مجلس : المعلقات

 موضوع النقاش : عنترة بن شداد    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 يوسف الزيات 
8 - يوليو - 2006

عنترة بن شداد شاعر جاهلى من فحول العرب وأمه أمه حبشية ، نشأ وتربى بعيدا عن أبوه لأنه كان عبدا ، وكان من عادات العرب ألا يلحقوا أولادهم من العبيد الا اذا نبغ أو برع فى شىء .

وبعيدا عن رواية قصته لنا سؤال

ما الدافع الأساسى فى نبوغ عنترة فى الشعر ?

ومن الممكن أن الجابة تتركز فى ثلاثة محاور أو أفكار

1- الموهبة

2-العبودية

3-الحب

ما رأيكم ? ما هى أكثر هذه المحاور تأثيرا  فى نبوغه فى الشعر ?

 على العموم أنا لن أجاوب على هذه المسألة بنفسى ولكن سأترك باب المناقشة مفتوحا

لزيادة المعرفة

تحياتى

 



*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
خبر طريف من أجل التوضيح    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

كنا نفرًا قليلا ممن يجري الشعر على ألسنتهم في سن مبكرة ، وكان شيخنا يترقب منا كل بادرة شعرية ويتظاهر بالطرب لما يسمع منا ، واتفق يوما أن جئناه بأبيات معدودات وجميعنا قالها على قافية النون المفتوحة وهي من أسهل القوافي وأوسعها ، فتناول الشيخ أوراقنا وتأملها مليا ثم مزقها وقال :

عرفت موهبتكم من أول يوم قرأت فيه أشعاركم وكأنها الزغَبُ ، وكنت أستحثكم لتترقى الموهبة إلى درجة النبوغ ، واليوم أهنئكم فقد أمسكتم بأول خيوط النبوغ فلا تلتفتوا إلى ما جربتم فيه موهبتكم وخذوا مكانكم في طريقك النبوغ والله يوفقكم .

بهذه الكلمات أو ما في معناها كانت نصيحة شيخنا ، ومنها أدركنا أن الموهبة هي أول درجة تهيئ للصعود في سلم النبوغ  فلا نبوغ بغير موهبة ، ولكن قد توجد الموهبة وتكون خاملة لا تحرك صاحبها مادام لا يتحرك بها فيقتلها وهي وليدة كأنها موؤودة بين المواهب اليانعات .

قلت : فالموهبة بداية وأساس ، ثم يأتي النبوغ من أمور أخرى خارج نطاق الموهبة ، وقريب من هذا ما قاله الدكتور زكي نجيب محمود في كتابه ( قشور ولباب ) ، والموهبة تلتهب بالمشاعر الجياشة كالحب والفخر والحماسة و..... ، فعشق عنترة لعبلة كان أقوى هذه العناصر التي رفعته إلى النبوغ ، وأما شجاعته فهي مما يسميه علماء النفس عوامل التنبيه للفت الأنظار ؛ والعشق عند عنترة وغيره لا يكفي للتنبيه وحده فلا بد من إظهار البراعة في أمر يغري محبوبته بحبه ويجعلها تتعلق بهذا الحب وذلك المحبوب ، فقد وجدت في شجاعة عنترة شيئا ترغب فيه كل فتاة ليحميها من أي عدوان وخصوصا في مجتمع الجاهلية حيث لا قانون ولا نظام غير منطق القوة ، ويؤيد هذه الوجهة ما رووه أن أباه لما أمره بالكرّ ، قال عنترة : (  لا يحسن العبدُ  الكرّ  إلا الحلب والصرّ ) فلما أعلن عتقه كر وفر وقاتل حتى انهزم العدو ورجع قوم عنترة بانتصارٍ وغلبة ، وشعره الحماسي خير شاهد .

هما إذن عاملان من عوامل النبوغ عند عنترة  : الحب وإظهار الشجاعة . 

وأدع لإخوان الموقع فرصة المشاركة و ( النبوغ ) في دراسة المسألة وبالله التوفيق .

*منصور مهران
8 - يوليو - 2006
النابغة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أستاذ / منصور مهران

أرى أن الموهبة ليست أساس النبوغ فى الشعر والدليل على ذلك " النابغة الذبيانى "

من خلال دراستى درس لنا النابغة على أنه قال الشعر فجأة وأجاده ولهذا سمى النابغة ، وذلك وقت غضب النعمان عليه

ولكن ما رأيك أنت

 

*يوسف الزيات
10 - يوليو - 2006
لا بد من الموهبة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

كنا نقرأ في مجال الدراسات النفسية في  ( مجلة علم النفس ) التي أصدرتها دار المعارف بمصر بعض الوقت ؛ دراسة للدكتور مصطفى زيور عن شيء يسمى ( المواهب الدفينة ) وذكر أن الموهبة  أيّ موهبة هي جزء من الفطرة التي يولد عليها الإنسان وتنمو وتترعرع   في الجو الذي يلائمها في محيط الأسرة القريبة قبل خروج الطفل إلى المجتمع الكبير ، وإذا لم تجد الموهبة ما يغذيها في مجتمع الأسرة التمسته في المجتمع الكبير ، فإن لم تجد فإنها تموت شيئا فشيئا .

والنابغة الذبياني وُلِد في جو لا مجال فيه لغير الشعر ولا يمكن تصور أنه لم يروِ شعرَ أحدٍ من الشعراء : شعراء قبيلته أو شعراء غيرهم ؛ فطبيعة الحياة الفكرية السائدة تأبى هذا المنطق  - ولو لم ينظم شعرا طوال مامضي عمره -  فلما نطق بالشعر نطق به تام الأركان على نمط ما كان يسمع ويروي  بصورة النبوغ المفاجئ وكأن نبوغه اختصر الطريق فتجاوز المراحل الأولى وهو ما تأتي غالبا في صورٍ من الضعف إلى القوة ، فالنابغة  قفز إلى المرحلة الأقوى بإنتاجه ، وجعل مراحل الانتقال إليها بغير إنتاج ، فالنبوغ عنده متوافر الحقيقة موصول العمل فيما يرى ويسمع ويروي  ولكنه بلا ثمرة ، فلقبوه بالنابغة لما أثمر ولعل هذا اللقب  يشعر بتفسيره أنه النبوغ المفاجئ واكتفوا بالقرينة المروية أنه لم ينظم شعرا حتى اكتهل دون الوصف بما يفيد المفاجأة  ، وهذا من طبائع الناس في كل زمان .

وعلماء النفس وعلماء الاجتماع على السواء يرون أن المواهب الدفينة تمر بمراحل التطور التي تمر بها المواهب الظاهرة سواء بسواء في المكنون الفكري غير أن الأولى تبدو لها شواهد في القول والعمل ، والثانية تظل كامنة حتى تتهيأ لها فرص الظهور ، وهذا لا يعني أنها كانت في دائرة العدم ، وبالله التوفيق .

*منصور مهران
10 - يوليو - 2006
تعليق جميل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أحيى فيك أستاذى الموضوعية التى كتبت بها هذا التعليق 

ولكن

أنا أتفق معك أن هناك موهبة دفينة أو هى مكتسبة بالفطرة ، ولكن ليس شرطا أن تكون سبب فى النبوغ على الاقل فى عالم الشعر والشعراء ، فلكم صادفنا شعراء ليس عندهم الموهبة أو المشاعر الجياشة ولكنهم أمتعونا بقصائد طوال فانظر معى الامام بن مالكفى النحو وانظر الى ألفيته هل هى نابعة عن مشاعر وأحاسيس أو تجارب سابقة أو بكاء الأطلال وغيره من ضروب الشعر ?

لا أظن

مع أنه نظم شعرا وجاء على كلام العرب فهل هذا موهبة أم ملكة وصنعة

تحاتى

*يوسف الزيات
10 - يوليو - 2006
هي الموهبة أيضا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 نبغ أناس في نظم العلوم واشتهر منهم الإمام ابن مالك الجياني النحوي بعدة منظومات أهمها الكافية الشافية ومنها أخذ ما نظمه باسم الألفية ، وكلتا المنظومتين في علم العربية ، وهذا اللون أيضا من الموهبة استطاع الناظمون فيه تلخيص العلم الضخم في أراجيز يسهل حفظها ويتيسر بالحفظ استحضار المادة العلمية في أي ظرف ، وكم من عالم متمكن في مباحث علم العروض ويعجز عن قول الشعر ، قد تكون موهبته وقفت به عند حد الإحاطة بمسائل العلم ولا تعينه على تعاطي قرض الشعر ، وهذا الزمخشري شاعر وله شعر باق ونحوي كبير وعروضي كذلك ولكنه لم ينظم أرجوزة علمية  ؛ فقد تكون موهبته أوصلته إلى حد معين من النبوغ ووقفت به فلا يعيبه ذلك إلا إذا وجد الموهبة وانصرف عنها إلى ما لا يثمر من مجالاتها ، وكم من عالم نحرير في علم العربية وإذا تكلم شاع في كلامه اللحن وقد شهدنا ذلك في جميع بلدان العرب ، ولكن الذين متعهم الله بموهبة القول ينطلق أحدهم في الحديث لساعات طوال  فلا ترى في كلامه عوجا ولا لحنا ، فهي الموهبة بلا جدال : جزء منها فطرة وجزؤها الآخر اكتساب ولا يستطيع المرء التنبؤ بموهبته وإنما يشعر بدوافعها في نفسه تعتمل ولا يحسن لها تفسيرا .

 أما المشاعر والأحاسيس والتجارب وغيرها مما تفضل بذكره الأستاذ الأديب يوسف الزيات فهذا مسألة مختلفة جدا عن مسألة الموهبة ، إنها ( المجالات ) : مجالات إبراز المواهب ، أو حلبة الرهان  ، أو المحك الذي يثبت سلامة الموهبة أو إعاقتها ، فالأمران بينهما اتصال عند التهيئة كالصلة بين الجواد المدرب وحلبة السباق ؛ إذا تهيأت له جرى وانطلق على سجيته ، وإذا لم تتهيأ له حلبة فلم يجرِ فليس معنى ذلك أنه لا يحسن الجري أو مسلوب الدربة  إذ إن موهبته لا تزال قائمة فيه يؤديها حين تنفرج أمامه السبل والمجالات .

وإني بحمد الله أستسيغ قرض الشعر أحيانا إذا وجدت مجال الإحساس ذا سعة ، وإلا فهذه موهبتي تنام معي حيث أنام .

*منصور مهران
11 - يوليو - 2006
افادة رائعة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

استاذى

 أريد أن أعلمك انى أستفدت من تعقيبك الجميل المتسم بالموضوعية الشديدة ، أرانى كنت مقتنعا بما قلته ولكنى أسقطته لتوى بعدما قارعتنى بالحجة ، وأظن هذا من سبيل طلب العلم

أما بخصوص عنترة بن شداد

أظن أن العبودية وانكار أبوه له وعلمه فى ذلك الوقت أن العرب لا يلحقوا أولاد العبيد الا اذا نبغوا ، وبالطبع احساسه بموهبته سار به الى طريق النبوغ ، ولكن ما يحيرنى بالفعل ما أوائل شعر عنترة ? هل ذكر فيه عبلة ابنة عمه فيكون الحب هو الدافع أو المحرك لموهبته

تحياتى

 

*يوسف الزيات
11 - يوليو - 2006

 
   أضف تعليقك