مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : صراع حضارات أم حوار ثقافات....??    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )
 وحيد 
11 - يوليو - 2006
كيف ينبغي تمثل علاقتنا بالغرب اليوم? هل يتعلق الأمر بصراع بين منظومات حضارية مختلفة تماما يسعى كل طرف فيها إلى قيادة العالم إيديولوجيا أم أن مسار الأحداث يتجه أو يجب أن يتجه نحو حوار يقود نحو التعايش والتلاقح? ما هي أهداف وخلفيات أطروحة صراع وصدام الحضارات? وهل تتوفر فعلا شروط الحوار الثقافي بين العالم العربي الإسلامي والغرب عموما? ما دور المثقف العربي ـ المثقف الفردي والجماعي ـ في بناء وتطوير هذا الحوار?  

 1  2 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
حضارات أم ثقافات?    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

     نودُّ أوَّلاً أن نوضحَ أنَّ مقولة صراع الحضارات، الَّتي طرحها صاموئيل هانتينغتون، خالية من العلميَّة، فما قصده هذا الفتى في كتابه كان صراع الثقافات. الحضارات لا يمكن أن تتواجد في وقتٍ واحد، وبالتالي لا يمكن لها أن تتصارع، بل هي الثقافات الَّتي تتصارع وتتصادم...

     ولعلَّ ما نراه قائمًا اليوم في العالم، من محاولة للسيطرة من قبل الغرب على الشرق، قد جعلنا أمام قضيَّةٍ شديدة الخطورة، وهي: كيف يمكن لنا أن ننهل من نبع الحضارة الغربيَّة، دون فقدان هويَّتنا الثقافيَّة، وخصوصيَّتنا? بل المسألة ما عادت مسألة الشرق في مواجهة الغرب، بل هي مسألة العالم في مواجهة التشييء، ومكننة الإنسان، ومكننة المرأة بشكلٍ خاصٍّ، وضرب كلِّ ما له علاقة باحترام الإنسان بسبب كونه إنسانًا فقط، واحترام الإنسان نفسه لإنسانيَّته، وعدم الاِنجرار وراء هذه الصورة، الَّتي تحاول الشركات العالميَّة التجاريَّة نشرها، والَّتي تظهر أنَّ قيمة الإنسان تكمن في شكله، ومظهره، دون أن يعبِّر هذا المظهر عن هويَّة الإنسان، بل عن مدى عصريَّته، بالمعنى السلبيِّ للكلمة.

     المسألة ليست مسألة مواجهة الشرق للغرب، وليست مسألة محاولة الغرب السيطرة على الشرق، وتدمير خصوصيَّته، ولا مسألة عولمة ثقافيَّة أو نظامٍ عالميٍّ جديد يفرضه هذا السياسيُّ أو ذاك، المسألة، بل القضيَّة أخطر من هذا. إنَّ الشركات، والَّتي بمعظمها لا تنتمي إلى بلدٍ ما أو مكانٍ ما، أو ثقافةٍ ما، هذه الشركات التجاريَّة، صاحبة المليارات، تسيطر على السياسة العالميَّة، وتحاول تدمير القيم الإنسانيَّة في العالم، تمهيدًا لتحويل الإنسان، كلِّ إنسان، إلى موظَّفٍ ينتج لها سلعها، أو مستهلكٍ يشتريها, ورجال اسياسة اليوم، بمعظمهم، ليسوا سوى خدَّامٍ لهذه السياسات، مجبرين على تنفيذها، عبر تدمير العراق، أو فلسطين، أو كوريا الشمالية، أو لبنان، أو فييتنام، أو حتَّى برجي نيويورك، لا فرق!

*جوزف
11 - يوليو - 2006
الشرق شرق والغرب غرب (1)حوار السيدوالعبد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

    

       

خمسة أسئلة ، يفنى الدهر ولاتفنى ، وتنقضى الأعمار ولاتنقضى ، خمسة أسئلة هى الأسئلة الخالدة منذ خلق الله الأرض ومن عليها 0علاقة الشرق بالغرب ، أوالغرب بالشرق ، وكان الشاعر الإنجليزى كولردج إن لم تخنى الذاكرة وهى الخوانة أبدا يقول : الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا 0ولكن صديقنا العزيز الأستاذ الجليل الدكتور / وحيد   0

 

      قد طرح هذه الخماسية 0

  1 - كيف ينبغي تمثل علاقتنا بالغرب اليوم?

   2   - هل يتعلق الأمر بصراع بين منظومات حضارية مختلفة تماما يسعى كل طرف فيها إلى قيادة        العالم إيديولوجيا أم أن مسار الأحداث يتجه أو يجب أن يتجه نحو حوار يقود نحو التعايش 

  3 - ما هي أهداف وخلفيات أطروحة صراع وصدام الحضارات?

   4  - وهل تتوفر فعلا شروط الحوار الثقافي بين العالم العربي الإسلامي والغرب عموما?

   5 - مادور المثقف العربي ـ المثقف الفردي والجماعي ـ في بناء وتطوير هذا الحوار? 

 

 

أما قبل ، سأروى هذه الحكاية التى عشتها وتحديدا يوم 8/4/2004كنت أحد الذين كانوا فى صحبة الأستاذالدكتور / على وهبى السمان  وشهرته الدكتور / على السمان رئيس لجنة الحواروالعلاقات الإسلامية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وبالصالة المغطاة بإستاد طنطا الرياضى   ، عقدت ندوة وحوار مفتوح مع الدكتور / السمان شارك فيها المئات من الشباب والمهتمين بالهم العام ، واستهل الدكتور / السمان ، كلمته بالتقارب بين الشرق والغرب ، وأنه بصفته رئيس لجنة الحوار والعلاقات الإسلامية ، كان يقيم بفرنسا وحصل على أطروحة الدكتوراه من إحدى جامعاتها ، وأن الحوار بين الإسلا م والدول الغربية هو حوار صحى ومفيد للإسلام والمسلمين وأن دور اللجنة هى التقارب فى وجهات النظر بين الغرب والإسلام وطرح الوجه الصحيح والحقيقى للإسلام والدين الإسلامى وأن الإسلام هو دين السلام وينبذ العنف ، ولابد من إقامة مجتمع إنسانى عالمى يحترم حرية الإنسان ومعتقده الدينى ، وأن الإرهاب هو صفة مرفوضة ولا يصح أن يكون هناك مسلما إرهابيا ، وأكد فى كلمته على ضرورة الحوار بين الأديان على أسس توضح مفاهيم الدين الإسلامى الحنيف ضد الإرهاب ، والعمل وبجد على ترسيخ قيم الحوار بين الشرق والغرب ، وواصل الدكتور /السمان كلمته بما لا يخرج عن هذا الحديث 000ثم تحدث عن رحلة كفاحه ضد الإنجلير سنة 1946وسجنه 0000إلخ

 

كان من الصعب علىَ  وأنا جالس فى مقصورة كبار الزوار وحولى بعض نجوم المجتمع وأعضاء مجلسى الشعب والشورى ، مهاجمة الضيف الكبير فيما يطرحه من مبادىء للحوار بين الشرق الإسلامى والغرب العلمانى ، وانتهت الندوة على خير ، لكنى مغتاظ كل الغيظ ، ويكاد الكلام يندفع منى إندفاعا ساخطا حارقا ساحقا ماحقا لهذا الحديث المتواضع السائد والمتداول والمكرر ليل نهار دون فائدة تذكر ودون نتيجة ملموسة على الصعيد المحلى أو العالمى

0

وانتقلنا بعد انتهاء الندوة والمناقشة الساذجة من بعض الحضور تبركا بالضيف الكبير واثباتا للمشاركة الفعالة والمجدية ، إلى أحد الفنادق الفخيمة بطنطا لتناول الغذاء ، وكان حظى أن أكون بجواره وانتهزت الفرصة للنهش وإخراج ما بداخلى من ثورة وبان الغضب على وجهى وحدة ألفاظى وخطورة حديثى ، وقلت :

ياأستاذنا الكبير  ، أين الحوار بين الغرب والشرق ?

ما نراه على الساحة أننا لسنا موجودين أمامهم ، هى علاقة السيد والعبد ، يتعاملون معنا على أساس أننا فئران تجارب لنظرياتهم العلمية والطبية ، إنهم يسحقوننا ليل نهار بلا رحمة ولاشفقة ، أنظر سيدى ماذا فعلوا بالعراق العظيم ، إنهم انقسموا على أنفسهم من الحرب على العراق ، ولكنهم فى قرارة نفوسهم يجتمعون لإقتسام الكعكة وتمزيق العراق وذبح العراقيين بسكين تلمة 0

 أين فلسطين المغتصبة ، وأطفالها الذين يذبحون بأيدى الصهاينة الفجار ،

 أى حوار تريد_ سيدى _رجل يضع جزمته فوق رأسى ،كيف أتحاور معه ?

 رجل ينتهك عرضى وشرفى ووطنى ويحتلنى ويمزقنى ويسحقنى كيف أتحاور معه ?

 ياسيدى الفاضل ، لقد ضاقت عليهم أرضهم فأتوا لإحتلالنا وإذلالنا ،جمَعوا الشراذم الضالة والمضلة من بلادهم وخلقوا لهم وطنا مزعوما فى أرضنا وهو فى الحقيقة إمتداد لأحلامهم وأمانيهم من القديم ، أنها قطعة من الغرب زرعت غصبا فى أرضنا 0

 ياسيدى وأستاذى  كيف نقول  أن هناك حوار بين طرف ضعيف جدا وطرف قوى جدا ، أنا أشك أنهم يتعاملون معنا بندية ، أشك فى إحترامهم لنا ، أشك فى جدوى هذه الحوارات ، هم يعلمون عنا وعن ديننا وعن حياتنا أكثر مئات المرات مما نعرف ، نحن نتلقى منهم الحضارة والنظريات والعلوم والفنون ، نحن ممثلون للغرب فى بلادنا 0

وبصراحة لم أتمالك نفسي من هذا الذى ألم بى0

 كنت مجروحا ونازفا وغاضبا وعصبيا 00

_ يوم سقوط بغداد 9إبريل 2003    دخلت المستشفى بالعناية المركزة نتيجة تعرضى لأزمة قلبية حادة وذلك لمدة أسبوع _

ولكن المشكلة أننى مازلت حيا !!!!!!

  وللحديث بقية

 

*عبدالرؤوف النويهى
11 - يوليو - 2006
سياق الصراع وشروط الحوار    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

مساء الخير...

شكرا للعزيزين جوزيف والنويهي على مبادرتهما التفاعل مع هذا الموضوع الذي يكتسي أهمية لا تنكر اليوم.

إذا كان الأخ جوزيف قد طرح بدءا مسألة الفرق بين مفهومي الحضارة والثقافة فإن مسار النقاش في هذا الموضوع من شأنه أن يفتح نافذة قاموسية ودلالية للحديث عن هذين المفهومين. لكني أود أن أرجع إلى جوهر المشكل زاعما أن الأخ جوزيف طرح جانبا منه ولم يطرحه كقضية. وفي تقديري أن ما طرحه حول تشييء الإنسان وضياع إنسانيته كقيمة إنما هو مظهر من مظاهر التقدم الحضاري عامة والصناعي خاصة في المجتمع الغربي. هذا التركيز الجزئي للمشكل يفرض العودة إلى سياقه. نعرف جميعا أن دعوة صراع الحضارات بدأت سنة 1993 مع مقال هتنجتن في مجلة "فورين أفيرز" بعنوان "صدام الحضارات"...ومنذ هذه اللحظة انتفض مجموعة من الأكاديميين لجعل الإسلام هو العدو المقبل للغرب الراسمالي بعد انهيار شبخ الخطر الأحمر...وتفاعل مع هذه الدعوة أصحاب القرار في مراكز عديدة. لكن في مواجهة هذه الدعوة قام ثلة من الأكاديميين في الطرف الآخر بالتنبيه إلى الطابع الاختزالي التبسيطي لهذا الطرح الذي لم يفعل سوى أنه استبدل نموذج الحرب الباردة وإسقاطه على فترة وعالم ما بعد الحرب الباردة، وكان النموذج الجاهز ـ وهو جاهز في المخيال الغربي ـ هو العالم الإسلامي الذي يختلف في تركيبته وطبيتعه عن النموذج المنهار. وقد أوضح هاليداي في مؤلفه "أسطورة المواجهة بين الإسلام والغرب" أن أطروحة الصراع والعداء للإسلام إنما هو توظيف لمنظومات إيديولوجية سادت من قبل تناهض العالم الإسلامي بلباس جديد.

أما الأخ عبدالرؤوف فقد طرح مسألة شروط الحوار مع الغرب. ومع تعاطفي مع تجربته الأليمة واتفاقي مع ما طرحه إلا أنه بودي أن أضيف بأن الحوار مع الغرب علاوة على انه لا يقوم على الندية فإنه يتم عادة بمبادرة من الغرب نفسه، ويخضع لتوجيهاته. إن الغرب يتوفر على مؤسسات ذات طابع استراتيجي تمكنه من معرفة جوانب دقيقة عن العالم الإسلامي....فهل يتوفر العالم الإسلامي على مثل هذه المعرفة العميقة بالغرب حتى يتحقق هذا التكافؤ وهذه الندية في الحوار??? ثم إن هذا الحوار يوجه ويركز عادة على مجالات محددة يسهل معها فرض تنازلات على الطرف الضعيف. هنا أعتقد يكمن جوهر الإشكال...ألا يمكن أن نفترض أن الضعف ثم التشتت الداخلي الذي ينخر جسم العالم الإسلامي هو الذي يحول دون هذه الندية وهذا التكافؤ في الحوار???    

*وحيد
12 - يوليو - 2006
بإذن الله سأجد هنا ما يشفي الصدور ويجلي الأمور    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أمد الله في عمرك أستاذنا عبد الرؤوف النويهي لتبقى قائلا ما في صدورنا

         أعجبني الموضوع كثيرا00حوار أم صراع ??!!!

نحن نريده حوارا ونعترف بأننا مقصرون جدا وعلينا أن نتدارك التقصير علينا أن نصل للآخر و نريه صورتنا الحقيقية لكن المشكلة أنهم لا يتركون لنا فرصة لأنهم يعرفون من شعوبهم أنها تبحث عن الحقيقة فهم على يقين أن شعوبهم لو حاورتنا لأجابتنا ، قرأت أن الكاتب العالمي بول فندلي يقول : (تطرقت في كتابي [لا صمت بعد اليوم] لصراع الحضارات الذي تنبأ به البروفيسور صاموئيل هانتنجتون وإذا فهمت كتاباته بشكل صحيح فإنه يتنبأبصراع حقيقي بين الإسلام والغرب 000000 وجاء اطلاعي على الإسلام متأخرا ووصلت إلى عمر 52 سنة وأنا عضو في الكونغرس قبل أن يكون لي حديث مع شخص مسلم أعرفه وهذا ما قد تستغربونه ويصعب تصديقه لم يكن هناك لقاءات بين المسلمين ومعظم الأمريكيين ولم يسمع أو يقرأ الأمريكيون شيئا عن الإسلام ولم يسمع أو يقرأ الأمريكيون آية من آيات القرآن الكريم إن التصورات التي كانت لديهم حول الإسلام خاطئة  لقد تم خداع الأمريكيين ورجال الدين المسيحيين حول الإسلام فقد كانوا يعتقدون أن المسلمين يتغاضون عن الإرهاب ويسيئون معاملة النساء ويعارضون الديمقراطية وفي هذه المناسبة لدي فكرة وهي حوار الحضارات وربما يقول البعض إنها ساذجة وربما تكون كذلك ومن خلال خبراتي فقد اقتنعت بالآتي : الصدام بين الحضارة الإسلامية والغرب ليس بالحتمي وفي الحقيقة وفي غياب الكارثة غير المتوقعة فإن الصدام لن يحدث إن الحضارتين تتفهمان بعضهما أكثر من ذي قبل وسيتم التفاهم بين الحضارتين أكثر في المستقبل)

إذا رغم محاولات إبعادنا وتشويهنا علينا أن نصل بالصورة الحقيقية وعلينا أن نحاورهم لا أن نصارعهم ، ولكن رغم أننا نريده حوارا البعض مصر على أن يجعله صراعا ويلجئنا إلى الصراع بشتى الوسائل ...فهل ننقاد لرغباته ونصارعه كما يصارعنا ?? أم علينا أن نصبر ونتمالك أنفسنا ونبقى رافضين للصراع مصممين على الحوار ??

أنا مقتنعة أن الحوار هو الصواب ولا بديل عنه ولكن.......كما قال الأستاذ النويهي ( رجل يضع جزمته فوق رأسي كيف أتحاور معه ) ...لكني تذكرت زيدان ..شتمه الإيطالي ..أيسكت?! لا ، بل ينطحه ..والنتيجة ..طرد من الملعب ، لو تمالك أعصابه وعاقب الإيطالي بأن هزمه لكان ذلك أوجع لصدره ولصدور فريقه كلهم ..ونحن الآن سنتحمل صراعهم لنا وسنبقى مصرين على الحوار إلى أن نتغلب عليهم .........لكني أجد نفسي أعود فأقول : ودماؤنا..وأرضنا..وكرامتنا ..و...و...و...   

رغم أني أدرك ضرورة الحوار وخطر الصراع لكنني ضائعة مشتتة ...... أحوار أم صراع ????

*أم الرضا
12 - يوليو - 2006
الشرق شرق والغرب غرب ( 2)حوار ااطرشان    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الذاكرة الخوانة وضعتنى فى مأزق ولابد من الأسف الشديد وحتما علىَ ذلك ، ذكرت فى بداية مداخلتى الأولى أن كولردج صاحب مقولة الغرب غرب والشرق شرق ولن يلتقيا ، لكن صاحبها هو الشاعر  رديارد كبلنج ، فعذرا  لأصدقائى الأجلاء     ( قاتل الله النسيان )
                *********************************
 
ياسيدى  00   الحرب متواصلة على بلداننا ، لم تكد تنتهى أوتتوقف الحروب الصليبية أوحروب الفرنجة إلا واشتعلت حرب الإبادة للحضارة العربية الإسلامية فى الأندلس والكتب التاريخية والدراسات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أو الريب أنها حرب إبادة للجنس العربى الإسلامى  ، هذا النموذج الذى نهجه بعد ذلك سكان أمريكا الأوائل وإبادة شعوب القارة الأمريكية والتى تسلكه الآن (اللقيطة السفاحة الصهيونية) مع فلذات الأكباد فى فلسطين الحبيبة ، إنهم ذرية بعضها من بعض 0
 
قل لى ياسيدى الفاضل 00نحن المعتدى علينا دوما ، وهم دائما وأبدا المعتدون ، إنهم يقولون رسالة الرجل الأبيض لنشر الحضارة والتمدين ، وهى رسالة مقدسة ، لأننا وببساطة شعوب متخلفة ونعيش فى عصور الظلام الأولى ، هم يريدون لنا الخير وياله من خير 0
إنه القتل والإبادة واستغلال الثروات والإستعمار الأبدى0
 إنهم مستعمرون وقتلة 0
إنهم لصوص ويسرقون بلادنا وخيرات بلادنا 0
إنهم يسرقون الأوطان ويغتالون الشعوب0
إنهم يأتون من بلادهم بجيوشهم المسعورة وأسلحتهم المبيدة للأخضر واليابس ولأبناء الوطن 0 
 
أى حوار وأى لغة نتحاور بها معهم ? 
 لو قلنا حوار السيد والعبد ، فلابد من لغة مشتركة كى يتفاهما بها ، لكنها ياسيدى لغة الحرب والإستعمار والقتل والمحق والسحق 00إنه حوار الطرشان0
 
العرب ومنذ عصور طويلة فى مواجهة العدوان الشرس والحرب الضروس المتأججة ، والعدوان مستمر  حتى هذه اللحظة 0
لن أنسى ما حييت بلد المليون شهيد ، مليون شهيد00
 أؤكد ياسيدى،،،،، ، والآن نتحاور 00كيف ومتى وأين ???
 
ولم أكد أتوقف عن اندفاعى واسترسالى الغاضب ، إلا وقد وجدت فتاة جميلة تجلس فى مواجهتى على مائدة الطعام يشرق وجهها ويبتسم ابتسامة عذبة مضيئة ،
تقول: شكر لك سيدى الفاضل أنا جزائرية وفى زيارة خاصة للدكتور/ السمان ، أكون سعيدة لوطال الحديث معك 00
 
طبعا المفاجأة صدمت الجميع الذى بوغت بهذا الكلام الحاد ، لكن الكبير كبير ،فلم يئل الدكتور/ السمان   جهدا أن أطرى حديثى بكلام مبهم غامض وبدبلوماسية يحسد عليها ،طوانى تحت جناحه ،   وقال :كلنا يقول هذا الكلام ولكن ماذا نفعل ???!!!
 
وانشغل الحضور فى تناول الطعام الذى وضع على المائدة ،ودارالحديث عن أنواع الأطعمة فى فرنسا والجزائر ، كانت محاولة مستميتة للخروج من حالة الحزن المسيطرة والغالبة على الحضور ،وتناثرت بعض القفشات من بعض الحضور 00معلشى يادكتور أصل الأستاذ /النويهى محامى وما صدق شاف سيادتك عشان يترافع ،فرصة وجت له لحده ،لازم ينتهزها 0ومن آخر المائدة صوت نسائى 000عايزين ناكل بقى ياأستاذ نويهى 000
 
وانتهى الحضور من الأكل ،لكن الدكتور/ السمان لم يغادر المائدة واحتراما له ظللت جالسا بجواره وبحنان الأب قال لى : أنا عايز أقعد معاك وياريت تيجى مصر (القاهرة)ونتكلم 00ونظرإلى مضيفناوقال :تعالى أنت والأستاذ /النويهى عشان نكمل كلامنا معاه  00وانتهت الزيارة وأثناء توديعه ،سلم على بحرارة 000ولم استطع تلبية الدعوة لظروف ومشاغل الحياة 0
 
 "معذرة ياصحبتى  قلبى حزين من أين آتى بالكلام الفرح"
 
وشكرى المتكررلأخى الدكتور /وحيد 00ولأختى / أم الرضا 0000على حسن ظنهما بى 0
وسأبدأ فى المداخلة القادمة الإجابة على ماطرحه الدكتور /وحيد 00000إن شاء  الله
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
12 - يوليو - 2006
بين الصراع والحوار    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

بين الصراع والحوار الحضاري، في العواقب واللوازم

د.إسماعيل نوري الربيعي

بين النهاية والصدام ، يقف العالم على واقع مرتبك ، شديد التوتر حيث القتل والعنف والتصفيات، والتسمر في لحظة الترصد والترقب الحذر.عالم بات واقفا على رأسه حيث الانقلاب في العلاقات ، بعد أن تصدرت المشهد جملة من العوالق التي طفت على السطح، بعد أن تحول الحوار إلى صدام ، والتقدم المطرد للتاريخ إلى مجرد نهاية ، لا يتبين فيها غير الصراع.

تفسيرات الأزمة

في ضوء الأحادية القطبية التي أفردت للولايات المتحدة ، حضورها الكثيف نحو إقامة النظام العالمي الجديد، راحت الحاجة الملحة تستدعي الاتكاء على معين تنظيري، يمكن من خلاله التأسيس لرؤية عامة وشاملة ، يكون القوام فيها الخروج من لبوس الأزمة والطارئية ، والتي لطالما كانت الحافز الأبرز في موجهات السلوك السياسي الأمريكي.وإذا كانت الجامعات ومراكز البحث العلمي والمعاهد السياسية والاستراتيجية التي تعج بها الولايات المتحدة ، قد اجتهدت في وضع رؤاها وتصوراتها حول طبيعة وسمات العلاقات الدولية، فإن التمسك والإصرار من قبل الجهاز والمؤسسة السياسية ، بات متعلقا بالنزعة التاريخية المرتبطة بالتقدم الذي ما انفك الغرب من تحقيقه، من خلال اعتناق الليبرالية الديمقراطية(( فوكوياما ، نهاية التاريخ)) ، أو بالتفسير الثقافي الساعي نحو ترصد ملامح الفروقات بين الحضارات الإنسانية والتوقف عند فكرة الصدام.(( هنتنغتون، صدام الحضارات)).وبالقدر الذي ارتبطت به هاتين المقولتين ، بترابط العاملين؛ العسكري الذي تمثلت بحرب الخليج الأولى، السياسي حيث سقوط الاتحاد السوفيتي. فإن الطابع الصدامي الذي تبدى في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر 2001، يبقى مشيرا إلى المزيد من الانفتاح على القراءات المتعددة ، لا سيما حول طبيعة العلاقة الممكنة بين الغرب باعتباره المركز الذي تدور من حوله المجمل من فعاليات العالم، والآخر الذي راح يتم اختزاله من قبل الغرب في تصميم النظرة حول العالم الإسلامي، والذي لم يعد التوصيف فيه يقوم على التحديد المكاني فقط ، كأن تكون الإشارة المباشرة إلى الدول التي تعتنق الإسلام دينا رسميا لها ، من المغرب العربي غربا وحتى إندونيسيا في أقصى الشرق، بقدر ما راحت الموجهات الداخلية نؤدي دورها في ترصد أجيال المهاجرين الذين ولدوا وترعرعوا في الغرب، حيث التفجيرات والعمليات التي راحت تتوالى على أيديهم بدءا من الولايات المتحدة مرورا بأسبانيا وهولندا وبريطانيا، أو أحداث الشغب التي راحت تنتشر في ضواحي باريس في ظل الأوضاع المزرية والبائسة التي يعيش تحت وطأتها المهاجرون.
حدود الصدام
كيف يمكن تحديد مجال النظر نحو هذا الغرب، الذي يبادر وينّظر ويفّعل ، هل يكمن في الوحدة الواحدة ، والتي يحاول المنظرون الغربيون إدماجها في الكل الحضاري الموصول بالإرث الحضاري الإغريقي والروماني، أو في الجذور الدينية اليهودية والمسيحية.هذا مع أهمية النظر في واقع العلاقة القائمة بين الأصول هذه.فالانقسامية والصراع المرير ما انفك حاضرا بين اللاتين والإغريق، حتى كانت حقبة الحروب الصليبية قد أشارت وبجلاء إلى حدة الصدام بين الطرفين، فيما يبقى الإرث الديني محملا بالمزيد من حالة العداء السافر ، بين اليهودية والمسيحية، والمسيحية ذاتها إن كان على صعيد الفصل الفاضح بين الأرثوذكسية والكاثوليكية، أو حركة الإصلاح الديني وما رافقها من ظهور للبروتستانتية. وإذا كان الحديث عن الأصول ومرجعيات الصراع على المستوى التاريخي، فإن الموجهات الراهنة لهذا التوزيع تبقى حاضرة وفي قلب أوربا الراهنة ، على الرغم من مجموع القيم والمنجزات، بل والتضحيات التي قدمت في سبيل بلوغ أوربا إلى قيم الحرية والعدالة والدستور والبرلمان والليبرالية والفردية والمساواتية وسيادة القانون والمجتمع المدني. حيث الأرثوذكسية التي يتحصن بها الصرب، والتي لم تتوان روسيا الاتحادية من إعلان دعمها لها، أو الاقتتال الطائفي في قلب الجزيرة البريطانية، أو الصراع القومي والعرقي بين ثوار الباسك والحكومة الأسبانية ، أو حتى التمييز العنصري الذي يعاني منه المهاجرون، وعودة حركات النازية الجديدة في البعض من بلدان أوربا.
لا يذكر الغرب حتى تتداعى أمامنا صورة الحروب الصليبية، وحصار المسلمين في الأندلس، ومطاردتهم في الشمال الأفريقي والتنكيل بهم، والغزو الاستعماري للبلاد العربية، وحصار الدولة العثمانية واستنزاف قواها، والصراع العربي الصهيوني وموقف القوى الغربية المتحيز، ومغالطات المستشرقين المتأدلجين . فيما تكون الموجهات التنظيرية وقد ترسخت عند مكنون التراث الديني والحاضر العلماني للغرب،انطلاقا من الخضوع الملفت للمسلمات والبديهيات والتي تعمد نحو تكريس صورة الإسلام في الموقف الصارم من فكرة التحول والتغير ، من خلال تكريس الصورة الانتقائية لمفهوم الأصول والسلف.، بل أن الخلط  القائم الذي يتسرب في العقل الغربي الراهن ، إنما يعيش لحظة ازدواج مفهومي العداء والتكيف، من خلال الخضوع لآنية الحدث وطريقة التعبير التي تولاها فريق بعينه، ليتم من خلاله التعميم على صورة الإسلام ووصمه بالإرهاب والكراهية والعداء لمحيطه ، من خلال الخوض في ترصد مجال التوتر في العلاقات مع الآخر ، بل أن قياس درجة الكراهية والتي تسير بانتقائية ملفتة ، يتم تدبرها عبر التأكيد على التوترات الحاصلة بين العرب واليهود في فلسطين ، والمسلمين والهندوس في الهند، والبوسنة والصرب الأرثوذكس، بل وحتى الاختلاف الطائفي الذي يتم العمل على المبالغة فيه وتقديمه في صورة الصدام والصراع الذي لا يعرف الانقطاع أو التوقف.
imseer@yahoo.com
 
 
 
 
*اسماعيل نوري
13 - يوليو - 2006
الشرق شرق والغرب غرب (3 ) الغرب الإستعمارى    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحليل الخطاب الغربي
GMT 20:30:00 2006 الأربعاء 12 يوليو
الاتحاد الاماراتية

الخميس: 2006.07.13
السيد يسين

  هل هناك عنصرية مضادة للمسلمين? هكذا تساءل الكاتب الأميركي المتحيز للصهيونية "دانيل بايبس" في مقالة له منشورة على شبكة الإنترنت. والواقع أن هذا التساؤل يثير من جديد العلاقات المعقدة بين الغربيين والعرب والمسلمين. والتي شكلت سماتها في الذاكرة التاريخية الغربية الحروب الصليبية وما دار فيها، وغزو الإمبراطورية العثمانية لأقاليم أوروبية متعددة.
غير أننا إذا تجاوزنا هذه الحقب التاريخية القديمة وانتقلنا إلى العصر الحديث، فإن الحقبة الاستعمارية الأوروبية للعالم العربي هي التي شكلت ولاشك الاتجاهات الغربية العربية الإسلامية المعقدة.
ولو اعتبرنا غزو الحملة الفرنسية بقيادة نابليون لمصر بداية هذا الاحتكاك العنيف بين الغرب ممثلاً في فرنسا والشرق العربي الإسلامي ممثلاً في مصر، لاستطعنا من خلال تشريح هذا الحدث التاريخي ورصد أصدائه بين الفعل ورد الفعل فهم العديد من إشكاليات العلاقات بين الغرب والعرب والمسلمين في الوقت الحاضر.
ومما لاشك فيه أنه منذ الصدمة الحضارية التي أحدثتها الحملة الفرنسية التي جاءت معبرة عن التقدم الغربي لأنها جاءت ومعها معامل علمية متقدمة، واصطحبت معها فرقاً متكاملة من العلماء والباحثين. ويشهد على ذلك أنهم أنجزوا السِّفر التاريخي المهم "وصف مصر" من النواحي الجغرافية والتاريخية والاجتماعية والثقافية.
وكشف التقدم الفكري والسياسي عن نفسه في المصطلحات التي ترددت في منشورات الحملة الفرنسية الموجهة للمصريين من قبيل "الجمهورية" والدستور" "وسيادة القانون".
وقد تعمد بعض علماء الحملة إبهار القيادات الفكرية المصرية وعلى رأسها مشايخ الأزهر بالتقدم العلمي الفرنسي من خلال دعوتهم لزيارة المعامل الفرنسية وإجراء بعض التجارب الكيمائية أمامهم.
ولعل مؤرخنا العظيم "الجبرتي" كان خير معبر عن الانبهار المصري بالتقدم العلمي الغربي حينما قرر أن هذه أشياء لا تدركها عقولنا!
وهكذا منذ فترة مبكرة حقاً اعتبر الغرب بما يمتلك من عناصر التقدم المادية والفكرية هو النموذج. غير أنه -ويا للمفارقة- اعتبر الغرب في نفس اللحظة التاريخية أنه العقبة في سبيل تقدم العرب والمسلمين بحكم استعماره لبلادهم.
ويمكن القول إن إشكالية الغرب باعتباره النموذج والعقبة عاشت معنا حتى اليوم. إنها الإشكالية التي واجهت طلائع المتنورين العرب الذين وجدوا في الفكر الغربي وخصوصاً شعارات الثورة الفرنسية في "الحرية والإخاء والمساواة" وحياً لهم في صياغة مشاريع النهضة العربية. غير أنهم وجدوا أنفسهم في نفس الوقت في ميادين القتال ضد الاحتلال الغربي في العديد من البلاد العربية سعياً وراء الاستقلال الوطني.
وحتى بعد أن نالت الدول العربية استقلالها من خلال أساليب متنوعة تراوحت بين التفاوض مثل مصر (1954) أو القتال الشرس مثل الجزائر في حربها النضالية ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي، فقد بقيت مشكلة الهيمنة الغربية.
ويرد ذلك إلى أن الدول الغربية الاستعمارية وعلى رأسها إنجلترا وفرنسا لم تقبل بزوال حكمها الاستعماري للبلاد العربية، وإنما أرادت اعتقال القرار الوطني العربي من خلال بسط هيمنتها السياسية والاقتصادية على مقدرات عديد من البلاد العربية.
ولعل المثال البارز لذلك مؤامرة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والتي جاءت رداً على "تمصير" مصر لقناة السويس، فقد تآمرت إنجلترا وفرنسا وإسرائيل لغزو مصر وإعادتها من جديد تحت السيطرة الاستعمارية.
ويضاف إلى النزعات الاستعمارية الغربية عامل مهم جديد وهو دخول الولايات المتحدة الأميركية ساحة سياسات الشرق الأوسط بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، فقد رأت -حماية لمصالحها في النفط العربي- أنه لابد لها أن تملأ فراغ الانسحاب البريطاني من المنطقة، فدخلتها من خلال تدعيمها المطلق للدولة الإسرائيلية التي اعتبرتها حليفها الاستراتيجي من ناحية، وتأييدها لبعض النظم العربية التقليدية في مواجهة رياح الحداثة السياسية من ناحية أخرى.
غير أن ما حدث بعد الأحداث الإرهابية التي شنت ضد مراكز القوة والهيمنة في الولايات المتحدة الأميركية شيء يفوق بكثير كل ما ورد في سجلات تاريخ هذه العلاقات المضطربة.
فالذي قام بالأحداث الإرهابية مجموعة من العرب والمسلمين، بتحريض من تنظيم "القاعدة" الذي يترأسه أسامة بن لادن الحليف القديم للولايات المتحدة الأميركية من أيام "الجهاد" ضد السوفيت في أفغانستان. وشاركت في تمويل الإرهاب -كما يقرر تقرير 11/9 الذي أصدرته اللجنة الأميركية ببحث تفاصيل الأحداث- شبكات تمويل إسلامية وكذلك بنوك ومؤسسات خيرية إسلامية، حسب نفس المصدر.
ومن هنا فإن حرب الولايات المتحدة الأميركية ضد الإرهاب التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتي توجهت أولاً لغزو أفغانستان للقضاء على نظام "طالبان" صاحبتها مشاعر واتجاهات عدائية عامة إزاء المسلمين والعرب وتجلت هذه الاتجاهات العدائية في الخطاب السياسي والخطاب الإعلامي الأميركي والغربي بشكل عام.
وبالرغم من أن المناخ الثقافي العالمي سادته في العقد الأخير المناظرة الكبرى بين أطروحة "صراع الحضارات" التي عبَّر عنها المفكر الأميركى "صمويل هنتينغتون" و"حوار الثقافات" التي عبر عنها الرئيس السابق "محمد خاتمي" في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن تطورات الأحداث أدت إلى نوع من أنواع "صراع الحضارات"، وخصوصاً بعد أن وجهت حملات متعددة ضد العرب والمسلمين وكأنهم إرهابيون بالطبيعة، وضد الإسلام باعتباره ديناً يحض –كما يزعمون– على العدوان والإرهاب وكراهية الآخر.
والواقع أن الغرب –كما قررنا أكثر من مرة– ليس كتلة صماء واحدة، وهكذا فالثقافة الغربية عموماً والثقافة الأميركية خصوصاً تنطوي على تيارات متعددة. هناك تيارات عنصرية صريحة كما قررنا في تحليلنا السابق بصعود "العنصرية الجديدة"، غير أن هناك تيارات تقدمية تؤمن بضرورة قبول الآخر وأهمية احترام ثقافته. وهكذا يمكن القول إن العلاقات بين الغرب والعرب والمسلمين يؤثر عليها إلى حد كبير الصراع الفكري الدائر في الدوائر الغربية ذاتها بين العنصريين المعادين للعرب مثل المؤرخ الأميركى "برنارد لويس"، والكاتب السياسي "دانيل بايبس" والكتَّاب التقدميين أمثال الروائي الأميركي الشهير "جور فيدال" والمؤرخ الأميركي المرموق "هوارد زين" وغيرهما عشرات من ذوى الرؤى السياسية الصحيحة والضمائر الحية.
غير أنه –لكي نكون منصفين ومن باب النقد الذاتي– نحن العرب والمسلمين بأفعالنا وسياستنا نسهم في تقديم صورة مشوهة لنا.
وبعبارة أخرى تعتبر العلاقات الغربية– العربية الإسلامية هي محصلة تفاعل بين اتجاهات وقيم عربية سلبية موجهة بدون تمييز ضد الغرب والغربيين، وكذلك اتجاهات وقيم غربية سلبية موجهة أيضاً بغير تمييز ضد العرب والمسلمين.
والسؤال هو: وما الحل? أحد الحلول الأساسية التي اقترحناها ضرورة رسم خرائط معرفية دقيقة للغرب، ورسم خرائط معرفية دقيقة أيضاً للعرب والمسلمين. وذلك حتى نميز بين التيارات والإيديولوجيات المختلفة، ونقيس الوزن النسبي لكل تيار منها عنصرياً وعدائياً كان أو تقدمياً وقابلاً للحوار.
غير أنه بالإضافة إلى ذلك، لابد من تحليل نقدي للنظريات التي يصوغها كل طرف عن الآخر، واضعاً في الاعتبار سطوة التفكير التآمري في هذه الصياغة.
فعلى سبيل المثال: هل هناك مشروع سري للحركات الإسلامية لغزو الغرب كما تزعم بعض المراجع الغربية?
وهل هناك مشروع ثقافي للتغريب الثقافي لأوروبا?
ومن ناحية أخرى: هل هناك مشروع أميركي لبسط الهيمنة الأميركية على العالم عموماً إلى الأبد كما يقرر ذلك بعض المراجع العربية بل وبعض المراجع الأميركية الموثوقة? سنرى.
مقالة ممتازة 00000تعالج الهم الآنى الذى طرحه الدكتور /وحيد 0
 
والمداخلة المميزة للأستاذ الدكتور / إسماعيل نورى الربيعى
 (لا يذكر الغرب حتى تتداعى أمامنا صورة الحروب الصليبية، وحصار المسلمين في الأندلس، ومطاردتهم في الشمال الأفريقي والتنكيل بهم، والغزو الاستعماري للبلاد العربية، وحصار الدولة العثمانية واستنزاف قواها، والصراع العربي الصهيوني وموقف القوى الغربية المتحيز، ومغالطات المستشرقين المتأدلجين . فيما تكون الموجهات التنظيرية وقد ترسخت عند مكنون التراث الديني والحاضر العلماني للغرب،انطلاقا من الخضوع الملفت للمسلمات والبديهيات والتي تعمد نحو تكريس صورة الإسلام في الموقف الصارم من فكرة التحول والتغير ، من خلال تكريس الصورة الانتقائية لمفهوم الأصول والسلف.، بل أن الخلط  القائم الذي يتسرب في العقل الغربي الراهن ، إنما يعيش لحظة ازدواج مفهومي العداء والتكيف، من خلال الخضوع لآنية الحدث وطريقة التعبير التي تولاها فريق بعينه، ليتم من خلاله التعميم على صورة الإسلام ووصمه بالإرهاب والكراهية والعداء لمحيطه ، من خلال الخوض في ترصد مجال التوتر في العلاقات مع الآخر ، بل أن قياس درجة الكراهية والتي تسير بانتقائية ملفتة ، يتم تدبرها عبر التأكيد على التوترات الحاصلة بين العرب واليهود في فلسطين ، والمسلمين والهندوس في الهند، والبوسنة والصرب الأرثوذكس، بل وحتى الاختلاف الطائفي الذي يتم العمل على المبالغة فيه وتقديمه في صورة الصدام والصراع الذي لا يعرف الانقطاع أو التوقف.)
 
 
 
 
 
*عبدالرؤوف النويهى
13 - يوليو - 2006
مفهوم الصراع...في العقل الغربي    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
                                                      مساء الخير
 
    كنت دائما متتبعا ومعجبا بكتابات الدكتور محمد عابد الجابري، سواء من خلال مشروعه الضخم حول "نقد العقل العربي" او من خلال مقالاته ومنشوراته المنتظمة. في مناقشته لأطروحة صراع الحضارات يسعى الجابري إلى الحفر في مفهوم الصراع ليتوصل إلى أن هذا المفهوم يشكل ثابتا أساسيا في العقل الغربي:
     يقول محمد عابد الجابري ( عندما اطلعت لأول مرة، منذ سنوات، على مقالة الباحث "الاستراتيجي" الأمريكي هنتنغتون حول ما أسماه "صراع الحضارات"...استدعت هذه العبارة في ذهني بسرعة البرق عبارة "صراع الطبقات"، ثم سرعان ما انساق خيالي مع المقارنة بين أطروحة هذا الرجل الذي أراد -في أواخر القرن العشرين- أن يفسر التاريخ، الماضي منه والآتي، بمقولة "صراع الحضارات"، وبين أطروحة ماركس الذي أراد الشيء نفسه، في أواخر القرن التاسع عشر، ولكن باستعمال مقولة "صراع الطبقات"!) ....
     ويضيف الجابري مبينا بعض أوجه هذه المقارنة:  
    -( لقد انطلق ماركس كما هو معروف من تحليل المجتمع الرأسمالي في أوربا على عهده ثم عمم النتائج التي توصل إليها على جميع البلدان والحقب التاريخية، فارضا هكذا النموذج الأوربي للمجتمع الرأسمالي في القرن التاسع عشر، كإطار مرجعي، للماضي والحاضر والمستقبل، منطلقا في ذلك من مركزية أوربية واضحة، جاعلا من مصالح الطبقة العاملة الأوربية -التي قال عنها إنها ستحرر بعد انتصارها العمال الكادحين في جميع أنحاء العالم- الهدف الأسمى للتاريخ. وبالمثل اعتمد هنتنغتون الغرب (أوربا وأمريكا) منطلقا ونموذجا ومرجعية: فـ "صدام الحضارات" هو "صدام" بين حضارة الغرب والحضارات الأخرى، وبالخصوص منها الإسلامية والكونفوشية. فـ "الغرب" يؤخذ هنا كـ "أنا" موحد، بل وحيد، والباقي يؤخذ كـ "آخر" يقبل التعدد في ذاته، ولكنه واحد بالنسبة "للغرب". ومع أن هنتنغتون يسكت عن "المصالح" في مقدمات تحليله فإنه ينتهي إليها في نتائجه، إذ يدعو الغرب إلى العمل على الحفاظ على مصالحه داخل عالم، بل عوالم "الآخر"... ! ولنا أن نتساءل: هل مصالح "الغرب" مصالح واحدة موحدة فعلا? وهل التباين والاختلاف، بين مصالح الدول الغربية أقل خطرا من التباين والاختلاف بين مصالح هذه الدول ودول أخرى إسلامية أو كونفوشية? وإذا كان من الممكن تجنب الصدام بين الدول الغربية، بعضها مع بعض، وبينها وبين اليابان، رغم تناقض مصالحهما، فما الذي يمنع من بناء علاقات سلمية بين الغرب ودول العالم جميعا وهي تابعة بالغرب أو مرتبطة به ارتباط تبعية أو مصلحة?). يمكن للمرء أن يذهب في المقارنة إلى أبعد مما تقدم، فيلاحظ أن التشابه قائم أيضا في "الاستثناءات" و"التحالفات" : لقد جعل ماركس من البرجوازية والبروليتاريا قطبين للصراع قطريا وعالميا. أما القوى الأخرى الواقعة بينهما (الفلاحون، الطبقات المتوسطة، المثقفون) فهي قوى حليفة، بالفعل أو بـ"القوة"، إما للبرجوازية وإما للبروليتاريا. ومثل ذلك فعل صاحب فكرة "صدام الحضارات" بالنسبة لقوى حضارية تقع خارج "الغرب" وخارج "آخر"هِ، المتمثل في الشرق الإسلامي والكونفوشي، فاعتبر بعضها قابلة للانضواء تحت لواء الغرب أو تريد هذا الانضواء، مثل اليابان وروسيا، بينما استبعد قوى أخرى، أو همشها، رغم قربها من الغرب حضاريا (على صعيد الدين واللغة والثقافة) مثل أمريكا اللاتينية. وهكذا فالتشابه على صعيد مكونات القاعدة (أو القانون) يستدعي تشابها مماثلا على مستوى الاستثناء (أو الحالات الشاذة). وغني عن البيان القول إنه إذا كانت "القاعدة" لا تستند على أساس معقول فإن الاستثناء سيكون هو الآخر غير معقول، غير مبرر! فما الذي يجعل الصين أقرب إلى العرب والمسلمين من اليابان? وما الذي يجعل اليابان أقرب إلى الغرب منها إلى الصين، هل الحضارة والثقافة أم المصالح?)...
 
      لكن رغم هذا الاختلاف بين تصور ماركس وأطروحة هنتنغتون فإن الجابري يعتبر أن النموذج الإبستمولوجي في كلتا النظريتين هو نفسه، نموذج يصفه الجابري بـ( إنه النموذج المهيمن على الفكر الغربي، نموذج "الأنا" التي لا تتعرف على نفسها إلا عبر "آخر"، تختاره أو تشكله وتصنعه بالصورة التي تجعله قابلا لأن يقوم بالوظيفة التي تريدها منه، وظيفة تأكيد "الأنا" لنفسها وبَنْيَنَةِ كيانها.).
ويذهب الجابري أبعد من ذلك ليؤسس هذا النموذج في تاريخ الفكر الغربي، معتبرا أنه ( منذ اليونان والعقل الأوربي لا يعرف الإثبات إلا من خلال النفي، فبارمينيدس مثلا لم يستطع الكلام عن "الوجود" إلا من خلال طرح "اللاوجود" ولا الحديث عن المتناهي إلا من خلال اللامتناهي. وعندما قام تلميذه زينون الإيلي للدفاع عن أطروحات أستاذه بنى حججه على فكرة "أن كل سلب تَعَيُّن". وسيأتي سبينوزا في العصر الحديث ليؤكد العكس ويقول "إن كل تعيُّن سلب". ولم يفعل هيجل شيئا آخر سوى أنه جمع بين فكرة زينون وفكرة سبينوزا ليؤسس الديالكتيك عليهما فيقرر: "كل تعين سلب وكل سلب تعين"! وهذا النوع من الترابط بينهما هو الذي يصنع "التركيب" الذي يتحول بدوره إلى أطروحة تستدعي نقيضها، وهكذا دواليك... ومن هنا أهمية النفي عنده وفي التقليد الفلسفي الأوربي عموما: فالإثبات لا يقوم إلا عبر النفي، والأنا لا تتحدد إلا عبر الآخر، وكما قال سارتر: "الآخر ضروري لوجودي ". وفي الجملة فالعقل الأوربي لا يرى العالم إلا من خلال تقابل الأطراف، كتقابل الأنا والآخر، تقابل تضاد وصراع. وهكذا فسواء تعلق الأمر بالمثالية (هيجل) أو بالمادية (ماركس) أو بالوجودية (سارتر) أو بغيرها من مذاهب الفكر الأوربي، فإن الوجود، ميتافيزيقيا كان أو سيكولوجيا أو اجتماعيا، ينظر إليه على أنه صراع بين أضداد. بل إن اللاهوت المسيحي نفسه يحكمه التقابل والصراع بين "الخطيئة" و"الخلاص"، بين الابن والأب الخ.).
*وحيد
15 - يوليو - 2006
fبين قوسين خاص بفادي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
العزيز فادي : سأحاول شرح كلمتي : أيديولوجيا وابستمولوجيا بحسب معرفتي بهما ، إنما أود الإشارة إلى أنني لم أستخدم كلمة ابستمولوجيا أبداً وأن من يستخدمها عادة هو الأستاذ وحيد ، وان الأستاذ يحي لا يلجأ عادة إلى هذه الإصطلاحات .
الأيديولوجيا : هي المنظومة الفكرية التي تنحو إلى تحقيق ذاتها وفق خطة وهدف مرسوم ممكن تحقيقه في التاريخ العام . هي غالباً ما تستخدم إستخداماً سلبياً للتدليل على الطابع الدعوي والتعبوي في نقد توجه فكري معين وذلك بإتهامه بأن الفكري لديه ليس منزهاً ، بل انه يحمل طابعاً نفعياً ويهدف إلى التضليل والإستئثار بالرأي العام .
ظهر هذا المصطلح في القرن الثامن عشر ليدلل به على عصور الجهل والإستعباد والإستغفال من قبل المؤسسات الدينية والتي كانت سائدة من قبل . ثم تطور بحيث أصبحت كلمة أيديولوجيا تدل على القناع الذي يوظف في المناظرات السياسية والثقافية ليخفي وراءه الأهداف الفعلية .
إن اللفظة الأقرب من حيث المعنى في اللغة العربية هي كلمة : " الدعوة " بمعنى الدعوة السياسية أو الدينية أو العقائدية ، إلا أن هذه اللفظة مثقلة تاريخياً بالكثير من الحساسيات والأفكار المسبقة ، ثم انها لا تغطي كل المساحة الفكرية من ناحية المفهوم الواسع لمنطق الدعوة التي من الممكن لها بأن تكون أشياءاً كثيرة غير الدين أو السياسة .  أنا ألجأ إليه لأنه أكثر حيادية . 
 
ابستمولوجيا  : وتعني التفكير النقدي حيال العلوم . ويدرس أصل الفكرة ، أو الأصل الذي جاء منه المفهوم ، او العلم الذي هو موضوع الدراسة بكل وجوهه : شروطه ، إمكاناته ، تطوره ، ومنهجه ...... والهدف من هذا هو تحديد الأصل المعرفي الذي انبثق عنه ( والذي يفترض بانه مضمر وغير معلن ) وذلك بغية تحديد أهدافه وتطلعاته .
 
*ضياء
15 - يوليو - 2006
الحـوار ضـرورة وجـودية...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحيـة إلى الإخـوة المشاركـين في هذا المـلف .
مشاركتي أقتطفها من موضـوع قرأته اليوم في إحدى الجـرائد الوطنية
لـ عزيز بطيـوي .
 
...كيف يمكن تحديد مفهوم الحوار بين الثقافات في سياق الصراعات البشرية السائدة اليوم? ›› إن تحديد مفهوم الحوار الثقافي لا يمكن أن يتأسس أو ينطلق إلا من قاعدة فلسفية تبعدنا عن متاهات التفاصيل والجزئيات، وهذا يقتضي منا بداية القول إن مفهوم الحوار الثقافي هو تركيب مفهومي. فالحوار أولا هو فن الإصغاء للمتكلم، وهو بذلك ليس عملية سهلة ذلك أننا وكما تدل على ذلك الوقائع اليومية أصحاب كلام، ونحن لسنا صبورين بما يكفي كي لا نتكلم في بعض اللحظات بل والآخر يتكلم نموقع كلامه في شبكة من المسبقات الجاهزة. وهنا يدخل الحوار في مأزق وتنطلق لغة الصدام والتهميش ونصير نحن ضحايا عقلياتنا ومفاهيمنا. أما الثقافة فتتداخل مجموعة من العلوم الإنسانية في تعريفها، فتتنوع بذلك التعاريف وتتعدد وتختلف المقاربات وتتغاير، لأنها هي ذاتها متعددة وهذا يمنعنا من أن نخلط بينها وبين مفهوم الحضارة، فالإبقاء على تنوعها التركيبي يبرز لنا إلى أي حد لا يمكن أن تكون الثقافة واحدة وأن الأمر يتعلق في حقيقته بحوار الثقافات وليس بحوار الحضارات. إن الحضارة، كما يقول "بيغوفيتش"، هي تأثير الذكاء على الطبيعة (علوم، تقنيات ...) أما الثقافة، فهي تأثير الدين على الإنسان أو تأثير الإنسان على نفسه (أخلاق، فن، عادات، أسلوب عيش، رأسمال رمزي ...) بهذا المعنى يكون الحوار الثقافي هو القدرة على الإنصات والإصغاء لثقافة الآخر وفرصة للبحث عن الحكمة الإنسانية بما هي تجل للخير الأسمى وبما هي مبثوثة في أساليب فكر الشعوب وأحاسيسهم وعاداتهم وآثارهم. من هنا نحتاج إلى أن نعيد النظر في مفهوم الحوار الثقافي في ظل هيمنة الصراعات البشرية اليوم. إن الصراع في حقيقته هو سعي نحو الغلبة والسيطرة والإقصاء وهيمنة النموذج الثقافي الوحيد، وهو ما يتعارض كلية مع مقصدية الحوار الثقافي.
*abdelhafid
17 - يوليو - 2006

 
   أضف تعليقك
 1  2