مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : للباحثين فقط    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زهير 
11 - يونيو - 2007
أرجو من أخوتي الباحثين أن يدلوا بدلوهم في تحقيق هذه المسألة:
نقل أبو الفرج في الأغاني (ج16 ص 329 ـ 341) عن ابن الكلبي نصا مطولا في أخبار يوم الكُلاب الثاني وجاء في سياق الخبر:
وقال علقمة بن سباع لعمرو بن الجعيد:
لـمـا رأيت الأمر مخلوجةً أكـرهـت  فيه ذابلاً iiمارنا
قـلت  له: خذها فإني iiامرؤ يعرف رمحي الرجل الكاهنا
قوله: يعرف رمحي الرجل الكاهنا يريد: أن عمرو بن الجعيد كان كاهناً. وهو أحد بني عامر بن الديل بن شن بن أفصى بن عبد القيس، ولم يزل ذلك في ولده. ومنهم الرباب بن البراء، كان يتكهن، ثم طلب خلاف أهل الجاهلية، فصار على دين المسيح عليه السلام، فذكر أبو اليقظان أن الناس سمعوا في زمانه منادياً ينادي في الليل، وذلك قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم: خير أهل الأرض ربابٌ الشني، وبحيرا الراهب، وآخر لم يأت بعد. قال: وكان لا يموت أحد من ولد الرباب إلا رأوا على قبره طشا. ومن ولده مخربة، وهو أحد أجواد العرب، وإنما سمي مخربة لأن السلاح خربه، لكثرة لبسه إياه، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فأرسله إلى ابن الجلندى العماني. وابنه المثنى بن مخربة أحد وجوه أصحاب المختار، وكان قد وجهه إلى البصرة ليأخذها، فحاربه عباد بن الحصين فهزمه، وكان ابنه بلج بن المثنى جواداً، وفيه يقول بعض شعراء عبد القيس:
ألا يـا بـلج بلج بني المثنى وأنـت لـكـل مكرمة iiكفاء
ألـومـك  طائعاً مادمت iiحيا عـلـي إذن مـن الله iiالعفاء
كـفـى قوماً مكارم iiضيعوها وأحسن حين أبصرهم أساءوا
وعلق صديقنا الأستاذ أحمد عبيد في نشرته لكتاب الأيام لابن الكلبي (تحت الطبع ص 151) بقوله: يبدو أن ابن الكلبي، أو من روى هذا اليوم عنه قد وقع في خلط بين عمرو بن الجعيد المرادي المقتول في هذا اليوم، وبين عمرو بن الجعيد العبدي الذي ساق "عبد القيس" من تهامة إلى البحرين، ومن ولده مخربة المذكور في النص، وعمرو بن الجعيد العبدي كما يبدو قبل عمرو بن الجعيد المرادي بزمن طويل. ينظر جمهرة النسب (ص 593) وجمهرة أنساب العرب (ص 299) وأما علقمة بن سباع فهو في أسماء خيل العرب وفرسانها (ص48) علقمة بن سباح
قلت أنا زهير: وهو الصواب، وسبّاح على وزن (شدّاد) وفي كتاب الإيناس للوزير المغربي قصيدة حائية في مدحه من شعر أوس بن حجر وآخرها:
سقى ديار بني عوف ومسكنهم ودار عـلقمة الخير بن iiسبّاح
 وعمرو بن الجعيد بن صبرة العبدي واحد من كبار سادات العرب، ويعرف بالأفكل، وأخته ماوية بنت الجعيد المشهورة بكثرة أزواجها، وليس في أخباره أنه مات مقتولا، وهو المراد بقول الشاعر:
تـدين  له القبائل من iiمعد كما دانت قضاعة لابن زيد
قال صاحب التذكرة الحمدونة أثناء حديثه عمن ولي رئاسة ربيعة: (ثم صار في عبد القيس فكان يلي ذلك منهم الأفكل وهو عمرو بن الجعيد بن صبرة بن الديل بن شن بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة. وعمرو بن الجعيد الذي ساقهم إلى البحرين من تهامة....)
وأما ابن الجعيد المرادي المذكور في النص فهو من فرسان مراد، له ذكر في كتب الخيل، في مادة (هبود) وهو اسم فرسه الذي سلبه إياه علقمة بن سباح بعد قتله، وهو بلا شك غير ابن الجعيد المرادي قاتل عمرو بن مامة أخي عمرو بن هند لأبيه، كما نجد تفصيل ذلك في كتب الأمثال في شرح المثل (بسلاحٍ ما يُقتلَنَّ القتيل)
 


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
بسلام ما يقتل الرجل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يبدو أن الزمخشري أثبت هذا المثل بالصورة التي جعلتها عنوانا للتعليق (بسلام ما يقتل الرجل) وليس كما هو مشهور في كتب الأمثال (بسلاح ما يقتلن القتيل) وقد رجعت إلى المستقصى المطبوع فرأيت الكلمة كما هي في الوراق (بسلاح ما) ولكني أرى أن ذلك من تصحيفات النساخ لا محالة، وقد علق المحقق بأن الكلمة في بعض النسخ بفتح السين، وفي أخرى بضمها (بسَلاح) و(بسُلاح) وأنا أسوق هنا كلام الزمخشري كاملا منبها إلى مخالفته في شرحه للمثل ومواطن التمثل به، وما ختم به شرحه وهو قوله: ويروى (بسلاح ما يقتلن) و(ما) هذه هي (ما) الإبهامية، وهي التي إذا لحقت الاسم النكرة زادته إبهاما نحو اعطني كتابا ما. ...قال:
(بسلاحٍ ما يقتل الرجل: قاله رجل كان يعادي آخر وكان لا يظفر به فتوصل إلى ذلك بأن سالمه وأعطاه الأمان ثم قتله، أي إن أسباب القتل كثيرة والمسالمة أحدها، يضرب في تلطيف الحيل إلى إدراك الغرض، أصله أن مرادا قتلت عمرو بن مامة فغزاها عمرو بن هند أخوه فقتل منها وأتى بابن الجعيد سالماً فقال ذلك، ويروى: بسلاح ما يقتلن، فضرب بالعمد حتى مات وابن الجعيد كان قاتله).
*زهير
12 - يونيو - 2007
شجرة العائلة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
سأحاول في هذه الكلمة أن أعرض شجرة هذه الأسرة التي ارتبطت بها أشهر أيام العرب في الجاهلية (مقتل كليب) و(مقتل عمرو بن هند)
فأما عمرو بن هند فهو عمرو بن المنذر بن ماء السماء، وأمه هند هي هند بنت الحارث بن عمرو المقصور بن حجر بن عمرو آكل المرار الكندي، ويعني أنها عمة امرئ القيس وأخت أبيه حجر بن الحارث.وامرؤ القيس هو حجر الزاوية في هذه العائلة لأن أمه هي فاطمة أخت مهلهل وكليب، وهي عمة ليلى بنت مهلهل أم عمرو بن كلثوم قاتل عمرو بن هند، وكان هذا قد قال لندمائه: هل تعلمون أحدا من العرب تأنف أمه من خدمة أمي ? فقالوا: نعم أم عمرو بن كلثوم، فكانت القصة المشهورة والتي انتهت بمصرع عمرو بهند وولادة قصيدة عمرو بن كلثوم:
ألا هبي بصحنك واصبحينا ولا تـبقي كؤوس الأندرينا
وهي المراد بقول الشاعر:
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة قـصيدة قالها عمرو بن iiكلثوم

ومن عجائب هذه القصيدة أنها علقت على الكعبة مع قصيدة الحارث بن حِلِّزة (آذنتنا ببينها أسماء) وكان الحارث بن حلزة رئيس قبيلة بكر في أيام عمرو بن كلثوم، وقد ألقى هذه القصيدة في مدح عمرو بن هند  ربما في نفس اليوم الذي وقع به مقتل عمرو بن هند، وكانت بكر وتغلب  قد حكمتا عمرو بن هند فيما شجر بينهما من خلاف فجاء وفد تغلب برئاسة عمرو بن كلثوم، ووفد بكر برئاسة الحارث بن حلزة.
كان عمرو بن كلثوم رئيس قبيلة تغلب في عصره كما قلنا، وذلك يوم كانت تغلب أعز قبائل عدنان، ومن تغلب هذه كان مهلهل وكليب ابنا ربيعة. وبسبب مقتل كليب قامت حرب البسوس بين بكر وتغلب، وكان قاتل كليب هو جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان (من بني بكر بن وائل) وهو أخو زوجة كليب (جليلة بنت مرة بن ذهل بن شيبان) والبسوس خالة جساس، وهي البسوس بنت منقذ التميمية، وكانت لها ناقة يقال لها سراب فمرت بإبل لكليب فرماها بسهم فقتلها فكان ذلك سبب مقتله ونشوب حرب البسوس بين قبيلته تغلب وأختها بكر.
وعمرو بن كلثوم هو أشهر شعراء تغلب، ويليه الأخطل ويليه أبو فراس الحمداني.
وأما أشهر شعراء بكر في التاريخ فلا شك في أنهما طرفة بن العبد،  وكان من ندماء عمرو بن هند وقصته معه مشهورة.
والأعشى: ميمون بن قيس. ويليهما: الزبرقان بن بدر وعمران بن حطان.
*زهير
12 - يونيو - 2007

 
   أضف تعليقك