" ... وكفى بالله شهيداً" . ( من قبل 6 أعضاء ) قيّم
المستقبل للإسلام: " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" {9/33،61/9}. " يريد محمداً صلى الله عليه وسلم. { بِٱلْهُدَىٰ } أي بالفرقان. { وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ } أي بالحجة والبراهين. وقد أظهره على شرائع الدين حتى لا يخفى عليه شيء منها؛ عن ٱبن عباس وغيره. وقيل: «ليظهره» أي ليظهر الدّين دين الإسلام على كل دين. قال أبو هريرة والضحّاك: هذا عند نزول عيسى عليه السلام. وقال السُّدِّي: ذاك عند خروج المهدِيّ؛ لا يبقى أحد إلا دخل في الإسلام أو أدّى الجزية. وقيل: المهدِيّ هو عيسى فقط، وهو غير صحيح؛ لأن الأخبار الصحاح قد تواترت على أن المهديّ من عِترة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلا يجوز حمله على عيسى. والحديث الذي ورد في أنه: " لا مهدِيّ إلا عيسى " غير صحيح. قال البَيْهَقِي في كتاب البعث والنشور: لأن راويه محمد بن خالد الجَنَدِيّ وهو مجهول، يروي عن أبان بن أبي عيّاش ـ وهو متروك ـ عن الحسن عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو منقطع. والأحاديث التي قبله في التنصيص على خروج المهدِيّ، وفيها بيان كون المهدِيّ من عِترة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحّ إسناداً. قلت: قد ذكرنا هذا وزدناه بياناً في كتابنا (كتاب التذكرة) وذكرنا أخبار المهدِيّ مستوفاة والحمد لله. وقيل: أراد «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّين كُلِّهِ» في جزيرة العرب، وقد فعل" ( القرطبي). * " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا "{48/28}. نعم، إن " المستقبل للإسلام بظهوره وحكمه على الأديان كلها. وقد يظن بعض الناس أن ذلك قد تحقق في عهده، صلى الله عليه وسلم، وعهد الخلفاء الراشدين ، والملوك والصالحين ، وليس كذلك ، فالذي تحقق إنما هو جزء من هذا الوعد الصادق ، كما أشار إلى ذلك النبي ، صلى الله عليه وسلم، بقوله: " لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزّى ، فقالت عائشة : يارسول الله إنْ كنت لأظن حين أنزل الله " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " أنّ ذلك كان ، قال : إنه سيكون من ذلك ما شاء الله " . رواه مسلم. ( سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني 1/6) . وقوله ، صلى الله عليه وسلم، : " إنّ الله زوى ( أي جمع وضمّ) لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإنّ أمتي سيبلغ ملكها ما زُوِيَ لي منها". رواه مسلم ( السلسلة 1/7).وقوله ، عليه الصلاة والسلام ، : " لَيبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يَترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعزّ عزيز ، أو بِذُلّ ذليل ، عِزاً يعِزّ اللهُ به الإسلام ، وذُلاً يَذِلّ به الكفر " قال الألباني :[ مما لا شك فيه أن تحقيق هذا الانتشار يستلزم أن يعود المسلمون أقوياء في معنوياتهم ومادياتهم وسلاحهم حتى يستطيعوا أن يتغلبوا على قوى الكفر والطغيان ، وهذا ما يبشرنا به الحديث: " عن أبي قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عَمرو بن العاص ، وسئل أيّ المدينتين تُفتح أولاً: القسطنطينية ، أو رومية ؟ فدعا عبد الله له حلق ، قال: فأخرج منه كتاباً قال : فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، نكتب ، إذ سئل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، أيّ المدينتين تفتح أولاً : أقسطنطينية ، أو رومية ؟ فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، : مدينة هرقل تفتح أولاً. يعني قسطنطينية...." ( السلسلة 1/8). قال الألباني : [ ...و" رومية" هي روما كما في معجم البلدان ، وهي عاصمة إيطالية اليوم. وقد تحقق الفتح الأول على يد يد محمد الفاتح العثماني كما هو معروف ، وذلك بعد أكثر من ثماني مئة سنة من إخبار النبي ، صلى الله عليه وسلم، وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله ولا بد ، ولتعلمنّ نبأه بعد حين. ولا شك أيضاً أن تحقيق الفتح الثاني يستدعي أن تعود الخلافة الراشدة إلى الأمة المسلمة ، وهذا ما يبشرنا به ، صلى الله عليه وسلم، بقوله في الحديث: " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت" . رواه أحمد ( السلسلة 1/8). قال الألباني : [ هذا، ومن المبشرات بعودة القوة إلى المسلمين واستثمارهم الأرض استثماراً يساعدهم على تحقيق الغرض ، وتنبئ عن أن لهم مستقبلاً باهراً حتى من الناحية الاقتصادية والزراعية قوله ، صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تعود أرض الجزيرة وجاً وأنهاراً" ] (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني1/10). |