مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : المسيحيُّون والمسلمون، معًا، من أجل اللغة العربيَّة    قيّم
التقييم :
( من قبل 13 أعضاء )
 جوزف 
2 - يونيو - 2006

أعرف أنَّ الموضوع الَّذي أتكلَّم عليه في هذه السطور قد يثير جدلاً، وأعرف أنَّ الكثيرين قد يعتبرون ما أقوله تهجُّمًا عليهم أو ما شابه... ولكنِّي أقول بصدق، إنَّ كلَّ ما أقوله، هو بسبب حبِّي للُّغة العربيَّة، وخوفًا عليها ممَّا أرى وأسمع حولي.

أوَّلاً أنا لبنانيٌّ، وعلى دين المسيح، أي إنِّي مسيحيّ. كلُّ ما تعلَّمته في البيت، منذ نشأتي، هو أنَّ المسمين هم شركاءُ لنا في الوطن، وأنَّ كلَّ ما يفرِّقني عنهم، هو أنَّهم يُصلُّون بطريقةٍ مختلفة. فهم مؤمنون بالله مثلي، ومؤمنون بالمسيح مثلي، ودينهم يدعو إلى المحبَّة مثلي. وكنت أسخر من كلِّ الناس من حولي، الَّذين يتكلَّمون بالسوء على الإسلام والمسلمين...

إلى أن انتهت الحرب الأهليَّة، فصار المسلمون عندها، بالنسبة إليَّ، أصدقائي المفضَلين في المدرسة، ومصدرًا للاطِّلاع على ثقافةٍ جديدةٍ كانت معالمها غير واضحةٍ عندي...

ومع عشقي للُّغة، واحترامي للإسلام والمسلمين، درست اللغة العربيَّة وآدابها في الجامعة اللبنانيَّة، واطَّلعت على مدى ارتباط لغتي الحبيبة بالدين الإسلاميّ، ولكنِّي تعلَّمت أنَّ هذه اللغة لا تقتصر فقط على المظاهر الدينيَّة. ولعلَّ ربط اللغة بالدين بشكلٍ تامٍّ، يُفقد هذه اللغة الثير من محبِّيها، غير المؤمنين بالدين الإسلاميّ. ما أريد أن أقوله، هو أنَّ اللغة العربيَّة لم تعد لغة المسلمين وحدهم، فكثيرون من المسيحيِّين يدرسونها، ويُبدعون فيها وفي آدابها... وهي لم تكن لغة المسلمين أصلاً، أعني أنَّها كانت موجودةً قبل نزول القرآن الكريم، لذا فأنا أقترح أن نناقش هذا الأمر، وأنا مستعدٌّ أن أُوضحَ أيَّ أمرٍ ملتبسٍ في الآراء الَّتي أدليت بها، فقد تعلَّمت، كما أشرت، أن أُحبَّ المسلمين، وتعلَّمت احترامهم، رغم صعوبة الحفاظ على التعايش الطائفيِّ بين اللبنانيِّين، بسبب الأمراض الطائفيَّة الَّتي بثَّها ويبثُّها أعداء لبنان والعرب، في هٰذا الوطن، من أجل إثارة الفتنة بين أبنائه.

في النهاية، لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الأخطل والأخطل الصغير وتوفيق يوسف عوَّاد وجبران مسعود وجبران خليل جبران كانوا كلُّهم من المسيحيِّين... المسيحيُّون والمسلمون، معًا، يَردُّون للغتنا مجدها الَّذي تستحقُّه، كونها اللغةَ الأجمل، المكتوبة بالحرف الأجمل، المنطلقة من المنطقة الأجمل، من الشرق، مهد المسيحيَّة والإسلام، أرض التعايش والمحبَّة.


 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
اللغة العربية والإسلام    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 

السيد جوزيف .. تحية وبعد..

أحييك على هذه الروح وأقول لك ، ليس الأخطل وجبران فحسب ، بل إن المترجمين والأطباء والمستشارين في عصور مديدة منذ العصر العباسي وإلى اليوم كانوا غالبا من المسيحيين ، وكان لهم الدور الأكبر الفعلي في الحياة السياسية ، ولم يجد أحد غضاضة في ذلك ، إلا هذه الأيام التي بدأ العدو يثير فيها النعرات .. فيقول نسبة كذا من المسيحيين تقل عن نسبة كذا من المسلمين ، ويطالب بالإنصاف ، فإذا كانت نسبة المسلمين أقل وطالب المسلمون بالإنصاف عد ذلك طائفية ، وهكذا .. ولا أحب الدخول في السياسة ..

أما اللغة أيها العزيز ، فربطها بالإسلام والقرآن الكريم هو صورة من صور الدفاع في وجه الهجمات المعروفة ، والقرآن هو خط الدفاع الأول والأخير عن هذه اللغة ، وليس من أجل احتكار اللغة العربية للمسلمين . وهل ينكر أحد دور المعاليف واليازجيين والشدياق والبستاني ، في مطلع عصر النهضة الحديث?.

لن أزعم بأن اللغات الأخرى كاللاتينية مثلا لم تتعرض لحملات مزقتها إلى لغات في أوروبا ، ولكن اللاتينية لم ترتبط بالإنجيل ارتباط العربية بالقرآن ، ولا أريد الدخول في لغة سيدنا المسيح عليه السلام .. هذه علاقة العربية بالإسلام ، علاقة حماية لا علاقة استحواذ .. وشكرا

*داوود
3 - يونيو - 2006
المسيحيون و المسلمون    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

السيد الكريم جوزيف

تحية طيبة عطرة تفوح  وداً  و محبة كمشاعرك نحو أبناء أمتك العربية مسلمين و مسيحيين .

أخي الكريم أجد صدى مشاعرك آت من بعيد و يتردد في أسماعنا كل يوم يغذيه رأي العقلاء أمثالك ، فكثير من الإخوة العرب غير المسلمين خدموا العربية و نشروا نتاج أدبهم بها ، و أنتم أعلم بهم ، و أريد أن أقدم مثالاً على صدق المشاعر المتبادلة أبيات للشاعر توفيق بربير يمدح فيها النبي محمد r هي:

خَلق للعرب يا باني حضارتهم ** إرثا كمجدك معصوماً من العطب

قرآنك الحق من آياته انبثقت **  رسالة الحب  و الأخلاق و الأدب

وحي من الله ما أحلى تلاوته ** كأن آياته ضربُ من الضَربِ

وحي تلقفته الآذان صاغية ** كما تلقى شهي الزاد ذو سغب

لما توسمت في الأرواح نشوته ** جزمت بالنهي عن شرب ابنة العنب

العرب خير الورى لا بدع إن ورثوا ** عن أشرف الخلق طراً أشرف الكتب

و كثير مثل هذا مما حدا بالشاعر اللبناني مارون عبود بتسمية ابنه محمد ، و له قصيدة في هذا .

العرب المسيحيون إخوة لنا تربطنا بهم روابط دم و نسب و مصاهرة و قد ورد عن النبي r استوصوا بأهل مصر خيراً فإن لهم نسباً و صهراً ( نسب من هاجر عليها السلام ، و صهراً من مارية القبطية )

أرجو أن تكون هذه الملاحظة داعماً لهذا التوجه الطيب الذي نفتقده في منتديات كثيرة جعلت ديدنها السب و الشتم دون تمييز .

إخوتي لدي المزيد من قول غير المسلمين من العرب في العروبة و الإسلام ، و لعلها تكون دافعاً للآخرين للإسهام في هذا الموضوع .

*عبدالله
4 - يونيو - 2006
أهلاً بالأخ جوزيف    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

اختلف المؤرخون زمناً طويلاً حول تسمية الحضارة العربية الإسلامية فمنهم من كان يراها عربية ، ومنهم إسلامية ، حتى أصبح العرف الشائع هو تسميتها بالحضارة العربية _ الإسلامية تخطياً لهذا الإشكال الذي يبدو أنه لا زال قائماً لدى البعض .

إن المحيط الثقافي الذي شملته ما سنسميه إذاً ، الحضارة العربية _ الإسلامية يحتوي على ثلاثة مكونات : العربي المسلم ، المسلم غير العربي ، والعربي غير المسلم ( المسيحي ) . فالعربي المسلم يشترك من جهة مع غير العربي بالدين ، ومع غير المسلم ، بالعروبة ، قدره هنا هو ان يكون قاسماً مشتركاً بين الإثنين فيجذب الأقطاب إلى الدائرة .

إنطلاقاً من هذا الإعتبار ، أفهم ما قاله الأخ داوود محقاً بأنها علاقة حماية لا علاقة إستحواذ . فالفارابي وابن سينا والخوارزمي وعشرات غيرهم من العلماء والفلاسفة الذين ساهموا في رفعة الحضارة العربية _ الإسلامية ، لم يكونوا عرباً . وكما أشار الأخ داوود فإن نقلة اليونان إلى اللغة العربية هم السريان العرب المسيحيون ولولاهم لما كان عرف العرب علوم اليونان التي أسسوا عليها حضارتهم ، لكن الخطر كل الخطر هو بوضع الإسلام بمواجهة العروبة لأنهما يتكاملان .

فالبنية الأساسية للدين الإسلامي هي بنية عربية لسببين :

الأول هو أن الرسالة بلغت باللسان العربي ، فالقرآن والسنة النبوية لغتهما عربية .

الثاني هو أن الإسلام في بداياته ، نشأ في بيئة عربية صرفة ، وارتبطت هذه النشأة ارتباطاً وثيقاً بعصر النبوة وأصبح من الصعب الفصل بينهما .

ومع أن الإسلام كرسالة سماوية موجهة لبني البشر جميعاً يتجاوز البيئة والثقافة العربية ، ومع أن العرب كونوا حضارات كبرى قبل الإسلام ، إلا أن اللغة التي أنزل بها الوحي خلدها الله بنزول القرآن وبالحديث النبوي ، ولولا هذا لكانت لغة أهل قريش واحدة من اللهجات الكثيرة المنطوقة من حولنا ، على امتداد الوطن العربي ، لا أكثر ولا أقل .

فاللغة العربية إذاً ، والبيئة والثقافة العربيتين ، هي الوعاء المادي الذي تحقق من خلاله الدين لنتمكن من فهمه والوصول إليه . هي الوعاء وليست المحتوى لكنهما متكاملان بالنسبة لنا من حيث الإدراك .

لو اتفقنا على هذا فسيكون للحديث بقية .

 

*ضياء
7 - يونيو - 2006
حضارتنا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

تحية محبة وبعد ..

في مقابل ما ذكرته الأخت الكريمة ضياء من أن الكثير من غير المسلمين كان لهم دور بارز وكبير في الحضارة الإسلامية ، في الجانب العلمي والسياسي وغيرهما ، وهذا ما لم ينكره أحد من القدماء ، ولم ينكره أحد من منصفي المعاصرين ، في مقابل ذلك نجد الكثيرين من علماء هذه الحضارة لم يكونوا عربا أيضا ، فمعظم علماء الحديث الشريف والمؤرخين والفقهاء والمفسرين ليسوا عربا ، وكذلك علماء الطبيعة والطب والرياضيات والجغرافيا .. حتى كبار اللغويين كسيبويه والزمخشري والسيوطي لم يكونوا عربا أيضا .. ولكنهم كتبوا بالعربية ، ولن أخوض في الجانب القومي ، وأن العروبة هي عروبة اللغة واللسان وليست عروبة الدم والنسب ، المهم أن هذه الحضارة حضارة إنسانية بكل المقاييس ، وكما قال المرحوم الدكتور مصطفى السباعي: "فكل حضارة تستطيع أن تفاخر بالعباقرة من أبناء جنس واحد أو أمة واحدة ، إلا الحضارة الإسلامية فإنها تفاخر بالعباقرة الذين أقاموا صرحها من جميع الأمم والشعوب "

أما تسميتها بالحضارة العربية أو الإسلامية فليس لهذا كبير أثر ، وإن كان الواضح أن البلاد التي نشأت فيها هذه الحضارة ونمت أو نامت كانت بلادا لم يطلق عليها أسماء قومية أو وطنية إلا ضمن فترات محدودة ، فلا نستطيع دراسة شيء اسمه الحضارة الإخشيدية أو الأيوبية أو الحمدانية مثلا ، حتى الحضارة الأندلسية فهي جزء من الحضارة العامة أي الإسلامية ، ولذلك قال المشارقة عن بعض مؤلفات الأندلسيين مثل ( العقد الفريد لابن عبد ربه ) قالوا هذه بضاعتنا ردت إلينا ..

إن الذين أصروا على تسميتها بالحضارة العربية انتهجوا منهجا صداميا للوصول إلى ما يريدون ، فلو كتبوا في كتبهم ومقالاتهم عبارات الحضارة العربية كما يكتب غيرهم الحضارة الإسلامية لما حدث التصادم .. ولكنهم أرادوا إلغاء كلمة الحضارة الإسلامية التي كانت سائدة فحدث الصدام ، ورد عليهم أنصار الإسلامية بما هو أعنف ، وقالوا: البادئ أظلم ..

لا أحد ينكر أن المحرك الأكبر لهذه الحضارة كان الدين الإسلامي ، في جانبه الداعي إلى العلم ، فلم يتكبر ولم يتأخر أحد عن التعلم حتى من أعدائه ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك ، حيث جعل فدية أسرى بدر وهم من المشركين أن يعلم كل منهم عشرة من المسلمين ، وكان أهم علم يومها القراءة والكتابة .. ولهذا فلا غضاضة في إطلاق أية تسمية عادلة على هذه الحضارة ، ولكن تنحية تسمية مر عليها قرون أو عقود ، مع ما لها من الوجاهة مضيعة للوقت .. وإن تغيير الصحيح بصحيح آخر أمر لا خير فيه ، وهو من قبيل ما سماه علماء المسلمين : التعسف في استعمال الحق .. مع تحياتي ..

*داوود
8 - يونيو - 2006
الفرق بين اللغة والدين    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 نزل القران الكريم باللغة العربية كما  يعرف الجميع ، ولقد حاول المستعمرون القضاء على اللغة العربية بسياسة التتريك مثلا ابان العهد العثماني ، لكنهم لم يستطيعوا ، لان القران الكريم كان المدافع عن هذه اللغة الجميلة والمحافظ عليها من الاندثار كما حدث للغات اخرى ، ويجب ان نفرق بين الدين واللغة وكما ذكرت الاخت العزيزة ضياء ان مجتمعاتنا يوجد بها العديد من الاقوام مسلم عربي ، مسلم غير عربي ، عربي ليس بمسلم ، ونطلق على حضارتنا لفظة العربي الاسلامي

يعيش بيننا الكثير من الاخوة المسيحين ، يتعاطفون معنا مساهمين بالدفاع عن اللغة العربية لانها لغتهم ،  القصائد التي نظمها شعراء المهجر من روائع القصائد التي اثارت بنا الاعجاب ، والمسيحيون العرب قد اضافوا الكثير الى الحضارة بالترجمات الجليلة التي قاموا بها وبالكتب العظيمة التي الفوها ، وبوضع المعاجم مثل معجم المنجد الذي يعتبر من المعاجم المشهورة والضرورية

اليوم نسمع بعض الدعوات المشبوهة لتشويه تاريخنا والاساءة الى اخوتنا ، بعض الاعمال تحدث مثلا في العراق تدعو الاخوة المسيحين الى الهجرة عن  بلادهم التي احبوها وقدموا التضحيات في سبيلها

المسيحيون قد قدموا الكثير للحضارة العربية ، ويجب ان تستمر الاخوة بين المسلمين والمسيحين رغم ما يدبره الاعداء

*صبيحة
29 - يونيو - 2006
علاقة الحماية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لا يا سيِّدي، لم أوجِّه أيَّ لومٍ إلى الدين الإسلاميِّ، ولم أحاول الاِنتقاص من قدره وأهمِّيَّته، رغم عدم انتمائي له. وقد أوضحت في موضوعي أنِّي أعرف بالجدل الَّذي يمكن أن يُحدثه هذا الموضوع، وأنِّي مستعدٌّ لتوضيح أيِّ سوء فهم قد يحدث لكلامي.
لن أكرِّر ما تحدَّثتُ عنه حول صداقتي بالكثير من المسلمين، ونظرتي إلى أصدقائي المؤمنين به، ولكنِّي أودُّ أن أضيف أنِّي لا أستطيع إلاَّ أن أنظرَ باِحترام وإجلال كبيرين إلى أشياء كثيرة متعلِّقة بالدين الإسلاميِّ، ليس أقلَّها هذا الإيمان الشديد الَّذي يتمتَّع به المسلمون، إلى درجةٍ تجعلهم يضحُّون بحياتهم في سبيل الله... كما إنِّي لا أستطيع أن أنسى أو أهمل تلك الحضارة الَّتي ازدهرت وتقدَّمت وحكمت العالم، بفضل الدين الإسلاميِّ، وقد علَّمتنا الحياة أن ننظر إلى القيم من منظور المؤمن بها، هكذا أستطيع أن أرى جمال الفنِّ الإسلاميِّ، وجمال الفكر الإسلاميِّ ورقيَّه، وجمال الأدب الإسلاميِّ، والصلوات الإسلاميَّة... سأقول فقط جملةً واحدة، ردَّدتها أمام عددٍ من المتعصِّبين المسيحيِّين، وكانت سببًا في انتقادهم إيَّاي، حيث كنت أقول: عندما تتعرَّف إلى مسلمٍ وتصادقه، تمحو كلَّ الأفكار الغبيَّة الَّتي يزرعها الإعلاميُّون (وما أكثرهم) والمربُّون والمؤثِّرون في أفكارنا على أنواعهم، عندما تصادق مسلمًا، تمحو كلَّ تلك الأفكار التي اكتسبتها عن تزمُّت المسلم، وتعصُّب المسلم، وعن أشياء كثيرة تُرسَم أمامنا عن المسلم، تجعلني أخجل من تردادها.
ولكن... هناك بعض الأفكار، الَّتي تُضرُّ بالعربيَّة ولا تفيد المسلمين، والَّتي تجعلني أنتفض غضبًا عندما أسمعها، وأخشى أحيانًا انتقادها، لئلاَّ يُساءَ فهمي، بسبب انتمائي إلى المسيحيَّة. صدِّقني سيِّدي، لقد سمعت الكثير من علماء اللغة، وعندما أقول علماء لغة فأنا أقصد حملة شهادات الدكتوراة، يتكلَّمون على رفض علوم اللغة الحديثة، ويرفضون حتَّى الاِشتقاقات الجديدة، والنحت، والتوليد، وينتفضون ثورةً على التعريب... كلُّ ذلك باِسم الدين، الَّذي يدعو في شكلٍ واضحٍ إلى التعلُّم والتطوُّر والتقدُّم والبحث، عكس ما يروَّج عنه من قبل أعدائه أو حتَّى المتزمِّتين من المؤمنين به.
سيِّدي، لا يمكن للُّغة العربيَّة أن تتقدَّم إلاَّ مع الفراهيديِّ الَّذي كان يستخدم الألسنيَّة الحديثة قبل أن يعرف الغرب بوجوها، أو مع ورثته. إنَّ علاقة الدين باللغة هي علاقة حماية، لا علاقة استحواذ، كما علَّق أحد الزملاء سابقًا، فأبقوها علاقة حماية، وأبعدوا أيادي المتزمِّتين عنها، المتزمِّتين فقط...
*جوزف
7 - سبتمبر - 2006
اللغة العربية والانتماء    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون لغة القرآن جزءا من إعجازه . ولو أن أي ضليع في اللغة العربية وآدابها استعرض كل النصوص القديمة التي دونت قبل الإسلام ، وكل النصوص التي جاءت بعده ...... لوجدنا بأن لغة القرآن لا تقلد ، ولم يسبق لها مثيل .
 
من هنا ، ومن هذا الموقع المتعالي ، لا يستطيع أحد من البشر ادعاء امتلاكه للغة العربيةمن هنا ومن نفس الموقع أيضاً ، لا يستطيع أحد اليوم ، بعد عصر النبوة ، ادعاء إدراكه لكل مفاهيم الإسلام ، لأن القرآن بإعجازه اللغوي بقي غاية في تفسير الوجود تجري وراءها الأجيال ، تلازمها الحاجة الملحة والدؤوبة لتعميق معرفتنا باللغة العربية وسبر أغوارها السحيقة .
 
من هنا أيضاً ، لا يمكن لأحد بان يدعي بأن اللغة العربية تختص به دون غيره ، فهي تعود لمن اكتسبها من إرثه الثقافي والحضاري دون أن يكون مسلماً ، وهي تعود أيضاً لمن اعتمدها لغته لأنه مسلم ودون أن يكون عربياً ، وكم من أمة استعربت بفضل القرآن .
 
اللغة العربية لا تختص بالمسلمين وحدهم ، بل هم يختصون بها لو شاؤوا اللحاق بها لما تمثله من وسيلة لا غنى عنها للتواصل مع ما جاء به الوحي الإلهي .
 
واللغة العربية لا تنتمي إلينا ، بل نحن من ينتمي إليها لو شئنا بأن لا نقطع كل صلة لنا بالماضي ونصبح كاللقيط الذي لا أب له ولا أم .
 
 
*ضياء
7 - سبتمبر - 2006
إنها لغة وجود وحياة0    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
طرح الأخ الأستاذ / جوزف (يوسف ) تساؤلا بريئا أعتقد أنه لايحمل دسيسة أويسعى لفرط عقد اللغة والدين ، أو صنع مؤامرة تنال من اللغة والدين ، فهو بمنأى عن السذاجة والسطحية  ، وإنما هو مواطن عربى مسيحى أصيل يدين بالمسيحية ويتكلم العربية ،وعاؤه الثقافى الممتد عبر عصور عريقة ، ويعلم علم اليقين إلى أى مدى يرتبط الدين الإسلامى باللغة العربية ، بل الكتاب المقدس مترجم إلى العربية ، بل أصبحت اللغة العربية لغة مقدسة لديه ، فالترانيم والقداس والمواعظ بلغة عربية فصيحة راقية، و الدراسات اللاهوتية بلسان عربى مبين 0
 
لكن تحميل الألفاظ أكثر مما تحتمل ، والنيل من حرص  وغيرة السيد / جوزف  ، على لغته العربية العريقة ، وسعيه الحثيث للحفاظ على عظمتها ورقيها ورفعتها وروعتها ، لا تقابل بالطعن ولا بالتجريح ولا بالشكوك 0
 
ما ثبت لدى ومن خلال قراءة محايدة ودقيقة ومدروسة لكلمة التقديم لهذا الموضوع وردالسيد/ جوزف     00على كلمة الأستاذ الدكتور / محمد جمعة 0000استبان لى الحب والعشق والروعة لكلماته الرصينة ودقة مفراداتها ، فهو حريص عليها، مفتون بها، مغرم بحروفها 0
 
أليست لغته ?
 أليست تاريخه ?
 أليست عرضه وأرضه وروحه ?
 فلماذا لا يدافع عنها بشراسة  وصد تيارات التغريب  المنظمة على مدى عقود مضت ، وإحلال لغات آخرى بديلا عنها ، والكتابات المتدنية والساقطة فى مستنقع التفاهة والتدهور والإنحطاط   والمنتشرة بصورة تدعو للقلق من هذا التدنى المتربص بلغته العربية العريقة ????????????????
إنها لغة وجود وحياة 0
 
*عبدالرؤوف النويهى
8 - سبتمبر - 2006
إلى الفاضل جوزف    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الأستاذ الفاضل , والعربي الشريف جوزف: سلك الله بك سبل النجابة , ونصر بك العربية , وجعل الخير بين يديك, والتوفيق من حواليك , والبهجة ملأ عينيك:
 
فاعلم يا أيها الفاضل الكريم ,أنه مقرر في ملتنا : لا يروح رائحة الجنة من قتل ذميا معاهدا, و لا يكون الرجل مسلما في ديننا ما لم يومن بعيسى نبيا ,ألا وإني أشهد أن النبي عليه الصلاة السلام لم يمت حتى أوصى بكم أمته خيرا, فأمر بحفظ ذماركم , وحياطة أعراضكم, وصيانة أموالكم والنصيحة لكم. وعلى هذه السنة صار الخلفاء الراشدون من بعده , وما شاء الله من خلفاء الإسلام وأمراء دولته ,على كر الدهور.
 
أما قولك أيها الماجد النبيل:" وأن كل ما يفرقني عنهم , هو أنهم يصلون بطريقة مختلفة. فهم مومنون بالله مثلي, ومومنون بالمسيح مثلي, ودينهم إلى الحبة مثلي". فهذا باطل معلوم البطلان و بدائه العقول تدفعه. *
 
هذا وأنا مورد هنا نصا أدبيا فاخرا ماتعا يناسب المقام , ويلائم ما نحن بصدده من الكلام ,أتقدم به بين يدي الكريم جوزيف, راجيا أن يلقى استحسانه  ويحوز إعجابه:
 
كتبه الأديب الكبير أمين بك نخلة وهو مسيحي من لبنان-1901,1976- وهو الذي وضع النشيد اللبناني, يقول هذا المنصف:
 
 
 
                                                                   هوى بمحمد
 
 
محمد نغمة,لا كلمة لفرط ما مسحت على شفاه الخلائق.
تأخذ بالسمع قبل الأخذ بالذهن,وليس على بسيط الأرض عربي لا ينتفخ لها صدره,ولا ترج جوانب نفسه.
فمن لم تأخذه بالإسلام أخذته بالعروبة,ومن لم تأخذه بالعروبة أخذته بالعربية.
ومحمد لا تستطيع طائفة في العرب أن تنفرد بالتباهي به,فهو فضلا عن كونه للخلق كلهم,حيث يتشبهون بأكرم الآدميين في حفظ النفس,وحفظ الجار,وحفظ الله,فبالأجدر أن يكون للعرب ?كلهم- حيث نتشبه فوق ذلك بأبلغنا في الفصحى,وأنهضنا في الجلى,يوم حط الكفة بعرب,وشيلانها بأعجام.
وإن لغير المسلم في أرض العرب أن لا يدين بدين ابن عبد الله,وأما أن يكون فينا عربي من لحمنا ومن دمنا,ثم يغدو,لا يمت لمحمد بعصبية,ولا إلى لغة محمد ,فهو ضيف ثقيل علينا,غريب الوجه بين بيوتنا...
وها ان أقوامنا العرب في الآفاق كلما أطلق المؤذن صوته بين السماء والأرض-عند تحرك الصبح في العتمة,أو تنقل الشمس بين مبزغها و ومغربانها-أحسوا في تلك الصيحة بأن شيئا من قوميتهم يحلق في الأجواء,ويمعن في المسير من فج إلى فج...واستشعروا كبرياء العصبية لديانة من عندهم,تدق بشائرها بلغتهم,ويكبر بها على اسم صاحبهم,ويدخل فيها من باب تاريخهم.
روى لي  واحد من الذين صرفوا طويلا في باريس- وهو مسيحي من عندنا من الجبل-درس الطب هنالك,وتملأ من لغة الجماعة ومن تاريخهم وطرائق الأخذ والعطاء عندهم,أكثر بكثير مما يعرف من أشيائنا,قال:"إنه فيما هو يسير مرة في شارع كاتر فارج على مقربة من جامع باريس,بعيد الخاطر عن هذه الأرض اللبنانية,إذا تكبيرة تنطلق من المأذنة وتتعالى على الجلبة الباريسية,فأخذ صاحبنا ببغتة حلوة ملأت فؤاده,قال:"وما تمالكت أن حولت طريقي,وغشيت باحة المسجد,حيث قضيت بعض الساعة بين هاتيك القباب والقناطر,وكأني في سربي في لبنان,أنظر إلى منازلهم,وأصغي إلى أحاديثهم,وبيني وبينهم سماوات ومفازات".
وهكذا جمع محمد إليه-بفضل العربية في رسالته,والعروبة في شرعه- هذه القلوب العربية من كل ديانة,حتى ليلقى صديقنا ذاك تحت مأذنة الجامع في دار الغربة-وهو بن المسيحية كما رأيت- ما لا يجده تحت قبة الكنيسة,فمحمد إذن للعرب قاطبة,في لغة(الكتاب) و(الحديث) ونعرة الجنس وشدة الحفيظة على كرائم العنعنات,وفي تاريخ لفتح الممالك وفتح العقول ملألأ كرأد الضحى,وأخلاق عليها سلام الله,أما المسلمون فليس لهم من زيادة علينا-حيث الإنتفاع به والأخذ عنه والتباهي بذكره-إلا الإسلام.وهي زيادة ترى المسيحيين من العرب-أردت الأقحاح منهم في النسب والأدب-يتلافون فقدانها في (محمديتهم),فهم يستزيدون أكبادهم من هوى محمد,ويستزيدون ألسنتهم وأقلامهم من النصرة لشأنه,حتى ليكاد يتعادل النصيبان.
لذلك تتماوج أرض العرب اليوم بمجد واحد العرب وحبه,وتتجاوب الأصداء فيه على رمل البيد ونبت الجبال وعلى كل شاطىء وخليج,من مطلع الشمس في الزرقة المشرقية,إلى محطتها في الضحى عند حدود الصحو...حب لابن عبد الله,سواء فيه أبيض وأسود ومقيم وراحل ومسلم ونصراني,واعتزاز بابن عبد الله,وهز أعطاف على الأمم باسمه.
ويا محمد يمينا بديني,دين بن مريم,إننا في هذا الحي من العرب نتطلع إليك من شبابيك البيعة,فعقولنا في الإنجيل وعيوننا في القرآن..."اه
 
نقلا عن "الحديقة" للأستاذ محب الدين الخطيب.مع اختصار يسير.
 
والله الموفق للصواب.
 
 ___________
علق الأستاذ طه في مشاركة لاحقة على هذه العبارة بقوله: أما إيرادي لقولك: ودينهم يدعو إلى المحبة مثلي" وتعقيبه بقولي: "فهذا باطل معلوم البطلان وبدائه العقول تدفعه"  فهذا سهو مني , وإنما المقصود ما قبله فقط.
*طه أحمد
9 - سبتمبر - 2006
شكر وإيضاح وملاحظة ولوم... فاستيضاح    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
حضرة السيِّد طه أحمد المحترم؛
أشعر بالخجل الشديد للكلام الَّذي مدحتمونا به، وأتقدَّم بالشكر الجزيل لكلِّ هذا الكلام الَّذي خرج عبر أناملكم بطريقةٍ عفويَّة، صادقة، والأمر جليٌّ في أسلوبكم. أمَّا الخجل، فهو عائدٌ إلى أمرٍ ما في نموِّ شخصيَّتي، فإذا امتدحني أستاذي في الصفِّ أشعر بالخجل، وإذا وجَّه إليَّ محاضرٌ ما ثناءً في الجامعة أشعر بالخجل، وإذا امتدحني والداي، أو حتَّى رئيسي في العمل أمام الموظَّفين، أشعر بالخجل.
أمَّا بعد، فإنَّ عندي ملاحظةً أرغب في إبدائها، فإنَّ أمين نخلة الَّذي تحدَّثتم عنه، ليس هو واضع النشيد الوطنيِّ اللبنانيِّ، بل إنَّ واضعه هو رشيد نخلة، فيما لحَّنه وديعٌ صبرا. ولكنَّ هذا لا ينكر ما للشاعر أمين نخلة من مكانة عالية في أدبنا الحبيب.
كما أنَّ عندي لومًا على أمرٍ بسيطٍ، قد لا يُعيره البعض أهمِّيَّةً، ولكنَّه يزعجني إلى حدٍّ كبير، إنَّها قضيَّة الألقاب. ولست أتكلَّم على ألقاب الدكتور والأستاذ والسيِّد والرئيس والنائب والشاعر والعماد ... فهذه ألقابٌ يستحقُّها أصحابها، يحصلون عليها مقابل عملٍ يؤدُّونه، أو علمٍ يحصلون عليه. وإنَّما الألقاب الَّتي تزعجني هي ألقاب البك (والَّتي نسمِّها في لبنان البَيْك) والباشا الأمير (في لبنان هي المير) والشيخ والمقدَّم (والشيخ والمقدَّم لا أقصد بهما الرتبتين العسكريَّة والدينيَّة) والألقاب الَّتي تشبهها، والَّتي يحملها صاحبها بالولادة، بمجرَّد ولادته من أبٍ يحمل أحد هذه الألقاب. لا أعرف إذا كان الشاعر أمين نخلة هو من البكوات، ولكنَّ كلمة بك وأخواتها تعيد إلى ذاكرتي صورة هذا الإقطاعيِّ الَّذي يزحف عند الباب العالي أو الصدر الأعظم للحصول على لقبه، ثمَّ يعود إلى شعبه يحتقره ويذلِّه ويستغلُّه.
أمَّا الأمر الثالث، فهو طلب توضيح حول الَّذي قصدتموه من كلامكم: "أما قولك أيها الماجد النبيل:" وأن كل ما يفرقني عنهم ، هو أنهم يصلون بطريقة مختلفة. فهم مومنون بالله مثلي، ومومنون بالمسيح مثلي، ودينهم (يدعو) إلى الحبة (المحبَّة) مثلي". فهذا باطل معلوم البطلان وبدائه العقول تدفعه."
فإنِّي، وبصدقٍ، لم أفهم ما قصدتموه من كلامكم هذا، فرجاءً أوضحوه لي، وإن كنت قد أخطأت في قولٍ ما، فرجاءً صحِّحوه لي. مع العلم أنِّي عندما قلت هذا، إنَّما كنت أنقل الصورة الَّتي ارتسمت في رأسي في صغري، وهي الصورة الَّتي رسمها لي والدي في طفولتي عن مواطنين لبنايِّين كان كلُّ ما هو حولنا، خاصَّةً الإعلام، يصوِّرهم لنا على أنَّهم وحوشٌ تسعى إلى افتراسنا، فيما كان هذا الإعلام يصوِّر لنا العصابات المحيطة بنا، والَّتي كانت تسرق بيوتنا وتبتزُّنا، على أنَّها القوى الَّتي تحمينا من الشرّ.
ختامًا، كلُّ الشكر والتقدير على ما أظهرتموه من انفتاح ومحبَّةٍ تجاهنا.
*جوزف
11 - سبتمبر - 2006

 
   أضف تعليقك
 1  2  3