مجلس : العلوم عند العرب

 موضوع النقاش : تحقيق المخطوطات العلمية    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زياد  
5 - أبريل - 2007
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
 
المخطوطات التي ورثنا عن الأجداد، تنقسم بشكل رئيسي إلى أدبية ودينية من جهة، وعلمية من جهة أخرى.
وقد كثر المشتغلون في تحقيق التراث الأدبي والديني، لذلك نجد اليوم آلاف الكتب التاريخية والشعرية وكتب السير والرحلات والأنساب، والكتب الدينية من الفقه إلى علوم القرآن الكريم والحديث الشريف وغيرها.
والمحققون عموماً كانوا من المتخصصين في اللغة العربية أو في الشريعة (وهي تشمل ضمناً معرفة اللغة العربية)، فاجتهدوا في علم تحقيق المخطوطات وقعدوا قواعده، وألفوا وصنفوا فيه، وجاء من بعدهم من تبع نهجهم، فكثر المحققون، وانتشر التراث الأدبي والديني –ولله الحمد-.
ونتيجة انتشار هذا التراث ترانا اليوم لا نشكوا قلة الفقهاء ولا نقص الشعراء والأدباء، لأنهم -في زعمي- نهلوا من التراث الغني ولم ينكروا فضل الأوائل، فترى الشاعر يكتب اليوم بمفردات تختلف نسبياً عن مفردات السابقين، ولكنه استفاد من تجاربهم وأساليبهم ومناهجهم.
أما تراثنا العلمي فقد نبذناه خلف ظهورنا ولم نهتم به، ونظر إليه معظم أهل التخصصات العلمية (هندسة وطب ورياضيات وفيزياء ...إلخ) على أنه ضرب من التخلف، ومضيعة الوقت. وهنا حصلت القطيعة بيننا وبين العلم، فلم نبدع جديداً ولم نعرف قديماً. وأقل ما يمكن أن نأخذه من تراثنا العلمي هو المصطلحات العلمية التي تملأ الكتب، ومن معرفتنا لهذه المصطلحات يمكن اشتقاق مصطلحات عربية لما يستجد في العلوم.
ولكن ، من يحقق المخطوطات العلمية?
إن تحقيق المخطوطات العلمية يختلف كثيراً عن تحقيق الأدبي منها، إذ يحتاج لتحقيق المضمون العلمي للمخطوط، وفهم الأشكال التوضيحية المرفقة والتي غالباً ما تكون عصية الفهم إلا لخبير، بالإضافة لهذا يجب التحقيق اللغوي. فمثلاً، لو كان لدينا مخطوط في الرياضيات، فيجب أن يقوم بتحقيقها متخصص بالرياضيات المعاصرة خبير بالتراث الرياضي عارف باللغة العربية.

 1  2 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
هذا أيضا من التراث    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
 
    قرأت منذ زمن بعيد كتابًا قديمًا عن تشريح العين  :   نسيته بمرة  ،
 
 وبقي شيء واحد هو ما ورثته ذاكرتي من هذه القراءة  :
 
أن المحقق طبيب نطاسي في طب العيون  سوري  اسمه  ظافر وفائي  -  على ما أذكر يقينا  -  ،
 
 ومما فكرت فيه الآن  أن يشترك في تحقيق الكتب العلمية رجلان  أحدهما خبير باللغة والتحقيق ،
 
 والآخر متخصص في موضوع الكتاب .
 
ولقد حدث لهذه الفكرة أثر في الواقع وصدرت كتب في الموسيقى والنبات والجغرافيا وغير ذلك  ،
 
ولكن :
 
كل ما صدر من كتب علمية محققة من كتب الأمة قليل من كثير .
*منصور مهران
6 - أبريل - 2007
محقق متخصص    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
       أستاذنا الجواد منصور، لعل الكتاب الذي قرأت "أمراض العين وعلاجاتها" لابن سينا، وهو من تحقيق الطبيب محمد ظافر الوفائي من الناحية العلمية، ومحمد رواس قلعه جي من الناحية اللغوية. أو ربما كان الكتاب "كشف الرين في أحوال العين" لابن الأكفاني وللمحققين عينهما.
      
       أن يقوم بالتحقيق اثنان هذا الأمر مطروح، وهناك تجارب في هذا. ولكن برأيي يفضل إعداد أهل التخصصات العلمية ليكونوا محققين كل في فنه، ولا أعتقد أن هذا الأمر عسير، شريطة أن يكون المحقق عاشقاً لما يعمل متقناً أصول التحقيق جيد المعرفة باللغة. ولو أردنا الكمال يمكن أن يقوم لغوي بالتدقيق وليس التحقيق، لأن تعريف التحقيق"هو إخراج النص كما أراده كاتبه" ومن المفروض أن صاحب التخصص العلمي أدرى كيف أراده الكاتب من صاحب اللغة. والله أعلم
*زياد
6 - أبريل - 2007
هو ذاك    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
 
       تحيتي في البدء إلى الأستاذ  زياد
 
ومع تذكرتك فقد اشتبه الأمر عليَّ في الكتابين ، المهم :
 
إن ما تفضلتَ ببيانه هو القصد الذي طلبه أول من شرع في هذا الإحياء ،
 
وأظن أن جامعة حلب قد خطت خطوات واسعة ، ورائد العمل هناك هو الدكتور سلمان قطاية ،
 
ولما كانت الجهود شبه فردية لم تظهر لها نتائج ملموسة في إحياء التراث العلمي .
 
وشكرا لك ولكل من يُدلي في المناقشة ولو بحرف قد يضيء الطريق خطوة .
*منصور مهران
6 - أبريل - 2007
أيّ مخطوط نحقق?    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
       اقتبس الفقرة التالية لأهميتها، وهي من إحدى مقالات أستاذي العزيز  د.هشام النعسان، حفظه الله.
 
 
      ثمة مخطوطات كثيرة جداً في كل مجال من مجالات العلم، فلابد من تحديد معيار واضح يجري على أسسه اختيار المخطوط الذي سيعنى به المحقق، فإن لم يجر مثل هذا التحديد، ضاعت جهود كبرى في أعمال ضئيلة القيمة، وتبدد وقت طويل فيما لا طائل تحته، ونعتقد أن أسس هذا المعيار في الاختيار هي:
   1 ـ أن يقدم المخطوط العلمي إضافة جديدة للمعرفة، كأن يتضمن فكرة أو أفكاراً لم يسبق أن تناولها مؤلف من قبل، أو ألمح إليها عالم في المجال الذي تبحث فيه. ولا يعني هذا أن تكون كل أفكار الكتاب جديدة، أو رائدة في بابها، فأمر كهذا بعيد التصور، ولا يتوفر إلا في النادر من الكتب، ولكن قد يضم الكتاب فكرة واحدة تستحق، لجدتها، أ ن يبذل الجهد في تحقيقه كله، فكتاب "شرح تشريح القانون " لابن النفيس(ت687هـ/1288م) يتألف من خمسة بحوث، لم تلق من اهتمام الأطباء العرب ما لقيته مؤلفات طبية أخرى، إلا أن بضعة نصوص منه أثارت اهتمام الأطباء المحدثين إلى الحد الذي جعل اسم ابن النفيس يفرض نفسه على أوساط العلماء في كل مكان، وهذه النصوص هي التي وصف فيها الدورة الدموية في الرئة، وتقريره بأن عضلات القلب تتغذى من الأوعية الدموية في داخلها لا من الدم المجود في أجوافه، فهذه النصوص على قصرها النسبي جعلت من الكتاب واحداً من أبرز المؤلفات الطبية في العالم.
2 ـ أن يؤكد الكتاب على فكرة علمية صحيحة قال بها بعض العلماء في عصر مضى، ولكنها نسيت، أو تنوسيت، في العصور التالية لأسباب مختلفة، من ذلك مثلاً أن ظاهرة انفجار النجوم الضخمة وتحولها إلى شظايا مادية وإشعاعات وغازات تندفع بعيداً عن مركزها، كانت على الدوام من الظواهر التي اهتم بها الأقدمون بوصفها تجلب النحس للإنسان، إلا أن نصاً واحداً في وصف هذه الظاهرة، أورده علي بن رضوان(ت460هـ/1067م) في كتابه " شرح المقالات الأربعة  في القضايا بالنجوم لبطليموس" جعل من هذا الكتاب مهماً، ليس بوصفه كتاب طب فحسب، ولكن بصفته يحوي على معلومات دقيقة، وإن لم تكن جديدة، لإحدى أهم الظواهر الفلكية في الكون.
 3ـ وربما لم يحو مخطوط شيئاً من ذلك كله، لكنه ازدان بصور أو أشكال هندسية أو جداول رياضية، وضحت ما أراد المؤلف أ ن يقدمه للقارئ، فمثل هذه الوسائل يمكن أن يكون سبباً رئيساً لجعل المخطوط يغدو مهماً، فقد تساعد هذه الأشكال والصور والجداول على فهم فكرة ما، بما تقدمه من بيانات دقيقة، أو أنها تصلح أن تكون، لوحدها، موضوعاً لدراسة مستقلة. مثال ذلك أن مخطوطة "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات " للقزويني(ت682هـ) احتوت على نحو خمسين صورة لبشر وحيوان في أشكال وأزياء مختلفة، وسبب وجودها في المخطوط ما اعتقده مؤلفه من أنها تملك تأثيراً كبيراً على القارئ، والفكرة في حد ذاتها قد تقوم على أساس علمي مفهوم أو لا، ولكن الصور نفسها ذات قيمة فنية عالية، تصلح أن تكون موضوعاً لدراسة فنية قيمة. وهنا يجب أن يلاحظ المحقق ما إذا كانت هذه الصور والأشكال من أصل نص المؤلف أم أضيفت إليه في وقت تال للتوضيح.
 4 ـ ومن مبررات اختيار مخطوط علمي لتحقيقه، ما يتضمنه من مصطلحات علمية تساعد على فهم معان غامضة، أو تجارب مختبرية قصر دون فهمها الجهل بتلك المصطلحات، وقد يكون ألف أصلاً لتيسير الوقوف على هذا الجانب المهم، مثل: كتاب " مفاتيح العلوم " للخوارزمي الكاتب(ت387هـ) الذي جمع في طياته، بدقة وبلاغة ، أهم المعارف المتداولة في عصره . وكتاب " التعريفات " للجرجاني (ت816هـ) الذي يضم مصطلحات شتى مختلفة تتناول علوماً جمة ليس للدارس عنها غنى، وغير ذلك، أو أن يكون المخطوط مما تكثر فيه المصطلحات المشروحة، أو الموضحة، فيفيد منها محقق المخطوطات التي تتناول حقولاً معرفية لا تفهم مضامينها إلا الأمر في جميع العلوم.
5ـ أن يكون المخطوط شرحاً أو حاشية، على كتاب علمي مهم، فتأتي شروحه وتعليقاته موضحة للأصل، مبينة لمراميه، وهو أمر متوقع من شارح قريب زمناً من عهد مؤلف الأصل، ومن ثم أقدر على فهم لغته ومصطلحاته وأفكاره من باحثيين متأخرين عليه بمدد متطاولة، وبالمقابل فإن بعض المخطوطات العلمية تكتسب أهميتها من أن مؤلفيها ضمنوها ردوداً علمية على كتب لمؤلفين سابقين، فبينوا بذلك شخصياتهم العلمية، ومدى استقلال تفكيرهم، وما أصاب الفكر العلمي من تطور بعد أن وضع أولئك السابقون مؤلفاتهم.
مثال ذلك: ما فعله ابن النفيس في شرحه لكتاب التشريح من كتاب القانون لابن سينا ، وما أضافه إلى هذا الشرح من ملاحظات مهمة.
6ـ وربما خلا مؤلف المخطوط العلمي من أهمية في ذاته، ولكن كتابه يبقى _مع ذلك_ جديراً بالتحقيق، نظراً لأنه نقل نصوصاً من كتب ضائعة، حوت ريادة في بعض حقول المعرفة العلمية، أو أنه أشار إلى ترجمات مبكرة لكتب علمية ما كنا نعلم بها، أو بترجمتها، في تلك العهود أصلاً، وكتاب "تذكرة أولي الالباب و الجامع للعجب العجاب" لداود الانطاكي(ت1008هـ/1599م)، يستمد جانباً من أهميته من نقوله المطولة من كتب عديدة لم تصلنا.
*زياد
7 - أبريل - 2007
المخطوطات العلمية المحققة قليلة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
       إن المخطوطات العلمية المحققة قليلة جداً جداً، وأتساءل: ما هو السبب في ذلك?
هل يعود السبب لعزوف القراء عن هذا النوع من الكتب، الأمر الذي يقتضي عدم المغامرة من قبل دور النشر التي تهدف للبيع بكميات كبيرة طلباً للربح (وهذا حقها). وفي هذه الحالة ألا يتوجب على الهيئات الحكومية العمل على نشر هذا التراث الغني?
      أرى أنه يجب أن يكون هناك توازناً في النشر بين التراثين الأدبي والعلمي، أم أن ذلك مستحيل?
*زياد
7 - أبريل - 2007
التراث العلمي في الوراق    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
       وفي موقعنا الغني الفريد "الورّاق" نلاحظ طغيان التراث الأدبي على العلمي، إذ يبلغ مجموع عدد كتب الطب والهندسة والفلك والفيزياء والنبات والمعادن والأحجار والتجارة في المكتبة التراثية ثلاثة عشر كتاباً فقط، في حين يبلغ عدد كتب الشعر والشعراء لوحدها مئة وأحد عشر كتاباً، وتشكل نسبة كتب التراث العلمي إلى الأدبي بحدود 1.6% من مجموع الكتب الموجودة في المكتبة التراثية.
*زياد
7 - أبريل - 2007
معهد التراث العلمي في حلب    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ومن أهم المؤسسات القائمة على تحقيق التراث العلمي ونشره، معهد التراث العلمي العربي في حلب/سورية، وهو ذو فضل عليّ كبير، ويضم المعهد بعض الأساتذة المخلصين المتميزين، وهو مخصص للدراسات العليا(دبلوم، ماجستير، دكتوراه)، أي يشترط أن يكون الشخص حاصلاُ على الإجازة في الهندسة أو الطب أو العلوم حتى يقبل في المعهد، ويضم ثلاثة أقسام:
- تاريخ العلوم الطبية. للأطباء والصيادلة
-تاريخ العلوم التطبيقية والآثار. للمهندسين
- تاريخ العلوم الأساسية. لخريجي الرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها من فروع العلوم.
أنشئ هذا المعهد في جامعة حلب عام 1976م، وكان أول معهد متخصص في تاريخ العلوم في الوطن العربي، هدفه الأساسي القيام بدور تراثي فاعل، يكشف عن مساهمات العرب والمسلمين، ويبين ما حققوه من إبداع علمي متميز، مع إظهار فضلهم على الحضارة الإنسانية. ومن مهام المعهد:
- الكشف عن التراث العلمي في مختلف الميادين، وجمعه وتصنيفه وتحقيقه ونشره، بنصوصه الأصلية، وترجمته إلى اللغات الأجنبية.
- إعداد الدراسات والبحوث.
- إعداد الباحثين وتدريسهم في مختلف التخصصات.
- الإفادة من جهود العرب والأجانب في الكشف عن التراث العلمي، والتعريف به، ونشره.
- منح الدرجات العلمية للمتخصصين.
اشترك المعهد في الاتحاد الدولي لتاريخ العلوم وفلسفتها، الذي يضم كثيرًا من الدول الغربية، والأمريكية وغيرها؛ وأقام تعاونًا وثيقًا مع جامعات غربية وعربية، وهيئات قومية، كمعهد المخطوطات العربية، ودولية كاليونسكو، وكل ذلك مُكرس لخدمة تاريخ العلوم العربية، وشارك في كثير من الندوات والمؤتمرات الدولية التي تأسست عام 1975، واتخذت هذا المعهد مقرًا لها. ومن أجل أعمالها عقد محاضرات ثقافية عامة في تاريخ العلوم العربية.
*زياد
9 - أبريل - 2007
مؤسسات تراثية أخرى    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
       مركز إحياء التراث العلمي في جامعة بغداد:
تأسس عام 1977، واستمر عمله حتى عام 1990 وما تميز خلال هذه الفترة بالجدية والنشاط ، ولكنه أصيب بنكسة بعد ذلك وتحول إلى مجرد مركز محلي. ومن الندوات المهمة التي عقدها: ندوة تصنيف العلوم عند العرب، وسلسلة من الندوات عن الأعشاب والنباتات الطبية، وندوة عن الصناعة في التراث. 
 
 معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في فرانكفورت بألمانيا:
أنشئ المعهد في مايو 1982، وهو يهدف بالدرجة الأولى إلى تصحيح الأخطاء السابقة الشائعة حول التاريخ العلمي للعرب والمسلمين وجعله مركزاً للبحث العلمي الموضوعي وميداناً للنشر والترجمة.
في بداية العمل داخل المعهد ظهرت الحاجة إلى حصر المراجع والمخطوطات، المنتشرة في أركان مكتبات لا حصر لها في كافة البلدان الإسلامية، وفي كثير من المكتبات الخاصة، وفي أعمال مئات من المستشرقين الغربيين حصراً شاملاً، وتصنيفها في فهارس كي تصبح في متناول البحث العلمي. وتطلَّب هذا إنشاء وتنظيم مكتبة متخصصة، وبالمقام الأول إعداد أرشيف من الأفلام الدقيقة يحتوي المخطوطات العربية.
وقد فاجأت حصيلة النتائج التي حققها المعهد حتى الآن -رغم العدد المتواضع من العاملين الأوربيين والعرب- الخبراء. فالمعهد لم يقتصر على كونه مركزاً لإجراء البحوث العلمية وحسب بل أصبح ملتقى ومنبراً لتلقي المعارف ونشرها، إذ بلغ عدد مجلدات مكتبته العامرة خمسة وعشرين ألف مجلد، كما تحوي المكتبة نحو ثلاثمائة مخطوطة عربية، وأفلاماً مصورة لسبعة آلاف مخطوطة أخرى.
ويرأس هذا المعهد د.فؤاد سيزكين تركي الأصل.
 
مركز التراث العلمي الإسلامي في جامعة القاهرة:
بدأ المركز نشاطه الرسمي في عام 1996م،كان الهدف الأول لهذا المركز هو أن يتعرف طلاب الجامعات وشباب المدارس على التراث العلمي الإسلامي، ثم في مرحلة لاحقة على التراث المصري القديم في مجال العلوم الطبيعية، قام المركز بإنشاء موقع على شبكة الإنترنت، تتضمن ملفات عن تاريخ العلوم في مصر القديمة يتحدث فيها عن العلماء الأوائل في مصر والإسكندرية ويعرض أبحاثًا خاصة عن استخراج المعادن كالحديد والنحاس، فن صناعة الزجاج والجواهر الصناعية وأوراق البَرْدي وغيرها. كما يضم بعض الدراسات عن تاريخ علم النبات عند القدماء: كالزراعة عند المصريين القدامى والطب، والعطور ومستحضرات التجميل.. بل التحنيط عند قدماء المصريين.
 
*زياد
9 - أبريل - 2007
أحييك يا أخ زياد على هذا الموضوع الحيوي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
اعتقد أن من واجب كل متخصص علمي عربي أن يولي اهنماماً  وجهداً لدراسة تاريخ اختصاصه  وخاصة في فترة ازدهار الحضارة العربية الإسلامية. وأتحدث هنا عن تجربتي  العلمية المتواضعة فيما يتعلق بالمخطوطات ودراستها وترجمتها..
أنا دكتور بالرياضيات البحتة وعملت 20 سنة في الجامعات العربية مدرساً لمقررات التحليل والمعادلات وغيرها. ولكنني  اهتميت بالمصطلحات الرياضية وتعريبها . وأعددت عدة قواميس روسي- عربي   وانجليزي - عربي  وانجليزي - روسي - عربي. هذا من جهة. أما من جهة أخرى بدأت أدرس تاريخ الرياضيات وفلسفتها ودرست هذا المقرر في الجامعة وكتبت كتاباً في تاريخ الرياضيات وفلسفتها وهو موجود عند الزملاء في معهد التراث في حلب. وبعدها بدأت أبحث في تاريخ الرياضيات  العربية في القرون الوسطى من خلال المخطوطات وبشكل خاص أترجمها إلى اللغة الروسية لأن العلناء الروس يحتاجون لباحث عربي ومتخصص بالرياضيات وقد ترجمت مخطوطات عدة منها: مخطوطة تلخيص أعمال الحساب لابن البناء وكشف الأسرار للقلصادي وكتبنا عشرات الأبحاث حول هذا الموضوع. بالاضافة إلى أبحاث حول دراسة المخطوطات الرياضية العربية في روسيا من قبل المستعربين الروس. خاصة أن المكتبات  في المدن الروسية مثل سانت بطرسبورغ وقازان وموسكو وداغستان وغيرها تحتوي مئات الآلاف من المخطوطات العلمية العربية التي تنتظر من يدرسها ويحققها وينشرها.
اعتقد أن دراسة المخطوطات العلمية العربية ستوضح جوانب غامضة من تاريخ العلم العربي وأسباب تدهوره التي يهتم بها المستشرقون أكثر من العرب أنفسهم.
وأنت محق في توقفك عند الدور الريادي لمعهد التراث العلمي العربي وغيره في مجال إحياء الاتراث العلمي العربي.
وأضيف هنا معهد تاريخ العلوم والتقانة التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو  حيث أعمل كبير باحثين علميين وفرعه في سانت بطرسبورغ الذين قدما أبحاثاً ضخمة وعميقة في دراسة المخطوطات العلمية العربية. وطبعاً هنا يركزون على المحتوى العلمي ولا يتوقفون كثيراً عند التحقيق لأن هذه مشكلة لغوية بالدرجة الأولى وهي من مهمة الباحثين العرب.
أذكر لكم حادثة جرت معي.
تعرفت صدفة على المستعربة الكبيرة المتخصصة في تاريخ الرياضيات العربية وهي غالينا ماتفييفسكايا التي كتبت  مئات الدراسات وترجمت عشرات المخطوطات العربية إلى الروسية. باختصار فقد عملت بحب وعشق للمخطوطات العربية على مدى 30 عاماً وكانت تعمل في طشقند لكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينات اضطرت أن تقيم وتعمل في مدينة روسية وانقطعت عن العمل في التراث العلمي العربي. وعندما التقيت بها ودعوتها مراراً لإلقاء محاضرات في موسكو وقمنا أخيراً بتكريمها في حفل كبير. قالت لي عبارة مؤثرة. إنها المرة الأولى التي أشهد فيها اهتمام من العرب ببحوثي وبعملي ومساهماتي المتواضعة في دراسة التراث العلمي العربي.
وأتمنى أن يهتم القائمون على العلم والبحث العلمي والتراث العلمي العربي بهذه المواضيع ويشجعون الباحثين العرب والأجانب.
وللحديث صلة.
وشكراً
د. محمود الحمزة - موسكو
* الدكتور محمود
9 - أبريل - 2007
خاص د.محمود الحمزة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
        أستاذي الدكتور محمود، لقد تحدثتَ بما هو مفيد، واختصرتَ، وإني لمستزيد، فأنت في التراث ذو باع، ولمثلكَ ترهف الأسماع، وشكراً على تنويهكم بمعهد تاريخ العلوم، فإنه لم يكن لدي من المعلوم، أما عن "غالينا" فهذا دأبنا، نرفع الوضيع أحياناً ونحط الرفيع نكراناً، وقد وعدتَ في نهاية التعليق، أن للحديث صلة "في التحقيق"، فزدنا -سيدي- زادك الله علماً وقدراً، وإني لمنتظر ما تجود به ، ... وشكراً .
*زياد
9 - أبريل - 2007

 
   أضف تعليقك
 1  2