إذا المرء عجز عن إتقان الحديث بالعربية ، فليكن في عينيه دمعة حزن وأسف أن كان من العاجزين ، وحسبه من يقظة الضمير أن يرجو للسانه حسن استعمال العربية في كل حديث ، ولا عليه إن عجز عن درك أمنيته . وأما إن قدر على تحلية أحاديثه بالعربية وتركها عامدا فأخشى أن يكون آثما بل هو آثم لا محالة ، وإن أضاف العاجز إلى عجزه السخرية بالعربية فإثمه أكبر وذنبه محقق ، وعليه أن يستغفر ربه ويتوب إليه قبل أن يدركه أجله وهو على معصيته ، ألم نعلم أن السخرية بالعربية موصلة إلى السخرية بكتاب الله ? ? فأستغفر الله لي ولهم , وأسأل الله أن يهديهم إلى سواء السبيل .
من جهل شيئا عاداه ، والمصيبة أن يجهل المرء نفسه ، فلغتنا هي شخصيتنا ، وهي المعبرة عن مكنونات نفوسنا ، فجهلنا بلغتنا يعني عداوتنا لأنفسنا ولشخصيتنا ولعقيدتنا.. والله المستعان .. داوود ..