حارتنا العجيبة ذات الأحدا ث العجيبة 00 ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
ترددت كثيرا وكثيرا جدا ، فى المشاركة فى هذا الملف الرائد ، عن رائعة الأديب العالمى نجيب محفوظ ((أولاد حارتنا ))إذ أنها الوحيدة والمتفردة من بين أعماله التى أصابها وابل من النقد الجاد والنقد المغرض ، وكانت الأحكام تلقى جزافا دون روية وبلا أدنى إمساك بتلابيب أبسط مبادىء النقد الأدبى والثقافى ، بل بلغ السيل الزبى أن رماها بكل نقيصة ، كل من سمع عنها ولم يقرأها ، ولم أنس أن الشيخ كشك صاحب الأشرطة العديدة والخطيب الشهير، رحمنا الله وإياه ، قد دخل المعركة المحفوظية ، لاعنا وشاتما ومهاجما ببشاعة وتحقير ، هذا العمل الفذ ، على الأقل من وجهة نظرى المتواضعة ، والذى صار حديث الساعة ، وهل تتطبع بمصر أما تظل خارج أعمال نجيب محفوظ ، المطبوعة والمتداولة بمصر ، لقد قرأتها مطبوعة عن دار الآداب _ببيروت_ ويقينى أن قراءة العمل الأدبى ينبغى أن تتسع دائرته إتساعا شاملا بالظروف التى إنبثق فيه العمل الأدبى ، فى محيطها ، سياسيا وإجتماعيا وثقافيا وإقتصاديا وأى ظروف أخرى محيطة بالوطن ، هذا على المستوى القطرى ،وأيضا على المستوى الدولى 00فكل عمل إبداعى أيا كان له خلفية يرتكن عليها ويتوكأ على معطاياتها 0ولابد أن يوضع ، فى الحسبان ، هذه الظروف مجتمعة 00000حتى يصدر الحكم وفقا للمعايير النقدية والجمالية والفنية ، وليس نتيجة هوى أو موقف مسبق أو تعنت مرفوض أو جهل سقيم 0وعلينا أن نكون منصفين لأنفسنا أولا ، فلا ننجرف وراء المهاترات أو نتوه وسط الزوابع والعواصف والإبتزاز الفكرى والمقولات الفاسدة والنباح الكريه وليكن الرأى والرأى الآخر ،هما الدعامتان الذين نستند عليهما ، ولنقدس فقه الإختلاف ، فلكل من رأيه وذوقه ، دون إصدار أحكام قاطعة ، فرأىَ خطأ يحتمل الصواب ورأى غيرَى صواب يحتمل الخطأ 0هذا ما نشأنا عليه وسرنا به مسيرة حياتنا 0000هذه إفتتاحية أحرص عليها ، موضحا ومركزا ، آملا وفى القريب جدا أ ن أطرح وجهة نظرى فى هذا العمل الإبداعى الروائى الشامخ 0وشكرا لمن حفًزنى للكتابة000
شهدت العهد الأخير من حياة حارتنا (2) ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
و يبدأ نجيب محفوظ ، رائعته {أولاد حارتنا}،((((((هذه حكاية حارتنا، أو حكايات حارتنا وهو الأصدق 0 لم أشهد من واقعها إلاطوره الأخير الذى عاصرته ،ولكنى سجلتها جميعا كما يرويها الرواة وما أكثرهم 0جميع أبناء حارتنا يرون هذه الحكايات ،يرويها كل كما يسمعها فى قهوة حَيه أو كما نقلت إليه خلال الأجيال ،ولاسند لى فيما كتبت إلا هذه المصادر 0وما أكثر المناسبات التى تدعو إلى ترديد الحكايات ))))))أنهى نجيب محفوظ ثلاثيته الشهيرة عام 1952،وظل صامتا ، يرقب الأحداث فى مصر المحروسة وإندلاع ما تم التعارف عليه بثورة يوليو 1952بقيادة الضباط الأحرار وعلى رأ سهم اللواء /محمد نجيب ،وخروج الملك فاروق وتنازله عن العرش لولى عهده الأمير أحمد فؤاد ، ومابين عامى 1952و1957وقعت أحداث جسام وأخطاء فادحة وخطايا القمع والتعذيب والحكم الدكتاتورى والبطش والإستبداد والمحاكمات العسكرية الظالمة والقهر الفكرى والثقافى،وإنجازاتها المتعددة فى مجال الإصلاح الزراعى والصناعى والتعليمى 00إلخ ، وبدأ نجيب محفوظ وهو العين الناقدة والفاحصة والمتأملة وهو العقل المتوقد والذهن الجبار ، بدأ يرصد المتغيرات والإنقلابات ولم يكن بعيدا عنها بل عائشا فى خضمها وكما أكد فى الإفتتاحية ، معاصرا لها 0وفى عام 1959ومحمد حسنين هيكل يعتلى رئاسة جريدة الأهرام والأشهر عربيا وعالميا ، ومحمد حسنين هيكل المقَرب من الزعيم / جمال عبدالناصر وصديقه وموطن سره ومحط ثقته والصحفى الشهير ومقالاته المعنونة {بصراحة } والتى تذاع فى الراديو 0قام آنذاك بنشر رواية أولاد حارتنا ، مسلسلة ، وهنا قامت القيامة وهبت العواصف وأمتلأ الجو غيوما وضبابا وأعلنت الحرب الفكرية الشعواء على الرواية وكاتبها الكافر والزنديق والملعون ، والمطالبة بوقفها فورا ، وبمكانة هيكل لدى عبدالناصر إنتزع منه القرار بالإستمرار فى النشر ، ويقال أن المندوب الشخصى لعبدالناصر ، حسن صبرى الخولى ، إتفق مع نجيب محفوظ ، بعدم طبع الرواية بمصر ، ,وأن تطبع خارجها ، و أخيرا أكد نجيب محفوظ هذا الإتفاق 00000000000000000000ويستطرد نجيب محفوظ فى الإفتتاحية ص7 {شهدت العهد الأخير من حياة حارتنا ،وعاصرت الأحداث التى دفع بها إلى الوجود "عرفة"إبن حارتنا البار ، وإلى أحد أصحاب عرفة يرجع الفضل فى تسجيل حكايات حارتنا على يدى ،إذ قال يوما :"إنك من القلة التى تعرف الكتابة ، فلماذا لاتكتب حكايات حارتنا ?000""ويسترسل قائلا :وكنت أول من اتخذ من الكتابة حرفة فى حارتنا 000000000""ثم يتابع :"فإننى لاأكتب عن نفسى ولاعن متاعبى ،وما أهون متاعبى إذا قيست بمتاعب حارتنا 0حارتنا العجيبة ذات الأحداث العجيبة 0كيف وجدت ?وماذا كان من أمرا ،ومن هم أولاد حارتنا?"
أولاد حارتنا بين الثورة والإحباط ( 3) ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
لم يكن نجيب محفوظ إلا ناقدا لواقع عايشه ، وأمسى يصحو وينام على تغيرات الثورة ، وإنفراد مجموعة الضباط الأحرار بمقاليد السياسة والحكم ، وتمكن عبد الناصر من الإطاحة بكل رأس تناطح رأ سه ، وإقدامه على تأميم قناة السويس وما تلى ذلك من عدوان ثلاثى واحتلال سيناء وا شتعال الحرب وتدخل القوتان العظميان آنذاك موسكو ووا شنطن ، والخروج المذل والمهين لقوات العدوان الغاشم وتحرر سيناء ومازالت صورة عبدالناصر وهو يعتلى المنبر ويخطب بالجامع الأزهر بالقاهرة ، والقلوب والحناجر تهتف وتحيط به ، صورة صعب نسيانها ، وصعود نجم عبدالناصر والذين معه صعودا ملك بعدها قلوب الشعب وعقلوهم ، بل لا أكون مبالغا إذا قلت أنه صار الحاكم الآمر الناهى لامرد لقضائه ، وأثرى الضباط الأحرار ثراءا فاحشا وهيمنوا هيمنة كاملة على البلاد والعباد ، وأصبح منهم الوزراء والمحافظون والكتاب والساسة 0والشعب سكران بنشوة الإنتصارات وتحقيق الأحلام والسعى نحو إقامة مجتمع تذوب فيه الفوارق الطبقية وإقامة العدالة الإجتماعية وتحالف قوى الشعب العاملة 0وما أشبه الليلة بالبارحة 0فالشعب يئن ويئن ويئن ، وكأنك ياأبو زيد ماغزيت 0والسلطات والقيادات والمتعة والوجاهة والمجد للضباط الأحرار والذين معهم ، والقبض والسحل والسجون والمعتقلات والتعذيب للمفكرين والمثقفين وأبناء الشعب المخلصين الذين يطالبون بالحد الأدنى من الحياة الإنسانية المتواضعة ،ودخل الشيوعيون والأخوان المسلمون والمعارضون لتوجهات الحكم السجون وطوردوا وعذبوا وإنتهكوا بدنيا وعقليا ونفسيا ، بل التصفية الجسدية إن أمكن ، والمحاكمات العسكرية العاجلة ، ولا أنسى الحكم البشع على خميس والبقرى بالإعدام ، وسبب ذلك مطالبهم المتواضعة فى حياة كريمة وهما العاملان بإحدى الشركات بكفر الدوار ، وهذا بالتأكيد إنذار مخيف وقاس وبشع وحقير ومرعب ، فالصمت الصمت الصمت 000وفى هذا السياق التا ريخى لتلك الحقبة المرة والمريرة فى حياة مصر المحروسة وسقوط الأمل فى حفرة اليأس 0سجًل وبكل أمانة ودقة ، نجيب محفوظ هذه التداعيات المريعة التى أصابت الوطن والناس فى مقتل0 (((((ومع ذلك فلم تعرف حارة حدة الخصام كما عرفناها ،ولا فرًق بين أبنائها النزاع كما فرق بيننا ،ونظير كل ساع إلى الخير نجد عشر فتوات يلوحون بالنبابيت ويدعون إلى القتال 0حتى اعتاد الناس أن يشتروا السلامة بالأتاوة ، والأمن بالخضوع والمهانة ، ولاحقتهم العقوبات الصارمة لأدنى هفوة فى القول أو الفعل بل للخاطرة تخطر فيشى بها الوجه 0وأعجب شىء أن الناس فى الحارات القريبة منا كالعطوف وكفر الزغارى والدرا سة والحيسنية يحسدوننا على أوقاف حارتنا ورجالنا الأشداء ، فيقولون حارة منيعة وأوقاف تدر الخيرات وفتوات لا يغلبون 0كل هذا حق ، ولكنهم لايعلمون أننا بتنا من الفقر كالمتسولين ، نعيش فى القاذورات بين الذباب والقمل ، نقنع بالفتات ، ونسعى بأجساد شبه عارية )))))))))ص7،6من الرواية 00000000000000وللحديث بقية 0
أولادحارتنا بين الشكل والمضمون ( 4) ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
فى المقالات السابقة ، حاولت وبإيجاز شديد ، أن أطرح وجهة نظرى المتواضعة ، والظروف الإجتماعية والسياسية سواء التى تجرى بالوطن أوالتحولات السائدة بدول العالم ككل ، بإعتبار أن السياق التاريخى للعمل الإبداعى لابد من وضعه فى الحسبان ، فلاشىء يأتى من عدم وإنما من واقع معايش ووجود نحياه بخيره وشره ، ويهمنى أن أ ستهل البداية ، للولوج داخل العمل الإبداعى ومضمونه والشكل الفنى الذى يرتكن عليه 0 ولاأنسى مستويات التلقى للعمل الإبداعى والتراكم المعرفى والفكرى لكل متلق وقارئ، وكيف تشكل رؤيته ورأيه ومنهجه فى الحكم على المبدع وإبداعاته 000وبالتالى هناك مستويات متعددة للتلقى ، والعمل الإبداعى أكبر من أن ينحصر فى رأى واحد ، ويحكمنا المنطق النقدى الصارم فى إظهار جمالياته ومثالبه ونقده 0والنأى بالعقل عن الفوضى والترهل والورم الفكرى المنغلق والمحدود الأفق والضيق االمدارك 0إن العقل أشر ف وأجلً من أن يسقط فى حمئة العفن والسباب واللعن والقذف 0000وأبدأ وبإختصار الحديث عن (أولاد حارتنا) فهى رواية تقع فى 552صفحة من القطع الكبير ، تشمل إفتتاحية وخمس حكايات {{ أدهم وجبل ورفاعة وقاسم وعرفة }}}بعدد 114فقرة 0 وأوضح أكثر ، أن نجيب محفوظ وبعد إنتهائه من عمله الضخم "الثلاثية 0بين القصرين ،قصر الشوق ، السكرية "بإعتبارها من روائع روايات الأجيال على المستوى العالمى 0وصمته فترة طويلة ، ثم بدأ كتابة أولاد حارتنا ، على شكل حكايات ، فالسردية لدى نجيب محفوظ ، خيط متصل الأوصال ،متشابك المواضيع ، مترابط النسيج 0بلاغة لغوية ساحرة وألفاظ منتقاة بعناية وعذوبة غامرة 0000وتبدأ الحكاية الأولى (((أدهم ))) {{{ كان مكان حارتنا خلاء 0فهو إمتداد لصحراء المقطم الذى يربض فى الأفق 0ولم يكن بالخلاء من قائم إلا البيت الكبير الذى شيده الجبلاوى كأنما لتحدى به الخوف والوحشة وقطاع الطرق 0كان سوره الكبير العالى يتحلق مساحة وا سعة ، نصفها الغربى حديقة ، والشرقى مسكن مكون من أدوار ثلاثة 0ويوما دعا الواقف أبناءه إلى مجلسه بالبهو التحتانى المتصل بسلاملك الحديقة 0وجاء الأبناء جميعا ، إدريس وعباس ورضوان وجليل وأدهم ، فى جلابيبهم الحريرية ، فوقفوا بين يديه وهم من إجلاله لايكادون ينظرون نحوه إلأا خلسة ، وأمرهم بالجلوس فجلسوا على المقاعد من حوله 0000000}}}}}هكذا بدأت الحكاية واثناء الإجتماع أصدر الواقف قرارا خطيرا بإختياره أدهم لإدارة الوقف تحت إشرافه ، وتبودلت النظرات بين الأخوة تعكس مشاعر متابينة ، ودارى البعض مشاعره ، إلا إدريس إنفجر فى وجه أبيه غاضبا ، ولكننى الأخ الأكبر 0000000000ولكن الأب لم يبال ، وأكد أنه راعى فى إختياره مصلحة الجميع 0000ويبدأ الصراع الإنسانى الأبدى بين من يستحق ومن لايستحق ، بين العدل والظلم ، بين الخير والشر ، بين الكبير والصغير ، ويتحمل أدهم المسؤلية فى إدارة الوقف بكل همة ونشاط 0000وتنفجربأعماق إدريس أحط الإنفعالات وأ سوأها ، ويسلك السلوك المشين دون تعقل ، بل يهاجم وبضراوة والده الذى طرده من البيت شر طردة لخروجه على الناموس الأبدى ، إحترام الأب وتوقيره وتبجيله والإنحناء له والإحسان به 00000