مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب (4)    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 أبو النصر 
4 - أبريل - 2006

"إن جودة العلم لا تتكون إلا بجودة النقد، ولولا النقد لبطل كثير علم، ولاختلط الجهل بالعلم اختلاطا،

 لا خلاص منه، ولا حيلة فيه" محمود شاكر المتنبي /467

يبدو أن الطريق  قد طال، وأن النفس استوحشت من المشي في هذه الأدغال،  وأن الشوط قد امتد  أكثر مما ظننت، وزاد أضعافا على ما قدرت ، فقد كنت أظنها تعليقات خفيفة على مواضع طفيفة،فإذا هي وقفات  واستطرادات، وكنت أرجوا أن أملأ بها ساعة من ساعات الفراغ والراحة، فإذا بها  تلتهم ساعات البحث والعمل.

وأعرف أن بعض أهل اللغة يذكرون أن  الغول ، ليس لها حقيقة  وإنما هي اسم بلا مسمى، ولكن البحث والتنقيب  بالنسبة لي  أعتبره  غولا  حقيقية   تلتهم الوقت التهاما ، وتصبح  الساعات الطوال فيه ثواني سريعة ، ما أسرع ما تنقضي ..

وقد عجبت لما رأيت  الحافظ أبا موسى المديني في كتابه  في الشرح المكمل في بيان الحسن المهمل يقول ص/28 :

" فانظر ـ رحمك الله ـ في نسب رجل واحد في إسناد، 

إلى كم كتاب يحتاج  طالب  الحديث أن يطالعه ?

وكم تعب يمارسه ?

ومن نظر في ذلك  من غير أهله يعده من الهذر والهذيان !!!

وينسبنا إلى تضييع الورق والحبر والزمان !!"

هذا كلام إمام حافظ ، في القرن السادس الهجري، بصدد تعيينه لرجل ورد في صحيح مسلم ، فما يقول من  جاء بجهله وضعفه  في القرن الخامس عشر، ورمى بنفسه في زوايا مظلمة ليعرف بسند كأنه طلاسم ما بين فخر الدين وشمس الدين ...إلخ?

لا يعرف (البحث) إلا من يكابده * ولا الصبابة إلا من يعانيها

وليعذر القارئ  إذا لاحظ أن علامات التعجب كثرت، وألفاظه تكررت؛ لأني لا أملك غير التعجب ، والاستغراب،  ليس لي غيره،  وهو القدر المسموح به ...

وقفت في ما سبق عند ص136 ، وبعدها تأتي ص/137/138 وفيهما ورد سند البخاري الذي تقدم التنبيه عليه في  المقالة  الأولى .

ومن أجل ذلك أفتح الآن على صفحة/ 138

و نص الإجازة ما زال مستمرا ، وفيها يقول المرغتي :" وكتب السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام، منها كتاب ابن إسحاق، ومختصره لابن هشام، والكلاعي وغيرهم، وكتاب اليعمري ".

وقبل التعليق لا بد من التنبيه على أمر مهم ، وهو أنه من المعروف عند الباحثين  إذا ورد اسم شخص في النص، مقرونا بكتاب من كتبه  مثل : قال فلان  في كتابه المسمى بكذا ،  أو ورد في كتاب كذا  لفلان، فعادة المؤلفين أن يختصروا الاسم  ويكتفوا  بالنسبة المعروفة أو اللقب الذي  شهر به ـ وربما كانت تلك النسبة أو ذلك  اللقب يعرف به أكثر من شخص  قد يكثرون أو يقلون ـ فيجب على المحقق في مثل هذا الموقف ـ إذا أراد أن يترجم لهذا الشخص ، ويعرف به ـ  أن يجعل من  اسم الكتاب المذكور  في النص قرينة يميزه بها ، ويستعين بها على تعيينه إذا  ما اشتبه عليه بغيره .

وأعطيك أمثلة:

ـ ابن حجر اشتهر بها أكثر من واحد ، لكن إذا ورد في النص : قال ابن حجر في الفتح، أو في الإصابة  تميز أنه ابن حجر العسقلاني بدون شك، ولا يمكن أن يكون ابن حجر الهيتمي  المكي، وعلى فرض أن  المحقق  لا يعرف شيئا ـ فإن المنطق ـ يحتم  عليه أن يأتي برجل ألف كتابا يعرف بالفتح أو الإصابة .

ـ ابن سودة ، اشتهر بها  عدة أعلام ؛ ولكن إذا ورد في النص : ابن سودة في حاشيته على الصحيح، أو في شرحه لتحفة الحكام  عرف أن المقصود به التاودي بن سودة بدون شك، وإذا جاء محقق مع ذلك فترجم لعبد السلام بن سودة صاحب الدليل، وإتحاف المطالع دل ذلك على جهله وعدم معرفته ، فإن الأخير ليس له شرح على الصحيح ولا على التحفة ، .. وهكذا

هذا الأمر مهم  وضروري ، ولكن محقق هذه الفهرسة لم يراع هذا الأمر  البتة، ويتجلى ذلك فيما يلي:

فقد عرف ابن هشام  المذكور في النص السابق  بـــ:"عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله الأنصاري (708/763هـ)جمال الدين أبو محمد الحنبلي المصري النحوي الشهير بابن هشام . كشف الظنون 5/455

ولا أدري أين وجد المحقق أن ابن هشام النحوي اختصر السيرة لابن إسحاق ?

وواضح   وضوح الشمس لكل من شدا شيئا من العلم أن الذي اختصر سيرة ابن إسحاق وهذبها  هو الإمام النسابة الأخباري أبو محمد  عبد الملك بن هشام الحميري البصري ثم المصري (تـ213هـ) أو (تـ 218هـ)  وينظر: أعلام الزركلي 4/166

هذه الأولى ، والثانية أكبر منها



*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تكملة1    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

هذه الأولى ، والثانية أكبر منها

فقد علق على اليعمري  المذكور قائلا:

"أحمد بن عبد الله اليعمري الإشبيلي أبو العباس (561/618هـ) المعروف بابن سيد الناس  سبط أبي الحسن بن سليمان اللخمي، العالم المتفنن المحدث المقرئ .شجرة النور /176

ونتساءل أيضا من ذكر  لليعمري  هذا كتابا في السيرة  حتى يعرف به?

والمقصود في النص بلا خلاف :  الحافظ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن أحمد ، أبو الفتح اليعمري  المعروف بابن سيد الناس (671ـ 734هـ)، انظر:  الدرر الكامنة 5/476 والأعلام للزركلي 7/34

وكتابه في السيرة مشهور: عيون الأثر في فنون المغازي والسير، 

وله كتاب آخر مختصر: نون العيون ، وكلاهما متداول مطبوع

وأما الذي ترجمه المحقق فهو جد أبيه ، وليس له أي كتاب في السيرة.

وقال في ص/ 140:" ككتب التنجيم والتوقيت ،... ومنظومة الحامدي"

سكت عليها المحقق، وهو أفضل له ؛ لأنه عرف به لربما  زل  به القدم،

ويعرف بهذه النسبة جماعة ، لا أستطيع الآن تمييز المقصود بالذكر  من بينهم على وجه اليقين .

ويحتمل أن يكون هو محمد بن القاسم بن الغازي الجزولي الحامدي المتوفى بعد (1016 هـ) كما  في معجم المؤلفين 3/91

كما يحتمل غيره.

ـ وقال في ص/ 141:"  وفهرسة الإمام المنتوري ، وفهرسة ابن القديم ... ".

وفي الهامش  قال:" المقصود به سليمان بن القديم الذي يروي عن الحسين بن حاتم الأذري أبي عبد الله (423هـ)  التلميذ المباشر للإمام الباقلاني . فهرسة ابن خير /76 "

ومعاذ الله أن يكون هو المقصود، وإنما هو ـ والله أعلم ـ  أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش بن مسعود بن القديم الأنصاري من شلب بالأندلس(تـ626هـ)

وهو محدث راوية مقرئ  قال فيه الأبار:" وكان من أهل المعرفة بالقراآت ، والإكثار من رواية الحديث ولقاء الشيوخ مع الضبط والثقة والعدالة ".

هكذا ترجمه ابن الأبار  في التكملة 4/235 ، والذهبي في طبقات القراء 2/360 (947) وكذا ترجمه ابن القاضي  في الجذوة 2/564 ، من غير اختلاف في تاريخ وفاته

ومن العجيب ـ   والعجائب جمة ـ أن ابن القديم هذا ذكره القاسم بن يوسف التجيبي في برنامجه ص/ 236

حيث قال:"  جزء فيه شرح حديث بادنة بنت غيلان ـ رضي الله عنه ـ جمع الفقيه الأستاذ المقرئ  أبي البقاء  يعيش بن علي بن يعيش بن مسعود ابن القديم  الأنصاري ـ رجمه الله تعالى ـ

قرأت جميعه بسبتة  ـ حرسها الله  تعالى ـ على المقرئ أبي القاسم العبسي المذكور بحق سماعه لجميعه من لفظ ابن فرتون المذكور سنة(659 هـ) بحق قراءته لجميعه  بمدينة فاس  ـ كلأها الله تعالى ـ في 29 لمحرم من سنة ثمان عشرة وستمائة على مصنفه  أبي البقاء  ـ رحم الله جميعهم ـ ".

وأراد المحقق الكبير عبد الحفيظ منصور ـ محقق البرنامج ـ  أن يعرف بأبي البقاء ـ ولا جرم  ـ

فقال في الهامش :" ابن العماد :شذرات الذهب 5/228 الأسدي الحلبي، ولد سنة 553هـ، وتوفي سنة 644هـ ".

واقرأ هذا التعليق ، ولا تنس أني قلت فيما تقدم بأن أشخاصا  يتعاطون التحقيق  بسهولة بالغة ، ويمارسونه بارتياح كبير،  يكتب أحدهم ما جاء على  باله ، وورد على خاطره، ولا يبالي ،  كما  يشرب  كأس شاي أو قهوة  وهو جالس في المقهى !! لأنه يعرف أنه ليس وراءه أحد  يتعقبه ، أو يشكف عن تخليطاته ...

ثم جاء بعد المحقق عبد الحفيظ منصور ، الأستاذ  التليدي  في تراث المغاربة في الحديث ص/176 فنقل اسم الجزء  من متن الكتاب ، وتاريخ وفاة  المؤلف من حاشية  المحقق الكبير!!

فصار  عند ه:" يعيش بن علي بن القديم الشلبي (تـ 644هـ) "

وهكذا يزداد الطينة بلة ؛ فما كان ظنا أصبح يقينا، وما كان  في الشام في حلب انتقل إلى الأندلس بشِلْب، وما كان في الحاشية بخط دقيق صار  في المتن بخط عريض !!

ورجعت إلى الشذرات لابن العماد  ـ التي وثق منها المحقق ، وأحالنا  عليها ـ  أبحث وأنقب فلم أجد  في هذا الجزء إلا رجلا واحدا يسمى  بـ يعيش وهو يعيش بن علي بن يعيش أبي السرايا الأسدي الموصلي الحلبي ، النحوي المتوفى سنة (643هـ) كما في الشذرات5/228    وهو مترجم في السير للذهبي 23/145 وغيره.

وهذا الرجل هو  الذي ترجم له المحقق  ظنا منه أنه هو ابن القديم  المذكور في نص التجيبي ؛ فوقع في الخطأ، وأوقع غيره معه ، والصواب أن هذا رجل آخر غيره  لأمور:

ـ أن ابن القديم المذكور في النص مغربي من فاس ، وهذا  موصلي  حلبي   من المشرق.

ـ أن ابن القديم المذكور في النص توفي باتفاق سنة 626هـ،  وهذا توفي سنة 643هـ باتفاق، وقد أخطأ المحقق فجعلها سنة 644هـ ، وتبعه التليدي على غير هدى ..

ـ  أن ابن القديم المذكور في النص ذكروا له شرح حديث بادنة بنت غيلان ، وأما الآخر فلم يذكر أبدا  في ترجمته هذا الكتاب، وفي المقابل ذكروا له كتبا في النحو مثل شرح المفصل للزمخشري وغيره.

فيستحيل أن يكون هو المراد ?

*أبو النصر
5 - أبريل - 2006
تكملة2    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

ـ وقال في ص/ 141:"  وفهرسة الإمام المنتوري ، وفهرسة ابن القديم ... ".

وفي الهامش  قال:" المقصود به سليمان بن القديم الذي يروي عن الحسين بن حاتم الأذري أبي عبد الله (423هـ)  التلميذ المباشر للإمام الباقلاني . فهرسة ابن خير /76 "

ومعاذ الله أن يكون هو المقصود، وإنما هو ـ والله أعلم ـ  أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش بن مسعود بن القديم الأنصاري من شلب بالأندلس(تـ626هـ)

وهو محدث راوية مقرئ  قال فيه الأبار:" وكان من أهل المعرفة بالقراآت ، والإكثار من رواية الحديث ولقاء الشيوخ مع الضبط والثقة والعدالة ".

هكذا ترجمه ابن الأبار  في التكملة 4/235 ، والذهبي في طبقات القراء 2/360 (947) وكذا ترجمه ابن القاضي  في الجذوة 2/564 ، من غير اختلاف في تاريخ وفاته

ومن العجيب ـ   والعجائب جمة ـ أن ابن القديم هذا ذكره القاسم بن يوسف التجيبي في برنامجه ص/ 236

حيث قال:"  جزء فيه شرح حديث بادنة بنت غيلان ـ رضي الله عنه ـ جمع الفقيه الأستاذ المقرئ  أبي البقاء  يعيش بن علي بن يعيش بن مسعود ابن القديم  الأنصاري ـ رجمه الله تعالى ـ

قرأت جميعه بسبتة  ـ حرسها الله  تعالى ـ على المقرئ أبي القاسم العبسي المذكور بحق سماعه لجميعه من لفظ ابن فرتون المذكور سنة(659 هـ) بحق قراءته لجميعه  بمدينة فاس  ـ كلأها الله تعالى ـ في 29 لمحرم من سنة ثمان عشرة وستمائة على مصنفه  أبي البقاء  ـ رحم الله جميعهم ـ ".

وأراد المحقق الكبير عبد الحفيظ منصور ـ محقق البرنامج ـ  أن يعرف بأبي البقاء ـ ولا جرم  ـ

فقال في الهامش :" ابن العماد :شذرات الذهب 5/228 الأسدي الحلبي، ولد سنة 553هـ، وتوفي سنة 644هـ ".

واقرأ هذا التعليق ، ولا تنس أني قلت فيما تقدم بأن أشخاصا  يتعاطون التحقيق  بسهولة بالغة ، ويمارسونه بارتياح كبير،  يكتب أحدهم ما جاء على  باله ، وورد على خاطره، ولا يبالي ،  كما  يشرب  كأس شاي أو قهوة  وهو جالس في المقهى !! لأنه يعرف أنه ليس وراءه أحد  يتعقبه ، أو يشكف عن تخليطاته ...

ثم جاء بعد المحقق عبد الحفيظ منصور ، الأستاذ  التليدي  في تراث المغاربة في الحديث ص/176 فنقل اسم الجزء  من متن الكتاب ، وتاريخ وفاة  المؤلف من حاشية  المحقق الكبير!!

فصار  عند ه:" يعيش بن علي بن القديم الشلبي (تـ 644هـ) "

وهكذا يزداد الطينة بلة ؛ فما كان ظنا أصبح يقينا، وما كان  في الشام في حلب انتقل إلى الأندلس بشِلْب، وما كان في الحاشية بخط دقيق صار  في المتن بخط عريض !!

ورجعت إلى الشذرات لابن العماد  ـ التي وثق منها المحقق ، وأحالنا  عليها ـ  أبحث وأنقب فلم أجد  في هذا الجزء إلا رجلا واحدا يسمى  بـ يعيش وهو يعيش بن علي بن يعيش أبي السرايا الأسدي الموصلي الحلبي ، النحوي المتوفى سنة (643هـ) كما في الشذرات5/228    وهو مترجم في السير للذهبي 23/145 وغيره.

وهذا الرجل هو  الذي ترجم له المحقق  ظنا منه أنه هو ابن القديم  المذكور في نص التجيبي ؛ فوقع في الخطأ، وأوقع غيره معه ، والصواب أن هذا رجل آخر غيره  لأمور:

ـ أن ابن القديم المذكور في النص مغربي من فاس ، وهذا  موصلي  حلبي   من المشرق.

ـ أن ابن القديم المذكور في النص توفي باتفاق سنة 626هـ،  وهذا توفي سنة 643هـ باتفاق، وقد أخطأ المحقق فجعلها سنة 644هـ ، وتبعه التليدي على غير هدى ..

ـ  أن ابن القديم المذكور في النص ذكروا له شرح حديث بادنة بنت غيلان ، وأما الآخر فلم يذكر أبدا  في ترجمته هذا الكتاب، وفي المقابل ذكروا له كتبا في النحو مثل شرح المفصل للزمخشري وغيره.

فيستحيل أن يكون هو المراد ?

 

*أبو النصر
5 - أبريل - 2006
تكملة3    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

ـ وقال في ص/ 141:"  وفهرسة ابن القديم ، وفهرسة ابن يعيش.. ".

وقد عرفه المحقق بـ :" علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن يعيش (490/567هـ ) أبو الحسن من حفدة الداخل، قاض عالم بالحديث له: برنامج ذكر فيه مشايخه .الأعلام 4/256 

هكذا قال وهو محتمل،وإن كنت لا أستطيع دفعه، فلا  أستطيع في المقابل  أن أقبله من غير أن أقف على  القرينة التي جعلت المحقق يعرف أنه هو المراد بالذات في النص،

لأن هناك ابن يعيش آخر غيره، وأشهر منه،  يسمى: طارق بن موسى بن يعيش  المخزومي البلنسي يعرف بالمنصَفي  (تـ 549هـ) ترجم له الضبي في بغية الملتمس (865) وابن الأبار في التكملة 1/275 وابن عبد الملك في الذيل 4/148 (271)

وقال ابن الأبار " وكان شيخا صالحا عالي الرواية ثقة ".

وذكر له ابن خير في فهرسته ص/ 434 فهرسة يرويها عنه.

كما ذكرها    الكتاني في فهرس الفهارس 1/466، وقال في 2/1165 :" ابن يعيش: هو الشيخ الحاج أبو الحسن طارق بن موسى بن يعيش المخزومي، أروي فهرسته بالسند إلى أبي بكر ابن خير عنه إجازة كتب بها إليه من بلنسية ".

وكذا نسبها له  الزركلي في الأعلام 3/218 وتبعه كحالة في معجم المؤلفين 2/7

وإذا تقيدنا بالألفاظ ترجح أن هذا هو المقصود  في النص، لأن المترجمين نسبوا له فهرسة، بمثل تسمية المؤلف.

في حين أن أبا الحسن الذي عرف به المحقق ذكروا له برنامجا كذا سماه ابن خير في فهرسته ص/253 .

ـ ص /151 في سياق سند الشاذلية قال المؤلف:" عن الشيخ أبي الحسن علي بن وفا عن والده الشيخ أبي عبد الله محمد وفا عن شرف الدين الشيخ أبي سليم  داود الباخلي "

أما أبو الحسن علي بن محمد وفا (761/807هـ)فقد ترجمه من شجرة النور/240

وهو مترجم في  ذيل الدرر الكامنة لابن حجر/159، وطبقات الشاذلية/127 وغيرهما

وعرف المحقق: الوالد:" أبو عبد الله محمد بن محمد وفا  (702/760هـ) الشاذلي شيخ الصوفية، وصاحب التوشيحات التوحيدية .شجرة النور/223

لكن تاريخ الوفاة الذي ذكره لا يستقيم ، مع ما ذكره من تاريخ ولادة ابنه ،  والصواب أنه توفي  765هـ كما في  طبقات الشاذلية ص/124 ، والأعلام للزركلي 7/37

ـ ثم علق على قوله:" أبي سليم  داود الباخلي " قال وردت في مرآة المحاسن /255 أبو سليمان "

قلت: وهو الصحيح بدون شك فكان ينبغي إثباته في النص.

ثم إن الاسم ورد في طبقات الشاذلية ص/25 :"المسلِّك الكبير سيدي داود بن ماخلا " وليس الباخلي ، وأين هذا من ذاك?

وقد ترجم له كذلك ابن حجر في الدرر2/100، والكوهن في طبقات الشاذلية/132، ومخلوف في شجرة النور/204

وقد كانت وفاته تقريبا سنة 735هـ

ـ ص /152 في سياق سند الشاذلية قال المؤلف:" عن الإمام أبي  حامد الغزالي عن الإمام أبي محمد الجويني، عن الشيخ أبي طالب المكي "

ولم يعلق المحقق بشيء ، وبينهما انقطاع؛ لأن أبا محمد الجويني توفي سنة 438 هـ في آخر القولين. وقيل سنة 434هـ.

والغزالي ولد سنة 450هـ، فلم يدركه،  والصواب أن الغزالي أخذ عن إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك الجويني عن والده أبي محمد عبد الله به.

*أبو النصر
5 - أبريل - 2006
تكملة4    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 ـ ص /153 في سياق سند الشاذلية قال المؤلف:" رويت عن السخاوي، عن القباب، عن ابن عبد الكافي، عن ابن عطاء الله، عن أبي العباس المرسي، عن الشاذلي ، عن ابن حرزهم محمد بن علي ، عن أبي محمد صالح، عن أبي مدين عن أبي يعزى عن أبي الحسن علي المغربي ابن حرازم عن ابن العربي عن الغزالي عن إمام الحرمين  أبي المعالي عن أبي طالب المكي، عن الجنيد  بالسند المتقدم "

ـ   ويثير استغرابي هنا أن المحقق عرف السخاوي بـ :" أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي المصري (تـ893هـ)  أخو  الحافظ شمس الدين صاحب الضوء اللامع  له شرح " الإعراب عن قواعد الإعراب " لابن هشام . كشف الظنون 5/237

وأتساءل ثانية ما هو الضابط الذي اعتمده  المحقق في الترجمة للأعلام ، هل يكفي فقط  أن يشترك معه في اسم الشهرة ، فإذا ورد في النص السخاوي فكل من يسمى بـ" السخاوي " يمكن أن نترجم له، ويصلح أن نعرف به، أم لابد من قرينة تعين أن فلانا هو المراد  دون سواه.

ولك أن تعجب هنا  لماذا ترك السخاوي المؤرخ المشهور المعروف بتصانيفه، وذهب يعرف بأخيه أبي بكر.

مع أن الكتاني في فهرس الفهارس 1/455 قال: يروي عن الحافظ السخاوي والديمي ...إلخ. ونحوه في الجذوة عند ابن القاضي 1/129

ـ قوله :" القباب " هكذا، ولعل الصواب: القبابي، عبد الرحمن بن عمر القبابي شيخ السخاوي.

ـ وعرف " أبي محمد صالح" فقال: " أبو محمد صالح بن الفقيه الحاج المعطى التادلي الفاسي ، الفقيه العلامة الإمام العارف بالتاريخ والمنطق والأصول . كان ميالا للمذاكرة والتصوف والمحاضرة . شجرة النور:431

وقد أبعد النجعة ، وسرح  في صحراء الوهم بعيدا ، وخلط في هذا التعليق خلطا شديدا !!

فإن صالح بن المعطي التادلي  الوزير المتوفى سنة (1307هـ) ، كما في ترجمته من إتحاف المطالع 1/306

وهو متأخر  من شيوخ أحمد  ابن الخياط الزوكاري المتوفى سنة (1343هـ)، وترجمه في فهرسته  الكبرى ص/4 11، والصغرى ص/167

ومن شيوخ أبي عيسى المهدي الوزاني  المتوفى سنة (1342هـ) قال الكتاني في الفهرس 2/1113 " وهو أغرب مشايخه، وأوسعهم رواية ".

إذن هل يجوز لمن كان بهذه الصفة ـ عاش  إلى  بداية القرن الرابع عشر ـ أن يروي  عن أبي مدين المتوفى سنة 594هـ ?

والحقيقة أن المراد في السند شخص آخر لم يهتد إليه، ولا طاف خياله حوله، هو أبو محمد صالح  دفين مدينة آسفي بالمغرب ، وفيه صنف حفيده أحمد بن إبراهيم ـ توفي في صدر المائة الثامنة ـ  كتاب المنهاج الواضح في تحقيق كرامات أبي محمد صالح ، وهو مطبوع .

وقد ترجم  الكانوني في جواهر الكمال 1/7 لنجله أبي العباس أحمد بن  الولي أبي محمد صالح  وقال: توفي سنة (660هـ) فيكون والده توفي قبل هذا التاريخ.

كما أشار الكانوني إلى أن شرف  الدين البوصيري ـ المتوفى سنة 696هـ ـ له قصيدة يذكر فيها أبا محمد صالح وأولاده، ويمدحهم لما التقى بولده أبي العباس المذكور.

ـ  ثم قول المؤلف :" عن إمام الحرمين  أبي المعالي عن أبي طالب المكي"  غير صحيح بل عن والده أبي محمد عن أبي طالب.

ـ وقوله أيضا:" عن أبي طالب المكي، عن الجنيد  بالسند" منقطع بل مكي  عن الجريري (312هـ) عن الجنيد البغدادي (297هـ) كما قدمه المؤلف في ص/156

ـ ص /154 في ذكر سند آخر للشاذلية ـ مسلسل بالأقطاب زعموا  ـ :" وهي الشيخ عبد الرحمن المدني المتقدم ، عن القطب تاج الدين الفقير  ـ بالتصغير فيهما ـ ...عن القطب فخر الدين عن القطب  نور الدين أبي الحسن علي عن القطب تاج الدين عن القطب شمس الدين عن القطب زين الدين القزويني عن القطب أبي إسحاق إبراهيم البصري عن  القطب أحمد المرواني  عن القطب سعيد عن القطب فتح السعود عن القطب سعيد الغزواني  عن القطب جابر عن أول الأقطاب الحسن بن علي بن أبي طالب ".

و لم يراجع  المحقق أي كتاب للتأكد من هذا السند، وهل  وقع فيه انقطاع أو سقط ?

وقد ذكره  هكذا الأيوبي في المناهل السلسلة ص/359 ـ 360 (طريقة الشاذلية)

والكوهن في طبقات الشاذلية ص/238  وكلاهما أورداه بنصه .

ـ  وقد ترجم المحقق لفخر الدين  بــ" الفخر الرازي  المتوفى سنة (606هـ)

وهو محل نظر وتأمل؛  فإن  تقي الدين الفُقير ـ المذكور في السند  هو  ـ  النهروندي الواسطي العراقي المتوفى ببلدته نهروند  سنة 594هـ  كما في طبقات الشاذلية ص/74

فيكون أخذ عن الفخر الرازي وتوفي قبله بـ12سنة ?

ـ ثم ترجم لتاج الدين بـــ " علي بن محمد بن أحمد ، أبو الحسن تاج الدين ، عالم بفقه الشافعية، أصله من قزوين ، له نظم ونثر وأدب، وشرح المقامات الحريرية والمحيط بفتاوى أقطار البسيط  الأعلام 4/155"

وهذا كلام ظاهره سليم، لولا أنه ينقصه شيء مهم ، وهو أن أنه لم يذكر تاريخ وفاته؛ فهل وفاته غير مؤرخة في المصادر، أو موجودة  ولكنها لم تعجب المحقق فلم يذكرها ??

ورجعت إلى ترجمة هذا الرجل نفسه في الأعلام 5/6 وفي معجم المؤلفين 2/494فإذا هي مؤرخة بسنة (745هـ)، وذكر أيضا من كتبه: شرح مصابيح السنة للبغوي .

ولعل عرفت الآن لماذا لم يذكر تاريخ الوفاة ؛ لأنه  لو ذكرها  لزمه أن الفخر الرازي الذي توفي سنة (606هـ)  يروي بالواسطة عن رجل   تأخر عنه  بقرن ونصف قرن تقريبا!!

وهو مستحيل، وفوق ذلك فإن ليس ليس اسمه عليا ، بل سماه في طبقات الشاذلية :" تاج الدين محمد ".

  • ثم ترجم لشمس الدين الذي يليه  بــ:" محمد بن إبراهيم خليل التتائي، شمس الدين (تـ942هـ)، فقيه مالكي تولى قضاء المالكية بمصر، له شروح على مختصر خليل المطول والمختصر . التقاط الدرر: 91

هكذا قال، ولست أعلق بشيء ، ولكن المعروف أن الأسانيد  تبدأ من المؤلف عن شيخه عن فلان ?إلى النبي ﷺ، وكلما كان  الراوي أقرب إلى النبي ﷺ كانت وفاته أقدم وعصره أسبق من الراوي عنه، والعكس كلما بعد الراوي في السند من النبي ﷺ وكثرت الوسائط بينه وبين النبي ﷺ كان زمنه أقرب إلينا، وإلى عصورنا، وأبعد من عصر النبوة والصحابة 

والمحقق الفاضل،  الأسانيد عنده على العكس كلما قربت إلى النبي ﷺ ، كان زمنها أبعد من عصر النبوة ، وأقرب إلينا!!

وخذ هذا السند مثالا:

فقد بدأ من عبد الرحمن الزيات المدني ـ من القرن الخامس أو السادس ـ  متجها إلى الحسن بن علي ، حتى وصل إلى الفقير المتوفي سنة 594هـ ثم ينقلب راجعا  فيترجم لتاج الدين المتوفى سنة (745هـ) ثم يترجم  للشمس التتائي  المتوفى في القرن العاشر سنة 942هـ ?

وأرى أنه في مثل هذا السند أن يعتني المحقق بمقابلته على مراجع أخرى من فهارس وأثبات، وكتب الشاذلية نفسها  ليأمن من وقوع تحريف أو سقط في السند.

وإذا أراد أن يترجم لرجال السند يبحث  جيدا، ويتحرى كثيرا ، ويتأمل في تلميذ الرجل وشيخه، وطبقته، ولقبه  حتى يترجم له على وجه الصحة...وإلا فليمِرَّه  كما جاء من  تكييف ولا تعطيل ، ولا تحريف..

وبالكلام على هذا السند  أكون قد وصلت إلى نهاية  الفهرسة المطبوعة، وهو القدر الموجود منها فإن المؤلف لم يكملها رحمه الله ، وأبديت بعض ما ظهر لي فيه من الخلل، وألقيت حملا  ثقيلا كان على كاهلي،

راجيا أن  أكون قد أديت شيئا من الحق الذي علينا لأهل  العلم الموتى، وقمت بشيء من واجب النصح للأحياء ، معتذرا عما قد يطغى به القلم ، ويزل به القدم،  طالبا من كل من وقف فيه على غلط أو زلل أن ينبه عليه مشكورا،  أو  يتفضل فيدلني  عليه مأجورا.

  والحمد  الذي بنعمته تتم الصالحات.

*أبو النصر
5 - أبريل - 2006
استفسار    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لم أفهم المقصود بقولك (التكملة الإثنية) أرجو التوضيح ? بذكر السطر الأول من المقالة وشكرا
*زهير
7 - أبريل - 2006
شكرا جزيلا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أخي العلامة الأديب السيد/ زهير

أحسنت غاية الإحسان، وقد حذف المكرر..، وصدقني أن هذه التعليقات محتاجة كثيرا إلى مساعدتكم وتحملكم ، وتنبيهاتكم وتصويباتكم، وأنت ـ حفظك الباري ـ تذكر أن الأخت ضياء قالت فيك:" وجودك هنا ينعي الكثير للكثيرين ..."

وأنا واحد من أولئك الكثيرين  ووجودك هنا يعني شيئا كثيرا بالنسبة لي ، وهذه التعليقات هي لك وإن ظهرت أنها مني ...أحبك من قلبي يا أخي زهير

*أبو النصر
7 - أبريل - 2006

 
   أضف تعليقك