مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : علي بن إبراهيم الفصيصي ممدوح المتنبي    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زهير 
21 - فبراير - 2007
بنو الفصيص التنوخيون: من أمراء بلاد الشام في عصر المتنبي،  وكانوا إذ ذاك في قحطان بمنزلة بني العباس في عدنان، وقد نشبت بينهما حروب طاحنة سنوات طويلة، وكانت لهم معظم بلاد الساحل الشامي، في اللاذقية إلى أنطاكية وقنسرين وحمص وحلب.
وأما أشهر بني الفصيص في التاريخ فلا شك في أنه أبو الرضا الفصيصي ممدوح أبي العلاء المعري في رائعته (يا ساهر البرق) وفيها البيت الذي أخذ على أبي العلاء
بـاهـت بـمـهرة عدنانا فقلت iiلها لولا الفصيصي كان المجد في مضر
وسأفرد له بطاقة خاصة.
وذكر الطبري في حوادث عام 290 خبرا مهما جدا يتعلق بحروب بني العباس وبني الفصيص ، ويتضمن رسائل  في غاية الأهمية، وهي موجهة إلى الخليفة العباسي من قادة جيوشه المكلفة بكسر شوكة بني الفصيص. (انظر تاريخ الطبري : الوراق ص 2536)
 وفي قبائل اليهود أيضا قبيلة شهيرة تعرف ببني الفصيص، ذكرها أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني أثناء حديثه عن عشائر اليهود، ولكن لا علاقة بين القبيلتين سوى تشابه الأسماء.
وقد وفد المتنبي على بني الفصيص ومدح ثلاثة منهم، وهم: علي بن إبراهيم، الذي سيكون محور كلامنا، وابنا عمه (محمد بن إسحق) و(الحسين بن إسحق) ويمكن الرجوع إلى معجز أحمد في الوراق، للوقوف على ما قاله المتنبي في محمد والحسين ابني إسحق من قصائد، وذلك في فصل الشاميات( الوراق ص 60) وأول حديثه عن بني الفصيص قوله: (وقال يرثي محمد بن إسحق التنوخي:
إني  لأعـلـم والـلبيب iiخبير ان الحياة وإن حرصت غرور
)
 وفي (بغية الطلب) ترجمة لهما ولأبيهما إسحق، هذا نصها، قال:

(إسحق بن يوسف الفصيص بن يعقوب التنوخي الفصيصي أبو يعقوب، وقد سبق ذكر تمام نسبه فيما تقدم، وكان أمير حمص، واللاذقية، وجبلة، وهو والد محمد والحسين ممدوحي أبي الطيب المتنبي، وكانت الولاية على هذه المواضع المذكورة له ولأخيه ابراهيم في سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وهما اللذان أوقعا بالأكراد في سنة ثلاثمائة، ومقدمهم يومئذ أبو الحجر المؤمل بن مصبح، وهزم عسكر أبي الحجر وقتل أكثرهم، وهرب أبو الحجر فطرح نفسه في بحيرة أفامية، فأقام فيها أياماً في الماء.
وفي تلك الوقعة يقول بعض شعراء تنوخ يصف فعل أبي الحجر:

توهم الحرب شطرنجاً يقلبهـا للقمر ينقل فيها الرخّ والشاها
جازت هزيمته أنهـار فـامـية إلى البحيرة حتى غط في ماها
وإسحق هذا وأخوه ابراهيم هما اللذان سريا خلف الروم حين افتتحوا اللاذقية وجبلة، والهرياذة، وأسروا من كان فيها من المسلمين، وكانا بحمص، فلم يلحقا الروم، فكاتبا رئيس الأساقفة بقبرس وتهدداه فأطلق جميع الأسرى، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة أخيه ابراهيم.
وقدم إسحق حلب سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وكان طريف السبكري صاحب حلب قد حاصره وجماعة أهله في حصونهم باللاذقية وغيرها وحاربوه حتى نفد جميع ما كان عندهم من القوت والماء فنزلوا على الأمان، ودخلوا معه حلب مكرمين.
قرأت معنى ذلك جميعه في تاريخ أبي غالب همام بن الفضل بن المهذب المعري، ثم قرأته بخط جد أبيه أبي الحسين علي بن المهذب المعري التنوخي في جزء علقه في التاريخ) انتهى كلام ابن العديم.
 
وأما أبو الحسين فهو علي بن إبراهيم بن يوسف الفصيصي التنوخي، وسأفرد بطاقة خاصة بنسبة مرفوعا إلى تيم اللات.
وأعرق قصائد المتنبي في مدح أبي الحسين الفصيصي ميميته التي يقول فيها:
وَإِنَّما الناسُ بِالمُلوكِ وَما       تُفلِحُ عُربٌ مُلوكُها عَجَمُ
وهي 44 بيتا.
وفيها قوله ويريد بحيرة طبرية:
لَولاكَ لَم أَترُكِ البُحَيرَةَ وَال       غَورُ دَفيءٌ وَماؤُها شَبِمُ
وَالمَوجُ مِثلُ الفُحولِ مُزبِدَةً       تَهدِرُ فيها وَما بِها قَطَمُ
 وتلي الميمية في الشهرة دالية المتنبي في مدح أبي الحسين الفصيصي وهي داليته التي أسهر مطلعها النقاد:
أُحادٌ أَم سُداسٌ في أُحادِ لُيَيلَتُنا  المَنوطَةُ iiبِالتَنادِ
وفيها قوله يصف خيول الفصيصي:
وَحامَ بِها الهَلاكُ عَلى iiأُناسِ لَـهُـم بِـاللاذِقِيَّةِ بَغيُ عادِ
فَكانَ  الغَربُ بَحراً مِن iiمِياهٍ وَكانَ الشَرقُ بَحراً مِن جِيادِ
وَقَد  خَفَقَت لَكَ الراياتُ iiفيهِ فَظَلَّ  يَموجُ بِالبيضِ iiالحِدادِ
لَـقـوكَ بِأَكبُدِ الإِبلِ iiالأَبايا فَـسُقتَهُمُ  وَحَدُّ السَيفِ iiحادِ
وَقَد مَزَّقتَ ثَوبَ الغَيِّ iiعَنهُم وَقَـد  أَلبَستُهُم ثَوبَ iiالرَشادِ
 
وهي 43 بيتا، ويمكن الوصول إلى كل هذه القصائد من خلال تصفحها في واحة المتنبي في الصفحة الأولى على الوراق.
والمراد بقوله أحاد أم سداس في أحاد، أتريد أن نشرب يوما أم ستة أيام ومعها يوم، ويعني أسبوعا، ويعني طيلة الدهر، وقوله لييلتنا، تصغير ليلة، وأراد هذه ليلة واحدة أم ليالي الدهر حتى يوم التناد
 والفصيصي هذا هو أيضا ممدوح المتنبي في العينية التي أولها:
مُلِثَّ القَطرِ أَعطِشها رُبوعاً وَإِلّا فَـاِسـقِها السَمَّ iiالنَقيعا
وهي 41 بيتا.
وفيها قوله في اليت 13:
أُحِبُّكِ أَو يَقولوا جَرَّ نَملٌ ثَبيراً وَاِبنُ إِبراهيمَ iiريعا
وقوله في البيت 33:
أَمُنسِيَّ السُكونَ وَحَضرَمَوتا وَوالِـدَتي  وَكِندَةَ iiوَالسَبيعا
 
قال المعري في (معجز أحمد) ما ملخصه:
ودخل (أي المتنبي) على علي بن إبراهيم التنوخي فعرض عليه كأس في يده فيها شراب أسود فقال ارتجالا
إِذا  مـا الكَأسُ أَرعَشَتِ iiاليَدَينِ صَـحَوتُ فَلَم تَحُل بَيني iiوَبَيني
هَجَرتُ الخَمرَ كَالذَهَبِ المُصَفّى فَـخَـمري  ماءُ مُزنٍ iiكَاللُجَينِ
أَغارُ مِنَ الزُجاجَةِ وَهيَ iiتَجري عَـلى شَفَةِ الأَميرِ أَبي iiالحُسَينِ
كَـأَنَّ  بَـيـاضَها وَالراحُ iiفيها بَـيـاضٌ مُـحدِقٌ بِسَوادِ iiعَينِ
أَتَـيـنـاهُ نُـطـالِـبُـهُ بِرِفدٍ يُـطـالِـبُ  نَـفسَهُ مِنهُ iiبِدَينِ
 
قال المعري،
فشربها فقال فيه:
مَـرَتكَ  اِبنَ إِبراهيمَ صافِيَةُ iiالخَمرِ وَهُـنِّئتَها  مِن شارِبٍ مُسكِرِ iiالسُكرِ
رَأَيـتُ الـحُـمَيّا في الزُجاجِ iiبِكَفِّهِ فَشَبَّهتُها بِالشَمسِ في البَدرِ في البَحرِ
إِذا  مـا ذَكَـرنا جودَهُ كانَ iiحاضِراً نَأى  أَو دَنا يَسعى عَلى قَدَمِ iiالخِضرِ
وقوله مرتك، يعني هنيئا مريئا.
 
قال ابن العديم في زبدة الحلب في حوادث سنة 357هـ: (نشرة الوراق ص 29):
 (خرج في هذه السنة فاثور للروم في خمسة آلاف فارس وراجل، فصار إلى نواحي حلب، فواقعه قرغويه بعسكر حلب، فأسر قرغويه، ثم أفلت، وانهزم أصحابه، وأسر الروم جماعة من غلمان سيف الدولة.
ثم إن نقفور ملك الروم خرج إلى معرة النعمان ففتحها، وأخرب جامعها وأكثر دورها، وكذلك فعل بمعرة مصرين، ولكنه أمن أهلها من القتل، وكانوا ألفاً ومائتي نفس، وأسرهم، وسيرهم إلى بلد الروم.
وسار إلى كفر طاب وشيزر، وأحرق جامعها، ثم إلى حماة ففعل كذلك، ثم إلى حمص، وأسر من كان صار إلى تلك الناحية من الجفلة.
ووصل إلى غرقة ففتحها وأسر أهلها، ثم نفذ إلى طرابلس وكان أهلها قد أحرقوا ربضها، فانصرف إلى جبلة ففتحها، ومنها إلى اللاذقية، فانحدر إليه أبو الحسين علي بن إبراهيم بن يوسف الفصيص. فوافقه على رهائن تدفع إليه منها، وانتسب له فعرف نقفور سلفه، وجعله سردغوس. وسلم أهل اللاذقية.
وانتهى إلى أنطاكية، وفي يده من السبي مائة ألف رأس، ولم يكن يأخذ إلا الصبيان والصبايا والشباب، فأما الكهول والمشايخ والعجائز فمنهم من قتله ومنهم من تركه. وقيل بأنه فتح في هذه الخرجة ثمانية عشر منبراً. وأما القرى فلا يحصى عدد ما أخرب منها وأحرق، ونزل بالقرب من أنطاكية، فلم يقاتلهم، ولم يراسلهم بشيء.
وبنى حصن بغراس مقابل أنطاكية ورتب فيه ميخائيل البرجي، وأمر أصحاب الأطراف بطاعته.
(زبدة الحلب: القسم السادس، حلب في أيام سعد الدولة الحمداني، من سنة 356 إلى 381)
ومن أخبار بني الفصيص ما حكاه ابن العديم في حوادث عام 271 قال:
فسير الموفق ابنه أبا العباس أحمد بن طلحة، وكان قد جعل إليه ولاية عهده، فوصل إلى حلب في ربيع الآخر من سنة إحدى وسبعين ومائتين، وكان فيها محمد ابن ديوداذ بن أبي الساج، المعروف بالأفشين حينئذ والياً، وسار إلى قنسرين، وهي يومئذ لأخي الفصيص التنوخي وهي عامرة وحاضر طيء لطيء وعليها أيضاً سور، وقلعتها عامرة.
وذكر حروب بني العباس مع بني الفصيص أثناء حديثه عن خلافة المقتدر وبدايتها عام 295هـ فقال في حوادث سنة 319
ثم ولى مؤنس المظفر غلامه طريف بن عبد الله السبكري الخادم، في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وكان ظريفاً شهماً شجاعاً، وحاصر بني الفصيص في حصونهم باللاذقية وغيرها، فحاربوه حرباً شديداً حتى نفد جميع ما كان عندهم من القوت والماء، فنزلوا على الأمان فوفى لهم، وأكرمهم، ودخلوا معه حلب مكرمين معظمين، فأضيفت إليه حمص مع حلب.
وانظر في التعليق اللاحق نسب أبي الحسين الفصيصي كما رفعه ابن العديم


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
نسب بني الفصيص. وطرف من أخبارهم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وهذا نسب يوسف الفصيص جد علي بن إبراهيم بن يوسف الفصيصي، وهو الملقب بالفصيص، وقيل بل أبوه يعقوب. وفي سياق النص ذكر لإبراهيم ابن ممدوح المتنبي علي بن إبراهيم
قال ابن العديم في بغية الطلب، قال  النسابة (1): ( وأما تنوخ فهم قبائل عدة، منها قضاعة، ومنها نزار اجتمعت فتشاءمت وتنخت بأرض الشام، وجمعها الاسم كما جمع لغيرها من القبائل مثل مذحج وكانوا بقنسرين وحلب فيهم أمراء وكتاب ووزراء، وسيأتي ذكر أعيانهم في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
وهم ينتسبون إلى الفصيص، وهو يوسف بن يعقوب بن إبراهيم بن إسحق ابن قضاعة بن ثويب بن محطه بن ثويب بن عدي بن زيد بن تميم بن ضبيعة بن بلقن بن عدي بن زيد بن محطه بن عدي بن زيد بن محطه بن عدي بن زيد ابن حية بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن فهم بن تيم الله، وهو تيم اللات، والفصيص لقب، وقيل الملقب بالفصيص هو أبوه يعقوب، وكان لهم بلاد كثيرة من بلاد الشام، وكانت قنسرين لأخي الفصيص، وكانت حمص واللاذقية وجبلة لابنه إبراهيم، فحصرهم طريف السبكري واستنزل إبراهيم وأهله من حصونهم بالأمان سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وقد ولي اللاذقية بعد ذلك إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الفصيص، ثم صاروا إلى حلب، وصار منهم كتاب، وانقرض عقبهم، وإليهم ينسب درب الفصيصي بحلب.
وحكى كثير بن أبي صابر القنسريني قال: كنت يوماً عند إسحق بن قضاعة التنوخي (جد بني الفصيصفدعا بسيوف فجعل يقلبها، فقال لي: يا كثير هذه سيوف آبائنا التي قاتلوا بها يوم صفين، وهي عندنا مدخرة حتى يقوم القائم من آل أبي سفيان، فنقاتل بها معه.
قال ابن العديم : وآباء إسحق بن قضاعة هم الذين قاتلوا من قضاعة يوم صفين مع معاوية ابن أبي سفيان، وأقطعهم الإقطاعات والمدن، وكانت مدينة قنسرين وحاضرها مما أقطعهم إياه.
وقرأت في كتاب ديوان العرب وجوهرة الأدب وايضاح النسب تأليف محمد بن أحمد بن عبد الله الأسدي النسابة قال: وبأرض معرة النعمان وأرض قنسرين وما إلى تلك الأرض جبل متصل إلى أرض حمص غلبت عليه تنوخ، وذلك في عصر ملك الروم، وكان أقطعهم إياه، فلما أن جاء الإسلام في عصر معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه سارت معه قضاعة إلى صفين وقاتلت بين يديه، فلما أن رجع إلى الشام وفدت عليه وفود قضاعة ممن كان بأرض الشام تطلب الإقطاع والجوائز، فأقطعهم الزيادات والمدن، وذلك من حد بلد الأردن إلى حد جبل حلب وهو جبل جوشن.
(وانظر بقية أنساب تنوخ في بغية الطلب : الوراق ص 169 ومنهم بنو الساطع الذين ينحدر منهم أبو العلاء المعري)
____________________
(1) ويريد بالنسابة، محمد بن أحمد بن عبد الله الأسدي صاحب كتاب ديوان العرب وجوهرة الأدب
*زهير
21 - فبراير - 2007
إسحق بن علي الفصيصي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قال ابن العديم في بغية الطلب في ترجمة إسحق بن علي:
إسحق بن علي بن ابراهيم بن يوسف الفصيص بن يعقوب وقيل هو الفصيص بن إبراهيم بن إسحق بن قضاعة بن تويب الفصيصي، أبو يعقوب بن أبي الحسين التنوخي وسنذكر تمام نسبه إلى تنوخ في ترجمة جد جد جده إسحق بن قضاعة إن شاء الله تعالى، وكان أبو يعقوب هذا من الأمراء المذكورين، الفضلاء والنبلاء الممدحين الكرماء، وبيتهم بيت عريق في التقدم والولايات بقنسرين وحلب وبالعلم. قرأت في أشعار أبي الحسن محمد بن عيسى النامي العراقي اليشكري، بخط القاضي أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي قاضي معرة النعمان، وسمعه منه، قصيدة يمدح بها الأمير أبا يعقوب إسحق بن علي الفصيصي التنوخي أولها:
صنت دمعي إلا ليوم الـفـراق
 
فهو وقفٌ عليه حتّى التـلاقـي
لست أقضي حق الأحبة حـتـى
 
أمزج الدمع مع دمي في المآقي
فتـحـال الـدمـوع والـدم درّاً
 
وعقيقاً في المدمع الـرقـراق
ومنها قوله ... انظر بقية القصيدة وأخبار إسحق في بغية الطلب لابن العديم على الوراق
*زهير
21 - فبراير - 2007
أبو الرضا الفصيصي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ومن مشاهير بني الفصيص هؤلاء أبو الرضا الفصيصي الذي كتب له أبو العلاء رائعته (يا ساهر البرق) انظر كلامنا على هذه القصيدة في أرجوزة القصائد العشر، في دوحة الشعر.
وأبو الرضا هذا هو عبد الله بن محمد بن عبد الله الفصيصي،وفي هذه القصيدة الكلمة التي أخذت على أبي العلاء، وهو قوله:
بـاهـت بـمـهرة عدنانا فقلت iiلها لولا الفصيصيُّ كان المجد في مضر
قال ابن العديم في بغية الطلب: (قد أخذ قوم على أبي العلاء قوله: لولا الفصيصي كان المجد في مضر، وجعلوا هذا القول دليلا على سوء اعتقاده لانه يشعر بتفضيل الفصيصي على النبي صلى الله عليه وسلم، لان المجد في مضر كان به صلى الله عليه وسلم، فلما جاء الفصيصي صار المجد في قحطان.
قالوا: وهذا تفضيل للفصيصي نعوذ بالله من ذلك، وكنت أبدا أستعظم معنى هذا البيت وأفكر له في وجه يحمل عليه، وتأويل يصرفه عن هذا المعنى القبيح الذي طعن به الطاعن على ناظمه، فلم يخطر لي في تأويله شيء أرتضيه، ومضى لي على ذلك سنون، فرأيت في منامي ليلة من ليالي سنة اثنتين وثلاثين وستمائة كأنني أذاكر رجلا بهذا البيت وأقول له: ان هذا كفر، فقال لي ذلك الرجل: لم يرد أبو العلاء ما ذهبت إليه من التفضيل وإنما أراد أن المجد كله كان في مضر دون غيرها من القبائل فلما جاء الفصيص صار لقحطان به مجد ونصيب منه، وهذا تأويل حسن، وتكون الالف واللام لاستغراق الجنس والله أعلم.
*زهير
21 - فبراير - 2007

 
   أضف تعليقك