اخوتي الكرام، لقد لمست - من خلال مطالعتي لما يُنشَر في هذه المجالس الراقية - مستوى عالياً لدى بعض الإخوة في قرض الشعر، فوددت لو نجتمع هنا بأشعارنا ونكوّن - بمرور الوقت - ديوان الوراق.. ولعل عملا كهذا يرى النور يوما ويبلغ مراتب عالية، وإني من ذلك لواثق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، إخواني الأعزة ، هذه هي المشاركة الأولى لي في مجالس الوراق ، وأسأل الله أن تكون مجالس إفادة واستفادة للجميع ، أؤيد الأخ / مهدي في فكرته ، فمن شأنها أن تكون باعثة على التنافس في الارتقاء بالمستوى الشعري ، لا سيما إن حظيت باللمسات النقدية من الإخوة الأكارم ، حتى ولو لم تكن لهم مشاركة بالأشعار ، وأقترح أن يتقدم كل واحد منا ابتداءً بعرض بعض شعره كي يتم التعارف والتواصل ، ثم نتفق بعد ذلك على مواضيع معينة يعرض كل منا ما له من شعر في هذه المواضيع ، والله الموفق
تعليق على قصيدة الأخ / عادل الكاظمي( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
أحيي الأخ / عادل الكاظمي على قصيدته الجميلة ، فقد أتى فيها بما يسر الخواطر والأذهان من جميل التشبيهات وبديع المجازات ، وأرجو أن يتسع صدره الرحب لثلاث ملاحظات .
الأولى / في الشطر ( لمن تشكو وفي الأفق ) نظر من ناحية العروض ، فقد جعلت المد المتولد من كسرة [ الأفق ] سكونَ آخر التفعيلة ، وهذا على حسب علمي لا يجوز ، إلا إذا نُزِّل البيت الذي في وسط القصيدة منزلة البيت الأول فيها ، أي جعل مثله مصرعًا ، لذلك فالشطر ( فماء العين ينبثق ) سالم صحيح .
الثانية / الصورة الخيالية في ( ونار الشوق تحترق ) فيها نظر ، لأن النار تحرق وليست تحترق ، فيقال مثلا [ نار الشوق تحرق قلب العاشق ] .
الثالثة / في الشطر ( ولم يدر كفاه أسًى ) نظر من ناحية العروض ، لأن الوزن لا يستقيم إلا بإشباع كسرة الراء ، فتصبح عندها [ أدري ] ، وإثبات حرف العلة في المضارع المجزوم قيل ضرورة ، وقيل أنه يجزم بحذف الحركة المقدرة على حرف العلة ويبقى حرف العلة على حاله ، لكن على أي الأحوال فثمت عيب على الشاعر المتمكن في وجود مثل هذا في شعره ، ولو قلت [ ولم يعلم ] لسلم لك البيت وزنًا ومعنًى .
جعلك الله - أخي الفاضل - للشعراء تاجًا ، وأفعم مهجة الأدب بك مسرة وابتهاجًا .
أحببت أن أسأل إخوتي الأكارم عن لو كان لدى أحدهم قصائد أو مقطوعات للشاعر الكبير / إسماعيل صبري باشا - رحمه الله - ، أو اطلع على شيء من شعره في كتاب ما فيخبرني باسم هذا الكتاب ، لأني لم أجد له - رغم مكانته الشعرية المرموقة التي شهد له بها كبار الشعراء ونقاد الأدب - إلا نزرًا يسيرًا من شعره ، وهو قصيدة مطلعها ( لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني ) في كتاب جواهر الأدب للهاشمي، وقصيدة له قرظ بها مختارات البارودي وهي موجودة في أولها ، وقصيدة مطلعها ( كم ساعة آلمتني ) قرأتها في موقع البابطين ، وما أورده الرافعي في وحي القلم ، والزيات في تاريخ الأدب العربي من بعض الأبيات والمقطوعات ، وقد ذكر الرافعي أنه لم يعتن بتدوين شعره ، فضاع لذلك كثير منه ، ولكن لعل أن ينهض باحث فينقب في المجلات والصحف الأدبية التي كانت تصدر في ذلك العصر ، فيجمع لنا من شعره مقدارًا أكر يوقفنا على سمو النتاج الشعري لهذا الشاعر الكبير ، وأنبه إلى أن هناك شاعر آخر مختلف عنه اسمه أيضًا / إسماعيل صبري ، ويكنى بـ / أبي أمامة ، له ديوان مطبوع، وهو من شعراء الطبقة التي تلي شاعرنا في الترتيب الزمني تقريبًا.
ديوان إسماعيل صبري (ت 1341هـ 1923م) طبع منذ زمن قديم، فقد قام أصدقاؤه بجمع ما تفرق من شعره، ونشروه بعيد وفاته بمدة قليلة، وتجد ديوانه في (الموسوعة الشعرية) (إصدار المجمع الثقافي بمدينة أبو ظبي (الإصدار الثالث 2003م) ويضم (176) قصيدة في (1451) بيتا، منها القصيدتان اللتان أشرت إليهما: (لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني) وهي (49) بيتا، والقصيدة التي أولها:
أشكر الأستاذ / زهير على إفادته ، وأحببت أن أسأل أيضًا عن كتاب (( سلافة العصر )) لابن معصوم ؛ هل طبع بتحقيق عبد الفتاح الحلو أم لا ? ، فقد أشار في تحقيقه لكتاب (( نفحة الريحانة )) أنه يقوم بتحقيق (( السلافة )) وسوف ينشرها ، وشكرًا .
________________
ما هذا يا أخ محمود، إن هذا يعني أنك بحاجة إلى دورة في استعمال الوراق، ألا تعلم أن سلافة العصر منشورة على الوراق، إذا كنت لا تعلم ذلك فأنصحك بالدخول إلى المكتبة التراثية والمكتبة المحقق في الوراق والنظر في الكتب المنشورة في هذين الركنين من أركان الوراق، وأعتذر عن جوابك على سؤالك ضمن بطاقة السؤال حتى لا يطول هذا الملف بمثل هذه التعليقات التي لا صلة لها به، وسوف أقوم بحذفها بعد أيام.
صياغتي للشعر الوارد في رحلة مطراقي زاده( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
عثرت في أوراقي على عمل قمت به منذ بضع سنين، ويضم صياغة ما ورد من الشعر في رحلة مطراقي زاده (طبعة المجمع الثقافي بأبو ظبي) وأنا أثبته هنا مع ذكر أصل البيت كما ترجمه المترجم نثرا. قوله ص 13:
تسرعت في تخطئة الأستاذ / عادل( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
سبق أن خطأت الأستاذ / عادل في قوله : [ ولم يدر كفاه أسى ] ، وأسرفت في القول هناك تعالمًا مني ، وأنا المخطئ في حقيقة الأمر ، وبيته صحيح سالم ، وقد وقع فيه زحاف جائز في الوافر وهو النقص ، ومثل العروضيون لوروده في الوافر بقول الشاعر : [ لسلامة دار بحفير - كباقي الخلق السحق قفار ] فالنقص ورد في كل التفعيلات الحشوية في هذا البيت ، لكن أنبه على أن الزحاف المزدوج بأنواعه الأربعة - ومنها النقص - قبيح عند العروضيين ، فالأولى اجتنابه ، ولا يُخَطَّأ من جاء في شعره .
وقد تَفَضَّل عليَّ بأن نظر في أبياتي المتواضعة نظرًا زدت به فخرًا وشرفًا ، وذكر ملاحظتين في الأبيات ، وأجيب عنهما: 1- لم أكن طالبَ العفو ولا واهبه ، وإنما المعنى الذي أردته : أن العفو والترفق أجدر وأحرى بأن يكونا من صفاتك ، ولو كنت طالبَ العفو لقلت : العفو عني أحرى ، أو واهبَه لقلت : عنك ، فالفعل [ عفا ] يتعدى بـ [ عن ] ، قال تعالى : (( عفا الله عنك )) . 2- كلمة [ نير ] ليست صفة لـ [ بدرًا ] ؛ وإنما هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره : [ هو ] ، والجملة الاسمية في محل نصب صفة ، وقد ذكروا أن الصفة إذا أشعرت بذم أو مدح كان في إعرابها ثلاثة أوجه : تبعية الموصوف ، والرفع وتوجيهه كما سلف ، والنصب على تقدير فعلٍ نحوِ : أعني ، أقصد .
شكرًا للأستاذ / عادل على هذه الملاحظات ، وأنا أحب جدًّا أن أتبادل معه ومع كل الإخوة الأكارم مثل هذه الملاحظات النقدية ، فهي تثير لدينا جميعًا الآراء والأفكار ، وتدفعنا - بإذن الله - إلى مزيد من الإبداع والابتكار .