مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : صفحات من غربة الراعي    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 زهير 
1 - مايو - 2007
غربة الراعي: سيرة ذاتية بقلم المرحوم إحسان عباس:، صدرت عن دار الشروق : عمان 1996م
وقدم لها بكلمة هرقليطس: لا تستطيع أن تخطو في النهر مرتين.
  وسوف أنشر هنا مختارات من هذه السيرة لمكانة المرحوم في نفسي وفي دنيا الأدب والتاريخ. وقد نوهت في تعليق لي اليوم على مشاركة الأستاذة خولة انه كان لها الفضل في تعريفي بالكتاب.
افتتح إحسان عباس ذكرياته باول مغامرة يقوم بها خارج صحن الدار وهو في الرابعة من عمره... فأخذ يتدحرج حافيا، ولما بلغ منعطف الدرب إذا به يقف فوق مزبلة كأنها رابية ... وطاب له الوقوف لأنه يرى البحر ويرى السحب السود وهي تتجمع فوقه ... رأى من بينها غيمة قد أصبحت في شكل جمل فاغر فمه، عندها أدركه شيء من الخوف حفزه إلى العودة، فعاد يهمس لنفيه: جمل في الأفق السماوي لعله، لعله .... الإله الذي يكثر الناس ذكره.
لم يكن يفهم الرموز في ذلك العمر، ولو كان يفهمها لما فاته أن يرى أن درب الحياة التي يسلكها ويسلكها الناس تفضي بهم إلى مزبلة.

 1  2 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أحب شيء إلى نفس الطفل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ص 15: (كان أحب شيء إلى نفس الطفل أن ينصت وهو ما يزال في فراشه إلى صوت والده وهو يقرأ آيات من القرآن الكريم، بعد الفاتحة بصوت عذب رخيم. كان يستمع إليه يقرأ في الركعة الأولى (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ  128 فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ  129  ) سورة التوبة، وفي الركعة الثانية: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  26 تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ  27  ) (آل عمران)
وكان لا يخل بقراءة هاتين الآيتين دون غيرهما من آيات القرآن الكريم.
وكان يملك كتابين اثنين لا ثالث لهما، هما نسخة من القرآن الكريم، قد دلق الحبر على بعض صفحاتها فصارت زرقاء، ونسخة من تغريبة بني هلال.
ولو أن سائلا سأله =الضمير عائد على إحسان= في أية مرحلة من حياته: هل كان والده متدينا لما وجد لديه إجابة حاسمة. كان يقضي أكثر وقته مسافرا ليشتري الحلال من شمال فلسطين ويسوقه إلى سوق طولكرم ليبيعه، ولهذا لم يكن يجزم أن والده يحافظ على الصلوات الأخرى كما يحافظ على صلاة الصبح ... ولم يكن يلزم أبناءه بالصلاة، وكان يحب الشيوخ المعممين، ويعتقد أن لديهم علما غزيرا...
*زهير
1 - مايو - 2007
تغريبة بني هلال    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
(ص17): وفي الأماسي حين يتوافد الناس إلى الديوان كانت تسليتهم أن يستمعوا إلى والده وهو ينغم لهم أخبار التغريبة الهلالية وأسفارها، ويردد في صوت أقرب إلى التحزين:
قالت  عزيزة بنت سلطان iiتونس الأيـام  والـدنيا تسوي iiأعاجيب
يا  ما مضت لي أيام وأنا iiعزيزة خـدام  تخدمني بأعلى iiالمراتيب
لا السعد ساعدني ولا العز دام لي .....    iiإل___________ـخ
ولولا الجد الذي يتلبس بتصرفات الريفيين لتواجد هذا ونتف لحيته ذاك، وضرب بالحائط رأسه الثالث.
*زهير
1 - مايو - 2007
طيور الدويري    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
(ص18): في أيام الشتاء كان يلذ له ان يقف عند عتبة البيت الكبير: يشهد المطر وهو يهطل بغزارة ويملأ الجرن في وسط الدار، وتقف على حافته طيور الدويري، وتمد رؤوسها الصغيرة لتشرب، وينثر لها حبات الذرة، فتلقطها في حرص....
*زهير
1 - مايو - 2007
عين غزال    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قال (ص 21): (حين حاولت استخراج جواز سفر لأول مرة سنة (1946م) ذهبت إلى دائرة النفوس في مدينة حيفا واستخرجت شهادة ميلاد فعرفت أني من مواليد شهر كانون الأول (ديسمبر) سنة 1920، أو على وجه الدقة 2/ 12/ 1920) .... أما مكان الميلاد فهو قرية (عين غزال) وتقع على أحد امتدادات الكرمل إلى الجنوب من حيفا، على مسافة تقارب 25 كم. بين جبلين متقاربين في الارتفاع: جبل الرأس العالي في الجنوب، وجبل العرنين المتطامن في الشمال ... وينبسط أمامها السهل الساحلي الذي يمتد على موازاة البحر..... وفي القرية أربع حمائل (عائلات كبيرة) هي من الجنوب إلى الشمال: المناصرة والعثامنة والعيوش والزياتنة، والأخيرة هي أسرتنا، وهي تعيش في حي العيوش، ويجمع بينهما حقوق الجوار والنسب.... وتمر في السهل طريق معبدة تمتد بين حيفا ويافا....
*زهير
1 - مايو - 2007
امرأتان في ليلة واحدة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وكانت أمي فاطمة محمد عباس بنت عم والدي (رشيد عبد القادر عباس) وكان اسمها غزالة فغيره والدي إلى فاطمة. وكانت طويلة القامة مثل أخويها، وعلى مثالها نشأت أختي (نجمة).
وكانت غزالة من قبلُ زوجة عمي حسن عبد القادر عباس، ولها منه ولد اسمه محمود. وقد قتل عمي حسن واخوه محمد عتيق عندما ذهبا مجندين في جيش الدولة العثمانية في الحرب العظمى الأولى.
وقررت جدتي عندما فقدت ولديها أن يتزوج وحيدها الباقي (رشيد) زوجتي أخويه، وذهب (رشيد) بعيد زواجه مجندا .... وأعجبته الحياة في استانبول، فكانت اللغة التركية والأناشيد والأغاني التركية والموسيقى هي زاده من تلك السفرة، ولهذا اطال البقاء همالك، ولم يرجع إلا في أواخر سنة (1919) وقد رزق قبل ذهابه إلى الحرب بابنة سماها (نجمة) ولم يرزق من المرأة الأخرى نسلا، وإنما تكفل بتربية ابنتها عائشة من أخيه محمد عتيق، كما تكفل بمحمود بن أخيه حسن.
*زهير
1 - مايو - 2007
البوتين أجمل تلهية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
 
 
ص28: (وأجمل تلهية كان يزاولها الأطفال هي التخويض في الوادي الشامي (الشمالي) إذاجرى فيه الماء في الشتاء، وقد شمر كل طفل عن ساقيه واستمتع ببرودة الماء ولم يبال بما يمكن أن يسببه الحصى والحجارة من تجريح للقدمين ... حتى إذا كدت أنهي السنة الخامسة من العمر وأدخل في السادسة أوصى أبي صانع الأحذية في القرية أن يصنع لي بوتيناً =حذاء له عنق يحتضن جزءا من الساق= فلم أعد أستطيع اللعب في الطين ولا أن أخوض في الوادي الشامي. وبذلك قضى البوتين اللعين على طفولتي حين حدد لها نهايتها.

*زهير
1 - مايو - 2007
جميل عبد النور    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ص46: (عندما رصدت جائزة لدرس النحو في المدرسة أحرزتها ولم تكن دفترا، بل كانت كتابا عنوانه (أساس الاقتباس) قرأت فيه فلم أفهم شيئا، وكان الذي قدم هذه الجائزة معلما لا يدرسنا، اسمه جميل عبد النور، وقد دفع المسكين ثمن الكتاب قرشين من مرتبه..... وحين انتهى العام وعدت إلى القرية ومنها إلى المدينة واجهت حادثين هزا وجودي، أما أحدهما فهو وفاة حسن البريء الجميل الذي انعقدت بينه وبيني روابط الأخوة .... وأما الحادث الثاني فهو أنني كنت ذات يوم أمشي على مقربة من جامع الاستقلال فرأيت جميل عبد النور وقد أمسك حجرين بيديه وهو يضرب أحدهما بالآخر، وجمهور من الأولاد وراءه يفعلون فعله ويلاحقونه أنى اتجه، وقلت في نفسي: أهذه نهاية المعلم: إنا لله وإنا إليه راجعون)
*زهير
1 - مايو - 2007
بين إثمين    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الشيخ أحمد السعدي صديق والد إحسان عباس، سكن إحسان في بيته مدة أربع سنوات أثناء دراسته الأولى في حيفا، وكان يقوم له ببعض الخدمات مقابل سكناه عنده، ومنها خدمة كتابة الحجب. قال: (وكان دخل الشيخ محصورا على ما يدفعه المستأجرون في بيته، وما يقدمه طالبو الحجب =دون شرط= وأكثرهم من النساء، وكانت صناعة رائجة وبركاته ذات أثر بالغ)
قال أثناء حديثه عما يقوم به من الأعمال في خدمة الشيخ: (وأضيف إليّ عمل ثالث وهو كتابة الحجب (جمع حجاب) على شرائح ورق، يعدها الشيخ بحروف مقطعة.
ثابرت على اداء ما قاله الشيخ بكتابة السور القصية بحروف مقطعة، ثم خطر لي أن الحجاب قد يلقى في مكان غير نظيف ، أو غير طاهر، واستولى علي هذا الشعور بقوة، فجعلت أكتب في الحجاب حروف الأبجدية الإنجليزية، أو أكتب بعض الأغاني الريفية بحروف مقطعة، دون أن أخبر الشيخ بالتغيير الذي حدث، وبعد ذلك بسنوات تلبس بي شعور مناقض، وهو أن عدم إخباري للشيخ بما صنعته إنما هو كذب أكبر، وأنني هربت مما عددته إثما إلى إثم أكبر. لكن الشيخ لم يكتشف ما صنعته، وكان يربط الحجاب ربطا محكما بالخيوط ويوصي من يأخذه بأن لا يفتحه)
 
*زهير
1 - مايو - 2007
النبهاني    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ص 74: (كان أستاذ مادة الدين هو الشيخ تقي الدين النبهاني الذي عرف من بعد بتأسيس حزب التحرير الإسلامي، وكان يجمع عددا من الطلاب على سدة جامع الجرينة أو في بيته ويفسر لنا آيات القوة والإعداد للعدو، فإذا مر بنا من يشتبه أن يكون مخبرا غير الموضوع ، وفي المراحل الأخيرة وجهنا إلى مدرسة تسمى مدرسة الاستقلال =بالاتفاق مع صاحبها=  لنتمرن على التصويب بالمسدس)
*زهير
1 - مايو - 2007
مسرح الطفل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ص79 : (عند حائط مقبرة جامع الاستقلال حيث كانت تباع الكتب المستعملة ...منصة صغيرة يقف عليها  رجل تدل لهجته على انه مصري، وهو يلقي خطبة على الناس المتجمهرين هناك، لا يغيرها، ولكثرة سماعي إياها حفظتها، وأعجبني ما فيها من مفارقات وطرافة، وأنا أكتب بعضها هنا: اعلموا أنه لما تجلى ربنا للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا، قال رب أرني انظر إليك قال لن تراني .... وهذا الدوا يا إخوان قد حضره الدكتور عبد الكريم الهندي خصيصا لحجاج بيت الله الحرام في هذا العام، وهو يباع مجانا بقرش صاغ واحد لا غير، وهو ينفع من الرشوحات والنزولات و.... إلخ، وإذا انتهى من خطبته أخذ يردد أشعارا فيقول مثلا:
نعد المشرفية iiوالعوالي وتقتلنا المنون بلا قتال
وإلى جانبه غلام يردد وراءة الكلمة الأخيرة (بلا قتال)
*زهير
1 - مايو - 2007

 
   أضف تعليقك
 1  2