مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : الدوبيت    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 عمر خلوف 
9 - أكتوبر - 2006
الدّوبيت
          هو أحد الأوزان الشعرية المستحدثة، الخارجة على قواعد العروض العربي. ومع ذلك؛ فقد كُتِبتْ له الشهرة والانتشار قروناً عديدة.فمنذ نشأته؛ استساغ إيقاعَه الغنائيَّ الكثيرُ من شعراء العربية فكتبوا عليه الرباعيات العديدة، والقصائد الطويلة، والموشحات العذبة، حتى أصبحَ ما كُتِبَ عليه يفوقُ -كَمّاً- ما كُتِبَ على بعض الأوزان الخليلية. ومعَ ذلك، فقلّما تجِدُ في عصرنا  مَنْ سمعَ به!
          ويَشي اسمه بأنه فارسيّ الأصل. فكلمةُ (دوبيت) -وهي علَمٌ عليه- كلمةٌ فارسيةٌ تعني (بيتين)، إشارةً منهم إلى طريقة النظمِ عليه، حيث يُعبَّرُ بكلِّ بيتين منه عن فكرةٍ محدّدة.
يقول عفيف الدين التلمساني (-690هـ)([i]):
الدّهْرُ رياضٌ، نحنُ فيها الزَّهَرُ ** والكَوْنُ غصونٌ، نحنُ فيها الثمَرُ
والْمُلْكُ لنا، وما علينا حَرَجٌ ** والعيشُ صَفا، فما الذي ننتظِرُ?
ويقول أبو البحر الخطّي (-1028هـ)([ii]):
يا مَنْ بِهَواهُ سِيطَ لَحْمي ودَمي ** لا نَالَكَ ما تراهُ بِي مِنْ ألَمِ
إنْ لَمْ تَهَبِ الحياةَ في وَصْلِكَ لي ** فامْنُنْ كَرَماً ورُدَّني للعَدَمِ

          وهم كثيراً ما يسمونه بالرّباعي (أو الرباعيات). وذلك راجعٌ إلى كتابته -مشطوراً- على أربعة شطورٍ مقفّاة برويٍّ واحد، تبقى في مجموعِها بيتين اثنين أيضاً؛ كما في قول العماد الأصبهاني([iii]):
لا راحَةَ في العيشِ سوى أنْ أغزو
سيفي طَرَباً إلى العُلا يهتزُّ
في قتْلِ ذوي الكُفْرِ يكونُ العِزُّ
والقدْرةُ في غيرِ جهادٍ عَجْزُ
وكما في قول جلال الدين الرومي([iv]):
يا مَنْ هوَ سيّدي وأعلى وأجَلْ
يا مَنْ أَنَاْ عبْدُهُ وأدنى وأقَلْ
حاشاكَ تملّني ، وحاشاكَ تُمَلْ
إنْ لَمْ يكُنِ الوابِلُ بالوَصْلِ فطَلْ

          ولكننا نفضل استخدامَ مصطلح (الدوبيت)، لأنه علَمٌ على هذا الوزن، لا يُشاركه فيه أيّ بحرٍ آخر، يُشبه قولَنا: الكاملَ أو الطويلَ أو البسيط. بينما تشير كلمة (الرباعيات) إلى جميع ما كُتبَ بطريقة الرباعيات، على أيِّ وزنٍ كان.
          وربما كان ظهور رباعيات الدوبيت في أواخر القرن الثالث الهجري. حيث جاء ذكرها في كلامٍ للجنيد البغدادي (-298هـ)، ومعاصره أبي الفضل الهاشمي (-317هـ)، إبّان انتشارها في غزنين.         ولكن الغريب فعلاً أنْ تكون أقدم رباعية دوبيتية معروفة هي رباعية عربية، حيث يعود تاريخها إلى أواخر القرن الثالث الهجري، عصر اكتشاف الدوبيت نفسه. فقد وجَدْتُ في ديوان الحلاّج (-309هـ) رباعية دوبيتية فريدة، فاتَ ذكْرُها على جامع (ديوان الدوبيت، ومستدرَكَيْه)، مع أنه هو محقّق ديوان الحلاج! يقول فيها([v]):
كَمْ ينشُرُني الهوى وكَمْ يطويني ** يا مالِكَ دُنْيايَ ومالِكَ([vi])دِينِي
يا مَنْ هُوَ جَنَّتي ، ويا روحِي أنا ** إنْ دامَ علَيَّ هجْرُكُمْ يُعْيِينِي

          كما أورد ابن إياس الحنفي (-?هـ) للإمام الشافعي (-204هـ) ست رباعيات دوبيتية، فاتت كذلك على جامع (ديوان الدوبيت)، هي الأقدم إن صحّت نسبتها إلى الشافعي، يقول في أولاها([vii]):
رزْقي يَأْتي ، وخالقي يكفلُهُ ** لا أفْضُلُ غيرَهُ ولا أسألُهُ
إنْ كنتُ أظنُّ أنّهُ منْ بَشَرٍ ** لا قدَّرَهُ اللهُ ولا يسّرَهُ
          بل إنّ ابن تغري بردي (-874 هـ) أوردَ للعَتّابي (-220هـ) شاعر البرامكة والرشيد، رباعيةً دوبيتية، نسَبَها خطَأً إلى المواليا([viii])، وفاتت كذلك على جامع (ديوان الدوبيت)، هي من أقدم الدوبيتات المعروفة إنْ صحّت نسبتها إلى العتّابي كذلك، يقول فيها([ix]):
[يا ساقٍ]([x]) خُصَّني بِما تَهْواهُ ** لا تمزِجْ أقداحي رعاكَ اللهُ
دعْها صِرْفاً فإنّني أمزِجُها ** إذْ أشْرَبُها بذِكْرِ مَنْ أهواهُ
          ومن الرباعيات العربية القديمة؛ التي فات ذكْرُها على جامع (ديوان الدوبيت)أيضاً، ويعود تاريخها إلى أواخر القرن الرابع الهجري، قول أبي الفتح البسْتي (-400هـ)([xi]):
قولا  لِمُنى قلْبِيَ إسْماعيلا
أنعِمْ بنَعَمْ ، أطَلْتَ إسْماعي لا
أشْعَلْتَ جَوايَ بالهوى تشعيلا
أدْرِكْ رَمَقي ، فإنّ صبرِيَ عِيلا
          وأغرب من ذلك أن تعود أقدم رباعيات الدوبيت الفارسية المعروفة، إلى بدايات القرن الخامس الهجري، حيث اشتهر بها أبو سعيد بن أبي الخير (-440هـ)، الذي يُنسب إليه الجزء الأكبر من رباعيات الخيام. وله رباعيتان عربيتان. مما يدعم آراء القائلين بعربية هذا الوزن.


([i]) ذيل ديوان الدوبيت، القسم2، مجلة المورد (2)،1977م، ص65.
([ii]) ديوان الدوبيت ص446.
([iii]) ديوانه ص472، ديوان الدوبيت ص152.
([iv]) ديوان الدوبيت ص271.
([v]) ديوانه 1/397.
([vi]) وكان د.كامل الشيبِي محقّق الديوان قد أثبت كلمة (مَوْلى) بدل (مالك) متوهّماً أنّ في الشطر انكساراً، فقال: "جاءت (مولى)..على (مالك)، وبما أثبتنا يستقيم الوزن"! وليس فيما تنكّب عنه المحقق أي خلل وزني.
([vii]) المستدرك على ديوان الدوبيت، لهلال ناجي، مجلة الكتاب العراقية، (7)، 1974م، ص14.
([viii]) ونقل عنه ذلك الخطأ د.عبد الرحمن عطبة (تطوّر الشعر في بلاد الشام ص146)، مرجِّحاً -بناءً عليه- أنّ العتابي كان مخترِعاً للمواالِيا!!
([ix]) النجوم الزاهرة 2/186 .
([x]) في الأصل (يا ساقِياً ..) ، وبها يختل الوزن .
([xi]) ديوانه ص143. وقد ردّها محققا الديوان -خطأً- إلى البحر السريع !!

 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
وللدوبيت بقية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أديبتنا (سلافة كارم)..
أهلاً بك في أروقة الوراق العامرة ..
وأشكر لك إثراءَك الموضوع بمثل هذا الطرح الجميل.
 
في كتابي: (البحر الدبيتي؛ الدوبيت: دراسة عروضية تأصيلية جديدة)، الصادر في الرياض عام 1997م، أشرتُ إلى قصة (الرودكي) مع الصبي، نقلاً عن (ديوان الدوبيت) للدكتور كامل مصطفى الشيبي رحمه الله، وقد شكّكتُ حينها في القصة، لأنّ أول من أوردها ـ على ما يبدوـ هو شمس الدين قيس الرازي، في كتابه (المعجم في معايير أشعار العجم)، والذي يفصله عن عصر (الرودكي) ثلاثة قرون!!
ووفقاً للشيبي؛ لم تصل إلينا من رباعيات الرودكي هذا أية رباعية!!
وقد أشرتُ آنفاً إلى أن أقدم رباعيات الدوبيت الفارسية المعروفة تعود إلى بدايات القرن الخامس الهجري، في حين تدل الشواهد التي بين أيدينا على أن رباعيات الدوبيت العربية المعروفة تعود إلى بدايات القرن الثالث الهجري.
فهل أراد الفرس أن يوجدوا لأنفسهم شيئاً من الفخر الضائع بمثل هذه النسبة?!
 
ثم، على الرغم من اهتمامي بالدوبيت، فأنا لم يُتحْ لي الاطّلاع على كتاب (صلة ديوان الدوبيت)، للدكتور عهدي إبراهيم السيسي، فحبذا لو وثّقْتِ لنا الكتاب بذكر ناشره، وتاريخ نشره، وهل هو متوفر في الأسواق للبيع أم لا?
وحبذا لو طال عرضُك للكتاب، فأتحفتِنا بما أورده السيسي من أمثلة للرباعية المغناة، والرباعية الملقاة لكي نعرف الفرق بينهما.
وأما عن وزن الدوبيت، فهو صلب موضوع كتابنا، وأرجو أن أتحدث عنه في مشاركة أخرى إن شاء الله تعالى.
 
والشكر موصول لأستاذ الوراق.
*عمر خلوف
14 - أكتوبر - 2006
أبيات نادرة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الأستاذة العزيزة سلافة كارم :شكرا لكلماتك الطيبة وعنوانك الساحر، وما أجمل بيتي ابن عربي وما أندرهما، صدقيني هذه أول مرة تقع عليهما عيني.
ولكن هل أنت تكتبين من ذاكرتك، أم تنقلين من كتاب، والظاهر أن جوابك سيكون: (بالاثنين معا) فتاريخ وفاة ابن عربي مسالة متفق عليها، وكانت وفاته ليلة الجمعة يوم الخميس/ 28/ ربيع الثاني/ 638هـ. الموافق 22/ تشرين الثاني/ 1240م. وأما عام (657هـ) فهو عام وفاة ابنه (سعد الدين ابن عربي) والصواب أنها عام (656) وكان مولده في ملطية في رمضان (618) وديوانه لا يزال مخطوطا، أو أني لم أطلع على طبعة له، فالمطبوع قطعة من شعره، والمنشور من شعره في الموسوعة (111) بيتا فقط، وانا أرجح أن يكون البيتان اللذان ذكرتهما من شعره، وليس من شعر أبيه.
واما عماد الدين زنكي المذكور في تعليقك فهو غير عماد الدين زنكي صاحب الموصل ووالد نور الدين، ويوم مقتله شهير أيضا وكان ليلة الأربعاء / 5/ ربيع الثاني/ 541هـ
وأما صاحب البيتين فكما تفضلت عماد الدين زنكي، وهو حفيد عماد الدين زنكي الأول، والصواب في البيتين كما ذكرهما الصفدي في الوافي (على الوراق)
الـسُّكّر صار كاسداً في iiشفتيه والـبدر  تراه ساجداً بين iiيديه
في الحسن عليه كل شيء وافر إلا  فـمـه فـإنه ضاق iiعليه

وأما نصير الحمامي فمن أشهر شعراء العامة البسطاء في التاريخ، كان يتعيش باستئجار الحمّامات، وإدارتها، وعمر طويلا حتى تجاوز المائة لأن مولده عام (609) وله في (أعيان العصر) على الوراق وفي (الوافي) ترجمة واسعة، قال في أثنائها:
جاراه فحول عصره وجاراهم،وكتبوا إليه فأجابهم وباراهم وما ماراهم، وربما أربى في اللطف على مجاريه،
ولو لم يكن حمامياً لما عرف حرّ الأشياء وباردها وأخذ الماء من مجاريه)
ويظهر أنه كان مع معاصره السراج الوراق مثل شيوخ الزجل  اليوم في لبنان.
وأما دوبيت العماد فقد وقع فيه خطأ مطبعي، في الشطر الثالث، وصوابه (قل لي أنهاك عن محبّيك نُهاك)
وأما (التعفري) فالصواب (التلعفري) وهذا خطأ مطبعي لا شك عندي في ذلك، وهو شهاب الدين التلعفري، شاعر عربي صميم، من (ذهل بن شيبان) كان شيعيا متعصبا لأهل البيت، ولم يمنعه ذلك أن يكون شاعرا في بلاط الملك الأشرف الأيوبي، ومولده يوم 25/ جمادى الآخرة/ 560هـ ووفاته يوم 13/ محرم/ 560هـ وبيتاه مذكوران في (ذيل مرآة الزمان) لليونيني، على الوراق.
ومن نوادره أن الأشرف الأيوبي وعده وهما في حمام الرُها أنه إذا فتح (خلاط) سيعطيه ألف دينار مصرية، فلما تم فتح مدينة خلاط ذكره بوعده بقصيدة مشهورة، فوفى الملك الأشرف بما وعد وأعطاه ألف دينار. وأما ديوانه فلا يزال في عداد الدواوين الضائعة، والمنشور منه مجموع من كتب الأدب، وعدد أبياته في الموسوعة الشعرية (1029) بيتا، في مائة قطعة. ولكن ليس فيها البيتان المذكوران في تعليقك.
وأما بيتا ابن إياس فهذه من محاسن أبحاثك يا سلافة، وفائدة لم تكن بالبال، وانا لم أكن أعرف أن صاحب بدائع الزهور كان شاعرا مجيدا إلى هذه الدرجة، ومن كتب في قافية الغين هذا الدوبيت، فلا شك عندي أن ديوانه ضخم جدا وأنه من عمالقة الشعر. رجاء: اكتبي لي من أين أتى مؤالف الكتاب بالبيتين.
وبقي أن أشير إلى خطأ وقع في الشطر الثالث من دوبيت ابن إياس، والصواب فيه حذف الهاء من كلمة (واشيه) لتصير (واشٍ)...  بانتظار جوابك، مكررا شكري وتقديري.
وأما هديتنا فهي هذه:
عـنـقود مكارمٍ وبنت iiأكارم من كرْم أبيك كارما عن iiكارم
ما أطيب إن نزلت في كرمتها تسقيك من الهوى سلافة iiكارم
*زهير
14 - أكتوبر - 2006
لحن الدوبيت    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أشهر دوبيت غني في العصر الحديث هو ما غنته فيروز (يا غصن نقا مكللا بالذهب) ويمكن الاستماع له على هذا الرابط:

http://www.mal6rb.com/songs/arabic/songs_list/266 

وغناه أيضا صباح فخري، ويمكن الاستماع إليه بصوته على موقع الأستاذة لينة ملكاوي http://www.awzan.com/poetrypages/Ya_Ghusna_Na8a.htm

*زهير
14 - أكتوبر - 2006
شهدة الشفاه، ووفرة الحسن    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الشكر لأديبتنا سلافة على ما اختارته لنا من رباعيات الدوبيت ..
ولكن ملاحظتي عليها أنها جميعها على وزن الدوبيت المعروف .. وما سألتُ أنا عنه هو ما أورده المؤلف من أمثلة على الرباعية (المغناة)، والرباعية (الملقاة)، لنرى كيف فرّق المؤلف بينهما، وعلى أي أساس كان تصنيفه لهما.
 
والشكر موصول لأستاذ الوراق، الذي يبهرنا دائماً بإضافاته القيمة، ويتركنا حائرين أمام شخصية موسوعية متعددة المواهب والاهتمامات. وقد أوفى بتعليقه الطيب، وملاحظاته السديدة على ما جاء في مداخلة سلاف، فبارك الله فيه وبعلمه.
 
ويبقى لي تعليقٌ صغير على رباعية زنكي، حيث ينسبها صاحب ديوان الدوبيت إلى جلال الدين الرومي أيضاً، ومطلعها عنده:
((السكّرُ صارَ شَهْدةً في شفتيه)).
وقد أوردته في كتاب الدوبيت، وأثبت شطره الثالث هكذا:
((في الحسنِ عليه كلُّ شيءٍ [وَفـْرٌ]))
مرجّحا التحريف في قوله: (وافرْ)، حيث اضطرّ إلى إسكان الراء فيها، وفيما أثبتناه
تصحيحٌ للوزن والمعنى.
 
*عمر خلوف
15 - أكتوبر - 2006
بمنتهى الرفق    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
بداية أشكر الأستاذ عمر على كلماته الطيبة، وأشكر الأستاذة سلافة على تقبلها النقد بصدر رحب، وأريد أن أقول لها هذه المرة بمنتهى الرفق والود والأخوية: أرجو من أستاذتنا سلافة أن تتقبل تصحيحاتي التي أتدخل بها بدافع مسؤوليتي. وأعرف أنه يفوتني الكثير منها والكثير جدا، وأريد أن ألفت انتباهها هنا أن تاريخ  وفاة ابن عربي كما نقلته عن (نفح الطيب) ليس كلام صاحب نفح الطيب، وإنما هي كلمة قالها الغبريني صاحب (عنوان الدراية) والعلماء متفقون أنه قال ذلك تقديرا لا تقريرا. وأنت هنا حرفت عبارة الغبريني يا أستاذتي سلافة فإنما قال: (وتوفي رحمه الله في نحو الأربعين وستمائة) فكيف صارت (645هـ) ??? وكيف أسكت هذه المرة على قولك: (بإختصار أن كل المخطوطات الموجودة عن وفاة ابن عربى متضاربة فيما بينها) إذا كنت نقلت ذلك من كتاب، فاكتبي لي اسمه حتى ننبه الناس منه، لأن وفاة ابن عربي لا مجال للشك فيها وهي كما قلت: ليلة الجمعة 28/ ربيع الآخر/ 638هـ 
*زهير
15 - أكتوبر - 2006
هدية دوبيتية نادرة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
هذه بعض الرباعيات الدوبيتية نادرة الوزن، أقدمها هدية لأستاذ الوراق الكبير، ولسلافة كارم، لمساهماتهما القيمة في إثراء هذه الزاوية، وهي مهداة كذلك إلى جميع سراة الوراق وقارئيه.
يقول ابن الفرخان (ق6):
 
ما لاحَ بذي الأبرقِ للبارقِ ومْضٌ ** إلاّ وعلى القلبِ من الشوقِ تباريحْ
فالوجدُ لذي الوجدِ غدا أكملَ شيءٍ ** والصّبرُ إذا عَنَّ فقد طاحَ به الريحْ
 
ومثلهالشهاب الدين المصري (مؤرّخاً ختانَ نجْلَيْ رأفةْ بيك) يقول فيها:
يا حُسْنَ مكارمٍ جَلا حُسْن تثنّيكْ ** لا زلْتَ مُمتّعاً بأنواعِ تمنّيكْ
فالحظُّ بدا وإذْ بأفْراحِكَ وافتْ ** أرّخْتُ : زَها ختانُ نجليكَ أُهنّيكْ
 
ويقول ابن الفرخان:
     معشوقيَ ذو الحُسْنِ له الحُسْنُ وأوفى ** معشوقيَ ذو الغُنْجِ له الغُنْجُ وأبْلَغْ
     فالعينُ [غدا] نرجسُها وجْديَ يُذكي ** والصّدغُ بَدا عقربُهُ قلْبيَ يلْدَغْ
 
ومثلها لشهاب الدين المصري أيضاً يقول فيها:
يا بدْرَ كمالٍ بدُجى الشَّعْرِ تبدّى ** كمْ ذا بِتَجافٍ وصدودٍ تتصدّى
ارحمْ دَنِفاً ذابَ احتراقاً وسقاماً ** عنْ عهْدِكَ يا غادِرُ ما كانَ يحولُ
 
ولا زلتُ مصرّاً على أن تتحفنا سلافة خانم بأمثلة لما أسماه السيسي بالرباعية المغناة، والرباعية الملقاة ..
 
*عمر خلوف
18 - أكتوبر - 2006
وشكرا لهديتكم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
شكرا يا أستاذ عمر على هديتكم، وأنا أيضا أضع بين يديك وبين يدي الأستاذة سلافة قطعة من كتابي (موسوعة البحور) عسى أن تفيدا منها، ولكن بشرط أن لا تدخلاني في متاهة العروض، لأنني كتبت هذا الكلام منذ أكثر من خمس سنوات، ولا أجد وقتا للمضي في مناقشة كل هذه الدقائق. فكلا ما تشاءا هنيئا مريئا، ولكن أقول للأستاذة سلافة: أبن ما سألتك عنه حول دوبيت ابن إياس، رجاء اكتبي لي حرفيا كل ما يتعلق بدوبيت ابن إياس في المصدر الذي نقلته منه.
@ الدوبيت
أول ما ننبه إليه قبل الخوض في تعريف الدوبيت أنه نفسه البحر العميد المعدود في الأبحار التسعة المتروكة وهي كما سماها أبو بكر الشنتريني في كتابه " المعيار في أوزن الأشعار " ( الوسيط والوسيم والمعتمد والمتئد والمنسرد والمطَّرد والخبب والفريد والعميد ) قال في تعرف العميد ص 146 : وهو خارج عن الدوائر أيضاً ووزنه
مستفعلاتن مستفعلاتن فعل مستفعلاتن مستفعلاتن فعل
ومثاله :
ما أعذب عندي في الهوى تعذيبي الموت يهون في رضى iiالمحبوب

هذا كلام الشنتريني ،والعجب أنه لم ينبه إلى أن هذا الوزن هو نفسه وزن الدوبيت 
شأنه شأن كل الذين تعرضوا لذكر البحر العميد
.
أما وزن الدوبيت عندهم فهو
فعلن متفاعلن فعولن فعلن فعلن متفاعلن فعولن فعلن
 
ووافق حازم في ذلك إلا أنه اختار له تفعيلات أخرى هي :
مستفعلتن مستفعلن مستفعلن مستفعلتن مستفعلن مستفعلن

وكأنه يرده بذلك إلى أوزان الرجز ، وهو ما نبهنا إليه في حديثنا عن التقارب بين
الدوبيت و قصيد الرجز في باب الرجز ، وهو ما ذهب إليه علي حميد خضير في كتابه " الجديد في العروض " حيث قال ص 32 : والدوبيت مأخوذ من الرجز إذا قطعناه على الشكل الآتي :
مستفعتلن مفاعلن مستفعل مستفعتلن مفاعلن مستفعل

وكان ابن المرحل أول من نبه إلى وزن الدوبيت وأدخله في العروض العربي
قال : ( رأيت النوع المعروف بالدوبيت من أوزان الكلام المنظوم ، مستقيم البناء ،مستعذباً في الغناء إلا أن بعض الناس يخلط في النظم عليه ويسلك مسلك العجم في الزيادة فيه والتقصير منه حتى يخلَّ به . فصنعت له ميزاناً وبينت ما يجب فيه وما يحسن  وما يقبح قياساً على الأوزان العربية واتباعاً للأكثر في المساق والأعذب في المذاق ، ووضعت له أربعة أجزاء .. )
       عن " رسالتان فريدتان في العروض لمالك بن المرحل "
                          تحقيق هلال ناجي
وعد من مجازيئه مجزوءه المشهور ( فعلن متفاعلن فعولن )
ومثاله لامية البهاء زهير : يا من لعبت به شمول
ومجزوءه المحذوف ( فعلن متفاعلن فعو )
ومثاله :
لله  معاً لذي iiالحمى ما أحسنها مع الدمى

ومجزوءاً آخر ذهب هلال ناجي إلى أنه من مجازيء المتدارك وهو
( فعلن متفاعلن ) ومثاله :
أهـلاً  iiبخيالكم من لي بوصالكم

قال : وفي الحقيقة أنه من المتدارك ولكن نغمته تقرب من الدوبيت
            = انظر الكلام على مخلع الرمل في هذه الموسوعة =
قال جلال ص 350 ( وأولع العماد الأصفهاني بنظم هذا النمط من الشعر = الدوبيت = حتى كان له منه ديوان ، والذي لاح لنا أن معظم ضروب الدوبيت وأنماطه لا تخرج عن أوزان الرمل )
ونقل عن صاحب " معيار النظار " قوله : اخترع بعض العجم بناء سموه الرباعي وهو
مفعول مفاعلن فعولن فع لن
ومثاله : يرجو ويخاف وهو شاك شاكر
ويمثل للدوبيت عند العروضيين بما ذكره الخفاجي في كتابه " القصيدة العربية " ص 85
في دوبيتهم عروضة ترتجل فـعلن متفاعلن فعولن iiفعلن
ما أحسن واصلي وما iiأجمله مـا  أجـمل قدَّه وما iiأكمله
ومن الشعراء من كتبوا به القصائد المقفاة كالشيخ علي الدرويش وله فيه عدة قصائد
منها القصيدة التي يقول فيها
أهديك شعراً من بحر فني درراً لا  تعرف من أي بحور العرب
.
@ السلسلة
ثاني الأوزان العجمية المدخلة في العروض العربي ، ولكنها لا ترقى إلى رتبة الدوبيت من حيث شهرة الدوبيت وشيوعه في دواوين المتأخرين ، وهي غير مصطلح السلسلة التي نقلها أبو العلاء في الصاهل والشاحج عن قدامة بن جعفر ، وغير البحر السلسل الذي زعم المفتي عبد اللطيف أنه اخترعه وألف فيه رسالته " الزلال المسلسل في بحر السلسل"
= انظر ذلك في البحر السلسل في معجم العروض من هذه الموسوعة =
ووزنها عندهم
فعلن فعلاتن متفعلن فعلاتن فعلن فعلاتن متفعلن فعلاتن

ومن أمثلته :
السحر  بعينيك ما تحرك أو iiجال إلا  ورمـاني من الهوى iiبأوجال
يا قامة حسن نشا بروضة إحسان أيـان هفت نسمة الدلال به iiمال

ومنه قول المفتي عبد اللطيف
هيجتِ سليمى من المتيم بلبال من  حيث تبديت للمتيم iiبالبال

وقوله :
ما لاح بريقٌ من العذيب على البان إلا وسـنـاكـم لقد أضاء وقد iiبان

ومنه قصيدة الشيخ علي الدرويش التي أولها:
أفراحك يا مصر والمسرة في العام
وقد أوضحنا غير مرة أن هذا الوزن ما هو إلا خفيف أضيف إليه في أوله " فعلن "
إلا أن الشاب الظريف تصرف في ذلك فجعلها رملاً مسبوقة بفعلن في قوله
يـا  مـالك رَقَّ الصَبُّ باللَّهِ عَلَيْكَ ارْحَـم حـائراً يُسايِلُ الدَمعَ iiعَليكَ
وَاسمَح بِخَيالٍ في الدُجى يطرُقُ مَن أَضـحَـى  دنفاً أذابَهُ الشّوْقُ iiإِليكَ

وجعله رجزاً مسبوقاً بسبب خفيف ( فع ) وهو قوله :
كم يشمت بي في حبك العذال كم يكثر فيك القيل بي iiوالقال
الـصَّبْرُ بِكُلِّ حَالةٍ أَلْيَقُ iiبِي أَحْتاجُ أُدَارِيكَ وَيَمْشِي الحَالُ
ومن أقدم ما وصلنا من وزن السلسلة الأول قول حمزة بن علي أبي يعلى المتوفى عام
556
هل تأمن يبقى لك الخليط إذا بان لـلـهـم فـؤاد وللمدامع iiأجفان
ذكر ذلك ياقوت في ترجمته في معجم الأدباء ج 5 ص 21
وفي هذا ما يثبت وهم العياشي حين جعل بحر السلسلة من مواليد القرن الثامن الهجري
وتجدر الإشارة هنا إلى وهم آخر وقع فيه العياشي حين قال : ( ولمن استنبط هذا الوزن من شعراء ذلك العصر ميزة لا تجحد على من عاش قبله وبعده من شعراء الإسلام وحتى الجاهلية المعروفة لأنه هو وحده وحتى هذه الساعة من عرف مبدأ القيمة المزيدة في تأليف الإيقاعات وهو المبدأ المعتمد في تأليف هذا الإيقاع " السلسلة " وهو يتألف مما يتألف منه إيقاع الخفيف مع زيادة قيمة ثقيلين ممدودين = يقصد سببين خفيفين = في أوله ) وهذا يدل أن العياشي لم يقرأ أوليات كتب العروض لأن هذا الذي سماه القيمة المزيدة هو نفسه فصل تركيب البحور في كتب العروض
قال الزمخشري في " القسطاس " ( وأزوجوا بين خماسيٍّ وسباعي بما لو حذفت من السباعي ما طال به الخماسي لم يتباينا في الوزن وذلك كإزواجهم
بين فعولن ومفاعيلن : ألا ترى أنك لو حذفت " لن " من مفاعيلن وجدت مفاعي جارياً على فعولن وبين مستفعلن وفاعلن : ألا ترى أنك لو حذفت  " مس "  من مستفعلن وجدت تفعلن جارياً على فاعلن وبين فعلاتن وفاعلن :ألا ترى أنك لو حذفت " تن " من فاعلاتن جرى " فاعلا " على فاعلن
وأزوجو بين سباعيين لو رددتهما إلى الخماسي بحذف سبب من كل واحد منهما توازنا وذلك إزواجهم بين فاعلاتن ومستفعلن لأنك لو حذفت " تن " من فاعلاتن و" مس " من مستفعلن بقي " فاعلا " و " تفعلن " متوازنين وبين مفاعيلن وفاعلاتن : لأنك لو حذفت " لن " من مفاعيلن و" فا " من فاعلاتن بقي مفاعي وعلاتن متوازنين. وانظر مما ألف في هذا الفن (الفُلك المحملة بأصداف بحر السلسلة) صنعه وترجم لناظميه د. كامل مصطفى الشيبي، وانظر ما ألف من مستدركات على هذا العمل في كتاب (نشر الشعر وتحقيقه/ ص83).
وهناك صلة أيضا بين  الدوبيت ومخلع الرمل، =ويعرف أيضاً بمخبول الرمل = وهو عكس مخلع البسيط حيث أصابه الخلع في أول تفعيلاته وذلك بحذف وتدها المفروق لتصبح بعد التعديل ( فع لن فاعلاتن فاعلاتن )
وهو نفسه مجزوء الدوبيت كما سيأتي
وهو ما ترجم له الشيخ جلال في الرمل الثامن عشر
وعد في بدائله: ( فع لن فعلاتُ فاعلاتن )
ومنه قصيدة البهاء زهير ( يا من لعبت بهم شمولٌ )
وقد ورد الكلام على لامية البهاء هذه = كما يقول الشيخ جلال = في كثير من الكتب العروضية ومن ذلك شرح كتاب " التيسير الدافع للداهية في تحصيل علمي العروض والقافية " فقد جاء فيه
( ومن الشعر الفاسد ما يقبله الطبع السليم فيظنه صحيحاً كقوله
" يا من لعبت بهم شمول " )
وكان الدماميني قد دافع عنها في " العيون الغامزة " ولم يعدها من الأوزان المهملة أو الخارجة عن أوزان العرب
ورأيه فيها أنها من الوافر الذي أصابه العقص في جزئه الأول وأصابه العقل في جزئه الثاني والخامس والقطف في العروض والضرب فصار
مفعول مفاعلن فعولن مفعول مفاعلن فعولن

وذهب مؤلف " تبسيط العروض " إلى تسمية هذا الوزن بمجزوء الدوبيت وهو ما اخترناه، وإلى ذلك ذهب عبد المنعم الخفاجي وآخرون.
ومن مخلعاته ما عده الشيخ جلال من الرمل التاسع عشر
( فع لن فاعلاتن فاعلن )
ومثَّل له بالبيت :
يـا  أحبابنا رفقاً iiبنا إنا من هواكم في عنا

وقد عده الحفناوي في حواشيه من الدوبيت الرابع
*زهير
18 - أكتوبر - 2006
المحرك لا يسير بدون (دينامو)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحية كبيرة لأستاذنا الكبير ..
معتذرين له عن قبول شرطه، إذ لا بد لمشاركة رائعة منه أن تضعنا معاً في متاهة البحث والتنقيب.
وسأقتصر هنا على نقطتين مما جاء في إضافته القيمة:
** الأولى تتعلق بما جاء في كتاب (المعيار للشنتريني):
ففصل البحور المهملة (المستحدثة)، وماسبقه من (ضوابط الأوزان) مقتبسان من كتاب (الوافي في نظم القوافي، لأبي البقاء الرندي)، وليسا للشنتريني، بدليل أن الرندي أضاف (الخبب) إلى المهملات من البحور، في حين أفرد له الشنتريني باباً خاصاً في كتاب المعيار هو: (باب المتدارك).
وقد أخطأ المحقق (أو المؤلف) في وزن بحر العميد، حيث يفترض أن يكون:
(مستفعلتن مستفعلاتن فعْلُ).
بل إن ما أسماه (بالفريد) هو ذات الدوبيت أيضاً، وإنْ أخطأ في وزنه، فجعله:
(مستفعلن مستفعلن مستفعلاتن)
وربما كان صحيحه:
(مستفعلتن مستفعلن مستعلاتن).
بل أخطأ في ضبط عجز شاهده:
القَطْرُ كسا الأرضَ من الحسنِ فنونا ** فتّح النَّورُ ثغوراً وعيونا
والغريب أن يزن صاحب (سفينة الشعراء) بحر العميد على:
(مفعولُ مفاعيلُ مفاعيلُ فعولْ)
والفريد على:
(مفعولُ مفاعيلن مفاعيلن فعْ)
ويقدمهما على أنهما بحران (مهملان مستحدثان) إلى جانب الدوبيت بتفعيله المشهور:
(فعلن متفاعلن فعولن فعلن)
وتابعه على ذلك د.نبوي (الإطار الموسيقي ص231) وأسبر (معجم الخليل ص126).
ولو أنهم وضعو شاهديهما لتبين لهم حقيقة ما وقعوا فيه من الوهم، وأنهما ذات الدوبيت.
وقد كان الزنجاني (ـ بعد 660هـ) قد وزن الدوبيت على:
(مفعولُ مفاعلن فعولن فعلن)
 
** الثانية: أن أول من نبه إلى وزن الدوبيت على حد علمنا القاصر هو ابن الفرخان، صاحب كتاب (المستوفى في النحو)، من علماء القرن السادس الهجري، وهو ممن عاصر ضياء الدين الحسني الراوندي (ـ 560هـ)، وبينهما عدد من المساجلات الشعرية.
فقد أورد في كتابه المخطوط (الإبداع في العروض) ما ينوف على تسعة قوالب للدوبيت، حيث جعله من (مكفوف الرجز)، وقالبه الرئيس يساوي عنده:
مستفعلُ مستفعلُ مستفعلُ مسْ
ومن أمثلته لديه:
كمْ طافَ بِيَ الخيَالُ فيما قد طافْ
واشتقتُ إليهمُ فدمعي توكافْ
لا يلبَثُ مَنْ عليهِ وسْمُ الإنْصافْ
أنْ يؤمِنَ قلبَ عاشِقٍ ممّا خافْ
وقوله:
يا طَرْفُ سقِمْتَ ، كمْ عسى تُسْقِمُني
يا كشْحُ هَضُمْتَ ، كمْ تُرى تَهْضِمُني
مَنْ أعشَقُهُ فكمْ غدا يُسْقِمُني
وقوله:
قلبي لكُمُ كما علمتمْ دامِ
والوجْدُ بكُمْ يزيدُ منْ أسقامي
هلْ يصلُحُ في قضيّةِ الإسلامِ
أنْ أُحْرمَ وصْلكمْ ودمْعيْ هامِ
وقد أوردنا بعضاً من نماذجه الأخرى في المشاركة السابقة.
*  *  *
أكتفي بذلك، وأرجو أن تكون لي عودة إلى مشاركة الأستاذ القيمة، شريطة أن لا نكون بذلك ندفع به غلى متاهة العروض كما ذكر.
 
*عمر خلوف
19 - أكتوبر - 2006
شكرا ولكن لم أفهم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
شكرا لك يا أستاذة سلافة، أتعبت نفسك أكثر مما توقعت، ولكن أنا لم أسألك عن ترجمة ابن إياس،  وكان سؤالي ينحصر عن (الدوبيت) فقط. وقفت طويلا أتأمل قولك (قد اعتمد فى بحثه هذا على كتاب " بداية المبتدأ ونهاية الخبر فيما ورد من شعر العرب" للدكتور المفكر العربى زكى مركشى) فمن هذا زكي مركشي، وما حقيقة كتاب (بداية المبتدأ) وهكذا يبدو أننا خرجنا من تحت الدلف إلى تحت المزراب. هل هذا عنوان صحيح:  بداية المبتدأ ونهاية الخبر فيما ورد من شعر العرب"
انظري لي رجاء في صفحة المراجع ما حقيقة هذا الكتاب،  وأرجو من الأستاذ عمر أن يتدخل أيضا في حل هذه المشكلة.
*زهير
19 - أكتوبر - 2006
نحن في واد، وسلافة في واد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذي الكبير ..
 
والله أنا مثلك في انتظار حل لهذه المشكلة ، بل المشاكل التي ألقتها علينا الأستاذة سلافة دون أن تسعفنا بحل لها، والواضح أن الحل بيدها، لأنها من يمتلك ذلك المرجع، وهي الوحيدة الآن القادرة على ذلك الحل، ولكنني بدأت أشعر أننا في واد وسلافة في واد آخر، فنحن لم نطلب منها المستحيل.
لقد طلب الأستاذ منك يا سلافة موافاته بالمرجع الذي أخذ عنه د.عهدي السيسي موشحة ابن إياس التالية:
أهوى قمراً في حسنه مذ بزغا ..
قد جار هواه فى فؤادي وطغا ..
إن حرّضه علي ّواشٍ وصغـا ..
يا ليت بلغت منه ما قد بلغـا ..

أم أنّ السيسي لم يوثّق نقولاته في حواشيه?!
 
وطلبتُ منكِ أمثلةً لما قام به من تقسيم إلى الرباعية المغناة، والرباعية الملقاة ..
فما شفيت لنا غليلا.
أستاذي زهير ..
في مستدرك هلال ناجي على ديوان الدوبيت ثلاث رباعيات لابن إياس، نقلها ناجي عن كتابه (الدر المكنون في السبع فنون) أضعها بين يديكم بأرقامها للفائدة:
-24-
قد قلتُ لمن رأيتُهُ: ذا وجْدي ** يزدادُ تولّعاً بحُبّ المُرْدِ
إنْ همْتَ بهمْ أرداكَ ما همتَ بهِ ** لا تَرْمِ حشاكَ يا فتى بالمُرْدي
-25-
مِنْ قبلِ هواكَ كانَ عندي جلَدُ
واليومَ إذا طلبْتُهُ لا أجِدُ
قد سافرَ صبري وأقامَ الكمَدُ
ما يمكنُ أنْ يُطيقَ هذا أحدُ
-26-
البدرُ إذا رآكَ يوماً سجَدا
يا منْ بلحاظهِ أذابَ الجسَدا
كمْ تقتُلُ باللحاظ ظلماً أبدا
ما تفعله اليومَ ستلقاهُ غدا
 
 
*عمر خلوف
19 - أكتوبر - 2006

 
   أضف تعليقك
 1  2  3