مجلس : علم الاجتماع

 موضوع النقاش : الجمال ? ما هو ??    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 صبيحة  
29 - أغسطس - 2006
 
الجمال ? ما هو ?
كيف يمكننا ان نبين معنى كلمة ( الجمال) ? وهل لها معنى واحد ومحدد ? ام يختلف المعنى ، باختلاف  الزمان والمكان ، والأشخاص وتباين ثقافاتهم ، وتوجهاتهم السياسية والفكرية ، وهل الجمال مطلق ام نسبي ? وهل ما نراه جميلا يتفق الجميع على رؤيته مثل رؤيتنا ، ام ان رؤيتنا لكل الأمور ، ومنها الأمور النسبية الكثيرة قابلة للاختلاف الكبير ، في وجهات النظر والاهتمامات ، وهذه الأمور النسبية كثيرة جدا ، والتباين بشأنها كبير ،,مثل الشجاعة ، والغنى ، والطيبة ، والذكاء ، والشهامة ، والمروءة ، والكرم ، والإيثار ، والأنانية ، والعدالة ، كل هذه المفاهيم ، وأخرى تشابهها مثل الجمال أيضا ، تتباين الآراء حوله ، فما نراه جميلا ، ناصع الجمال ، قد لايراه الآخرون كذلك ، فما هو الجمال ? وهل هو شكلي ? ام معنوي ، وهل هو عام أي ما يجمع على كونه جميلا بوطن من الأوطان ، يراه الآخرون وبالأوطان الأخرى جميلا أيضا ، وللإجابة عن هذا السؤال يمكن ان نطرح موضوع الجمال الشكلي للمناقشة ، فلقد رأى العرب في قديم الزمان ان المراة الجميلة هي المخلوقة المكتنزة ،   السمينة ، بطيئة الحركة
المترددة ،، الخائفة ، التي تنظر بحذر الى العالم ، والبخيلة ، وقد ورد قديما ان البخيلة من النساء تعني  المحافظة على شرفها ، فهل بقيت هذه المفاهيم ? ام اعتراها التغيير ككل المفاهيم الأخرى ، المراة السمينة المكتنزة لحما ،، لم تعد مقياسا للجمال الرفيع المتفق عليه ، بل أضحت المراة الرشيقة ، خفيفة الحركة ، التي تزاول الرياضة ،،، للاحتفاظ بالرشاقة هي الجميلة ، ومعنويا ، لم تعد المراة الخائفة المترددة ، معيارا للجمال ، وإنما أصبحت المراة القوية ، الواثقة من نفسها ، هي التي تتمتع بالخصال الجميلة التي تدعو الى الإعجاب
الكرم تغير مفهومه أيضا ، كان حاتم الطائي معروفا بالكرم الحميد ، الذي يستحق الإشادة والتنويه ، الآن في وقتنا الحالي ، أصبح من يبذر نقوده ،، من اجل تقديمها للجار البعيد ،متناسيا أسرته وأهل بيته من الأشخاص الذين يستحقون اللوم ، أليس الاقربون أولى بالمعروف ? أليس من واجب الرجل ان يلبي حاجات أفراد أسرته أولا ، ثم ينفق بعد ذلك على احتياجات الجار البعيد ? لقد أصبحت المراة تساهم مع الرجل ، بالأعباء المالية ، فهل يكون ذلك الرجل كريما محترما ، من الرأي العام في منطقته ، ان هو ترك زوجته تعاني من أعباء العمل ، المتنوعة ،، ليقوم هو بالأنفاق  على أناس غرباء ، لا يجمعهم معه صلة من قرابة ، تحتم عليه ان يتناسى واجباته ، تجاه الأسرة ، ومن اجل ان يقول الناس عنه ان كريم ، ومعطاء ?? لقد تغير مفهوم الكرم عما كان سائدا في تاريخ العرب القديم ، كما تغيرت الشجاعة ، التي ان زادت عن حدها انقلبت تهورا ، على الإنسان العاقل ان يبتعد عنه
لقد ذكرت هذه الصفات ، لأنها من الخصال الحميدة التي ان توفرت ، في شخص معين ، أكسبته جمالا فائقا في الشخصية ، ومنزلة كبيرة لدى الناس ، لا يبلغها الا من كان ذا شاو  بعيد من جمال الخلال ، وكما تغيرت الأوصاف التي نعتبرها من الجمال الشكلي ، تطورت أيضا الخلال التي كان الاقدمون يعتبرونها من مواصفات الجمال المعنوي ، فالجمال ككل الصفات المادية والمعنوية عرضة للتغيير والتبدل ، حسب التطور الذي يحرزه الإنسان ، في مختلف جوانب الحياة وهو  من الأمور النسبية الكثيرة التي تختلف النظرة اليها حسب تطور المجتمعات وتقدمها
 
 
                                                                  صبيحة شبر

 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
رأي في حديث الجمال    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
في البدء أود الوقوف عند القدر المشترك للدلالة اللغوية للجمال مطلقا حتى نعرف نقطة البدء في المناقشة ، ثم تتوالى تداعيات المناقشة حسب اتساع آفاق المشاركين ؛ وحيث إن الدلالة الأولى للجمال هي ( الحُسْن ) المرئي في كل شيء ، أقول : إن الحُسْن رؤية شخصية معقدة التحديد ؛ لأنها تنبعث عن عوامل كثيرة بعضها فطري - وهو الأهم - وبعضها ينشأ عن الثقافة ومُدرَكات الفكر - وهو من متممات الشخصية - ؛ فمن هنا تختلف مقاييس الجمال تأثرا بثقافة الفرد وثقافة العصر وثقافة المكان ، ولنأخذ مثالا من الحياة اليومية لنظهر المُراد : سِمَن المرأة  - وهو المثال الوارد في كلام الأديبة صبيحة - تغنى بي بعض شعراء العربية في العصر الجاهلي في بعض البيئات ، بينما شعراء آخرون في ذلك الزمان نفسه يذكرون المرأة المهفهفة التي يشبهونها بغصن البان في الاستقامة ، وصفة الاستقامة لا يمكن أن تتوافر في الممتلئة شحما ولحما ، ويقال الشيء نفسه في معيار الجمال في عصرنا فما نراه حُسنا في البدينة يراه غيرنا عيبا والعكس مطرد ، ياتي ذلك تأثرا بما أجرته أقلام فلاسفة علم الجمال  من تحليلات هي أقرب للجدل في مكنونات النفس لا المرئيات ، وبما استحدثه خبراء التجميل الاصطناعي ؛ فالمُحْدَثون يرون للجمال تعريفا آخر وهو ( التناسق )  وهذا التعريف يخضع أيضا للمقاييس الفلسفية  ؛ لأن التناسق في أي عمل هندسي نشأ في رحاب العلم فهو مجلوب لاعتبار معين ، ورحم الله المتنبي القائل :
               حُسْن الحضارة مجلوب بتطرية وفي البداوة حسن غير iiمجلوب
وكأنه يعني بالحسن المجلوب ما تعرفنا عليه اليوم ب (الماكياج ) أو (ميك اب) من تناسب الألوان وسرعان ما يزول ذلك بالغسل وترتد الوجوه إلى حالها قبل الزينة المؤقتة . أما الحُسْن الطبيعي فهو باقٍ من قبل الغسل ومن بعده فهو حسن غير مجلوب .
فالجمال رؤية فردية نابعة من أعماق نفسٍ ذات نقاء كما قال إليا أبو ماضي : كن جميلا تر الوجود جميلا
والنفوس المريضة  بالتشاؤم لا تنعم برؤية الحسن مهما عظم وحيثما كان  .
وكثيرا ما نرى أشياءَ أو وجوها جميلة بمقاييس الجمال والتناسق ولكنها محرومة من الملاحة والرقة ، والقدر المشترك بين العيون في رؤية الجمال هو أعلى قيمة جمالية لأنه إقرار من نفوس جُبلت على الاختلاف فإذا اتفقت فقد أتت بما لا يمكن الاختلاف فيه ولا يمكن إنكاره كالبدهيات  ،  فالجمال في المخلوقات  -  فيما أرى  -  قيمة نسبية  لا تخضع لمقايسس الماديات التي نصنعها بأيدينا ، وأما الصفات الأخلاقية المكتسبة كالصدق والشجاعة ونحو ذلك فهي من الجمال التعويضي والتكميلي الذي يرتضيه الناس للتعامل والتجمل في الحياة الاجتماعية من استقامة الحياة  .
*منصور مهران
30 - أغسطس - 2006
الجمال    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
هذا نص لمفهوم الجمال من كتاب  اتدرب على ترجمته       بعنوان      
Flowers in the desert)
by
Dr.Sajjad S Haider
 
جمال البنية:  ( الجمال المادي : الجسدي) :   ان الشكل المادي للانسان يخضع للعلاقات بين الانسان والمميزات  والخصائص الكيميائية والمادية لبيئته وهذا بموجب قانون الحكمة الالهية لله سبحانه وتعالى ولبقاء الحياة البشرية  و للعيش في اجواء ومناخات مختلفة طبقا لاحكام ومواصفات  وشروط هذه الاجواء وهكذا فان مكونات الحياة ( الكائنات بما فيها الانسان )  والكائنات غير الحية ( البيئة الفيزيائية والكيميائية ) تعمل معا في تناسق وتناغم وانسجام حسب القوانين الحيوية والفيزيوكيميائية التي وضعها ( حددها ) الله سبحانه وتعالى .
  
  ان حقيقة الجمال هي ببساطة التوازن والتناسق والتناسب الموجود بين الاجزاء فيما بينها . ان احكام ومعايير االخالق للجمال هي ان كل منظور في مكانه الصحيح هو جميل . فالله قد خلق وشكل وقولب(  صاغ)  كل شيء بدقة .  لذا لايمكن ان ترى اي خلل في صنع الله العظيم لان الخلق مبني على الحقيقة وله هدف محدد من قبل الخالق سبحانه وتعالى.
منذ القدم فان المجتمعات البشرية في بقاع مختلفة من كوكب الارض  وضعت معاييرها  الخاصة للجمال المادي والجسدي  وكانت تقدر وتحترم خلق الله للبناء الانساني بمميزات خاصة حسب حاجات البيئات المختلفة للعيش للحياة وتحقيق الاهداف الخاصة بالخلق . ونذكر بعض الامثلة على ذلك .
 
  ففي الاجواء الاستوائية حيث الحرارة والرطوبة العالية هو الغالب والسائد في المنطقة لذا فقد خلق الله البشرة غامقة سوداء مع القليل من الميلانين ( الصبغة الغامقة) لحماية البشرة من قسوة اشعة الشمس والتي قد تسبب السرطان وكذلك اللون الاسود للعيون يكون لنفس السبب لحماية نظر العيون . والطقس ( الحرارة والامطار الغزيرة هو السبب في وجود الغابات الكثيفة . ان الطول والشكل والشعر المجعد والقصير قد خلق ليناسب ويصلح للحركة بين ومن خلال  الاحراش والغابات الكثيفة والمتشابكة . في الصحاري الافريقية فان لون البشرة الاسود ولكن قامته طويلة ليرى الفريسة من مسافات  بعيدة والعيون سوداء مع حواجب كثة( كثيفة) ورموش طويلة وكثيفة لتحمي العيون من دخول الرمال وتراب الصحاري . وكذلك فان الافريقي الذي علية ان يجري سريعا للحاق بالفريسة او للهرب من الحيوانات المفترسة فان الله قد حباه بانف كبير مفلطح ليتنفس بسهولة خلال الجري السريع . وكذلك الرئتين قد خلقتا كبيرتين داخل قفص عريض . والجسد يتميز بعظام وعضلات قوية للساق
 
وكذلك عظام الخدين المرتفعة والشفاه الغليظة خلقت لتعطي تناسقا في الملامح للوجه.
 
اما في المناطق الباردة فان العكس صحيح حسب متطلبات البيئات المختلف.
 
ليس  لذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء ومن لهم معايير  للتقييم الذاتي او الجمال البدني والمادي الحق في النظر بازدراء للبناس ممن لهم صفات بدنية مختلفة.
ففي الحقيقة فانه يكون تقليل من شان جمال الكون الممنوح للبشرية من الله سبحانه وتعالى. ان الاسوياء والمعاقين هم خلق الله سبحانه وتعالى  خالق الجميع العليم الحكيم .
 
الجمال الداخلي :
                   ان الهبة الممنوحة من الله سبحانه وتعالى للبشرية هي رسالته الالهية والتي تضيء كل غرفة وزاوية من روح وقلب الانسان . ان الجمال الروحي الممنوح هو لتنفيذ دور خليفة الله على الارض وهكذا فان البشرية مسؤوليتها المحددة هي حب وخدمة خلقه . ان الجمال يتبع المعرفة الروحية والتي تشع سلاما وانسجاما في المجتمع الانساني وتزهر امن وسلاما للمخلوقات الاخرى. ان مقولة ( الجمال يصنع جمالا ) هي مقبولة عالميا  .....
تحياتي لك
*yamama
31 - أغسطس - 2006
معايير انتخاب ملكة جمال العالم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قد يكون غير معلوم لدى الكثيرين أن معايير الجمال المأخوذ بها عالميا
اليوم لتتويج ملكة جمال العالم هي نفسها المعايير التي وضعها العرب،
في الجاهلية، والتي تعرف عندهم بالصفة، وهي (الصفة) التي وصف بها
 المنذر الأكبر جارية له أهداها إلى كسرى أنوشروان، كما حكى أبو الفرج
في الأغاني. وهو قوله: ( ..إني قد وجهت إلى الملك جاريةً معتدلة
 الخلق، نقية اللون والثغر، بيضاء قمراء.. إلخ) ولم يقف المنذر عند جمال
الجسد، بل نجد في معاييره ما يلقى على المتباريات اليوم من أسئلة تكشف
عن بديهة الحسناء وأدبها وحسن جوابها ولباقتها في الحديث، وكيف تكون ذبذبة شفتيها وحركة عينيها وحمرة وجنتيها عند الجواب. وكنت قد تطرقت لهذا في نوادر النصوص، في تعليق بعنوان: (أجمل نساء العرب في الجاهلية وبدءالإسلام)
*زهير
1 - سبتمبر - 2006
تعليقا على كلمة الجاحظ    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تعليقا على كلمة الجاحظ في كتابه فخر السودان : (وأنتم لم تروا من أهل لنجوية أحداً قطُّ ،لا من السواحل ولا من أهل الجوف،  ولو رأيتموهم نسيتم الجمال والكمال) أقف على البيت المشهور في حب السود:
أحب لحبها السودان حتى أحب  لحبها سود iiالكلاب
وهو بيت قديم، لم أقف على أحد سمى قائله، وكان سيبويه ينشده، ويكسر همزة (أحب) كما حكى أبو العلاء في (رسالة الغفران) وذكره القاضي التنوخي في قصة حكاها في (نشوار المحاضرة) وإذا كان يحق لي أن أجتهد في هذا البيت فهو كما أرى من شعر أبي المعافى المزني الذي ترجمت له في (مئات الدواوين العراقية الضائعة) ورقمه فيها (94)
وكان قد تولع بجارية سوداء اسمها (تكتم) ومن شعره فيها قوله:
أحب النساء الصفر من أجل تكتم ومن  حبها أحببت من كان أسودا

*زهير
1 - سبتمبر - 2006
الكمال لله    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
(لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم . ثم رددناه أَسفل سافلين )
قال العقاد في كتابه ( الانسان في القرآن الكريم ) : (فهم الكثيرون أن التقويم الحسن هو الصورة الظاهرة لاعتدال قوام الانسان ,  وليس جمال الخلق وحده مرتبطا باعتدال القوام , بل ترتبط به القدرة على العمل والارادة , وهي قدرة لم تخف علاقتها بصورته الظاهرة قبل عصر التشريح والعلم بوظائف الاعضاء الذي اثبت العلاقة الضرورية  بين اعتدال القامة وجهاز النطق في الرأس والعنق وعمود الظهر وسائر البدن , ثم  زاد الناس علما بما يعنيه التقويم الحسن من فضائل العقل والجسد ومن مزايا الفطنة والجمال .وانما المعنى الموافق لسائر معاني الآيات , ان الجمع بين النقيضين في الانسان ينصرف إلى وصف الاستعداد الذي يجعله اهلا للترقي الى احسن تقويم وأهلا للتدهور الى اسفل سافلين)
 
لاينكر احد ان الجمال هبة من الله ,  وفي  مجتمعنا العربي فان جمال الظاهر الجسدي , للمرأة هو اول شيء تتطلع اليه  العيون وتهفو اليه القلوب , وخاصة قلب الرجل العربي والذي اكثر ما يجذبه في المرأة لون بشرتها والذي من المحبب ان يكون البياض صفته ومعياره والقامة  الهيفاء والعيون الملونة والتي كلما كانت ملونة اجمل وحتى وهو يتغزل بالعيون السود فلايمكن ان ينفي انجذابه للزرق  والخضر والشعر الذهبي ...تلك اول صفات رفيقة الدرب التي يبحث عنها هو او السيدة الوالدة ان كان ممن لا يهمه الا لوحة اجتماعية يزين بها بيته , قد يقول البعض بأن قولي هذا فيه مبالغة ولكني اقول انه الغالب والذي يبحث عن غير ذلك هو النادر جدا , ولكن بعضهم ممن يحظى بتلك الصفات
ويحمد الله عليها كثيرا ويشكر السيدة الوالدة على اختيارها الموفق في بدء الفرح والبهجة بلقياهما , قد يعض اصابع الندم
عندما لا تحقق له الصورة الجمالية الانسجام الروحي والعقلي , ويبدأ يعيد حساباته من جديد ويبحث عمن تكمل له الرضى النفسي والانسجام الفكري , اذا لامانع ان يقع بحب زميلته التي قد تكون اقل جمالا ولكنها تتفق مع ميوله الفكرية وتتناغم مع تطلعاته الثقافية  والتي كانت قبل ذلك امام ناظرييه ولكنه لم ير فيها غير زميله , ويبدأ عندها التشتت والحيرة والقلق ..
 
*yamama
4 - سبتمبر - 2006
أجمل امرأة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
كنا ذات مرة ، وكنت حديثة السن ، في زيارة لدى أقرباء لنا في قرية من قرى الساحل السوري ، وكانوا يتحدثون عن جمال إحدى الجدات وأرادوا وصف لونها ونقاء بشرتها ، فقالوا : بأنها  لشدة بياضها ، كانت إذا شربت ، ترى الماء وهي تجري في حلقها ......... 
لا زلت أذكر هذه الصورة ( ذات الأبعاد الثلاثة ) والنابضة بالحياة ، عن هذه المرأة الشفافة اللون التي تشرب الماء . ولقد تركت هذه الصورة أثراً في خيالي لم يزحزحها منه خيال ، ولا صورة ، أجمل جميلات العالم . 
*ضياء
5 - سبتمبر - 2006
الإبريق    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
هذا الجمال يا أستاذتي مشهور قديما، وقد جرت عادة الشعراء على تشبيه العنق عندما يكون في هذا النقاء بالإبريق، وأكثروا وتفننوا في وصفه، فمن ذلك قول ابن الرومي:
وجـيدِ إبريقِ فضةٍ دأبَ iiال صوَّاغُ حتى اصطفى له نُقَره
وقول السري الرفاء:
وأَغَنَّ تَحسِبُ جِيدَه iiإبريقَه ما قامَ يَسفَحُ عَبْرَةَ الإبريقِ
وللقاضي الفاضل
حَكى الإِبريقَ في عُنُقٍ وَريقٍ وَقَـد حَلّى الحَبابُ الدُرُّ iiثَغرَه
وأقرب الأبيات إلى المعنى  قول حماد الباصوني، وهو شاعر معاصر:
سـحرتني  ظبية iiعقدت عسجدا في الجيد تقصارا
جـيدها البلور بين iiيدي شف حتى الماء ما وارى
وأما أنا فقد رأيت هذا الجمال بعيني، وكنت أنظر في وجه صاحبته فأرى انعكاس الصور عليها بالألوان، وهذا المعنى أيضا مطروق جدا في الشعر العربي، كقول أبي نواس:
نَـظَرُت إلى وَجههِ iiنَظرةً فأبْصرتُ وجهيَ في وجههِ
وقول العفيف التلمساني:
قَالَ لَِي خَدُّهَا الصَّقِيلُ وَقَدْ صَارَ مِـرْآةً مَـاذَا تَـرَى قُلْتُ iiخَدِّي
ولكن العجيب أن هذه الفتاة التي ذكرتها سمراء قمراء، وليست بيضاء، رأيتها تعمل في بيع الكتب في إحدى معارض الكتب عندنا هنا في أبو ظبي، ثم علمت أنها يمنية، مولدها ومنشؤها في اليمن، ثم رأيت في شعر ابن دانيال  (ت 710هـ) أبياتا كأنه يصف فيها ما رأته عيني، وهو قوله:
وجـاريـةٍ هَـيْـفاءَ مَمشوقةِ iiالقَدِّ لَها  وَجْنَةٌ أبهى احمراراً منَ iiالوَرْدِ
مـن الـيـمنيات التي حرُّ iiوَجْهها يفوقُ صقالا صَفْحَةَ الصّارمِ الهِندي

*زهير
6 - سبتمبر - 2006
جميل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
جميل ، جميل جدأ كل هذا يا أستاذ زهير . أنت والله موسوعة شعرية وأسرع من الخلايا الإلكترونية في بحثها . كانت الصورة في ذهني منذ زمن بعيد لكني لم أكن أعرف أنه قد قيل فيها كل هذا الشعر البديع . أحب على الأخص :
 
جـيدها البلور بين iiيدي شف حتى الماء ما وارى
 
هذا شعر بمنتهى الفصاحة ، أو ربما لأنه الأقرب إلى الصورة التي أتخيلها . لكن ألا تظن بأن هذه الصورة ـ التي هي خيالية ـ تعكس رغبة في إضفاء نوع من التجريد لمعنى الجمال ?
*ضياء
6 - سبتمبر - 2006
الهوى يصنع الجمال    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
   أخونا زهير الشاعر الرقيق الذواقة جاد علينا بأبيات فتقت الخاطر عن فكرة بديعة : أن ( الهوى يصنع الجمال ) وهي من متممات قضية الجمال التي نقشت فيها رسما سابقا في سياق هذه التعليقات ؛ ذلك أن مكنونات النفس تجاه شيء ما تتدخل في رسم صورة الجمال كما يهواه ويتمناه المتأمل في شيء ما  - امرأة  أو  صورة  أو  منظر من مناظر الطبيعة  أو  صفة معنوية .... أو أي شيء  -  فإن لمحة الجمال التي أسرته قد تكون ضئيلة جدا وقد تكون كبيرة عند حد ما بعده كِبَرٌ في بعض النفوس ، فتتولى النفس تجميل هذه اللمحة وتكبيرها وتعليلها والارتقاء بها وإضفاء أوجه الإعجاب التي تبدعها النفس وتسوغ بها هذا الإعجاب حتى تصل إلى حد القناعة بأنها اللوحة التامة التي كان يتمناها القلب ويرجو أن يجدها يوما ما ، وهذا سر الشغف بالحياة وعمارة الأرض ، ولولا أن من الله علينا بهذا في نفوسنا لخمدت حركة الحياة وتعطل الإبداع .
    ثم إن نِسَب الجمال في كل نفس هي التي تغري بالتكامل بين أجزاء الكائنات الحية ولو سار الجمال عل وتيرة واحدة في النفوس لتزاحمت الأهواء على شيء واحد أو أشياء محدودة العدد وبارت سوق الأشياء التي تفتقر إلى جمال ذي وضح وظهور ؛  فاقتضت إرادة الله أن يغرز في كل نفس منفوسة ما يجذبها إلى الأشياء من حولها حسب الميل والحاجة فيحدث التكامل وتتم المزاوجة بين راغب ومرغوب فيه ، وبين عاشق ومعشوق . وكم ترى من العجائب في مسرح الحياة ما يؤكد لك ذلك ، وأذكر لك طرفة في ذلك أني عرفت رجلا أميا لا يعرف من القراءة والكتابة شيئا ألبتة ولكن الله عوضه بحدة في الذكاء وقوة في الذاكرة لا تضاهي بها أحدا في مثل حاله وكان يبيع ملازم شتى من الكتب يجمعها من سقط متاع المطابع وورش التجليد ومن باعة الكتب القديمة ، فإذا جئته في حاجة لك إلى ملزمة ما من أي كتاب استخرجها وكأنه جهزها لك من قبل ؛ فكم من مرة نشتري كتابا ثم نفاجأ بنقص في بعض صفحاته ؛ وما أحسب أحدا من عشاق الكتب نجا من هذه الآفة  ،  فكنا نجد عند ذلك الرجل حاجتنا دائما أو غالبا . فانظر إلى حب النفس لشيء يراه الآخرون تافها وربما ينفرون من جمع هذا الورق الدشت : كم يولد من المنافع التي هي جزء من تكامل عناصر البقاء وجوامع الحياة .
   ومما تلقيناه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) ومعنى (تناكر) : تنافر - كما جاء في رواية أخرى -  فالائتلاف هنا تحقق بعد إعجاب ثم هوى يصنع في النفس ميلا يزينه ويحسنه ويصنع منه جمالا على نحو ما فتتولد الرغبة في التكامل والائتلاف ، على أن هذا الهوى لا يصنع صورة متكررة للجمال المتصور في النفس فقد تجد لمحة الجمال في وجه ثم تأتي غدا فترى اللمحة تزيد  أو تنقص ، وتتغير أيضا إلى أفضل أو إلى أدنى ؛ لأن الصورة التامة لا تكتمل إلا بالتأمل وعندئذ تتحرك عوامل الانفعال نحو التنفيذ . وبالله التوفيق .
*منصور مهران
6 - سبتمبر - 2006
الجيداء    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أصبت كبد الحقيقة يا أستاذتي ضياء خانم، فكأن العرب جعلوا جيد الجيداء أجمل ما فيها، والجيد (على وزن الذهب لغة) طول العنق وحسنه، وأما الجيد (على وزن العيد) فهو العنق نفسه، وهو عند العرب غلب على عنق المرأة كما قال ابن منظور، ولكن الناس تسامحوا بذلك فيما بعد. وجذر الفعل هو نفسه جذر كلمة (جيد جدا) الكلمة التي نقولها لما نستجيده، قال ابن منظور: (وجاد الشيء جُودة وجودة أي صار جيدا). ومن ذلك (التجويد) في قراءة القرآن. ومن ذلك أن من تستحسن أخلاقه ومناقبه يقال له جواد، ومن ذلك إطلاق هذا الاسم على الحصان، لأنه يكاد يكون رمز الجمال، على النقيض تماما من الحمار، مع أنهما من فصيلة واحدة. قال ابن منظور :وجاد الفرس أَي صار رائعاً يجود جُودة، بالضم، فهو جواد للذكر والأُنثى من خيل ، وجمعها: جياد وأَجياد وأَجاويد. فما رأيك ? وما رأي جواد
*زهير
6 - سبتمبر - 2006

 
   أضف تعليقك
 1  2  3