مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : لماذا نكتــــــب???    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 جميل 
8 - أكتوبر - 2006
نعم لماذا نكتب في زمن اضحى الحرف يعرف بانه اضعف الحلقات في ظل وجود المدفع والصاروخ ....لمن نكتب واضحى التاريخ يخطه الرصاص والجغرافية تصنعها انتصارات العسكر والجيوش....
هل للكتابة فائدة في زمن اضحى اللهو على الانترنت اهم من قراءة قصة ...هل نكتب في زمن اضحى خطاب لزعيم دولة قوية اهم من قراءة تاريخ امة ما...هل نكتب في زمن اضحى رسم لزعيم منتصر اهم من اطلس دولة لها الاف السنين على الارض....
انه الزمن المر الذي يعيدنا الى الاف السنين ...انه قانون الغاب الذي يخطه عمالقة العصر بلا اي حساب للشعوب الاخرى...
ماذا ينفع مقال لكاتب قدير تمر فوقه رؤس الصواريخ المدمرة...ماذا ينفعنا مقال يأتينا لتمجيد انتصار حرب...وبماذا ينفعنا كتاب يخط بايدي المرائين لاحد المحسوبين....هل انتهى عصر الكتابة الشريفة....
هل قتل الكاتب الذي يضحي بحياته من اجل مبدأ...هل قتل اليراع الذي يقاول بحروفه الظلم والقوة...
هل استبدلت اوراق الكتابة البيضاء الشريفة باخرى معتمة....هل انتهى زمن المبادئ...
عذرا....فما دامت الخليقة على الارض تدب سيبقى الناس منقسمين بين صادق وكاذب، بين حر ومنافق، وسيبقى القلم يكتب الحق  مادامت هناك ايد شريفة تحمله...
لم ولن ينتهي عصر الكتابة ولن تجف المحابر الحرة الى ان تسطر كتابة الحق لتعيد صياغة الحياة...  
اننا في زمن المصالح والضمير المباع ....اننا في زمن الكاتب الذي يقبض مقابل مدح وعالم يرتشي لاجل تزييف تاريخ...اننا نعاني من ضلالات الكتب التي تضل عقول الشعوب من اجل زرع الشك في الصدور وتنفيذ مشروع المستفيد....
الم يزيف التاريخ في فلسطين على ايد الصهاينة الذين ادعوا يهودية فلسطين...الم تكتب المقالات التي تمجد الامريكان الى ان دخلوا اراضينا وعبثوا بها...الم يمجد الكتاب الزعماء حتى ظنوا انفسهم انبياء لشعوبهم لا حارسين لهم تاركيهم عرضة لاهوائهم....الا نجد مقالات تضر بقيمنا وتزرع الشك بعاداتنا من اجل زعزعة تفكير شبابنا...الكثير هناك مما يكتب لاجل تزييف الامور...
اما الشريف فسيبقى يمسك بقلم الحق ليكتب حتى لو كان مقاله اخر شي يفعله بالحياة...لن تموت ضمائر الشعوب بعد فسيبقى هناك اناس يكتبون الحقيقة مهما جرى....
ليكتب الجميع من اجل الحق والحرية والعدل ...من اجل التمسك بمبادئنا وقيمنا....من اجل ان نعيش احرارا في اراضينا...من اجل التماسك العربي بكافة طوائفة واتجاهاته....
لنكتب من اجل ان لا ندع للطامعين باراضينا فرصة او منفذا لديارنا....لنكتب من اجل رفع ثقافتنا وبث حب الوطن في ابنائنا....لنكتب من اجل قضايانا....
لنكتب من اجل ايصال رأينا للغرب...لنكتب من اجل ان يعرف الجميع باننا اهل حضارة وتاريخ بنيت بسواعد الاجداد لا ببنادق الاحقاد...
لنجعل من قلمنا سيفا نحارب به العدو بدلا من ان نحارب به انفسنا....
 


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الكتابة روح القراءة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
        هذا مؤشر فوق الممتاز ؛ أن نضع أيدينا على موطن الداء ومكمن الخطر ، فإن إدراكنا لوجود مشكلة معناه  ( الانتباه ) ...  الانتباه دافع قوي لدراسة مواضع المشكلة والذين يتولون مشكلة ما بالتحليل والبحث عن الحل الأول ثم الثاني ثم البديل لا بد أن يتخذوا من الصبر زادًا لهم في طريق طويل يعتريك من صعابه أكثر مما تلقاه من وروده ، ويتحلوا أيضا بالأناة مع التفاؤل فإن النظرة السوداء تعمي عن إدراك أقرب الأشياء ناهيك عن الأقصى والخفي .
        وكلنا يعرف أن أمتنا أمة الكتاب والقراءة وهذه ثمرات المطابع تلقانا كل ساعة بكثرة جعلتنا لا نستطيع متابعتها ، ولكن ذلك قليل إذا جعلناه إزاء عدد أفراد الأمة ، وقليل جدا بالنسبة إلى الأمم الأخرى . إذن أمامنا مشكلة قد تكون في بدايتها أو اشتدت قليلا ولا بد من الوعي بها قبل أن تستحيل دمارا ، والمعنيون بالشعوب قالوا :
                    ( إذا أردت غزو أمة قوية فاهدمها بداء الترف والمظاهر الخداعة )
     فتسللت إلينا عادات ليست من ثقافتنا ، وتسللت إلينا  منتجات صناعية باهرة للعيون ، وتسللت إلينا ثقافة رخيصة سهلة الهضم ، في الوقت الذي تفاقمت فيه الأزمات المالية والبطالة ، وزاد الطين بلة أن ترفع الحكومات مساعدات النشر لكل أنواع الثقافة المقروءة اكتفاءً بالمسموعة والمرئية ففيهما بركة وعملا بمبدأ ( بلا وجع راس )  :  فمن أين يجد الشاب العاطل ثمن كتاب يراه في واجهات العرض وإلى جواره رداء جديد ثمنه أرخص من ثمن الكتاب  ?
     ثم تأتي المشكلة الثانية المتولدة  من الأولى فترى كتابا ضحل القيمة العلمية قد سُرق أكثره وجُمِعَ فتاته من مادة مبعثرة فأنى له نفع في سوق الفكر  ?  هذا في مجال القراءة الحرة ، أما في مجال القراءة الجبرية في قاعات الدرس فالمقررات الهدامة  ( على عينك يا تاجر ) و ( عينك ما تشوف إلا النور )  - كما يقول الباعة  وأهل السخرية - لذلك  شكا الكاتب من فاقته لأنه يكتب ولا يجد ناشرا  ، وشكا الناشر لأنه لا يجد مشتريا محترما ، وشكا القارئ لأنه لا يجد كتابا  ( رُخَيّص وكويس )  فالمشكلة في حقيقتها مشكلات متشابكات  صرفت القراء عن دور الكتب العامة ، فسُرقت نفائس الكتب منها وبيعت لمن يدفع أكثر  وحتى تتم أكبر عملية لاغتيال أمة  شغلت أجهزة الإعلام الناس بوهم الإرهاب وخبل الديمقراطية الباهتة اللون ومزاد حقوق الإنسان في سوق التحف والهدايا وخيال المآتة في بستان الكتب فهجرها أصحابها واكتفوا بها زينة في البيوت  .
                    وماذا كانت النتيجة الباهرة الخسارة  ?
             سوء التفكير في سبل العيش ، وسوء التدبير في وسائل الحياة الحرة الكريمة ???
       لذلك تساءل الكاتب ( الجميل )   :  لماذا نكتب  ?
 والجواب : لا بد من الكتابة لأننا بحاجة إلى معرفة الحقائق  في مواجهة الذين يكتبون لتزييف الحقائق .
همسة في أذنك يا أخي  ( جميل )   : يقال إن موضوع حقوق الإنسان  وحده  كُتِب فيه   ستة عشر مليون ورقة  في العالم والبشرية لم تسترد حقا واحدا من حقوقها  . هل عرفت سبب غلاء الورق في بلادنا ?            
*منصور مهران
8 - أكتوبر - 2006
وماذا عن القراءة ?    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
" الكتابة " يا سادتي وكما ينظر اليها زميلكم البسيط ، باتت عنوانا معرفيا تندرج تحته دراسات وبحوث نقدية كثيرة.. وهي اصطلاح تجاوز الحدود العادية التي كانت مرسومة لتعريفاته ، خاصة بعدما تطور العمل النقدي ووصل مراحل  رائعة مما بات يعرف ب " نقد النقد ".
التساؤلات التي طرحت والتي تمزج بين " التروّي " و" الانفعال " هي تساؤلات مشروعة وتنبع من واقع المحن السياسية والفكرية والثقافية التي نواجهها دون حول وقوة ، لكنها في نفس الوقت تساؤلات تستلزم اعادة تصنيف وتبويب كي يتنسى الشغل على كل منها كسؤال يتجاوز ما فيه من " مباشرة " ليتناول ما وراءه برؤية واعية ومسؤولة.
 
ولكي نستمتع بهذا الحوار اكثر اقترح ان نتناول أيضا القراءة ..هذا اذا سمحتم .. اذ يرى العديد من النقاد أن تغييرا طرأ أيضا على مصطلح القراءة سواء من حيث نطاقه أو من حيث مفهومه.
فالمصطلح من حيث النطاق ، كما يرى الناقد المعروف علي حرب ، لم يعد يقتصر على القراءة في الكتب والنصوص كما يجري تداوله لدى الكتاب والنقاد بل تعدى ذلك الى القراءة في المجريات والتطورات على أرض الواقع ولذا أصبح المصطلح يتردد لدى الساسة والخبراء وأصحاب العقول الاستراتيجية.
ومن من حيث المفهوم أصبح فعل القراءة يتعدى معرفة الحقيقة أي أنه لم يعد مجرد وصف أو كشف او اطلاع على الخلائق والحقائق والمقاصد باسم مبدأ غائب أو معنى مستتر بقدر ما أصبح مشاركة في لعبة الخلق باختراع الأسماء  أو استنباط الدلالات أو خلق الوقائع التي تتغير معها سلاسل الإحالة وخرائط الإدراك أوحسابات العقل وعلاقات القوة.

*Makki
8 - أكتوبر - 2006
الكتابة والتاريخ    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
كانت الأستاذة صبيحة قد تساءلت : لماذا نكتب ? منذ مدة وطرحت الموضوع من وجهة نظر مختلفة بعض الشيء لأنها بحثت عن الدوافع التي تجعل الكتاب يقبلون على الكتابة وأشارت إلى موضوع الكتابة كنوع من الالتزام وواحد من هذه الدوافع الكثيرة . واليوم يعيد جميل طرح السؤال من موقع اعتباره للكتابة وسيلة للدفاع عن النفس ، فهي من سيوصل وجهة نظرنا للآخرين ، وهي من سيعرف بنا وبقضايانا ويقدمنا بالطريقة الصحيحة التي تبرز مواقع الإشعاع والقوة في حضارتنا ومن ضمنها المبادىء والقيم الكونية المرتبطة بالحق والعدل والحرية . 
 
فما هي وظيفة الكتابة : هل هي وسيلة التعبير عن الفكر والذات أم أنها أداة سلطة لها غايات محددة تتعلق بالاجتماع الإنساني ?
 
 لو عدنا بهذا السؤال إلى الوراء ، إلى نشأة الكتابة ، لكان علينا الانتباه إلى مسألة في غاية الأهمية وهي : ارتباط كلمة  " كتابة " بالتاريخ . كل ما سبق ظهور الكتابة ، يقال عنه : عصر ما قبل التاريخ ! فالتاريخ يبدأ إذاً في هذه اللحظة من الزمن التي اكتشف الإنسان فيها الكتابة وأصبح قادراً على تحويل ما هو منطوق إلى مكتوب . الفرق بين المنطوق والمكتوب هو أن هذا الأخير ثابت ونهائي لأن التدوين يعطيه صفة الخلود في الزمن .
 
كان الإنسان قد بدأ في الكهوف والمغاور بتصوير أفكاره وانفعالاته ، ثم حول هذه الرسوم إلى كتابات رمزية ( المسمارية والهيروغليفية ) ، ثم هذه الرموز إلى حروف وأصوات ( الفينيقية ) . أقدم النصوص المكتوبة التي وصلتنا هي الكتابة السومرية وهي مجموع أشعار ومدونات تتعلق بالأساطير والمعتقدات الدينية التي كانت سائدة في ذلك العصر . الفينيقيون  طوروا الكتابة لأسباب تجارية تتعلق بتدوين المعاملات .
 
سواء استخدمت الكتابة لأغراض نفعية أو فكرية تعبيرية فإنها في كلتا الحالتين سجلٌ للذاكرة التي هي التاريخ . الاحتفاظ بمضمون هذا التاريخ على شكل ذاكرة مكتوبة هو حاجة إنسانية ملحة ومن يمتلكها فإنه يمتلك سلطة عظيمة موجهة ومحددة للتاريخ وهي نقطة الانطلاق .
 
 
*ضياء
17 - أكتوبر - 2006
مع المحبرة إلى المقبرة...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
  القراءة والكتابة، مثل الماء والأكسجين، ومن يستطيع أن يعيش بدونهما?
  وأما ما ذكرته أستاذنا زهير دام فضلك، فإن مهمتك هي مهمة " المُحتسب " فأنت محتسب الوراق، والمسؤولية تستوجب ما تقوم به، وإلا انتظرنا خرقاً في السفينة، أعاذنا الله من الخُرُق  والخُروق،.
  رأى رجلٌ مع الإمام أحمد محبرة فقال له: يا أبا عبد الله أنت قد بلغت هذا المبلغ، وأنت إمام المسلمين، ومعك المحبرةُ تحملها فقال: مع المحبرة إلى المقبرة.
  وعن محمد بن إسماعيل الصايغ قال: كنت أصوغ مع أبي ببغداد، فمرّ بنا أحمد بن حنبل وهو يَعْدُو ونعلاه في يده، فأخذ أبي هكذا بمجامع ثوبه فقال: يا أبا عبد الله ألا تستحي إلى متى تعدو مع هؤلاء الصبيان? قال: إلى الموت ..
ولما قيل لابن المبارك: إلى متى تطلب العلم? قال: حتى الممات إن شاء الله.
 وقيل له مرة أخرى فقال: لعل الكلمة التي تنفعني لم أكتبها بعد.
*سعيد
17 - أكتوبر - 2006
شكر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

في البداية اقدم اجمل التهاني للجميع بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد اعاده الله على الجميع بالخير والسعادة

 

لا اخفي فرحتي بسبب اختيار موضوعي هذا / لماذا نكتب/ على انه موضوع الاسبوع متمنيا من جميع القراء ان لا يبخلوا في كتابة ارائهم للوصول الى غاية الكتابة وكيف نجعل من قلمنا حرا وشريفا يدافع عن الحق لا ان يكون مزروعا بأشواك الكذب والنفاق

اتمنى من الجميع المشاركة وخاصة من الاستاذ زهير فأن رأيه لاغنى عنه مقدما شكري في الوقت نفسه لجميع من اعطى برايه
*جميل
20 - أكتوبر - 2006
جواب جميل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ها أنا ألبي دعوتك يا أستاذ جميل شاكرا كلماتك الطيبة وروحك المعطرة بالحب .. سؤالك يا أستاذ جميل (لماذا نكتب وماذا نكتب) هو خلاصة كتاب الكواكبي (أم القرى) والمقصود بالكتابة هنا ليس كتابة المذكرات والتاريخ والعلوم البحتة، وإنما المقصود الكتابة في رسالتها الخالدة (الكلمة الحرة) الحرة من أغلال الطائفية، والمترفعة عن الآبائية والداعية إلى احترام الآخر، عندما يكون الآخر يحترمك..
في شتاء عام 1985م تعرفت على الأستاذ جودت سعيد، وتفاجأت لما كنت أتجول في  قريته أن أهل  قريته يبجلونه تبجيلا عظيما، ويتناقلون بينهم أحاديثه، وكراماته  كلا حسب  المكان الذي ينظر منه إليه.
ولو كنت معي ورأيته وهو راكب على دراجته  الهوائية، أو رأيته وهو يسوق بقره إلى معالفها، ورأيته وهو يرتدي  لباس الصنايعية والحدادة والنحالة لعذرت الناس في انبهارها به.
واستوقفني أيضا أنه قد زين جدران بيته بآيات من الإنجيل، هو كتبها بخطه المنسوب ، وهو خطاط ماهر، وأذكر من هذه الآيات، وأكتب الآن من ذاكرتي:
(اعرفوا الحق والحق يحرركم) (إذا كان النور الذي فيك ظلاما فكيف يكون ظلامك)
فنحن في حاجة يا أستاذ إلى أقلام تكون مثل قلم جودت سعيد، تنشر الحب والود والإصلاح، وقد سمعت من جودت كثيرا وهو يحدث عن داعية تأثر هو به اسمه (رشيد خان) ولكنني حتى الآن وللأسف لم أحظ بكتاب عن (رشيد خان) ولا يوجد سبب لذلك إلا سؤالك (لماذا نكتب) و(ماذا نكتب)
*زهير
20 - أكتوبر - 2006
ليالي جودت    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

الأستاذ جودت سعيد (حفظه الله) المذكور في البطاقة السابقة هو رافع لواء اللاعنف في الإسلام، وصاحب الكتاب المشهور (حتى يغيروا ما بأنفسهم) وأول كتاب بسط فيه دعوته كتاب (مذهب ابن آدم الأول) ولكنه ابتدأ حياته في الدعوة على النقيض تماما مما بات يدعو إليه، فكان في شبابه خطيبا لجامع المرابط في (حي المهاجرين) في دمشق، فكان جمرة ملتهبة من الدعوة إلى أفكار (سيد قطب) رحمه الله، ودخل السجن مرات بسبب خطبه، وقد حدثني جلاده الذي كان يجلده فقال: كان سبب استقالتي من وظيفتي أنني بينما كنت أجلد جودت سعيد يوما إذا به يقول لي: (اضرب فوالله إني لأعلم أنك لا تحب أن تضرب) قال: فسقط السوط من يدي ووقعت على رجليه أقبلهما، وخرجت من الزنزانة وليس لي هم إلا خلاصي من هذا المهنة القذرة.

ولما صدر قرار إبعاد جودت وإسكانه في الإقامة الجبرية في (بير عجم) في الجولان، وجد الفرصة سانحة لإعادة قراءة التاريخ الإسلامي، وطالت عزلته عن الناس حتى لم يعد أحد يسمع به، ثم إذا به يفاجئ الناس بكتابه (مذهب ابن آدم الأول) واضعا تحت العنوان عبارة (للإعلان فقط) يعني: لا يريد الجدال في هذا الأمر، وإنما هو يعلن عن مذهبه الجديد، ثم أصدر سلسة كتب عضد بها كتابه الأول، وأشهرها (حتى يغيروا ما بأنفسهم) و(إقرأ) و(رياح التغيير) ثم بعدما  تمتنت علاقتي به شرفني بزيارتي في بيتي مرتين، وأما أنا فزرته مئات المرات، ثم صار يعرض علي أن أكون شاعره ويقول لي: أنا راغب أن تكون لي بمثابة حسن حسام الدين من جلال الدين الرومي وهو أيضا دنبلي مثلك. فقلت له: هذا شرف كبير لي يا أستاذ. ومضينا على هذا الاتفاق مدة من الدهر. وأذكر مرة أني كتبت قصيدة جمعت فيها طائفة من كلماته، وكانت طويلة أكثر من خمسين بيتا، ولكنه لم يكن فيها من الشعر الرصين غير بيتين، وكنت على موعد معه في بيته، وكان بيته في جبل قاسيون، ليس هناك من وسيلة  للوصول إليه إلا عن طريق ميكروباص قاسيون، فلما صعدت الميكرو رأيت جودت فيه فرحب بي وسهل، وسألني عن آخر ما كتبت من الشعر فجعلت أقرأ له القصيدة الجديدة وأنظر في عيونه فلا أرى فيهما استحسانه المعهود. فلما وصلت إلى البيتين تهلل وجهه وجعل يستعيدني البيتين، ثم أخرج ورقة وقلما وكتبهما وقال لي: هذا هو الشعر الذي أبحث عنه هذا هو الشعر الخالد، هذان البيتان بكل ما قلت من الشعر. وأما البيتان فهما:

وحمْلُ  السيف للإرشاد iiعيبٌ كحمل السيف في وجه الرشاد
ولا  يـمحى بحد السيف iiدينٌ ولا  يـهـدي بـه لله iiهادي
*زهير
20 - أكتوبر - 2006
رائع يا زهير    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

اسمحوا  لي بتقديم التهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد اعاده الله على الجميع بالسعادة,,,,

شكرا استاذنا العزيز زهير على قبول دعوتي لك للمشاركة في هذا الموضوع المهم ( لماذا نكتب)

كما اني اشكرك على ذكرك بعض مواقفك مع الاستاذ جودت سعيد

واني اوافقك الرأي تماما بان الهداية والمعرفة لا تأتي بحد السيف ولا بالسوط انما تأتي بالقلم الذي يخط افكارنا لتصل الى الطرف الاخر بسلاسة ويسر

الغالي زهير اتمنى المتابعة منك بارسال مشاركاتك وخاصة علاقتك بالاستاذ جودت سعيد فعلى ما يبدو انك تحمل معه اياما جميلة  لذلك اتمنى ان ارى منك هنا يوميات زهير وسعيد لتكون منارة لهذا الموضوع الذي نحن به الان
*جميل
21 - أكتوبر - 2006
وما أحلاها مجلس جودت    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
بداية .. عيد سعيد لكل الزملاء في هذا المنبر الغر ، وارجو أن تسمحوا لي بتخصيص التهنئة للعزيز زهير متمنيا له أياما مطرزة بألوان المحبة والسعادة وبقريحة تطرب الروح والقلب.
لقد استوقفتني ذكرياته مع المفكر الكبير جودت سعيد وانا اتفق معه في كل ما ذهب اليه في تعريفه لهذه الشخصية اللامعة.
فلقد اتيح لي أيام كنت في لبنان ان استضيف سعيد في برنامج كنت اعده واقدمه من احدى الاذاعات اللبنانية ، اتذكر ان عنوانه كان " سيرة وذكريات ".
لقد زرته في حي المهاجرين الذي أشار اليه العزيز زهير ، واذ اتعبتني الطرقات وانا أتسلقها الى منزله هناك أراحتني تلك " الطلة " المهيبة لهذا الرجل الكبير بعينيه الزرقاويين ووجنتيه التي يختلط فيهما نوران : دنيوي واخروي. وإذ أثلج عصير البرتقال الذي قدمه لي صدري أثلج حديثه عقلي وروحي..
كان حديثه للبرنامج كشفا لمنهج اللاعنف في الاسلام .. دين الحوار والتسامح .. وتسنى لي استفزازه كي أحظى والمستمعين بالمزيد من تلك المعرفة.
عذرا .. سادتي فقد استرسلت وما كان يجب ، لكنها كلمة حق في مجالس جودت وذكريات زهير
مرة أخرى .. عيد سعيد متمنيا لكم وقتا طيبا مع مسلسل " باب الحارة " الجميل .. وأسال زهير ماذا يعني اسم " الايداشري" الذي اطلق في المسلسل على المبدع بسام كوسا
 
والى لقاء
 
*Makki
23 - أكتوبر - 2006
عودة إلى جودت يا أبا أوس    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
شكرا لك على كل كلامك الرائع وذكرياتك الحلوة يا أبا أوس، وعيدكم مبارك، وعساكم من عواده. وأبدأ بسؤالك الأخير، والصواب فيه (الإحداعشري) نسبة إلى الرقم (11) ويبدو أنك لم تتابع المسلسل لأنه لقب أطلق عليه حصرا لأن إحدى رجليه فيها ستة أصابع. وأما هذه الكلمة فلم تطرق سمعي قبل هذا المسلسل.
وأما جودت سعيد فقد رزقه الله لسانا من جنس لسان جمال الدين الأفغاني، ولكن قلمه مقصر عن لسانه، فأنا أنصح كل من يود معرفة جودت سعيد على حقيقته أن يراه في (الفديو) ويسمع له الأشرطة المسجلة، ولا يعتمد على كتبه، وهو لا يسخط علي عندما أقول هذا. ثم إن جودت سعيد في إحدى زوايا شخصيته ظاهرة خطيرة يجب أن لا ندعها تمر هكذا، وهي موضوع (جودت سعيد القديم وجودت سعيد الجديد) و(سعيد النورسي القديم وسعيد النورسي الجديد) و(رشيد رضا القديم ورشيد رضا الجديد) وهكذا فإن معظم النابغين يمرون في مراحل تتفاوت في الانسلاخ والتجدد. وأذكر هنا أنني في أول مرة التقيت فيها جودت شكوت له ما أعاني من رسالة ابن عربي إلى الفخر الرازي، فقلت له أسالك يا أستاذ عما يؤرقني من هذه الرسالة، وهو قول ابن عربي مخاطبا الفخر الرازي: (بلغني أنك كنت في مجلس مع أصحابك فبكيت، فسئلت عن سبب بكائك فقلت مسألة كنت اعتقدتها من سنين والآن تبين لي بطلانها. فقيل لك: فمكانك مكان الشاكر على ما أظهر الله لك من الحق وليس الشاكي، فقلت: ما على هذا أبكي، وإنما أبكي على هذا الذي تبين لي أنه حق أن يصير باطلا بعد سنين) فقال لي: هذا دليل الحياة وإذا كان ابن عربي يلوم الفخر الرازي على كلمته فابن عربي ميت والرازي هو الحي.)... وصراحة لم ترق لي كلمة جودت هذه، وكتمتها غصة في قلبي، ولكنني الآن أقول كما قال، بعد مضي (21) سنة على صدمتي بها.
*زهير
23 - أكتوبر - 2006

 
   أضف تعليقك