مجلس : العلوم عند العرب

 موضوع النقاش : العلم في الإسلام    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زائر 
19 - نوفمبر - 2005

السلام عليكم

إني أقوم ببحث جامعي في إطار دراستي العليا وقد واجهني سؤال أود لو يمكنكم مساعدتي به:

بعض من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية قد دعت إلى طلب العلم. سؤالي هنا هو: هل توجد لديكم معلومات إذا القصد بطلب العلم هو ليس علوم الدين والقران فقط, وإنما القصد هو أيضا علوم الطبيعة بكل أقسامها (الكيمياء, الفيزياء, ....)??

ديننا جميل وواضح, ولكني في كل الآيات والأحاديث التي قرأتها لم يكن ذكر يجيب عن تساؤلي - هل هناك آيات وأحاديث قد غفلت عنها بهذا الموضوع?

لكل من يمكنه إجابتي فأرجو منه إيتائي بالمصدر الموثوق.

جازاكم الله كل خير



*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الكلمات والأشياء    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

السلام عليكم ،

أعتقد أنه لا يجب أن تحصل على نصوص موثوقة للتأكد من حث الاسلام على العلم ،

المسألة تكمن فيما يدعوه محمد عابد الحابري تبيئة المفاهيم ، أي التعرف على الشحنة الاصطلاحية والدلالية لكلمة العلم في ذلك الحين .

سوف يجنبك هذا المدخل الوقوع في الفخ الانثروبولوجي الذي ينفي وجود الشيئ بغياب مسماه .

مع تمنياتي بالتوفيق

زين الدين

*زين الدين
8 - ديسمبر - 2005
العلم مصدره الوحي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

ما أراد قوله الأخ زين الدين ،  وأسمح لنفسي بتوضيح ما قاله لأنه لم يتوسع في شرح فكرته وهي فعلاً حجر  الأساس ،  هو أن مفهوم العلم في الإسلام يختلف عن مفهومه لدى الغرب . فالعلم المقصود في الآيات والأحاديث هو العلم الإلهي الذي مصدره الوحي ، والعلوم الأخرى تتفرع عنه وتدلل عليه ، حتى تلك التي يمكن تسميتها بالعلوم الوضعية كالطب والكيمياء والجبر والهندسة وعلوم الطبيعة وغيرها ، تبقى مرتبطة بمصدر الوحي وهي وإن إستقلت عن الدين لقصد المنفعة المرجوة منها إلا أنها تنطلق من مسلمات دينية : ففي الطب العربي ، ينظر إلى الإنسان على أنه جسد وروح ونفس ، وفي الكيمياء فإن الطاقة الموجودة في بعض الأجسام من معادن وسوائل هي طاقة روحانية . قس على ذلك في شتى نواحي العلوم . بينما يرتكز العلم الغربي على العلاقة المادية بين الإشياء وينفي وجود الروح ، وليس له من مسلمات سوى المعطيات الواقعية والتجربة .

لذلك ، فإنه من الصعب فيما يخص الآيات والأحاديث النبوية ، الإبتعاد عن مفهوم العلم الإلهي الذي هو المقصود بتلك الآيات والأحاديث والذي هو مصدر الوحي لجميع العلوم ، خصوصاً في ذلك الوقت المبكر الذي لم تكن العلوم الأخرى قد تطورت فيه  وهي لم تتطور إلا بعد الإحتكاك بالثقافة اليونانية أي في العصر العباسي . صحيح بأنك تبحث عن شيء آخر ، إلا أن الإسقاطات المحتملة يمكن لها بأن تضلل الموضوع . ولك التوفيق .

 

*ضياء
10 - ديسمبر - 2005
الكلمات والأشياء ....... من جديد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

السلام عليكم ،

أشكر الأخت شادية على التعليق الممتاز الذي قدمته ، وأعتذر عن عدم تفصيل الفكرة من قبل ،

وأود أن أضيف ، أن المعنى الاصطلاحي لكلمة أو بالأحرى لمفهوم العلم ، يمكن الحصول عليه من المصادر اللغوية (قد يكون أهمها لسان العرب) ، فيما نعثر على المعنى الدلالي في الكتب العربية المصنفة حول معنى العلم خصوصا ( من قبيل تصنيف العلوم للفارابي) .

ففي المحور الاصطلاحي يمكن الحصول على نقاط إلتقاء العلم الديني بالدنيوي ( إن صح هذا التقسيم ) بالمقارنة بين مادتي فقه و علم في المدونات العربية . كما تجد تمايزا خاصا في الحضارة الاسلامية لما يمكن أن ندعوه علما لدنيا بالاطلاع على المفهوم الصوفي للعلم ، وهذا شأن آخر . 

تجدر الإشارة أنه من الغرابة بمكان ، أن لا يتعرض الفارابي إلا لماما إلى العلم الديني ، بمعناه الضيق ، في كتابه تصنيف العلوم ، وهو ما يقود إلى إستقصاء دلالة كلمة علم في المخيلة العربية والإسلامية .

إقتراح :

ضع كلمة علوم في محرك بحث موقع الوراق ، واستقرئ النتائج .........

مع تمنياتي بالتوفيق من جديد

أخوكم

زين الدين

*زين الدين
13 - ديسمبر - 2005
العلم مصدره الوحي (2 )    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

 لا أدري إن كانت المداخلات التي قمنا قد أدت المطلوب منها وهو الإجابة على طلب الأخ الزائر .

لتوضيح الفكرة ، بإمكاننا إعتماد سورة قرآنية معينة يأتي فيه سبحانه وتعالى على ذكر العلم ، وذكر العلم يتردد منتشراً في أغلب السور ، لكن دعنا نتخذ مثلاً للتوضيح  كسورة الكهف  :

في سورة الكهف يأتينا بخبر أهل الكهف  الذين هم : " فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدىً "الآية 12 . ولم يقل علماً لأنهم عندما إستفاقوا لم يعرفوا كم لبثوا نائمين وظنوا بأنهم غفلوا ليوم أو بعض يوم حتى أرسلوا بواحد منهم بورق إلى السوق ليبتاع لهم طعاماً وإنكشف أمرهم . " قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض ... " الآية26 ، وكانوا قد ناموا 309 سنين .

والمثل الثاني هو مثل رجلين واحدهم ذات يسار إذ كانت له جنتان من أعناب ونخل ظن بأنها لن تفنى أبداً  ، حتى أنه إستكبر على صاحبه معيراً إياه بالفقر ، مدللاً على جهله بساعة الحساب وبأن مصيره هو بين يدي ربه وحده مغير الأحوال ، حتى تبدلت أموره من حال إلى حال " فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً " آية 42 .

والخبر الثالث هو قصة النبي موسى مع الرجل الصالح الذي هو على الأرجح الخضر عليه السلام : " فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً " آية 65 . في هذه المرة ورغم نبوة موسى وجلالة مقامه إلا أن الله لم يوح إليه بما أوحى إلى العبد الصالح من العلم ، لكي يتم ما أمره به من أمور غريبة أشكل فهمها على نبي الله وكليمه موسى عليه السلام .

وفي خبر ذي القرنين ، فإن العلم الذي أوحى به الله إليه ليبني السد إنما هو من نوع العلم المادي إذ قال : " اتوني بزبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال اتوني أفرغ عليه قطراً " الآية 96 . " قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاً وكان وعد ربي حقاً " الآية 98 .

العلم مصدره الوحي ، والله يوحي لمن يشاء أو لا يوح بتقدير منه ، ولا يوجد علم غير زائل إلا ما علمه سبحانه وتعالى .   

*ضياء
22 - ديسمبر - 2005
العلم مصدره الوحي 3    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

الأخت شادية ،

لا شك أن الوحي مصدر أساسي من مصادر المعرفة الإنسانية ، وليس هذا فهم إسلامي فحسب ، بل هناك إقرار بهذه الحقيقة ، كما أشار إلى ذلك غولدنر في كتابه " الأزمة القادمة لعلم الاجتماع الغربي " ، فيما يدعوه مسلمات ضامرة latent intutions.

غير أن القول بـأن الوحي هو المصدر الوحيد للعلم ، يعد تجنٍ على كليهما ...

وفي كتاب ابن تيمية حول " منهاج السنة النبوية " تفصيل رائع لهذا الأمر.

زين الدين

*زين الدين
23 - ديسمبر - 2005
هي نقطة نظام    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

ليس عندي أي إعتراض على مسألة أن العلم لا يقتصر على الوحي ، وأن الوحي لا يقتصر على الإسلام . إلا أن جذر السؤال كان عن العلم في الإسلام . ومن العادات التي درجنا عليها ، هي أن نسقط كل عواطفنا وما نراه إيجابياً في نواحي الحياة على الإسلام لنجعله يقول ما لم يقله أحياناً . الإسلام شجع على العلم ، والثقافة الإسلامية إحتضنت العلم والعلماء ، والحضارة الإسلامية عرفت تطوراً مهماً وأسهمت في تاريخ العلم ، إلا أن مفهوم العلم في القرآن لا يحمل نفس المعنى المفهومي للعلم الحديث بتعريفه الحالي المتعارف عليه . كنت أنت يا أخ زين الدين هو أول من إنتبه إلى هذا رداً على السؤال .

إن مسألة تحديد هذه المفاهيم ومحاولة فهمها هو أمر ضروري لأنه يترتب عليها نتائج مهمة ، فالثقافة الغربية ، أو الحداثة ، وضعت الإنسان في قلب العالم ، وجعلت من العقل الإنساني ، المرجعية الأولى للحقيقة . بناء عليه ، فإن هذه الحقيقة التي تبدو اليوم في أعلى مراحل قوتها ، هي حقيقة هشة ، ومتحولة ، وهي حقيقة في شك دائم تبحث لنفسها عن مرتكزات .  

نحن لدينا مشاكل من نوع آخر ، أخطر وأعمق ربما لأننا نعاني من إزدواجية التفكير . لا أظن بأنني سأحل المشكلة ولكني أظن بأن بعض النظام مفيد . أنا لا أعتقد بأن العلم الحديث يتناقض مع الدين بالضرورة ، ربما يتعارض معه  في بعض وجوهه ولكنه لا يتناقض معه جوهرياً ، إلا أن مسألة تحديد المسلمات التي ننطلق منها باتت مسألة ملحة حفاظاً على هويتنا وتماسكنا الداخلي .

 

 

*ضياء
25 - ديسمبر - 2005
بارك الله فيك    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

بارك الله فيك أخت شادية ،

نقطة نظامك جاءت في محلها

زين الدين

*زين الدين
31 - ديسمبر - 2005
العلم مصدره الوحي (3 )    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

 يسرني العودة إلى هذا الموضوع خصوصاً بعد أن قرأت وإستفدت من المشاركات الجديدة للأخوة والأخوات ، وأتمنى طرح بعض التساؤلات :

الأخ الذي تكلم عن موضوع السحر والكهانة والعرافة ، ولم أتميز أسمه ، طرح موضوعاً في غاية الأهمية لكن يلزمنا فيه إختصاصي في تاريخ الأديان ، خصوصاً ما يتعلق منها بالأديان التي سبقت ديانات التوحيد ، كالفرعونية وديانات بلدان الهلال الخصيب من سومرية وبابلية وكنعانية وغيرها ، بالإضافة إلى العبادات التي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية ، لأنها إرتبطت بها . هذا الموضوع شيق ، إلا أنه عويص ومتشعب لطول الفترة التاريخية وإتساع رقعتها الجغرافية . أما الشعر والحكمة فمعانيها اللغوية لا يوجد حولها إلتباس كبير . وأما علم الأولين وعلم اليقين فمعانيها محددة في القرآن وهي من المسلمات .

لكن ما أردت التساؤل حوله هو قولك عما أسميته :  "إشكال الوحي والعلم ."

ثم قولك : " فالنصوص التأسيسية تعمد إلى هذا التمايز بل تقره وتتبناه " . بما يعني بأنهما مفهومان متمايزان .

لم توضح لنا كيفية الإشكال ، إن كان هناك إشكالاً من وجهة نظرك ?

ثم لم توضح لنا : ما هي هذه النصوص التأسيسية التي تتكلم عنها والتي تقر هذا التمايز وتتبناه ?

كل ما جهدنا في قوله حتى الآن كان هو أنه لا يوجد تمايز في الإسلام بين الوحي والعلم ، وأن العلم مصدره الوحي ومرجعه الوحي ، وأنه لا يوجد علم خارج الوحي بل أن الجهل بهذه الحقيقة هو الجهل بعينه .

ما قاله الأخ أحمد بهذا الصدد يوضح الصورة ، فالعلوم في التاريخ الإسلامي ، إنطلقت في البداية من القرآن ومن ضرورات الحياة الإجتماعية تحت ظل الدين الجديد . أول ما تفرع عن القرآن هو علوم الحديث ، ثم الصرف   والنحو ، ثم الفقه والتفسير . ثم جاءت العلوم الأخرى تباعاً وفقاً لضرورات حياتية الإجتماعية ولكن دون أن تنفصل أو أن تستقل عن الدين . أبسط ما يدلل عليها هو أنك لا تجد كتاباً في أي علم كان لا بيدأ بالبسملة والحمدلة والصلاة على النبي المصطفى وعلى صفحة كاملة على الأقل من الدعاء والشكر لله ، هذا أبسط دليل .

ثم أنه لا يوجد " سيرورة " ، وأعتقد بأن الأصح هو أن نقول" صيرورة "وهو مصطلح جديد . هذه أيضاً يلزم فيها نقطة نظام . إفتراض الصيرورة يتضمن إعتماداً  لنظرية هيغل في التاريخ وما رافقها من فلسفات على نحو متواز، كالماركسية والداروينية والتي تعتبر بنظرية النشؤ والإرتقاء وتفترض بأن للتاريخ إتجاه تطوري متصاعد نحو هدف معين . الإسلام لا يرى في التاريخ إلا حركة دائرية له بداية ، هي خلق آدم ، ونهاية ، هي يوم القيامة ، نتميز فيه الصراع بين الخير والشر ونختار بينهما . بإمكان من شاء أن يؤمن ، ومن شاء أن يعتقد لنفسه إعتقاداً آخراً يجده بنظره أقرب إلى الحقيقة ، إلا أن الخلط في المفاهيم مسؤول لدرجة كبيرة عن تخبطنا الفكري وهذا ما أجرب توضيحه .

 

*ضياء
10 - يناير - 2006
حدود العقل الإنساني    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

 

ربما يتبادر إلى الذهن من خلال ما قلته سابقاً ما يدلل على أنني أرى بأن العلم مقتصراً على الوحي وغير متمايز عنه .

لم يكن القصد كذلك ، وربما أكون قد أسأت التعبير . فالعلم مرتبط قطعاً بالوحي لكن الوحي أشمل من العلم وهو مرجعه ، العلم جزء من الوحي وليس الوحي كله ، هذا من جهة . ومن جهة أخرى ، يرتبط العلم بالوحي ويتفرع عنه إلا أنه بعدها حر طليق ، البحث والدراسة والتجارب العلمية وكل ما ينتج عنها من إبداع إنساني غايته تحسين ظروف حياة الإنسان على الأرض  لا يتعارض أبداً مع الدين ، بل هو ضرورة بديهية لتحصيل المعاش الإنساني .

المسألة دقيقة وجوهرية : فالوحي هو الفضاء المسموح به للعقل الإنساني بالتفكير ، العقل في الإسلام هو وسيلة وليس غاية ، والعقل في الإسلام يتوقف عند حدود الوحي الذي ينطلق من الإيمان والتسليم .

ربما يبدو للوهلة الأولى بأنها حدود ضيقة . إلا أن حدود الوحي واسعة جداً ، فالإسلام إنفتح على كل الأديان التي سبقته اليهودية منها بالأخص التي هي ما أراد النبي عيسى عليه السلام تقويمه ، وكل الأنبياء الذين سبقوا حتى عهد آدم . لا يوجد في الإسلام نص مقدس إلا النص القرآني وهو فضاء معرفي هائل لا تزال كل التفاسير والإجتهادات التي نعرفها تسبح على شطآنه .

العقل الغربي تحرر من كل القيود ، هذا ما يبدو ظاهرياً عل الأقل ، ونقل نقلة تكنولوجية معرفية هائلة تتمثل بكل ما نراه ونستخدمه يومياً في حياتنا الإعتيادية . نحن نعيش اليوم في فضاءه و نخضع له شئنا أم أبينا ، لذلك تلتبس علينا الأمور . ليس في ذلك شر مطلق أو خير مطلق . وعينا بمنطلقاتنا وحاجاتنا سوف يسهل علينا تحديد موقفنا ووجهة نظرنا فيما نعيشه من تناقض .

شكري وإمتناني لصبركم على مداخلاتي الطويلة نسبياً .

 

*ضياء
14 - يناير - 2006

 
   أضف تعليقك