أما ترى في تحليل القافية عند الاستراباذي من خلل يذكر ? ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
أخي الأستاذ / زهير حفظه الله
وعلى الوراق تجد أيضا هذه الأبيات التي رواها الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه "بداية الهداية" :
"وقال علي رضي الله عنه رجزا:
إنّ أخاك الحقّ من كانَ معك======= ومن يَضُرّ نفسه لينفعك
ومن إذا ريَبُ الزمانِ صَدَعَك====== شتّتَ فيكَ شَمله ليجمعك
وهناك من ينسب هذه الأبيات لأبي العتاهية ، ولم أجدها في ديوانه . والشاهد فيها توزُّع القافية بين ثلاثة أنواع منها . وقد سأل أبو يعلى التنوخي أبا العلاء المعري : "ما يسمى القصد من الرجز تجتمع فيه القافية المتكاوسة والمتراكبة والمتداركة" ? فقال : "ما علمت أحدا قاله ، وأنا أسمي هذه القصيدة المثفاة" ، وعلق التنوخي في كتابه "القوافي" بقوله: "يذهب بذلك إلى ثُفَيّة. ومنه المرأة المثفاة ، وهي التي نكحت ثلاثة أزواج" .
وبذلك فلا أرى في هذه الأبيات خروجا عن قواعد القوافي ، وانظر معي إلى قول صاحب شرح تحفة الخليل : " وهكذا كل قصيدة من الرجز يصح أن تتنوع قوافيها بين المتدارك والمتراكب والمتكاوس " . وقد جاء ، للتدليل على قوله هذا ، بأبيات حديثة للأخطل الصغير اجتمعت في قافيتها الأنواع الثلاثة .
وأما في القصيدة من الرمل مثلا فإنك تجد نوعين من القافية هما : المتدارك والمتراكب ، قال شوقي :
هذه الربوة كانت ملعبا=========== لشبابينا وكانت مرتعا
وقال في نفس القصيدة :
وخططنا في نقا الرمل فلم ===== تحفظ الريح ولا الرمل وعى
وعلى نحو من ذلك قال ابن رشيق في "العمدة" : " ولا يجتمع نوعان من هذه الأنواع في قصيدة إلا في جنس من السريع ؛ فإن المتواتر يجتمع فيه مع المتراكب إذا كان الشعر مقيدا ، كقول المرقش في بيت :
" وأطراف الأكف عنم "
وفي بيت آخر :
" قد قلت فيه غير ما تعلم "
وليس هذا الشطر في قصيدة المرقش ، ولا بد أن ابن رشيق ، كما أشار المحقق ، يقصد إلى قول المرقش في تلك القصيدة :
" ليس على طول الحياة ندم ====== ومن وراء المرء ما يعلم "
وأنا معك ، أخي زهير ، في أن "السمع لا يأبى ذلك" وأعني بـ(ذلك) الأبيات التي ذكرتها أعلاه ، وأما في نحو أبيات أعشى سليم هذه فإني أسألك : ألا تحس ، في رواية الاستراباذي التي لم يختل فيها الوزن ، بأي اختلال في القافية ، وما نوع هذا الخلل إن وجد ?
سليمان أبو ستة |