مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : مع العلامة الزركلي في كتابه الأعلام    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )

رأي الوراق :

 أبو النصر 
10 - مايو - 2006

مع العلامة الزركلي في كتابه الأعلام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،

وبعد

فلا جدال أن كتاب الأعلام للعلامة المرحوم خير الدين الزركلي من أحسن ، وأجمل الكتب التي ظهرت في هذا العصر، بل هو أحسن وأجمل المؤلفات في موضوعه،  وقد اجتمع له من المزايا ما لم يجتمع لغيره من الكتب، حسن تلخيص، وسهولة بحث، مع شمول وتوسع، وتنقيح وتمييز...إلخ

وقد  كتب الله له القبول والانتشار بين الباحثين، واعتنى غير واحد من العلماء   بالتنبيه على ما سها فيه المؤلف، أو أخطأ ، في حياة الزركلي وبعد موته،

وأفرد آخرون كتبا في نقده وتصحيح أخطائه مثل الأستاذ محمد بن عبد الله الرشيد (الإعلام بنقد الأعلام )، والعلاونة في كتابه (الإعلام بمافي أعلام الزركلي من الأوهام ) الملحق بذيله ثم في كتابه :" نظرات في كتاب الأعلام ".

وأذكر هنا بعض الأوهام التي لم ينبه عليها من اهتم بنقد الأعلام في مقالات من العلماء الأفاضل كالأستاذ محمد دهمان، والقاضي الأكوع، وغيرهما

وقد اجتمعت لي هذه الملحوظات من خلال صحبتي الطويلة للكتاب،ومراجعاتي المتكررة فيه، فأحببت تكميل ما بدأه أولئك  الأفاضل، وتقييد ما أهمله السادة الأماثل، على أني لا أتعقبه إلا في شيء واضح عندي فيه من التواريخ حجة وبرهان تجنبا لطريقة التعسف والتسرع في التخطئة !!

 وقد رأيت أن تكون على شكل تعليقات متسلسلة نثبت في كل مقالة تعليقا أو تعليقين حسبما ما يسمح به الوقت،  وتتيحه الظروف.

 

وأسأل التسديد والإعانة ، وأن يجعل الصواب لي فيها حليفا، والتوفيق لي عاصما.

والحمد لله رب العالمين.

 

فمن ذلك ما ذكره  الزركلي في ج   3/198 /3 الرندي، صالح بن يزيد ، أبو البقاء (601 ـ 684هـ)

قال الزركلي في ترجمته /:" ...من قبيلة نفزة البربرية، من أهل رندة، أقام بمالقة شهرا، وأكثر التردد إلى غرناطة يسترفد ملوكها، واجتمع فيها بلسان الدين ابن الخطيب .

قال ابن عبد الملك :كان خاتمة أدباء الأندلس ".

قلت: وقع الزركلي هنا في وهم ، ولم يتنبه  له من نصب نفسه  للرد عليه ..وانتقاده من الأستاتذة الكبار، أما أحمد العلاونة  ـ صاحب لنظرات ـ فهو كما يقول النحاة :" التابع تابع ".

لأن لسان الدين ابن الخطيب  ولد (713 هـ) كما ذكر الزركلي نفسه في الأعلام 6/ 235 فكيف يجتمع به أبو البقاء الرندي المتوفى سنة (684هـ)  .

وهذا مستحيل وقد حيرني هذا الأمر، ثم تبين لي أن الزركلي رحمه الله  وهم ، فقد نقل ترجمته من الإحاطة3/360  التي جاء فيها :" ...تكرر لقائي إياه ، وقد أقام بمالقة أشهرا، أيام إقرائي، وكان لا يفارق مجالس إقرائي، وأنشدني كثيرا من شعره ".

و الزركلي ظن أن هذا الكلام لابن الخطيب ، فقال إن أبا البقاء اجتمع معه  بغرناطة، وليس ذلك بصحيح ، فإن الكلام المنقول لابن الزبير في صلة الصلة 3/84 ، وابن الخطيب يحكي عنه ، فقد قال في بداية الترجمة :" قال ابن الزبير ، شاعر مجيد في المدح والغزل ...وذكر الكلام السابق .

وهو ممكن بالنسبة لابن الزبير

ـ ومما ينبه عليه أن تاريخ ولادته، ووفاته  ليس في الذيل والتكملة 4/137، لأن تكملة ترجمته ساقطة.، وكذا عند ابن الزبير 3/84

وكذلك أن مترجميه :ابن الزبير ، وابن عبد الملك، وابن الخطيب لم يشر أحد منهم  إلى قصيدته النونية شهيرة في رثاء الأندلس ، وقد لفت نظري هذا الأمر ثم رأيت الزركلي قال:" وعجب الأستاذ عبد الله كنون من أن قصيدة الرندي لم يشر إليها ابن الخطيب في الإحاطة ".

وكذا رأيت الأستاذ محمد عبد الله عنان في تعليقه على الإحاطة، تنبه لهذا فقال:" وبالرغم من أن ابن الخطيب ، قد أوردلنا طائفة مختارة من شعر أبي الطيب ، وفيها ثلاث قصائد من مطولاته ، فإنه لم يشر بكلمة واحدة  إلى مرثيته الأندلسية، بالرغم من أنها من غرر قصائده،

وهو أمر يدعو إلى الدهشة والتساؤل، فإماأن الناسخ لمخطوط كتاب الإحاطة قد أغفل  إيراد هذه القصيدة اختصارا، أو ظنا منه أن شهرتها تغني  عن إيرادها.

وإما أن ابن الخطيب قد أغفل إيرادها عمدا؛ذلك أن هذه القصيدة قد نظمت عقب انهيار الأندلس سقوط قواعدها الكبرى ونزول ابن الأحمر مؤسس مملكة غرناطة  عن عدد كبير من البلاد والحصون للنصارى.

وقد كان ابن الخطيب من أولياء نعمة بني نصر(بني الأحمر) ملوك غرناطة، وربيب نعمتهم، وربما رأى أن وجود هذه القصيدة في مؤلفه قد يسيء إلى ذكريات ابن الأحمر الكبير، الذي وقعت في عهده محنة الأندلس، ثم نظمت القصيدة في عصره أيضا بقلم شاعره الأثير أبي الطيب فرأى  إغفالها".

ولكني أقول:إن صح هذا بالنسبة  لابن الخطيب ، فليس يصدق على ابن الزبير ، وابن عبد الملك الذي كان في مراكش .

 



*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ابن معد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

ومما  ورد في الأعلام ، ويحتاج إلى تنبيه ما ذكره الزركلي في

 ج7/105 ع2   ابن مَعَدّ، محمد بن معد الأندلسي، أبو عبد الله(.... ـ نحو 915هـ) 

كذا نسبه الزركلي ـ رحمه الله ـ ، وقد حرف في نسبه ـ غفره الله له ـ وهذا من أشنع ما وقع له ، والصواب: صَعْد ـ بفتح  الصاد المهملة ، وسكون العين ـ ، وليس (صعد) أبو المترجم بل جد أبيه: فهو محمد بن أحمد بن أبي الفضل بن صعد ، والظاهر أنه نقل بواسطة عن ?الدوحة? ثم لم يشر إليها:

والذي في دوحة الناشر ص/111 ـ 112

?ومنهم الشيخ الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي الفضل بن صعد  الأنصاري الأندلسي، من أصحاب الشيخ أبي عبد الله السنوسي. كان فقيها  خيرا فاضلا حافظا مطلعا، ألف كتابا سماه :?النجم الثاقب فيما لأولياء الله من مفاخر المناقب? رتبه على حروف المعجم  كما فعل ابن خلكان في وفيات الأعيان، وهو كتاب شريف في فنه ، كثير الفائدة، رأيته في أربع مجلدات، وقد استحسنه سلطان تلمسان، وكتبت تراجمه وفصوله بماء الذهب، وحق له ذلك، توفي ـ والله أعلم ـ  في العشرة الثانية (يقصد بعد التسعمائة)?

ونحو هذا في عند ابن سودة في الدليل ص/186 (1119)،  

ثانيا : ورد  اسم الكتاب عند الكتاني في فهرس الفهارس 2/800 وابن سودة في الدليل ص/186  :? النجم الثاقب فيما لأولياء الله من المفاخر والمناقب?،وهذا أولى، وافاد  ابن سودة أنه مخطوط في خزانة القيطوني.

ثالثا: أن وفاته على جهة التحديد سنة (901هـ) = 1495م بالديار المصرية، كذا أرخه  الونشريسي في وفياته (ضمن موسوعة أعلام المغرب2/805) :?وفي سنة إحدى وتسعمائة  توفي في رجب منها بالديار المصرية  صاحبنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي الفضل?

وابن سودة عند ذكر كتابه : روضة النسرين في مناقب الأربعة المتأخرين، وتبعه  عليه كحالة 

انظر: ابن مريم في البستان?  وكفاية المحتاج ص/455، والدليل ص/179 (1064)، ومعجم المؤلفين 3/91

* ثم رأيت الرزكلي ترجم له على الصواب كما ذكرنا في 5/335 ع2 (محمد بن أحمد )

 

*أبو النصر
29 - مايو - 2006
ابن الجيان    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

الأعلام للزركلي 7/29  ع1 ابن الجيان، محمد بن محمد  بن أحمد الأنصاري (... ـ 650هـ)

هكذا قيده (ابن الجيان) بالياء ،

ثم قال في الهامش :? نفح الطيب ، طبعة بولاق 4/830 وهو فيه ابن ?الجيان? ـ وعن دائرة البستاني 1/437 وشجرة النور /193 وهو في النفح :?من أهل مرسية?. وفي الشجرة ? من أهل ألمرية?،  والإحاطة 2/256 ـ 264  وهو فيه ?ابن الجنان? وعنه الأمير شكيب، في الحلل 3/511  ومثله في عوان الدراية /213

ورجحت رواية النفح  لقول الزبيدي في التاج 9/169[ويعادل 34/392 من الطبعة الجديدة] مادة جين :?محمد بن محمد بن جيان الأنصاري، عن سليمان الشاذكوني، قيده ابن الأنماطي??

أقول: وهذا  الذي اعتمده في الترجيح غير صحيح ألبتة

فإن ابن الجنان الذي الذي ترجم له هنا توفي في حدود 650هـ،  وسليمان بن داود الشاذكوني   من أقران ابن معين  وابن المديني ونحوهما توفي سنة  234هـ ، وفي رواية 236هـ، كما في كثير من المصادر انظر: لسان الميزان 4/142

فكيف يستقيم  الكلام ، وكيف يأخذ هذا عن  الشاذكوني ?

والصحيح أنه ابن الجنان بالنون .

هكذاورد في الإحاطة 2/348

وفي عنوان الدراية للغبريني ص/349 :?ومنهم الشيخ الفقيه الجليل، الخطيب الكاتب البارع الحافل الأديب أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد  المعروف بـ ?ابن الجنّان?، من أهل الرواية والدراية والإتقان، وهو في الكتابة من نظراء أبي المطرف المخزومي، وكثيرا ما كانا يتراسلان بما يعجز عنه الكثير من الفصحاء، ولا يصل إليه إلا القليل من البلغاء ?.

وكذا في الحلل السندسية لشكيب أرسلان 3/511

وكذا في نفح الطيب 7/415  وبين محققه الدكتور إحسان عباس أنه تردد  أكثر من مرة في الذيل والتكملة لابن عبد الملك  في: السفر الرابع ص /108 ، والسفر الخامس(وأفاد أنه اعتمد في السفر الخامس نسخة مضبوطة مصححة) ص/327  : الجنان بالنون،

ويستأنس لهذا أن جَنّان   على وزن شداد معروف في الأندلس ، وقد سمى الزبيدي في تاج العروس34/366 مادة (جنن) أكثر من واحد.

فالحاصل أن الصواب هو ابن الجنان  ـ بالنون ـ لا الجيان ـ بالياء ـ والله أعلم.

 

 

تنبيه:  نقل المقري في النفح عن ابن الخطيب 7/431 قوله :?ثم انتقل إلى بجاية فتوفي بها في عشر الخمسين وستمائة?
*أبو النصر
10 - يونيو - 2006

 
   أضف تعليقك