مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : ذكرياتُ دركــــــــي    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 MOHAMED 
13 - نوفمبر - 2005
  

هــذه من أولياتي بعد قطيعة اثنين وثلاثين سنة مع الحقل الأدبي، وهي الفترة التي قضيتها في التوظيف! وتعتبر تأكيداً لبعض ما جاء في نبذة من سيرتي الذاتية، وافيتكم بها بتاريخ 25 أكتوبر2005 م.

تقاعدتُ عن طوع وآليت iiصادقا وصـمـمـتُ ألا أستردَّ iiالبنادقا
تـخليتُ  عنها زاهدا غير iiمكره لعمري، وما جبنا تركت iiالخنادقا
ففي الدرك الملكي أمضيت iiحقبة وعـايشت  أحداثا وكانت iiمزالقا
ولـي ذكـريات حلوة iiأستطيبها عـلى أنني أصليت أيضا iiودائقا
فـفي كل يوم بل وفي كل iiساعة أقـابل  شخصا مستغيثا iiوطارقا
حبيسا أرى في كل يوم وهاجسي أنَ أبـقى دواما كل جان iiملاحقا
يـلازمني الإزعاج في كل لحظة وأضـطر  أن أبقى زمانيَ iiحاذقا
وفي عالم الإجرام حاورت معشرا سـفـيـها وقتّالا خطيرا iiوسارقا
ونـاقـشت  أجناسا يروّع iiحالهم ومـنـهـم نساء مثقلاتٌ iiسوابقا
هـجومٌ،  حريقٌ، اغتيالٌ، iiتحايلٌ وحـادثـة تـردي مسوقا iiوسائقا
فجورٌ،  شجارٌ، اغتصابٌ، iiمخدّرٌ وأبـسطها  المعتوه يذكي iiحرائقا
تـرامٍ  وتـزيـيف لعقد iiوعملة وتـزويـر إشـهاد لكيلا iiيطابقا
إلـى  غير ذا مما يحار به iiالذي لـه عـصـمة قد جنبته iiالبوائقا
وتـزداد أفـعـال الجناة iiفظاعة وأدنى  البحوث يقتضيني iiمهارقا
وما معضلات القوم سهل علاجها وقـد  جبلوا أن ينكرونا iiالحقائقا
فللجرم  فيروس إذا جاوز المدى يـغيّر  حتما في النفوس iiسلائقا
لقد بلغ السيل الزبى iiوتضافرت عـوامـل شر محدثات iiخوارقا
ينوء بأهل الخير ثقل نزولها iiال مروّع والحاكي اجتياحا صواعقا
يـحـلّ  بـياتا أو نهارا iiمباغتا ويضرب  في عنف شديد iiمناطقا
وهـذا قـلـيل من كثير iiأسوقه وما  كان جرْدا مستفيضا iiمطابقا
ولـست  أغالي في الكلام iiوإنما توخيت أن أبقى صريحا وصادقا
ومحظور  ذكر لا سبيل iiلعرضه ويـبقى به الكتمان دوما iiملاصقا
وأحـمـد  ربي أن حبانيَ iiلطفه وألـهـمـني الرأي السديد iiالموفقا
ويـسر  أسباب الخلاص iiلعبده وكنت  به دوما وما زلت iiواثقا
وإني لفي العيش الرغيد iiبفضله له الشكر أن أزاح عني العوائقا
وبالرغم من جاه، نفوذ، iiوسلطة تقاعدت طوعا واعتزلت البنادقا

 

 

 

 

 

 

 



*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
قصيدة جميلة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

قصيدة جميلة ورائعة، ولم أطلع عليها قبل هذا اليوم، ويبدو أن أحد الزملاء في الوراق قام بنشرها، وقد بذلت هذا الصباح كل ما بوسعي لإصلاح الخلل الفني الذي لحق القصيدة فشوهها، ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل. فاضطررت إلى إعادة كتابتها إكبارا لهذه النفس النبيلة التي فاضت علينا بها، وأتمنى من كاتب القصيدة أن يزودنا بالمزيد من شعره الطريف، فإن هذه القطعة تشهد بطول باعه في الشعر، ولابد أن من كتب مثل هذه القطعة ينام على فراش من الأدب وثير.

وأنبه هنا أن عجز البيت قبل الأخير غير مكسور، ولكنه من إيقاعات البحر الطويل الضائعة عندنا في المشرق، ومثل ذلك عجز البيت (14) واستعمال الشاعر لهذا الإيقاع يدل على بقاء هذا الإيقاع حيا في مغربنا الحبيب، وهذا من عجائب الدهر، أتمنى من الشاعر الفحل أن يشرح لنا سبب ذلك، فالظاهر أنه نشأ في أسرة كريمة، تشرّب فيها الأدب الرفيع منذ نعومة أظافره، ووافق ذلك ميل منه وهوى إلى جمال الشعر وحياة الأدب، ومثل هذا لا يقدر إلا  للقليل النادر، وأنا في منتهى الامتنان لهذا الشاعر الفحل الذي أتشرف بأن يضمني إلى أصدقائه.

*زهير
26 - ديسمبر - 2005

 
   أضف تعليقك