وهذه فائدة رائعة تؤصل ما يصنعه العشاق في زماننا هذا عندما يحب أحدهم إرسال قبلة إلى حبيبته عبر الأثير فيقبل يد نفسه أوأطراف أصابعه أو إصبعا واحدة منها ثم ينفخ القبلة تجاهها وهو تنظر وتنتظر وصولها بلهفة وشوق ، وسبكا للدور تراها تتلقف القبلة بين كفيها تحتضنها فيهما هنيهة حتى إذا سرت سخونتها في البدن مسحت وجهها بكلتا الكفين كما يصنع الداعي بعد دعائه ، وللسيوطي رسالة لطيفة في أدلة مسح الوجه بالكف بعد الدعاء . ثم نشكر الأستاذ زهيرًا على فوائده تمهيدا لشكره على عوائده ( كأن يهدينا كتابا من مطبوعات مراكزالثقافة والفكر في دولة الإمارات العربية المتحدة وله في الذمة مثله أو أحسن ، مما يصدر هنا في الرياض إن شاء الله ) ولا بأس من إزجاء الشكر العميم سلفا فكم طوق عنقي بطُرَفِه الجليلة .
تاريخ تبادل القبلات عند السلام( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
ومما يجري مجرى بيتي صفوان قول أبي نواس:
قـد أحدث الناس iiظرفا
يـعلو على كل iiظرف
كـانـوا إذا ما iiتلاقوا
تـصـافـحوا iiبالأكف
وأحدثوا اليوم رشف ال
خـدود والرشف يكفي
ويسمح لي الأستاذ منصور أن أسأله بعد التحية والشكر والامتنان عن اسم الكتاب الذي يرغب بإرساله إليه، لأنني أخشى أن أبعث إليه بكتاب يكون في حوزته، وأسأله هل عنده كتاب (جامع الشروح والحواشي) وكتاب (معجم الموضوعات المطروقة) ? فهما من أهم إصدارات المجمع الثقافي بمدينة أبو ظبي، تأليف شيخنا عبد الله الحبشي حفظه الله.
أشهر ما وصلنا من الشعر في إلقاء السلام بالحواجب قول الشاعر =ولا أعرف من هو=:
لـم أضع للسلام كفي iiبصدري
حـين حيت بالحاجب iiالمقرون
غير أني لمست صدري لأدري
أيـن حـلت سهام تلك الجفون
وتجد في الموسوعة الشعرية تشطيرا لهذين البيتين في ديوان جواد زيني المتوفى سنة (1247هـ) وتخميسا لهما في ديوان حنا أسعد المتوفى سنة (1315هـ) وربما كان في طبعة هذين الديوانين ذكر لصاحب البيتين، فلم أتحقق من ذلك.
وهذا باب واسع من أبواب التحية، وأشهر ما قيل في ذلك قول عبد الصمد ابن المعذل (ت 240هـ)
عَـشِـيَّـة حَـيّاني بوَردٍ iiكَأَنَّهُ
خُدودٌ أُضيفَت بَعضُهُن إِلى بَعضِ
في قطعة نسبت أيضا إلى خالد الكاتب (ت 262هـ) وجحظة البرمكي (ت 324هـ) كما نسب البيت مفردا إلى علي بن الجهم (ت 249هـ) والأرجح أنها من شعر ابن المعذل. ومن ذلك قول ابن منير الطرابلسي (ت 548هـ)
ومُضْعَفُ الطَّرْفِ حيّاني بمُضْعَفَةٍ
كـأنّـمـا قُطِفَتْ من خدّ iiمُهْدِيها
وقول ابن خاتمة الأنصاري (ت 770هـ)
حيَّا الرَّبيعُ بِنَرجِسٍ وَبَهارِ
فارْدُدْ تَحيَّتَهُ بكأسِ iiعُقارِ
ومن ذلك قول أبي بكر الخالدي (ت 380هـ)
وورد بُـسْـتانِ iiقحابية
رَتَّـبَهُ الحسن iiبنوْعَيْنِ
ظَاهِرُها مِنْ قَشْرِ يَاقوتَةٍ
بَـاطِنُها مِنْ ذَهَبٍ iiعَيْنِ
قَـبَّـلْتُها حُبّاً لها إِذ iiبِها
حَيّانِيَ البَدْرُ على iiعَيْنِ
كـأَنَّها خَدّي عَلى iiخَدِّهِ
يَوْمَ اجْتَمَعْنا غَدْوَةَ iiالبَيْنِ
وقول تميم الفاطمي (ت 374هـ)
كـلّـمـا عَلّني ثَناياه iiحيّا
ني بوَرْدِ الشَّقِيق مِن وجْنَتيْهِ
ومن هذا الباب قول ناصيف اليازجي:
وردٌ قطفناهُ بالأبصارِ واعَجَبا
من وجنةٍ ذاتِ أمواهٍ ونيرانِ
حـيَّـا بها رشأٌ تُحيي iiتحيَّتهُ
ويَـفتِنُ اللَّحظُ منهُ كلَّ iiفَتَّانِ
أما التحية بالكؤوس فكثيرة جدا، وأشهرها قول ابن دراج القسطلي (ت 421هـ)