٌ                بـهــــــن أخــــــزمُ أفــــــضى
مـــدروســــة بـــاهـــــتـمــــام                يـقــــضّ مـثــــواه قـــــــــضـّا
وجــــــــــدن أخــــــــــذا وردا                أصـبــــن بســــطـا وقـبــــضا
لكـــــــــنّ أخــــــــــــزم لـمّـــا                رأى الشعــاريــر مــــــرضى
بالفـــقــر والعُــــــدْم ، أبــــدى                مـــن حــــزنـــه مـا أمـــــضّا
وأنـــــــــــــه مــــن ســـــهــاد                لــم يطعـــم الجـفـــن غـمــضا
حــــزنا عــلى مــا دهــــاهـــم                وعـــــض بالــنــاب عــــــضا
فـأعــلــن الحــــرب تـتـــــرى                وأمـطـــر الـبـــؤس دحـــــضا
وغــــــــــــرهــم بـســــبـــــاق                يـفـيــض بـالخـيـــر فـيـــــضا
يـمــــــزق الـعـســـر إربـــــــا                ويمحـض الـيـســـر مـحــــضا
يـصــيّـــرالحَـــــــــزن روضا                ويجعــل العـيــــش خـفـــــضا
أهاب : يـا شعـــبُ صـــــــوّتْ               واصـــرخ فلـيــس بضـــوضا
يـا صاحـب الصــوت رشّــــح               لا تغضض الصــوت غــــضا
رشـّــح أو ارفـــض فـــــلانـــا                رســالـة مـنـــــــك تـــــرضى
رشـّــح أو ارفـــض فـــــلانـــا               (إسْ إمِّ إسْ) مـنــك تــــرضى
لا تــــــأسَ إن زاد ســــــــعــر                أو قــــلّ فـالسـعــــــر فـوضى
ولجـــــنـةٍ لـيـــــس فـيــــــــهـا                للنـقـــــد سـيـــــف فـيـنـــضى
تـحــبــو إلــــى النـقــد حبــــواً                تـخـوض في الـنـقـــــد خوضا
تقـــــــــول في الحكــــم قـــولا                وتـومـــض الـــرأي ومــــضا
صـبــــت عـلى الشعـر هُجـــرا               نـقـــــدا وفــــكـرا وعـــــرضا
وصاحــبُ الـبـــثِّ يـــــزهــــو               عُـجـبــــــا وسُــخرا ونـقـــضا
قد جـــــاءه الـمــــال رهــــــوا                فـنــــــال مـنــــــه وأغــــضى
وحـــــــــاز للــــنـفــس جُــــلا                وســـلــّم الـبعـــــضَ بعــــضا
فـــــــآب بالغـــنــم يـعــــــــدو                وآض بالـشــــــعـــر أيــــــضا
وفــــاز بالسـبــــق غُـفـــــــــل                يـبــــضُّ بــالـشــعــر بــضــــا
يـا بـــؤس للـشـعـــر يحـلـــــو                عَـــرضا ويفـضــح عِـــــرضا
فـــــلا هـنـيــــــئـا مــريــــــئـا                لـمـن حـــوى الكـيس نفـــــضا
ولا لـعــــــــــاً لأمــيــــــــــــر                للشعـر يـفــــرض فــــــــرضا
 
داوود أبازيد ..  الشارقة : 25-6-2007
 
 
*داوود
2 - أغسطس - 2007
رأي في مسابقة المتسابقين    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
" أميــر الشعــراء " وتلفزيــون الواقــع

لا يريد برنار نويل الشاعر الفرنسي ان يمزج قراءة الشعر بالموسيقى، لا يريد للشعر ان يستقوي بأي عامل آخر او ينخلط بنكهة ثانية. يعرف نويل ان الشعر في شدة ضعفه وعيائه لكنه لا يريده ان يستنجد بيد معارة ويؤثر له أن يظهر عارياً كما ولد. برنار نويل مع ذلك ليس ناسكاً للشعر فهو رحالة وناقد وتشكيلي وأدبي وبحاثة وروائي وسيناريست ولا اظن انه يتأبى على اي نوع من الكتابة، فهذا الرجل موجود ليكتب وليحول العالم الى كلمات. لا يريد نويل للشعر ان يتجمل بشيء، بل هو مسرور لأن في ضعفه مستغن عن اي تجميل، ولأنه لا يحتاج لترويج وإعلان ولأنه لا يجد ما يعتمد عليه سوى نفسه. برنار يقول لا بأس في ان يغدو الشعر مهملاً متروكاً، وان تعافه الميديا وينصرف عنه القراء، فهكذا لا يؤدي دينا لأحد ولا يتنازل لشيء.

لست تماماً مع برنار نويل فأنا اظن ان ليس لكثيرين جلد نويل ورؤيته. إذا كان نويل هكذا فلأنه عاصر فترتين للشعر كان في أولهما متوجاً مرموقا وفي ثانيتهما متسولاً مغموراً. نويل وازن بين الفترتين فعلم ان التنصيب لا يرفع والعدم لا يخفض، وان الشعر يبقى هو هو في الحالين. انا مثل برنار عرفت الشعر في الحالين، لكني اخشى ان من أتوا بعدنا لم يذوقوا ما ذقناه فقد وصلوا لتوهم الى باب مسدود ووجدوا أنفسهم في مكان عار، ولا آمن من ان يضجروا من أنفسهم ومن الشعر، بل لا آمن من ان يستهينوا هم بالشعر وقد استهان به العالم فلا يجدونه مستحقاً لما يبذل فيه من دم ودماغ. في هذا بدون شك نزول بالشعر الى حيث تكافئ قيمته مقامه فيكون عندئذ استحق ما ناله، وبدا ان هذا ما فعله بنفسه. لست تماماً مع برنار نويل مع انني اعتصم برأيه كلما رأيت كثيرين حاروا بالشعر وتوسلوا له اي حيلة او طريقة ليعاود الظهور، وما عادوا يقدمون على ذلك شيئا بما في ذلك فنه وعمقه. بت اعتصم برأي برنار كلما رأيت الشعر، وقد بات بضاعة كالبضاعة ولا يطلب منه إلا ان يوجد ويقال بأي صورة وان يجد سوقا، اي سوق، وما عاد له متطلب غير ذلك. وكلما رأيته متساوياً متماثلاً على غرار واحد، او رأيته وقد صار شبه نفسه ومحاكيها ومقلدها احياناً. اعتصم برأي برنار الا اني اعلم ان هذا بيني وبين نفسي، فإني اخشى ان تتظافر على الشعر العزلة والتطلب فيغدوا امره حرجاً، ويتحول فعلاً الى مجاهدة بلا ثمن.

اقول ان من حقنا نحن ايضا ان نتجمل مثل غيرنا، ولو باحتياط وتحفظ، فكثير من التجمل لفن كالشعر يجعله اقرب الى التهريج والتزويق، اقول ان من حق الشعر ان يتوسل موسيقى رائجة وان يدخل الى الناس من على الشاشات وان يمتزج بالموسيقى ولا بأس من بعض المسرحة، لكني اعترف اني كل مرة رأيت الشعر فيها في ما يشبه البرفورمانس أسأل نفسي أين مقام الشعر من مقام غيره في مثل هذه الأداءات. وهل يقدر فعلاً على ان يباري المسرح او الموسيقى، وأي شعر تحتاجه هذه المناسبات. هل يعود شعراً في ذاته ام انه من لزوم البرفورمانس، وهل المطلوب هو الشعر ام شيء كالشعر وقلما يسمع الا كما يسمع الطبل في جوق مخلوطا بغيره لا ينفرز من سواه.

هذه حيرة بدون شك، اريد ان أكون ارحب صدراً لكن الامثلة تصدني. في النهاية لم اجزم ولم أحسم، قلت ان القليل يكفي لكني مع ذلك لبثت اشعر كبرنار بأن الشعر ضعيف امام كل فن آخر، وان اي مصاحبة تأخذ منه وتزيده ضعفاً، او تكشف ضعفه على الاقل. الناي يربح عليه والأداء يصرف عنه والتمثيل يجعله ثانوياً. هكذا يؤتي الأمر عكس ما نرتقبه فنزج الشعر في مباراة صعبة، ونجعل ضعفه وعياءه اظهر وأبرز، القليل يكفي وربما يقتل. لكننا لا نستطيع ان نجزم، فالشعر في حاله هذه الصعبة لا نستطيع ان نحبس عنه اي دواء.

كل هذه المقدمة لأقول اني امام برنامج شاعر المليون في قناة ابو ظبي لم استطع ايضا ان اقطع. بدا الأمر لي اعجوبة لكن لم اجازف بأن احرم الشعر من الأعاجيب. ان تكون للفائز جائزة هي فعلاً ثروة. بضع مئات الآلاف من الدولارات. مبلغ قريب من جائزة نوبل، وان يحتفى به على شاشة تلفزيونية متاحة لعشرات وربما مئات الآلاف، انه التلفزيون أيا يكن فهو لا يغيب عن النظر، ثم هناك هذا الانتخاب لشاعر المليون من قبل الجمهور مثله مثل النجوم، يتنازعه الناس ويحتشدون حوله تبعا لاعتبارات شتى. هكذا يغدوا الشعر سبباً لبطولة بعد ان غاب عن الساحة دهراً، لا بد ان للكيتش والشعبية في هذا الزمن غواية فعلية فلماذا يبقى الشعر وحده نبيلاً راقياً. كان على احدنا ان يجازف وها هي المجازفة تأتي من دون عناء ولا تحتاج الى تضحية. انها مسابقة فيها كل الكيتش وكل الشعبية، شعراء يتبارون كما لو انهم في عكاظ حديثة وقصائد تمر على لجنة محكمة هي ايضا جزء من هذا الكيتش، ثم تتجاذب من الجمهور لأسباب يدخل فيها الاسم والنسب والمحلة. انها مجازفة ليست على حسابنا، لقد قام بها عنا آخرون، وعلينا ان نشكرهم لأنهم وفروا علينا تضحية لسنا على استعداد لها أساساً. وليكن ما يكون، لقد وجدت المنظر هكذا، شعراء يقرأون جالسين وكان احسن اداء ان يقرأوا واقفين اذ لا نتخيل ان شعراء عكاظ كانوا يقرأون في مقاعد وثيرة، كان بعضهم ينشد من على ظهر حمله او من على كومة، فالمهم ان يكونوا مرتفعين، اما ان ينخفضوا في مقاعدهم كما يفعل الناس في المآدب الرسمية فهذا ما لا يطابق. لجنة محكمة كتلك التي في مسابقات نجوم الغناء، وهي في الغالب واعية لهذا الشبه وتترسمه عامدة، وجمهور حاضر مفتعل اكثر من ذلك الذي في برامج النجوم وأقل جلبة مع اضافات تفخيمية يفترض انها خاصة بالشعر وهي ليست خاصة بشيء. يقرأ الشاعر فيقول الناقد عبد الملك مرتاض انها قصيدة، ويقول الممثل غسان مسعود انه لا علم له بالشعر الحديث فذائقته تكونت على العمودي، ويلقي صلاح فضل خطاباً في الوطنية ويضيف شيئاً من كليشيه النقد الحديث!. انه كلام من خلاصات النقد كما ان الشعر الملقى غالباً من خلاصات الشعر. هناك شعر عمودي غالباً هو نوع من نمذجة للشعر العمودي وقصيدة حرة هي نمذجة للشعر الحر. يردها احد المحكمين الى الشعر القديم بدون ان ينتبه انها من ترددات خليل حاوي (بيني وبين الباب...) ويُطرد الشاعر التفعيلي مع قصيدته لأنها لم تصب الهدف بالقدر الذي يستطيع فيه لاعبو كرة السلة ان يبلغوا أهدافهم. لن نحلم بالطبع بأن نجد شاعراً فريداً فما ينشد هنا هو للذوق العام، وليس اكثر من تمارين او اعادات. لا اللجنة ولا الجمهور بصدد اكتشاف شاعر، انما جاؤوا جميعاً ليشهدوا لتلخيصات شعرية، ومن الطبيعي ان العمودي اكثر استعداد للتلخيص والامثلة. اننا امام حرفة ومعلمية لكننا ايضا امام تحويل الشعر الى تقويل بحت ومماهاة الشعراء بالقوالين. لقد بات ممكنا امتحان الذاكرة لدى الشعراء والمحكمين والجمهور معاً، وان يشترك الجميع في هذا ?الشعر العام المعمم?.

للجميع الآن هذه الفرصة في ان ينتقموا من الخيال الصعب والعمق المعذب، وان يعيدوا الشعر الى حيث يمكن ان يكون فعلاً طرباً وإنشاداً. ذلك سباق لم يجهز له شعر التفعيلة بعد وسيخرج من السباق. اما الشعر الذي طرد ظلما من الساحة وبقي مع ذلك حيا في الزوايا والتكايا والمضافات والديوانيات والاحتفالات البلدية، هذا الشعر الذي تحول بسبب ذلك الى نوع من التقويل، فقد غدا اكثر شعبية وأكثر حرفية، وها هي الآن ساعته ليخرج الى الشاشات وينتصر.

كل شيء تحقق كما تخيلته وكان عليّ ان اغتبط، على الاقل بمخيلتي، لكني خجلت من نفسي ومن المحكمين ومن الجمهور ومن الشعر. بدا لي فجأة عودة المكبوت في الشعر كما في كل شيء هو ما يتحقق، وأن التلفزيون، هذه الآلة العجيبة، سيتكفل بنشر كل مخلفاتنا وكل حقيقتنا المدفونة، لماذا لا. هكذا يستمر تلفزيون الواقع.
 
 ** عن السفير الثقافي هذا الصباح 14/ 9 / 2007
*ضياء
14 - سبتمبر - 2007
جائزة العويس..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
بنيس وجعيط وخوري والشاروني وكيليطو ينالون جائزة العويس



فاز خمسة من المبدعين العرب بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في دورتها العاشرة وهم محمد بنيس من المغرب وإلياس خوري من لبنان ويوسف الشاروني من مصر
وعبد الفتاح كيليطو من المغرب وهشام جعيط من تونس.
أعلن ذلك عبد الحميد أحمد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في بيان صحفي وقال ان لجنة التحكيم منحت جوائز هذه الدورة لعام 2006-2007 لهؤلاء المبدعين والمفكرين من بين (1107) مفكرين وأدباء ونقاد هم إجمالي عدد المتقدمين والمرشحين للجائزة في دورتها العاشرة.
وأضاف أن لجنة التحكيم قررت منح محمد بنيس جائزة الشعر لتجسيده حيوية الشعر العربي وأصالته ولتميز كتابته الشعرية بقيمة فنية عالية ولتجذرها في الثقافة العربية وانتهالها في الوقت نفسه من الثقافات الإنسانية ضمن رؤية حداثية.
أما في حقل القصة والرواية والمسرحية فقررت اللجنة منح الجائزة لكل من الروائي إلياس خوري، والقاص يوسف الشاروني ورأت اللجنة أن إلياس خوري من الروائيين العرب الذين يتخذون من الرواية وسيلة للمتعة والمعرفة معا كما أنه ذو قدرة على رصد تحولات مجتمعه وعصره من خلال شكل يوظف السرد التراثي والحديث.
أما يوسف الشاروني فهو من رواد التجديد في القصة العربية الحديثة كما أنه نجح في رصد توترات الواقع وأزمة الإنسان المعاصر في أعمال فنية تتجاوز ظاهر الأشياء إلى جوهرها.
وأضاف الأمين العام لمؤسسة العويس الثقافية في بيانه الصحفي أن جائزة الدراسات الأدبية والنقد منحتها لجنة التحكيم للناقد عبد الفتاح كيليطو الذي يعد من بين النقاد العرب البارزين من خلال تمثله النظريات النقدية الحديثة وأسهم في استكشاف عمق الخطاب التراثي السردي والحكائي
والعجائبي العربي مما فتح للنقد أفقا من الحيوية والتأمل.
وفي مجال الدراسات الإنسانية والمستقبلية منحت لجنة التحكيم الجائزة لـ هشام جعيط الذي يمثل إنتاجه نقلة نوعية على صعيد البحث العلمي التاريخي فهو فضلا ً عن موسوعيته وقدرته على نقل التأليف العربي إلى المستوى الكوني يتمتع نتاجه بالأصالة والإبداع معا وتتميز أعماله
بتأثيرها البالغ في تصويب نظرة العالم إلى الإسلام وتبديد الصور النمطية التي رسخت في مخيال الاستشراق.
وقال الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية أن عدد المتقدمين والمرشحين الإجمالي لهذه الدورة بلغ (194) في حقل الشعر و(254) في حقل القصة والرواية والمسرحية و(201) في حقل الدراسات الأدبية والنقدية و(325) في حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية.
وعن جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لهذه الدورة قال عبد الحميد أحمد أنه سوف يتم الإعلان عنها قريبا حيث يبحث مجلس الأمناء حاليا اختيار المرشح الفائز من بين (133) مرشحا وان حفل توزيع الجائزة سيقام في شهر اذار (مارس) من العام المقبل 2008 بالتزامن مع احتفالات المؤسسة بمرور عشرين عاما على إطلاق جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية.
يذكر أن قيمة الجائزة تبلغ 600 ألف دولار أمريكي بواقع 120 ألف دولار لكل حقل من حقولها.


       عن: ألف ياء
عن المرساة .
 
*abdelhafid
16 - ديسمبر - 2007

 
   أضف تعليقك