لقد أثار مخبر تاريخ العالم العربي الإسلامي الوسيط في رحاب كلية العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس على مدى سنتين 2004-2005 و 2005-2006 موضوع الرحلة والرحالة في الفترة الوسيطة من وإلى العالم الإسلامي. وكان الموضوع طوال ذلك يُتطرّق إليه من جوانب مختلفة من قبل الباحثين التونسيين والأجانب. فكان تصنيف الرحلة والرحالين وأسبابها وغاياتها ونتاجاتها ثم وأثرها. وتم تتبع خطى الرحالين هنا وهناك في المجال العربي الإسلامي وحتى في العالم الغربي المسيحي وفي افريقيا وآسيا وأمريكيا...فكان لا بدّ من دراسة خصائص الرحلات من خلال آثارها الباقية تلك الكتب المدوّنة للرحلات والمشاهدات والتعاليق والآراء المختلفة.
وقد كان من نتائج الندوات والملتقيات المقامة بالتوازي مع نشاط المخبر المذكور أن تمّ التطرق إلى مواضيع شاملة و أخرى أكثر خصوصية. فدُرس أدب الرحلة، ودُرست الرحلات حسب أصنافها (التجارية، الدينية، الجغرافية، السياسية، العسكرية...).
ونظرا لأهمية الموضوع رأيت من الجدير أن أقترحه كموضوع للنقاش في مجالس الوراق لغاية إثراء ثقافتنا ومعرفتنا بأدب لصيق بنا في فترة من الفترات وظل متواصلا حتى القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وربما إلى اليوم مع ذلك التطور التقني والعلمي في المواصلات. إنه أدب الرحلة.
فلكل مختص في فرع أدبي أو علمي ما من العلوم الإنسانية والإجتماعية يجد في أدب الرحلة ما قد يفيده في مساره البحثي على ضوء أشكال مختلفة وطرق متنوعة من قراءات للرحلة وأدبياتها. فهي تختزن في داخلها تراثا مفعما بالتاريخ والجغرافيا والأدب والإجتماعيات من عادات وتقاليد وذهنيات...
ونرجو في نهاية هذا المدخل من المشاركين أن يساهموا بالقدر الذي يعلمونه عن الرحلة والرحالين العرب وغير العرب حتى القرن العشرين. |