مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : للمهتمين بعلم القافية : أي الرأيين أصح ?    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 سليمان 
9 - يونيو - 2006

نظر أحد الشعراء إلى جارية سوداء تخضب كفها ، فقال:

تَخضِبُ كَفّا بُتِكَت من زَندِها

فتَخضِبُ الحِنّاء من مُسوَدِّها

كأنـّها والكُـحلُ فـي مِروَدِّها

تكحَلُ عَينَيها ببَعضِ جِلدِها

وقد علق المرزوقي في كتابه شرح ديوان الحماسة على هذه الأبيات بقوله :

" وقوله : ( في مِروَدِّها ) استقبَح الزِحاف فشَدّد الدال ، ومِثله :

تَعَرُّضَ المُهرة في الطِوَلِّ  "

ولم يعجب هذا القول شارحا آخر لديوان الحماسة ، هو الحسن بن أحمد الاستراباذي ويظهر أنه اطلع على شرح المرزوقي فعقب بقوله :

" شَدّد ( مِرود ) كما شدّد الراجز : تعرض المهرة في الطول "

ثم قال : " والذي رويناه بالتخفيف لا يلزم التشديد لأن (مفتعلن) مَطويّ (مستفعلن) يَجري في الرجَز مجرى الأصل ، وليس كذلك (الطول) لأنه لو ترك التشديد لاختلّ الوزن " .

فأي القولين في رأيك أصحّ ?



*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أرجح رأي الاستراباذي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أنا أميل يا أستاذ سليمان إلى ما ذهب إليه الاستراباذي، وإن كان في ذلك خروج عن قواعد القوافي، لأن السمع لا يأبى ذلك. ولا يخفى أن (مرودها) بتخفيف الدال يجعلها من المتراكب، وقافية القطعة من المتدارك. وهذه الجارية هي دنانير بنت كعبويه الزنجي، وقد ساق الجاحظ القصة بتمامها مع ردها على زوجها أعشى سليم في كتابه (فخر السودان على البيضان) وعنه نقل الزمخشري كما يبدو. ونسب أبو الفرج الأبيات إلى دعبل، وساق القصة في أخباره. وكل ذلك موجود على الوراق.
*زهير
9 - يونيو - 2006
أما ترى في تحليل القافية عند الاستراباذي من خلل يذكر ?    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 

أخي الأستاذ / زهير            حفظه الله

 

وعلى الوراق تجد أيضا هذه الأبيات التي رواها الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه "بداية الهداية" :

"وقال علي رضي الله عنه رجزا:

إنّ أخاك الحقّ من كانَ معك======= ومن يَضُرّ نفسه لينفعك

ومن إذا ريَبُ الزمانِ صَدَعَك====== شتّتَ فيكَ شَمله ليجمعك

وهناك من ينسب هذه الأبيات لأبي العتاهية ، ولم أجدها في ديوانه . والشاهد فيها توزُّع القافية بين ثلاثة أنواع منها . وقد سأل أبو يعلى التنوخي أبا العلاء المعري : "ما يسمى القصد من الرجز تجتمع فيه القافية المتكاوسة والمتراكبة والمتداركة" ? فقال : "ما علمت أحدا قاله ، وأنا أسمي هذه القصيدة المثفاة" ، وعلق التنوخي في كتابه "القوافي" بقوله: "يذهب بذلك إلى ثُفَيّة. ومنه المرأة المثفاة ، وهي التي نكحت ثلاثة أزواج" .

وبذلك فلا أرى في هذه الأبيات خروجا عن قواعد القوافي ، وانظر معي إلى قول صاحب شرح تحفة الخليل : " وهكذا كل قصيدة من الرجز يصح أن تتنوع قوافيها بين المتدارك والمتراكب والمتكاوس " . وقد جاء ، للتدليل على قوله هذا ، بأبيات حديثة للأخطل الصغير اجتمعت في قافيتها الأنواع الثلاثة .

 وأما في القصيدة من الرمل مثلا فإنك تجد نوعين من القافية هما : المتدارك والمتراكب ، قال شوقي :

هذه الربوة كانت ملعبا=========== لشبابينا وكانت مرتعا

وقال في نفس القصيدة :

وخططنا في نقا الرمل فلم ===== تحفظ الريح ولا الرمل وعى

وعلى نحو من ذلك قال ابن رشيق في "العمدة" : " ولا يجتمع نوعان من هذه الأنواع في قصيدة إلا في جنس من السريع ؛ فإن المتواتر يجتمع فيه مع المتراكب إذا كان الشعر مقيدا ، كقول المرقش في بيت : 

" وأطراف الأكف عنم "

وفي بيت آخر :

" قد قلت فيه غير ما تعلم "

وليس هذا الشطر في قصيدة المرقش ، ولا بد أن ابن رشيق ، كما أشار المحقق ، يقصد إلى قول المرقش في تلك القصيدة :

" ليس على طول الحياة ندم ====== ومن وراء المرء ما يعلم "

وأنا معك ، أخي زهير ، في أن "السمع لا يأبى ذلك" وأعني بـ(ذلك) الأبيات التي ذكرتها أعلاه ، وأما في نحو أبيات أعشى سليم هذه فإني أسألك : ألا تحس ، في رواية الاستراباذي التي لم يختل فيها الوزن  ، بأي اختلال في القافية ، وما نوع هذا الخلل إن وجد ? 

سليمان أبو ستة

*سليمان
10 - يونيو - 2006
ومنكم نستفيد يا أستاذنا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أنا يا أستاذ سليمان لست في تلك الدرجة من التخصص في علم العروض، وإنما قلت ما رجحته أذني شاعرا، ولا أجد أبدا في القطعة المنسوبة إلى أبي العتاهية ما ينبو عن الذوق، ولا أي اختلال يذكر في رجز أعشى سليم، ولم يكن لي علم بكلمة شارح التحفة، وهي كلمة رائقة، وتحسم الخلاف في الموضوع. ومنكم الإفادة يا صاحب السعادة.

وعلم العروض كما قد علمت مـكـان الـدليل من الشاهد
سـلـيـمـان بين iiعفاريته يـقـصر عن قصره iiالمارد
وإنـك  فـيـه أبـو iiسـتة إذا  قـيـل إنـي أبو iiواحد

 

*زهير
10 - يونيو - 2006
لنشرك الراوندي في الرأي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

جاء في كتاب حماسة أبي تمام وشروحها للدكتور عبد الله عسيلان نقلا عن مخطوطة  شرح الحماسة لأبي الرضا الراوندي ( ت نحو 560 هـ ) تعقيبا له على كلام الاستراباذي ، قوله : "لا بد من تشديد (المرود) ، وإلا اختلت القافية ؛ لأن ما قبل الدال من كل بيت ساكن ، فلو خففت كان ما قبل الدال من (مرودها) متحركا وهذا لا يجوز ، فأما الوزن فإنه لا يختل" .

 

سليمان أبو ستة

*سليمان
12 - يونيو - 2006
الأستاذ سليمان أبو ستة وموضوع له قديم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
اسمح لي أستاذي أن أعود بك إلى هذا الموضوع القديم.
 
فأنا أود أن أسمع رأيكم فيما قاله الراوندي.. وهل توافقونه على ذلك أم لا؟
 
وهل يُشترط في مثل هذه القافية أن يكون ما قبل الروي ساكناً؟ وما هو الحكم القافوي في ذلك؟
 
شكر الله لك وبارك لنا في علمك
*عمر خلوف
15 - ديسمبر - 2008

 
   أضف تعليقك