 | درس في العروض     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
أتمنى أن تتقبل ملاحظتي يا أستاذ عميد على مشاركتك، فقد استوقفتني فيها روح الشعر التي تخيم على كلماتك، هي بلا شك ليست شعرا حسب قواعد الشعر العربي، ولكنها مشروع قصيدة جميلة، وهي أشبه بمواد البناء التي يجمعها المهندس من أجل بناء عمارة أعد مخططها وتصورها بحيث يمكن أن يصنع مصغرا لها من الورق أو الخشب. وليتك تعلم كم من الوقت تستغرق هذه الكلمات لتصبح شعرا يطرب السامع ويأسر القارئ. إنها تحتاج ساعات طويلة من العكوف والغرق في معانيها وألفاظها للبحث عن الهيكل المناسب لها، والشعر في ذلك مثل الرسم. والناس يلحظون جمال الشعر كما يلحظون جمال الرسم، غير مبالين بكل ما يقال عن الشعر ومذاهبه والرسم ومدارسه، وأما الشعر الحر فلا علاقة له بالشعر، وهو حر إذا رفض هذا. وأما شعر التفعيلة فشأنه شأن الشعر العمودي، فيه الجميل الآسر الفياض بالروعة والإعجاز كقصائد محمود درويش ونزار قباني ومظفر النواب، وفيه القصائد المدوية التي شهرت أصحابها مثل قصيدة (بورسعيد) لبدر شاكر السياب، و(أهون ألف مرة) لفدوى طوقان. وأما قصيدتك هذه يا أستاذ عميد فهي بعيدة كل البعد عن شعر التفعيلة، وهي ألصق بالشعر العمودي، ويشيع فيها بحران، الأول: مجزوء الخفيف وهو ما ترد إليه معظم صدور قصيدتك، كقولك: (أنت في الحب مدرسة) (انت في الحب فلسفة) (أنا في الحب نحلة) (أنا في الحب تائه) وكل ما خرج عن وزن هذه الصدور الأربعة فهو مكسور، ووزنها (فاعلاتن متفعلن) ومنه أغنية عبد الوهاب المشهورة (جفنه: علم الغزل) وأما البحر الثاني فهو ما يشيع في أعجاز قصيدتك، كقولك (ولي فيها تلاميذي) (ولي فيها تعاليمي) (ولا تقسي على قلبي) وكل هذا من بحر الهزج (مفاعيلن مفاعيلن) فلو استطعت أن تكتب قصيدة تكون على هذا المنوال، يعني صدورها من مجزوء الخفيف وأعجازها من الهزج تكون قد سجلت فتحا في العروض العربي، وحاول أن تلتزم فيها القافية ولو في كل بيتين على حدة، ولكن بشرط أن تستغني عن قافية تلاميذي، لأنك لو حشرت شعراء العرب كلهم في صعيد واحد، الأحياء منهم والأموات، وطلبت منهم أن ينظموا لك هذه القصيدة على قافية (تلاميذي) ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، رفعت الأقلام وجفت الصحف، وأصلح القوافي لهذه القصيدة قافية (رياحيني) كأن تقول أنت في الحب روضة | | ولـي فـيها رياحيني | أو قافية (أساطير) كأن تقول: أنت في الحب هيكل | | ولـي فيه iiأساطيري | وتأتي قافية الميم في الدرجة الأخيرة هنا كأن تقول: أنت في الحب فلسفة | | ولـي فيها iiتعاليمي | وفلسفة هنا بتسكين التاء المربوطة، وهذا في العروض يسمى العروض الأصم، وهو غير جائز إلا في المتقارب، وربما يجوز في بعض الرمل... وإذا أردت الالتزام ببحر واحد فالأولى بحر الهزج، ولكن عليك أن تتخلى عن تكرار (ولي فيه ...) وإلا صارت قصيدة مملة. لأن للهزج إيقاعات كثيرة، وأنت في هذه القصيدة سجنتها في إيقاع واحد، ويمكنك الرجوع إلى قصيدة شوقي في استقبال (غاندي) للتزود من إيقاعات الهزج، وهي القصيدة التي يقول فيها:
بني مصر ارفعوا الغار | | وحـيـيوا بطل iiالهند | وأدوا واجـبا واقضوا | | حـقـوق الـعلم iiالفرد | أَخـوكُـم في المقاساةِ | | وَعَـركِ المَوقِفِ iiالنَكدِ | وَفي التَضحِيَةِ iiالكُبرى | | وَفـي المَطلَبِ iiوَالجُهدِ | وَفي الجُرحِ وَفي iiالدَمعِ | | وَفـي النَفيِ مِنَ iiالمَهدِ | قِـفوا حَيّوهُ مِن iiقُربٍ | | عَـلى الفُلكِ وَمِن iiبُعدِ | وَغَـطّـوا البَرَّ iiبِالآسِ | | وَغَـطّوا البَحرَ iiبِالوَردِ | عَـلى إِفريزِ iiراجبوتا | | نَ تِـمـثالٌ مِنَ iiالمَجدِ | نَـبِـيٌّ مِثلُ iiكونفُشيو | | سَ أَو مِـن ذَلِكَ العَهدِ | لَـقَـد عَـلَّـمَ iiبِالحَقِّ | | وَبِـالـصَبرِ iiوَبِالقَصدِ | وَجاءَ الأَنفُسَ iiالمَرضى | | فَـداواهـا مِـنَ iiالحِقدِ | بـتَـوفـيـقٍ مِنَ iiاللَهِ | | وَتَـيـسيرٍ مِنَ iiالسَعدِ | وَحَـظٍّ لَـيـسَ iiيُعطاهُ | | سِـوى المَخلوقِ لِلخُلدِ | سَـلامٌ حـالِـبَ iiالشاةِ | | سَـلامٌ غـازِلَ الـبُردِ | سَـلامٌ كُـلَّـما iiصَلَّي | | تَ عُـرياناً وَفي iiاللِبدِ | وَفـي زاوِيَـةِ iiالسِجنِ | | وَفـي سِـلـسِلَةِ iiالقَيدِ | وأضرب لك مثلا على قصيدتك مستخدما بعض ألفاظها في الهزج: بـديني أنتِ في iiديني | | فـضلي فيه iiواهديني | ومـن يلحد في iiالحب | | كـمن يلحد في iiالدين | وأنـت فـيـه iiتاريخ | | ولـي فـيه iiبساتيني | وأنـت فـيـه iiبستان | | ولـي فـيه iiرياحيني | فـيـا أروع ما iiقلتُ | | ويـا أحـلى iiدواويني | كتبت الشعر بالفصحى | | وهذا الشعر iiبالصيني | ويمكنك أيضا أن تخرج إلى مجزوء الرجز فتقول أسـتـاذة iiالأسـاتذه | | شـهـادة iiالـجهابذه | أسـتـاذتـي iiوكلنا | | فـي حـبـها تلامذة | أيـن الـقصيدة التي | | وضـعتها في iiالنافذة | ما زلت أرجو نشرها | | وعـدم iiالـمـؤاخذة | | *زهير | 31 - مايو - 2007 |
 | هل هو نثر     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
درس جميل وخفيف في العروض والشعر يقدمه أستاذنا زهير , وكعادته يتحفنا ببعض الأبيات ( اللذيذة ) , فتصبح مقالته مزينةً , جميلةً , يقرؤها القارئ فيستمتع من بيانها وفكرها الجميلين ,,, وأكثر ما لفت إنتباهي فيها قوله : (( وأما الشعر الحر فلا علاقة له بالشعر ,, وهو حر (!) إذا رفض هذا )) ورغم أني أوافق أستاذنا بهذا الرأي , فالوزن هو الذي يميز الشعر شئنا أم أبينا , ولكن ماذا نسمي الكلام الذي درج أصحابه على تسميته الشعر الحر ? ( وفي كثير منه جمال الأدب والشاعرية ) هل هو نثر ? أم خواطر أدبية ? لقد تطور الشعر العربي , بالشكل والمضمون , وكما يقول ( أخونا العميد ) انتهى زمن المعلقات , , , , ولكن يبقى الوزن هو ما يميز الشعر , فإن هجرناه , هجرنا الشعر !! | *محمد هشام | 31 - مايو - 2007 |
 | شعر منثور أم نثر "مشعور"     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
رأي الشاعر عمر أبو ريشة في شعر التفعيلة: يقول إنه شعر ولكنه مخلّع. وفي رأيي الشخصي كل كلام خرج عن الوزن والقافية فهو ليس بشعر. وينضوي تحت هذه الراية ما خرج علينا به أصحاب الحداثة أو ما بعد الحداثة أو ما بعد ما بعد الحداثة، من كلام مليء بالصور خالي من الموسيقا والقافية ويسمونه "الشعر المنثور أو قصيدة النثر"، وهو في الحقيقة نثر خالص. ويضع شعراء النثر اللوم على المتلقي أنه لا يفقه الموسيقا الداخلية للنص، فلمن تكتبون ولماذا تنشرون مادام القارئ دون مستوى تجلياتكم. أما شعر التفعيلة فهو شعر بحق، يمسك بناصية الوزن ويعطي الشاعر فسحة في تنويع القوافي، بشكل متتالي أو متناوب. | *زياد | 1 - يونيو - 2007 |