مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : قصة إنكار وجود الغزالي    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زهير 
28 - أغسطس - 2006
يعود اهتمامي الموسع في هذه المعضلة إلى عام (1987م) لما تدبرت أمري للاعتكاف على قراءة كتاب (طبقات الشافعية) لتاج الدين السبكي، والذي هو من أهم الكتب المنشورة على الوراق، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، ولا أريد أن أعيد هنا ما كتبته في التعريف بالكتاب، كيلا يتشعب بنا الحديث.
وكانت سلة الردود التي تقدم بها السبكي للرد على شيخه الذهبي في إنكار وجود أبي حامد الغزالي الكبير، هي كل ما تبقى في مخيلتي اليوم عندما أتذكر مخلفات هذه الصاعقة في ثقافتي. وأبو حامد الغزالي الكبير هذا (عم الصغير صاحب إحياء علوم الدين) سكتت عن ترجمته معظم كتب التراجم، إما مجاراة للذهبي في إنكار وجوده، وإما لأنها التبس عليها الأمر بينه وبين شقيق صاحب الإحياء أبي حامد الغزالي الصغير، فكلاهما اسمه (أحمد بن محمد بن محمد الغزالي) ويمكن الرجوع إلى مرافعة السبكي في طبقاته في الصفحة (497) من نشرة الوراق. وكنت قد أطلعت أستاذتي ضياء خانم على خلاصة بحوثي في هذا المستنقع، فردت علي برسالة بعنوان (الحديث ذو شجون) فكان ردها هذا سببا لفتح هذا الملف على الوراق، راغبا إليها أن تعيد نشر رسالتها هنا حسب الصورة التي تراها مناسبة.


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
وطني أقلني من وقوفي    ( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :     قيّم
 
 
لا أود التعليق هنا على الموضوع المطروح للنقاش وهو سكوت معظم كتب التراجم على وجود " غزالي " آخر غير الذي نعرفه ، هو على الأرجح عمه ، كما ورد في " طبقات الشافعية " . والمسألة كما فهمت هدفها نسبة مؤلفات للغزالي لم يكتبها ، ولم يذكرها معاصروه .
لماذا ?
هذا هو السؤال الذي نكأ الجرح ، وأعادني إلى أجواء فترة من حياتي ، كنت أجري فيها وراء موضوع مشابه . مخطوطات نادرة في المكتبة الأهلية بباريس ( أصبح اسمها اليوم مكتبة فرنسوا ميتران ) ، عليها تواقيع واحد من أكبر المستشرقين ، هذه المخطوطات التي قرأتها كلها ( وعندي منها نسخ مصورة ) وكنت أنوي دراستها كنواة لموضوع كنت قد اخترته عن إحدى الفرق " الصوفية " ، ثم اكتشفت بأنها منسوبة إليهم زوراً بهدف التضليل . كنت قد وثقت باسم ذلك العالم الكبير ولم يخطر ببالي أنه من الممكن أن يقوم بتقديم وتعريف مخطوطات كاذبة .
فكانت هذه الرسالة للأستاذ زهير والتي رغب بأن أنشرها :
 
 
عزيزي الأستاذ زهير : صباح الخير
 
قرأت رسالتك محاولة تتبع ما تقوله فيها وقد أعادني ذلك إلى أجواء أيام مضت كنت أجري خلالها وراء موضوع مشابه لا أرغب بالحديث عنه الآن لكي لا نزيد الطين بلة في الغرابات .
كنت قد قرأت تعليقين لك عن زكي مبارك ( أظنها كانت في نوادر النصوص ) ولفتا نظري إليه وأيضاً حكاية منصور فهمي تتبعتها قليلاً على الأنترنت . نحن ندور في حلقة مفرغة . من ضمن ما وقعت عليه خلال تحضيري للدكتوراه التي توقفت عن العمل عليها بعد سنتين من البحث ، هو ضلال المعلومات التي بنيت عليه بحثي والتحريف الواقع للمخطوطات التي أردت تناولها بالبحث بوقتها وكانت بتقديم كبار المستشرقين .
 
اكتشفت غبائي ، واكتشفت معه ضآلتي تجاه ذلك الصرح الهائل من " العلوم " المطروح بين أيدينا في المكتبات العالمية . والذي شعرت به وقتها يتهاوى فوق رأسي .
 تراجعت عن مشروعي ، لم أشأ أن أكون شاهد زور ، ولم يكن حجمي الصغير قادراً على إثبات الحقيقة، وأنا أعرفها في داخلي لكنني وجدت نفسي عاجزة وفي دوامة، فمن أين أبدأ ?
قررت صرف النظر عن الموضوع والاحتفاظ بسلامة عقلي وشعوري ، لا أدري إلى أي حد نجحت في هذا .
الثقافة ليست حقلاً للبطاطا ، بل هي حقل ألغام ، هي سلطة هرمية ممسوكة بإحكام ومن الصعب اختراقها ، إنها الحرب التي لا يختلف فيها الجاسوس عن الأديب .
أصعب ما في الموضوع هو أنني ، وطيلة يوم البارحة ، عشت في ظل الشعور الكريه بالعجز والإحباط ، بل بالحزن الثقيل الذي عاد واستحل قلبي ، استعدت شعور تلك الأزمة التي مررت بها في مفصل من حياتي ( وما أكثرها ) تماماً كما استعيد رائحة الموتى عند شعوري بالخوف ..... 
 
الثقافة حرب ، أو هي جزء من حرب ، الدول والجماعات تصنع مثقفيها تماماً كما تسلح جيشها ، والحرب فيها انتهازيون وتجار سلاح وجواسيس وقواد طماعون وعلماء أشرار وعلماء مجانين ولكن فيها أيضاً أبطال وشهداء ، يعني لحسن الحظ هناك من جهة السبكي ، ومن جهة أخرى الذهبي وابن الجوزي .......... المشكلة أحياناً هي أنك تجدهم كلهم في نفس الفريق ، ومشكلتي أنا بالذات هي أنني : خرجت من كل الصفوف .
إلى اللقاء
 
 
 
*ضياء
28 - أغسطس - 2006
سهم آراش    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
سـلـمتْ  يداكِ كما رمى آراشُ سـهماً  له بسرير (مرو) iiفِراش
لـبـس  الـملوكُ خيالَه iiوبذكره عـشقوا  أساطير الحياة iiوعاشوا
في  قوسه العذراء أين ترعرعت فـي سـهمه الجبار كيف iiيُراش
في قوسك القلم المصيب إذا رمى والـبـنـدقـيـة فيه iiوالرشاش
يـا  شمس قنديلي وحول iiضيائه أنـفـاس كـل الناظرين iiفَراش
الـسـرُّ  في العنقاء سرُّ iiجناحها لا  أن تـرى ما لا يرى الخفاش
ولـقـد ذكرتك والصقور iiأمامها تـتـبـرج الأقفاص والأعشاش
فـنـصـحتها  فترددتْ iiفحملتها وعـلـمـتُ أن كبيرها iiحشّاش
والـناصح  الغدار يعرف كلَّ iiما كـابـدتـُهُ والـناصح iiالغشاش
إن الـثـقـافـة حين تفقد iiنبلها وكـفـاحها في الضائعين iiمعاشُ

*زهير
29 - أغسطس - 2006
مثل حي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 شكري الكبير للأستاذ زهير على أبياته الشعرية التي تشبه صحن الكنافة بالقشطة عند الصباح .
 
أورد هنا مثلاً عما قلته في المقالة السابقة يبرز إلى أي مدى يبدو جلياً انخراط المثقف في اللعبة السياسية .
هذا المثل الذي اخترته  هو من الاستشراق ، وهناك أمثلة أخرى محلية معاصرة وتاريخية من الممكن إيرادها .
ليس المقصود هنا هو نقد الدور الذي لعبه الاستشراق ،بل المطلوب وقبل كل شيء الإقرار بواقع موجود يتعلق بدور
الثقافة وقراءته قراءة صحيحة قبل اتخاذ موقف منه : 
 
  علي بدر يكشف عن كنز استشراقي عظيم:
لويس ماسينيون رسائل غير منشـورة
تعلّمتُ في الجيش الكولونيالي تأمل الموت ووجود الله على عاتق فرنسا
أن تضمن للحكومات العربية الاستقرار والأمن والحضارة
تكشف هذه الصفحات النقاب عن كنز استشراقي عظيم الشأن هو رسائل ووثائق كتبها  المستشرق الفرنسي الكبير لويس ماسينيون باللغة الفرنسية وأرسلها إلى الأب أنستاس ماري الكرملي على مدى الثلث الأول من القرن العشرين.
هذا الكنز الاستشراقي يصدر قريباً في كتاب بالعربية  لدى دار الجمل في ألمانيا بعدما عرّب صفحاته ووثّقها ووضع فهارسها وإحالاتها المرجعية الباحث والمترجم العراقي علي بدر.
أكثر من مئتين وثمانين نصاً تلقي الضوء على معلومات وجوانب مذهلة وغير معروفة من شخصية هذا العلاّمة الاستشراقي الذي اضطلع بأدوار حاسمة في فهم أغوار العلاقة بين الغرب والشرق والإسلام والمسحية ، وفي الغوص على عوالم التصوف والروحانية والفلسفة والوجد، وفي درس الحلاج  وشؤون أخرى.
إلاّ أن ما تكشف عنه هذه الوثائق في شكل خاص، أن ماسينيون كان ماثلاً بقوة على مقربة من الأحداث التي صنعت (اتفاق سايكس - بيكو)وخصوصاً عمله الى جانب هذا الأخير ومشاركته في  سياسة بلده، ومحاولة إقناع المثقفين العرب، ربما، بالفكرة الكولونيالية. الكتاب في جزءين، الأول يغطي الفترة من 1908 الى 1919، والثاني حتى العام 1936. وفي ما يأتي نزر قليل من هذه الرسائل وفهارسها مع شذرات من تقديم علي بدر.
................................................................................................................................................
 وكان على الكاتب أن يقول ما ظللته بالأحمر لينشر كتابه
 إن أهمية هذه الرسائل تكمن في كشفها بشكل واضح وصريح عن العلاقات الثقافية والفكرية والمعرفية بين المثقفين العرب والمستشرقين في الثلث الأول من القرن العشرين، وتبيّن على نحو فعال الآليات التي ينتظم فيها الخطاب الاستشراقي عبر رسائل واحد من أهم المستشرقين لا في ذلك القرن فحسب، إنما منذ تأسيس مدرسة الاستشراق في وصفها المعرفة الخابرة بالشرق من أجل وصفه وفهمه، والاحتياز عليه وضمّه. وتبيّن على نحو جلي الانشباك الفوري والسريع لهذا الخطاب مع الفعاليات السياسية والممارسات الكولونيالية في المنطقة في الثلث الأول من القرن العشرين، وتبيّن كيف أن هذا الخطاب لم يكن بأجمعه قائما على الفكرة الكولونيالية في تفضيل المصالح الآنية إنما هنالك المعرفة الخالصة والمستقلة. صحيح أن بعض هذا الخطاب قد أستخدم كقوة واسعة النطاق لتبرير الهيمنة والسيطرة والضم من جهة، ومن جهة أخرى قوة للاجتثاث وتفكيك الهوية وتبرير الميكيافيلية السياسية، وتدفق الأحقاد، ولكن هنالك وفي الموازاة منه كان الخطاب العلمي والثقافي الذي يقارب بين هذه الثقافات والمجتمعات.
.............................................................................................................................................
وربما تكشف هذه الرسائل بشكل جلي عن طرف لامع ومتميز من ثقافتنا المعاصرة التي نشأت وتأسست أول القرن المنصرم. نشأت في القرن الذي شهد حقيقةً وواقعاً كل أنواع المواجهات الثقافية والسياسية مع الغرب، وتكشف بشكل واضح عن طرف مهمّ ومتنوّع من حياة النخبة المثقفة التي صاغت وأسست معارفها في تلك الحقبة والتي ترد مراراً عديدة في رسائل ماسينيون، وهم الزهاوي والرصافي والكرملي ومحمد رشيد رضا وجمال الدين الأفغاني ومصطفى جواد وكاظم الدجيلي وروفائيل بطي والشبيبي ومحمد كرد علي والقاسمي وتيمور وغيرهم. إن هذه الرسائل ترينا وعلى نحو فعال قائمة الفروق الظلية الكامنة في ثقافة الغرب، وقائمة الفروق الظلية بين المثقفين الغربيين أنفسهم، ولا سيّما أولئك الذين عملوا وتدربوا ونشطوا في مؤسسة الاستشراق، كما أنها ترسم أمامنا الخطوط الصحيحة للمواجهة الثقافية الممكنة اختلافاً والتقاءً، وربما تمكّننا عندما يكون الحوار حقيقياً وأصيلاً وقائماً على المعرفة، من أن نضفي على ثقافتنا معنى عملياً ونفعياً، وتشعرنا بأننا نقف مرة أخرى أمام أوروبا مثلما تقف أوروبا أمامنا، ومثلما نسوح نحن في التواءات ثقافتها يسوح ماسينيون سياحةً هائلةً في عدد كبير وضخم من المخطوطات في التراث العربي والإسلامي. إن هذه الرسائل تكشف لنا عن هذا الطابع الذي يعدُّ طابعاً ملغزاً وملتبساً في عمل ماسينيون حين قرّب بين الإسلام والمسيحية في صلب الحلاج، وقرّب بين الإسلام والمسيحية في شخصيتي فاطمة ومريم، وقرّب بين الأديان السموية الثلاث في شخصية إبرهيم. ففي هذه الرسائل التي لا تشبه الرسائل الشخصية أبداً، تتحدد المواقف بشكل واضح وصريح، وتتجلى على نحو كامل المواقف الثقافية والمعرفية والدينية والسياسية، وتتضح مواقف ماسينيون من التصوف الإسلامي ومن الثقافة العربية برمتها، كما أنها تكشف عن انشباك ماسينيون الكامل، واهتمامه بكل ما ينتج من ثقافة في العالم العربي من صحف ومجلات وكتب وأخبار، وترسم لوحة واضحة لماسينيون الشخص - الإنسان وتفصح عن مواقفه من بعض المستشرقين ومن بعض المثقفين العرب، وترينا اللحظات التاريخية الحاسمة من مصير الشرق العربي بعد التحرر والاستقلال من الإمبراطورية العثمانية، حيث تكشف عن عمل ماسينيون السياسي في المنطقة العربية وعمله كداعية للكولونيالية ومنفذ لسياساتها في المنطقة في أخطر مرحلة من مراحل التاريخ العربي، وهي مرحلة الحرب العالمية الأولى، ومن ثم مرحلة الاستقلال وبناء المجتمعات الحديثة.
 
 يبدأ الجزء الأول من العام 1908 وهو العام الذي غادر فيه ماسينيون بغداد، بعدما أنقذه علي الآلوسي من حكم بالموت أصدره العثمانيون مشتبها فيه بالجاسوسية، وتؤشّر هذه الرسائل الى اهتدائه الديني وتعرّفه على الحلاج، وبحثه عن المخطوطات التي تفيده في تأسيس نظريته عن مسيحية الحلاج، وينتهي في العام 1919 بعدما أصبح ماسينيون مستشاراً لجورج بيكو الطرف الثاني من اتفاق سايكس بيكو، وانخراطه العملي في سياسة بلده، وتؤشر هذه الرسائل الى محاولات ماسينيون السياسية لهداية المثقفين العرب وإقناعهم بالفكرة الاستعمارية أو الكولونيالية.
بينما سيبدأ الجزء الثاني من العام 1919 وحتى العام 1936 (العام الذي تنقطع فيه الرسائل تماما بعد مرض الأب الكرملي ووفاته) وسيتحرك هذا الجزء على مساحة واسعة ومتجدّدة في تفكير ماسينيون، اهتمامه الأكبر بالسياسة (انخراطه في التبشير للانتداب الفرنسي في سوريا ومعركة ميسلون) اهتمامه بمساحة أوسع في التصوف، وأكثر شمولاً من النقطة التي بدأ معها في الحلاج، دراساته عن ابن عربي والسهروردي القتيل، والتستري، والقونوي، وملاّ صدر الشيرازي، والعطار، وروزبهان البقلي، ودراساته الفلسفية في الفلسفة الغنوصية الإسلامية، وانشباكه في علاقات أكثر تنوعا مع المثقفين العرب والعراقيين، ولا سيما بعد عمله في الجامعة المصرية، وانشباكه في علاقات مع النخبة السياسية في العراق وفي العالم العربي ، ودراساته وأبحاثه عن فاطمة، وسلمان الفارسي، وأهل الكهف، وعلاقة الشيعة بالتصوف، وابن سينا والغزالي والفارابي، والأبحاث البلدانية عن القاهرة ودمياط والقدس والخليل والمدينة المنورة وبغداد والبصرة والكوفة.
 
وهذه إحدى الرسائل :
 
القاهرة منيرة ص ب 246
أبتي العزيز وصديقي
أرد وفي وقت واحد على رسالتيك 20 كانون الثاني و4 كانون الثاني (وماذا حصل كي لا تصلني هذه الأخيرة إلا هذا الصباح?)
(من المحتمل حدوث خطأ في 24)
رأيت نسخة الأعوام 250-310 هجرية من الجزء الخامس من تأريخ الذهبي (1) في مكتبة مرجان.
اطلعت على أربع مخطوطات من سيرة الحلاج للذهبي إنها مأخوذة من مونوغرافية لابن باكويه حول الحلاج(2) وقد امتلكت منها مخطوطة كاملة منذ الربيع الفائت.
لا تعتقد بالذهبي ! له أكثر من عشرين مجلدا!
الجزء الأول عام 10-40  باريس 188 الخ.
الجزء الثاني عام 41-130
الجزء الثالث 131-190
الجزء الرابع 191-240
الجزء الخامس 241-300 اسطنبول
الجزء السادس 301-351
الجزء السابع 351-400
لقد كان لطفا منك أن تشير لي إلى هذه المخطوطة حول الحلاج، المجموعة فيها ست صفحات مكرسة له وأربع لمن قبله.
بودي أن أشتري فعلا بسبعة مجيديات هذه المخطوطة (ما يعادل 35 فرنكا وهذا هو أعلى سعر أدفعه) ولكن في حالة واحدة هي أن تكون غير منشورة.
ذلك لأن أمر فقدان صفحتها الأولى يبدو لي أمر ا مشبوها، فقد يتعلق الأمر ببساطة بمقطع من الترجمة العربية ل تذكرة الأولياء (3) لفريد الدين العطار (نص فارسي طبعه نيكلسون) ومن نفحات الأنس (4) لمولانا جامي (نص فارسي طبعه سلفستر دوساسي ) فلتتكرم  علي وتشتره لي بعد أن تقابله مع نص العطار وجامي، وأن تلاحظ إنها سيرة غير منشورة، شكرا مقدما.
إني مسرور جدا لأن مستشفى الأخوات الراهبات قد شيدت وإن بإمكانك مساعدتهن، فليحفظهن الله ويجعل عملكم المشترك يزدهر.
أما في ما يتعلق بديوان الحلاج، فإن التعب الذي تسببه لي محاضراتي إلى الدرجة التي يجبرني على إرجاء نسخ المقالة التي كان بودي إرسالها إلى لغة العرب المقدامة، سامحني وصلّ لي كي أستطيع إتمام دروسي دون الإصابة بمرض خطير.
إني لست نحويا على الإطلاق، وا أسفاه، وأرى مذكرتي حول لهجة بغداد (5) قد جعلت شعرك ينتصب في الواقع. ما كنت أريده هو على الأخص:
أولا: الإعلان عن نشر مخطوطة الأمثال البغدادية (6) التي صورتها كاملة هذا الربيع.
ثانيا: الشروع بفتح نقاش هنا مع المثقفين حول المعجم ومستقبل الموسيقى العربية بيد أني كنت مخطئا عندما لم أركز جهدي على نحو أكيد على الجانب النحوي والصوتي والمورفولوجي والتركيبي البحت.
نعم إن تلامذتي ينسخون محاضراتي في تاريخ المذاهب الفلسفية، لا بد أن يكون الجزء الثاني من كتابي قد وصلك.
لم أبرق إلى السيد كاظم الدجيلي(7) وذلك لأني لا أملك الوسائل الكفيلة من الناحية المادية للعيش في الغرب.
أولا لأني عملت وحيدا دائما (ومن هنا نشأت أخطائي).
ثانيا: لأنك لم تقل لي شيئا عن قيمته المعنوية.
ولولا هذا لكنت مسرورا جدا لفحص هذا الموضوع.
في ما يخص الأمثال، وقفت سلفا الظروف المادية للنشر هنا، وبما أن آل الآلوسي هم أول من اهتم بالموضوع فقد أصبح لديهم نوع من الحق المعنوي بالأفضلية، أما ما أنشره أنا بنفسي (فإني تعب وغير مؤهل) ولذا سأرسل لك نسختي المصورة، وإنه من المهم أن نتفق على هذا الأمر لكي يحمل المنشور على الأقل أسماءهم.
ما رأيك ? سوف لن يكون بمقدوري أن أعهد لك بالمخطوطة إلا إذا كنت مصمما على نشرها مباشرة (وليس على استرجاع نسخة) وأن تتم مراجعة التعليقات والحواشي بالاشتراك مع شكري أفندي في سبيل المثال الذي يهتم بوضع مبحث عن أمثال بغداد منذ أعوام عديدة، وربما سيتم إنجاز المشروع هنا.
شكرا على الإشارة إلى خدمات النقل في الباص بين بغداد وبعقوبة(8).
في الوحدة الموقرة للصلوات مع ذويك في مشاركة الكنيسة أطلب من الأخوات أن يصلين قليلا من أجل والدنا.  
لويس ماسينيون
 هذه المقاطع هي أجزاء من مقالة نشرت على موقع كيكا الالكتروني بتاريخ 9/02/2005
*ضياء
29 - أغسطس - 2006
شروحات تابعة للمقالة السابقة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
1 - يقصد تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي الذهبي المتوفى في العام 748 هجرية/ 1348 ميلادية، ويعد من أوسع الكتب التاريخية ويقع في واحد وعشرين مجلداً، وقد رتبه المؤلف بحسب السنين مبتدئاً بالسنة الأولى للهجرة الى آخر سنة سبعمئة هجرية، وقسم كتابه سبعين طبقة وجعل كل طبقة عشر سنوات ورتب الأسماء  الواردة في كل طبقة على حروف الهجاء.
2 - كتاب بداية حال الحلاج ونهايته لابن باكويه الصوفي، نشره ماسينيون.
3 - تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار، وقد جمع فيه أقوال وأحاديث وتجارب أكثر من اثنين وسبعين وليا صوفيا، وقد ترجمه بافيه و كورتي إلى الفرنسية في العام 1889 في باريس، وترجمه ج.أي. آربري إلى اللغة الإنكليزية تحت عنوان أولياء مسلمون والصوفية .
4 -   نفحات الأنس للشاعر الصوفي الفارسي جامي الذي ولد في خراسان في العام 1414 ميلادية، ودرس في هراة التصوف، وتابع الطريقة النقشبندية حتى توفي في العام 1492، وقد ترك العديد من المؤلفات بالعربية والفارسية، وقد ترجم سلفستر دوساسي كتاب نفحات الأنس في القرن التاسع عشر.
5 -  يقصد مقالة طويلة تحت عنوان لهجة بغداد العامية صدرت في بغداد عن مطبعة الإرشاد مترجمة إلى اللغة العربية في العام 1962، وقد ترجمها أكرم فاضل، وقام ماسينيون فيها بتقسيم اللهجات البغدادية طبقا إلى التوزيع الديموغرافي للسكان في بغداد، ومن المثير أنه جعل الاختلافات اللهجية متطابقة مع التنوع والاختلاف الطائفي والديني، وهو طابع استشراقي بحت يهمل العناصر اللسانية في تحديد الاختلاف اللهجي، وقد قام بتدوين مسودات هذا المذكرة حينما كان في بغداد في العام 1908، وأعقبها ببعض تصوراته عن الأغاني الشائعة والآلات الموسيقية والتوزيع الموسيقي للأغاني.
6 - يقصد بها رسالة الأمثال البغدادبة التي تجري بين العامة جمعها القاضي الطالقاني المؤيدي سنة 421 هجرية، ونشرها ماسينيون في القاهرة في العام 1913، ثم حققها في السنوات الأخيرة العميد عبد الرحمن التكريتي في بغداد تحقيقا أوسع كما ذكر ذلك كوركيس عواد وميخائيل عواد في أدب الرسائل ، ص235.
7 -  كاظم الدجيلي أحد أبرز المثقفين العراقيين في بداية هذا القرن، ولد في العام 1884 وتوفي في العام 1970، كان مدير تحرير مجلة لغة العرب التي أصدرها الأب انستاس ماري الكرملي، وقد كتب العديد من الموضوعات البلدانية فيها.
8 -  ظهر في العدد الخامس تشرين الثاني من العام 1912 في مجلة لغة العرب في باب المشارفة والانتقاد ما يلي:
سيارات أوتومبيل بغداد إلى بعقوبة، أنشئ هذه السنة بين بغداد وبعقوبة عجلات سيارات بين المدينتين يدفع الراكب فيها خمسة فرنكات، فركبها ثلاثة من النصارى، معهم اثنان من المسلمين فقطعت السيارة تلك المسافة في 40 دقيقة، ولما رجعت ووصلت قريبا من بغداد انقلبت بمن فيها عند قنطرة الباب الوسطاني، فتوفي واحد من المسلمين وجرح آخر جرحا بليغا، ولم يصب النصارى بضرر يذكر، فلا بد أن انكسار العجلة وتعطلها ينبه الأفكار إلى إصلاح الطريق في ذلك الموطن ص 211.
*ضياء
29 - أغسطس - 2006

 
   أضف تعليقك