من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب (2) !! ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب (2) !!
الحمد على توفيقه وتسديده، وأشكره على جميل لطفه وتأييده، .
وبعد،،
فهذه صلة تالية، أصل بها الحديث عن فهرسة الإمام أبي علي اليوسي ـ رحمه الله ـ المطبوعة بتـ: الدكتور حميد حماني اليوسي ـ حفظه الله بخير وعافية ـ ، مبينا ما وقع في تحقيقها من الأوهام والهنات التي لو احترز منها المحقق لسلم من الطعن، وأفلت من سهام النقد ، وكلنا نخطئ ونـهـِم ، ولكن الخطأ إذا كثر لا يستحمل، والوهم إذا فحش لا يعذر صاحبه..
وهي ـ كما سترى ـ ليست ملحوظات منهجية تختلف حولها وجهات النظر، وتتجاذبها الآراء المختلفة ؛ بل أوهام شنيعة أبعد فيها النجعة، وخذله إزاءها التوفيق، وقد زدت عليها أشياء سكت عنها ـ على غير عادته ـ وهي في حاجة إلى التوضيح !!
وقد كانت المقالة السابقة خالطها نوع من الحدة ، حتى ظن الظانون أني أحمل للمحقق ضغينة تدفعني إلى تتبع سقطاته، والتشنيع عليه، ثم خرجتها من بعد مغلفة بغلاف النقد والمباحثة؛ ومعاذ الله ، فما ذاك شأني، ولا إياه قصدت، ولا وقت لدي يتسع لمثله؛ بل أغضبني هذا التهاون الذي لاحظته، وأحفظني التخليط القبيح الذي رأيته، مما تأكد معه التنبيه على الخطأ ، والإرشاد إلى الصواب ، والقيام بواجب البيان، وأداء فرض النصيحة لمن قد يقع بيده الكتاب، ويقرؤه، ممن ليس من أهل التمييز والنقد فيلتبس عليه الأمر ....
والآن أفتح الكتاب على :
ـ ص/115/ قال المؤلف " سمعت عليه شيئا من " الديانات "
ثم قال في ص/ 116 " ومنظومة الرقعي في " الديانات "
لم يعرف المحقق بمقصود المؤلف هنا؛ هل يعني كتابا معينا أم مراده دروسا مطلقة في العبادات?
والحقيقة أنه يقصد منظومة معينة عرفت بهذا الاسم .
وهذا تعريف موجز بها وبناظمها، فأما ناظمها فهو:
الإمام أبو زيد عبد الرحمن بن علي السنوسي الرقعي الفاسي المتوفى بعد سنة (853هـ) ـ وترجمته عزيزة ـ
وقد نظم فيها مقدمة ابن رشد الجد المتوفى سنة (520هـ) في العبادات
وأولها:
قـال الـفقير عابد iiالرحمن |
|
من بعد باسم الله ذي الإحسان | وقد فرغ منها في غرة ربيع الثاني من سنة (853هـ)
ومنها نسخة مخطوطة في دار الكتب المصرية (99)، وقد طبعت سنة 1300 هـ بمصر .
وقد شرحها العلامة محمد بن محمد بن أحمد المديوني المتوفي سنة (853هـ) في: فتح الجليل في أدوية العليل.
يراجع: معجم المؤلفين 2/89 وجامع الشروح والحواشي 3/1806 و3/1889
ـ ص/ 120
بيت لبيد :
الـحـمد لله إذ لم يأتني iiأجلي |
|
حتى لبست من الإسلام سربالا | لم يوثقه ?
ـ ص/ 115و122و 123
ضبط المحقق " مورد الظمآن " لمحمد بن محمد الخراز (تـ 718هـ) بضم الميم في المواضع الثلاثة المشار إليها ، والمعروف أنه بالفتح للمكان ، وقال: إنه مخطوط في الرباط ، والكتاب مطبوع قديما من سنة 1365هـ
ـ ص/ 124ـ 125 ذكر المؤلف البيتين المشهورين:
إذا كان يؤذيك حر المصيف |
|
وكرب الخريف وبرد الشتا |
ويلهيك حسن زمان iiالربيع |
|
فـأخذك للعلم قل لي متى ii? | ولم يعزهما إلى أحد، وهما مشهوران للإمام اللغوي الشهير أبي الحسين أحمد بن فارس (تـ395هـ) نسبهما له أبو منصور الثعالبي في المنتحل ، وياقوت في ترجمته من معجم الأدباء، والذهبي في السير 17/106.
ـ وفي هامش ص/ 124 قال : " بدر الدين بن الحسن بن قاسم .. المرادي "
والصواب: بدر الدين الحسن بن قاسم المتوفى سنة (749هـ)، فـ" بدر الدين " لقب للحسن.
ـ وفي ص/ 126 قال المؤلف:" وقرأت عليه " رسالة الأسطرلاب" وشيئا من الحباكية، وشيئا من " القلصادي ".
ما المراد بالحباكية في النص، وفي أي فن هي ? ولم يعلق عليها المحقق بشيء ، مع أن الحاجة داعية إلى معرفة أمرها ؛ لأنها غير مشهورة ، فقد يظنها بعضهم أن هناك تصحيف.
والمقصود بها ـ فيما رجحت ـ النظم المسمى :" بغية الطلاب في علم الأسطرلاب " وهي منظومة ـ مخطوطة ـ للعلامة الفرضي الفلكي المعدِّل محمد بن أحمد بن أبي يحيى المبارك التلمساني المتوفى سنة (867هـ) وتنظر: ترجمته في: نيل الابتهاج 2/226 والأعلام للزركلي 5/333، ومعجم المؤلفين لكحالة 3/114
وقد سماها اليوسي اختصارا بــالحبَّاكية نسبة لمؤلفها، وواضح من السياق أنها هي المقصودة بذلك.
ـ وفي ص/ 12127 ـ 128 قال المؤلف:" وله خطب وعظية بنى فيها على منزع ابن نُباتة ".
وعرف المحقق ابن نباتة بــ:" عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي، أبو نصر (376/405هـ) (1) من شعراء سيف الدولة ابن حمدان ، له ديوان شعر أكثره في مختارات البارودي . الأعلام 4/23 ".
و ليس ما قاله بصواب ، فالمؤلف يذكر أن له خطبا يحتذى حذوها، والذي ترجم له لم يذكر في ترجمته أن له خطبا.
والصواب أن المقصود به الشيخ أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نُباتة الفارقي (335 ـ374هـ)
قال الذهبي :" وكان فصيحا مفوها بديع المعاني جزل العباره رزق سعادة تامة في خطبه ".
وقال الزركلي :" صاحب الخطب المنبرية ... وأجمعوا على أن خطبه لم يعمل مثلها في موضوعها ،... وكان سيف الدولة كثير الغزوات فأكثر سيف الدولة من خطب الجهاد ... له ديوان خطب ط ". وانظر ترجمته في: السير للذهبي16/321 و الأعلام 3/347 ، ومعجم المؤلفين 2/135
وهذه الخطب مشهورة ، وقد اعتنى بها جمع كثير من العلماء بالشرح والتعليق ونحو ذلك . ويراجع : جامع الشروح والحواشي 2/869
وأتوقف عند هذا الحد، سائلا الله الإعانة على متابعة هذه التنبيهات، وأن يحفظنا من الصوارف والشواغل حتى نتمكن من إتمامها على الوجه المطلوب.
(1) كذا أثبت الدكتور تارخ مولد أبي النصر ابن نباتة عام (376) في هامش صفحة /128 وهو خطأ مطبعي بلا شك، وكيف يكون من شعراء سيف الدولة، ثم يولد بعد وفاة سيف الدولة بعشرين سنة، والصواب في مولده: سنة 327هـ |