" طرفة بن العبد وصورة الناقة في شعره "     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
على هامش معرض البحرين الدولي التاسع للكتاب، وفي الفترة الممتدة ما بين (14 إلى 17) مارس (1997م)، عقد مجموعة من الدارسين ملتقى خاص حول " طرفة بن العبد"، وقد طبعت الأبحاث المقدمة في هذا الملتقى في كتاب بعنوان: " طرفة بن العبد، دراسات وأبحاث ملتقى البحرين " طبع المؤسسة العربية ـ بيروت، لبنان ـ ط الأولى (2000م). ومن بين البحوث المقدمة: " طرفة بن العبد وصورة الناقة في شعره " للدكتور عبد الجليل العريض، ص: (55 ـ 91). وأعطي هنا بشكل موجز بعض الملامح من هذا البحث القيم، مع بعض الخلاصات التي توصل إليها الباحث: . قال: " ومن العبث أن ندرس صورة الناقة عند طرفة بمعزل عن شعره، أو بالأحرى بمعزل عن طرفة ذاته، إذا ما جاز لنا القول بأن شعره الذي بين أيدينا يكاد يمثل سيرته الذاتية التي أبدعها في حالة تأمل ذاتي عميق، وقد تحمل صورة الناقة عنده بعض المعاني الأسطورية المتصلة بالقداسة، إلا أنها في نهاية الأمر لا تنفك أن تكون ـ في اعتقادنا ـ ملتصقة بذات الشاعر نفسه " ص (69). . ذكر إحصائية مهمة فقال: ـ عدد قصائد الديوان ومقطوعاته وأبياته: (92). ـ مجموع أبيات الديوان: (823). ـ مجموع أبيات الناقة: (136). ـ نسبة أبيات الناقة بالنسبة لباقي الشعر: (16،52% تقريبا). هذه النسبة تدل عل اهتمام الشاعر الكبير بالناقة، ومدى انشغاله بها، مع ملاحظة أن (4،49%) من نسبة وصف الناقة قد ورد في المعلقة، المقدر أبياتها ب (103) أي ما يعادل: (12،51%) من نسبة ما ورد في الديوان من أبيات، وهذا يعني أن نسبة وصف الناقة الوارد في المطولة ضئيلة إذا ما قورن بالنسبة العامة لوصف الناقة في بقية شعر الديوان. ص: (69 ـ 70). . وقال بأن صورة الناقة احتلت مكانة أكثر من بقية الحيوانات، مثلا ما ذكر في الخيل والفرس لا يزيد على (16) مرة أو ما يقارب (1،49%) من مجموعة أبيات الديوان. . الناقة مشتقة من (النواق) بمعنى الإحكام والترويض والترتيب والجمال والمبالغة في الشيء ، وهي رفيقة درب لا غنى للعربي عنها إطلاقا في حله وترحاله. . ورد ذكر الناقة في القرآن (7) مرات في (6) سور مثلت الارتباط المباشر بالجماعة في الخير والشر. . وصورة الناقة عند طرفة تتعدد وقد وظفها لمعان شتى، يقول: - وإني لأمضي الهم عند احتضاره *** بعوجاء مرقال تروح وتغتدي أضرب الشاعر عن ذكر الناقة واكتفى بالتغني بأوصافها. وهي مصدر فخر واعتزاز، قال: - على مثلها أمضي إذا قال صاحبي: *** ألا ليتني أفديك منها وأفتدي (مثلها) يعود الضمير إلى الناقة / و (منها) يعود على الصحراء المهلكة. قال: - جمالية وجناء صرف، تخالها *** بأنساعها والرحل، صرحا ممردا وقال: - إذا رجعت في صوتها خلت صوتها *** تجادب أظهار على ربع رد وقال: - وعينان كالماويتين استكنتا *** بكهفي حجاجي قلت مورد طحوران عوار القذى فتراهما *** كمكحولتي مذعور أم فرقد وقال: - إذا شاء يوما قاده بزمامه *** ومن يك في حبل المنية ينقد وقد ذكر مجموعة من الأبيات ودلالاتها عند طرفة بن العبد، ويمكن الرجوع إلى هذا البحث، فهو جيد في بابه. وأختم بقوله: " وعليه فقد اسْتوعَبتْ صورة الناقة في معلقة طرفة وحدها واحدا وأربعين بيتا: - الثلاثة الأولى منها تغنى بها في أثناء وصفه الرحل. - وصفه لناقته، وقد استوعب سبعة وعشرين بيتا. - تلا الوصف بيتان يمكن عدهما ضمن وصف الناقة. - وجاء بعد ذلك ببيت واحد في ذكر البعير الأجرب تعبيرا عن وحدته. - ثم أورد ستة أبيات على سبيل التذكر عند ذبح الناقة في سياق المدح " ص: (74). . قال: " فعناصر صورة الناقة وردت في نسيج المعلقة متفرقة في أربعة مشاهد يمكن إجمالها فيما يأتي: الأول: الناقة في نسيج سياق رحلة الحبيب. الثاني: الناقة ملجأ يلوذ الشاعر به للهرب من همومه. الثالث: الجمل تعبير عن الوحدة والازدراء والاطراد. الرابع: الناقة تعبير عن التحدي في شخص الشاعر ". ص: (74 ـ 75). فمن مبلغ أحياء بكر بن وائل *** بأن ابن عبد راكب غير راحل على ناقة لم يركب الفحل ظهرها *** مشذبة أطرافها بالمناجل أحال على ديوان طرفة، ص: (89) وغيره. ...................................................... وبعد أخي الكريم (نورس) هذا جهد المقل، ولك أن تتبع هذه الطريقة إن شئت وما يتعلق بالناقة في شعر المعلقات، وتحيتي. |