مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : الكتب الصفراء    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 طه أحمد 
6 - سبتمبر - 2006
 الكتب الصفراء 
لم تزل أحب البقاع إلى ضميري في أي أرض عربية أو أعجمية, بقعة بنيت على أرضها مكتبة عامرة,فما زالت تتناقلني البلدان وتقاذفني المدائن,فما أنزل في شيء منها إلا ذهبت أسائل أهلها عن مكتبات المدينة,وقطعت أزقتها صعودا وهبوطا وتسرحت في سككها بحثا عن هذه التي تحوي عقولا وعلوما ترقد في أجداث من الكاغد ما أن تنبش دفائنها حتى تنبعث منها أرواح أهلها, لكأن صاحبها لم يرفع قلمه عنها ولكأن حبات المداد لم تجف بعد.فتسارع حروفها السوداء وتطاير معانيها إلى مقلتيك - في شوق ولهفة كأنها ملاقاة بين حبيبين طال فراقهما فلا يكاد يملك أحدهما زمام نفسه.
ولم أعرف في الأرض لذة أمتع ولا ألطف ملمسا ولا أرق وأروح على النفس, ولا أرفق وأعذب صوتا,ولا أبدع هيئة من إمساك سبابتك و إبهامك بدفة الكتاب وتقليبك صفاحاته ذات اليمين وذات الشمال وتسريح نظرك في مضمونه.
وأقرب هذه الكتب-عندي- وأشدها اتصالا بالقلب وفلقا للقريحة وجلبا للإلهام,وإحياء للحس-تلك الأسفار العتيقة والمجلدات القديمة البالية,والذي نفسي بيده-إني لأجد أثرها في النفس قبل أن أجد معناها في الذهن,وإني ليقع لي الكتابان المتماثلان أحدهما عتيق أوراقه صفراء خفيفة ومداده كالليل إذا خالطه إسفار,والآخر جديد الثوب جيد التجليد ناصع الصفحة قشيب , سواد مداده أشد من سواد الغراب, فيه الأحمر والأصفر وما شئت من الألوان والتزاويق, فأطرح هذا وأنفر منه,وأقبل على ذلك إقبال الإلف على إلفه.وهذا الأمر يجري مني على عرق فلا أستطيب من الأدب إلا قديمه,مثل ما كان من الجاحظ وابن قتيبة وغيرهما من سلف الأدب الأصلاء ومن شاكلهم بعض المشاكلة من أدباء المتأخرين كذالك الرافعي و الطنطاوي ومن كان منهما بسبيل.
وهذه حال نفسية تختلف باختلاف العارض والمحل فالأمر في الآداب وما شابهها يختلف عن الحال في الثياب وما كان في معناها,فليس الخلق والقديم من الثياب والنعال, في منزلة البالي والعتيق من الأسفار,وقس على هذا.
وهذه معاني كلما أطلتَ فيها الحديث وزدتهَا بيانا  اتسعت وتشتتت.
 
فأي النوعين من الكتب إليك أقرب? وأيهما تقدم?
 
 


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
وهذا عاشق جديد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
   الأستاذ الأديب / طه أحمد ، أطل علينا إطلالة العاشقين لدفاتر العلم أو قل : هي الكتب ، وتسللت في كلماته مشاعر غرام نعهدها دائما في عشاق الكتب ، وهنا أذكر أنني تناولت كتابا ذات مرة وأطلت النظر فيه حتى غلبني النوم فالتوت يدي ومال الكتاب على صدرى فبدا كأني أحتضنه ، ودخلت علي زوجتي ورأتني على حال تتمناها المرأة من زوجها فاغتاظت وسحبت الكتاب بهدوء فانتبهت بعض انتباهة فسمعتها تتمتم وتقول : ليتك تحبني كحبك للكتب ، ففاجأني الضحك ، وقلت بصوت عال : بل حبك أكبر إذا كنا في مجال الموازنة بين محبوبين من جنس واحد فإما أن تكوني كتابا ، وإما أن يكون الكتاب امرأة وانظري حينئذ لمن يكون النصيب الأكبر من الحب ?
   فالكتاب محبوب للنفس التواقة إلى المعرفة لا يدعه في سفر ولا إقامة لأن القراءة شعاع الحياة فإذا انقطع ذاك  الشعاع فلا حياة ولا يحزنون ، وتعظم قيمة الكتاب كلما عظمت فائدته لا فرق بين جديد قشيب وقديم تفوح منه رائحة الورق المحترق ؛ فالعبرة بمقدار الانتفاع منه وإذا كان العقل قوي الإدراك أمكنه أن يلتهم المعرفة التهاما كالمعدة القوية التي تهضم أي طعام يمر بها ، فيتساوى في هذا العقل كتاب قديم وكتاب جديد ، وربما يكون المحك الرئيس هو جودة العلم الذي يحويه الكتاب وصحة الضبط لما فيه ، ولقد وجدتني أقرأ في الكتب الصفراء زمنا طويلا بلا تلعثم أو تردد لأني كنت أقرأ يومئذ بعقلي ، فلما ركنت إلى الكتب الحديثة المملوءة بالتشكيل أصابني داء التلعثم لاني صرت أقرأ بعيني فكسل عقلي فلا حول ولا قوة إلا بالله .
*منصور مهران
7 - سبتمبر - 2006
طبقت المفصل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الأديب الأفضل والكاتب الأمثل منصور مهران, نفعنا الله بعلمك وأمتعنا بفهمك:
 
 أصلح الله ما بين زوجك وكتبك من الخصومة, حتى يصير ما بينها وبين كتبك كالذي بين الأم وولدها من الأمومة.
 
ثم إني وجدتك في غالب كلامك كالجازر الحاذق يرفع مديته فيهوي بها على المفصل فيطبقه ,وعلى المحز فيفله, فكنت كالأعرابي يضع القطران موضع النقب, وكلامك بعد ذلك نزر.
وقد أتيتَ على بعض ما أردتُ من مكنون المعنى وخفي الهواجس في آخر كلامك , وقبله ألمعتَ إلى معنى محكم بليغ يغني عن المفسر, فقلتَ ملقناً مُلهَماً : "وربما يكون المحك الرئيس هو جودة العلم الذي يحويه الكتاب وصحة الضبط لما فيه". وكفى
*طه أحمد
8 - سبتمبر - 2006
معذرة من أستاذنا طه أحمد المراكشي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
معذرة صفراء أتقدم بها إلى سيدي الأستاذ البحاثة طه أحمد المراكشي، عسى أن يكون لونها الأصفر شفيعا لي في استعتابي، وحق علي العتاب، وأنا والله يا أستاذ طوال هذه المدة أتفكر في هذا الاسم (طه أحمد المراكشي) وأحاول أن أتذكر صاحبه فتخونني الذاكرة، وأقول في نفسي والله لقد سبق لي أن وقفت احتراما لصاحب هذا الاسم، ولكن أين ? والله سبق أن غمرني هذا الاسم بيد بيضاء لا زلت أحس ببردها على كتفي، ولكن أين? والله سبق لي أن دبجت كل عبارات التودد والرجاء لصاحب هذا الاسم في أن أرى مشاركاته على صفحات موقعنا. وهكذا عزمت على فتح ملفات البريد كلها لتكون المفاجأة وصولة الروح أمام كتاب (صولة العقل) الذي سبق وأن اختصنا الأستاذ بنسخة منه لتنشر على الوراق، وذلك يوم (15/ 5/ 2006) وهكذا يا أستاذي مضى على يدكم البيضاء هذه أكثر من مائة يوم تغطت بدخان الحرب السوداء فأعمت أبصارنا وزلزلت أطوارنا، وما أرى في ذلك عذرا لي مقبولا.
 
وكـنتُ حبستُ في جيبي الهدايا لـمـقـدمكم  وأعلاق iiالطيوب
ولـمـا  أن وصلتُ إلى iiحماكم مددتُ  يدي فطارت من iiجيوبي
ولـولا حـسن ظني كان iiعذرا يـعـد  عـلي أقبح من iiذنوبي
فـإمـا أن يـصيب لديك iiعفوا وإمـا  أن يـضاف إلى iiعيوبي
ومـا  زالـت عيوني في iiدخان يـغـطـيـها بأحزان iiالجنوب
وطـه  مـن يـقـيل بجاه iiطه تـحـيـتـنـا بأشواق iiالقلوب
أتـيتك  في الغروب وكان iiحلوا ولـيـس  بمنكر شفق الشحوب
وبـعض  الناس والأذواق iiشتى يرون الشمس أجمل في الغروب
 
 
*زهير
10 - سبتمبر - 2006
أستاذنا فخر الباحثين المسلمين    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذنا الأجل, وحبر الوراق الأعظم,  وملاذ الباحثين, وبيضة العارفين: زهير ظاظا أعزه الله
 
وبعد:
 
فقد أتحفتني عرائس فكرك, وبحور خواطرك ,وغزارة غريزتك, بما أنا منه أبعد من العيوق,فاستصغرت نفسي أن يقال فيها ذلك المقال , أو أرفل في تلك الخصال, وما أنا من كمال علمك ,وزخور فضلك, وبعد همتك , إلا كما قال الخطيب البغدادي: ما نحن في من مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال.
 
لعمر أبيك ما نسب المعالي    إلى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذا اقشعرت       وصوح نبتها رعي الهشيم
 
لكنه صفاء نيتك وخفض جناحك وكمال سجيتك.
 
وقد علم الناس أن قد جمعت لك القلوب من أقطارها , واتفقت على محبتك واللهج بمحاسنك على اختلاف أهوائها, وتنافر طباعها ,تلك في صلابتها والأخرى في سهولتها.فإنك أيها الشاعر الفحل نسيج وحدك ,حتى المعاني حنت إليك و اللفظ سلس لديك , رهوا سهلا, لينا , تغرف من بحر , وتنحت من صخر.
 
أما سائر شعرك يا سيدي فجزل سهل المخارج , متلاحم الأجزاء, متناسق الكلمات,كأنه سبك سبكا واحدا,يتصل معناه بالقلب قبل أن يصل لفظه إلى السمع. وما جلوت علي من عرائسه فهو على الرأس مني والعين, والقلب به  عامر, ولعمري إنه لمن أشرف المفاخر.
 
وكتاب" صولة العقل" فقد كان هدية من الحكمة , لم أجد آنق منها يناسب مقامك, ويشاكل معدنك. فهي مادتك وبها تقتدح نار بدائعك الفائقة, وقصائدك الرائقة , وفرائدك الشائقة.
 
والله المسئول أن يعاملك بحسن نيتك, ويسبغ عليك من نعمته, ويفرغ عليك ذنوبا من رحمته, بما خدمت التراث الخدمة المتفانية, وأتقنت عملك حتى بلغت به المبالغ المتناهية. وهذا حق لا مداهنة فيه ولا ملق.
 
فجزاك الله خيرا.
 
كلام بعد الكلام:
 
 
لقد أنهيت قبل أيام تحقيق مخطوطة للفقيه أبي عبد الله محمد بن أحمد بن المسناوي الدلائي المالكي :  المترجم "برسالة نصرة القبض والرد على من أنكر مشروعيته في صلاة الفرض" ,وهي مذكورة عندكم في الوراق, في كتاب هدية العارفين للباباني ,تحت اسم"كتاب الرد على من زعم عدم مشروعية القبض في الصلاة في النفل"  وهي رسالة أصولية فقهية, عظيمة النفع, جليلة القدر, تضمنت مباحث نفيسة ,وفيها يرد على فئة من متعصبة المالكية في الديار المغربية فيقول في صدرها: "وبعد فلما وقع في هذه الأعصار التي هطلت فيها سحائب الجهل على البوادي والأمصار- إنكار القبض على من فعله من المالكية في صلاة الفرض , وبولغ في التشنيع عليه حتى نسب إلى ما لا يحب أحد أن ينسب إليه, رسمنا في ذلك هذا التقييد , وذكرنا فيه من نصوص الأئمة ما ليس عليه مزيد.."اه وترجم فيه لثلاثة عشر إماما من أرباب المذاهب المتبوعين, وضمنه كلاما ماتعا في الخلاف, و التقليد, والاجتهاد, وذم التعصب, وغيرها من المسائل . فإذا أتممت  تصحيحه,و توثيقه, وترجمة مولفه , والتعليق عليه, كان إن شاء الله بين يديك, هدية أخرى مني إليك , وإلى صاحبنا الوراق.
 
  والله الموفق للصواب.
 
 
 
*طه أحمد
11 - سبتمبر - 2006
أنا بياع بطاطا يا أستاذ    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
سـيـدي  والله إنـي iiأصـغرُ ويـد مـن فـضـلها iiأعتذرُ
وأنـا  مـن مجد ما iiطوقتني أحـمـد  الله كـمـا iiأستغفر
كـان  لي يوما طموح iiناصع وشـبـاب وربـيـع iiمزهر
وأنـا  اليوم كما قال الخطيب في  أصول النخل بقلٌ iiأصفر
سـيـدي  والله قـد iiزلزلني صـادقـا  هذا الثناء iiالخطر
قد قرأتَ الأمس شعري في ضياء أنـا هـذا طربوا أو iiسخروا
أنـا  بـيـاع بـطاطا iiمثلها وهـي  بالإحراج مثلي تشعر
يـد  طـه أحـمد iiالمراكشي ووشـاح  في سمائي iiينشر
لـسـت أدري أين iiأستودعها وجـديـر  أن تـتـيه الفكر
قـد  تركنا شهدها في iiشمعها ورضـيـنـا ما تقول iiالبشر
عـلـقـت  من نحلنا iiأجنحة مـثـلـمـا يعلق فيها السكر
*زهير
11 - سبتمبر - 2006
فيا ليت شعري من يقلبها غدا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أتيت أستاذنا بديع الزمان بهذه الهدية، وهي أبيات مشهورة على لسان كل وراق منذ أن صدح بها أبو الفتح السكندري، والمقصود بالعين الأولى في البيت الأول (الذهب) ويروى (وأفنيت فيها العمر حتى تبددا) وهذه ترجمة أبي الفتح من كتاب الوافي للصفدي.

نصر بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن علي بن الحسين بن زياد بن عبد القوي بن عامر بن محمد بن جعفر بن أشعث بن يزيد بن حاتم بن حمل بن بدرٍ الفَزاريُّ أبو الفتح الإسكندري النحوي، كان شاباً فاضلاً ذكياً له معرفة تامة بالأدب، وصنف كتاباً في أسماء البلدان والأمكنة والجبال والمياه كبيراً مليحاً في معناه، وقدم بغداد بعد الستين وخمسمائة، وسمع بها من شيوخ ذلك الوقت وجالس العلماء وحدث بشيء يسير عن الحافظ أبي القاسم ابن عساكرٍ وهو يومئذ حيٌّ بدمشق، ودخل إصبهان، قال ابن النجار: وأظنه توفي هناك.
ومن شعره:
أُقلِّبُ كُتباً طالما قد جمعـتُـهـا وأفنَيتُ فيها العينَ والعينَ واليدا
وأصبحت ذا ضنٍّ بها وتمـسُّـكٍ لعلمي بما قد صُغتُ فيها مُنضَّدا
واحذرُ جَهدي أن تنـالَ بـنـائلٍ مُبين وأن يغتالها غائلُ الـرَّدَى
وأعلمُ حقاً أنني لـسـتُ بـاقـياً فيا ليتَ شعري من يُقلِّبُها غـدا

*زهير
30 - أكتوبر - 2007

 
   أضف تعليقك