وننبه هنا إلى أن ابن منظور ساق البيت شاهدا على معنى (غلا) قال: وغَلا النَّبْت: ارْتَفَع وعَظُمَ والْتَفَّ قال لبيد:
فغَلا فُرُوعُ الأَيْهُقانِ، وأَطْفَلَتْ |
|
بـالجَلْهَتَيْنِ، ظِباؤُها iiونَعامُها |
ولا يمنع سياق المعلقة أن يكون الصواب (فغلا) لأنه قدم لذلك بذكر الأمطار التي هطلت على الطلول، فأنبتت صنوف النباتات ومنها الأيهقان. والبيت كناية عن طول هجر الديار. وفي كتاب (الفصل) لابن حزم نادرة تتعلق بالبيت، قال:
أثناء حديثه عن وجوب الاحتجاج بكلام النبي (ص): فأي ضلال أضل ممن يسمع لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب يقول:
فعلت فروع الأيهقان وأطفلت |
|
بـالجلهتين ظباؤها iiونعامها |
فجعله حجة وأبو زياد الكلابي يقول ما عرفت العرب قط الأيهقان وإنما هو اللهق نبت معروف.
وفي معجم البلدان: (الجلهتانِ. وجلهتا الوادي ناحيتاه وحرفاه وأكثر العلماءِ يرون أن لبيداً عنَى ذلك بقوله:
وعلا فروع الأيهُقان وأطفلَتْ |
|
بـالجلْهتين ظباؤها iiونَعامُها |
إلا أبا زياد الكلابي فإنه قال الجلهتان. مكانان بالحمى حمى ضرية وأنشد البيت.
وفي التاج مادة (أهق):
الأَيْهُقان فَيْعلان، بضَمِّ العَيْنِ عُشْب يطولُ في السَّماءَ طُولاً شدِيداً ولَه وَرْدَة حَمْراءُ، وَورَقه عَريضٌ، ويُؤْكَلُ يَأكله النّاس، وهو الذي يَقُولُ فيه لَبِيدٌ رضِي اللهُ عنه:
فعلا فُروع الأَيْهقانِ وأَطفلَتْ = بالجَلْهَتَيْنِ ظِباؤُها ونَعَامهـا
قال أبُو زِياد: ولَمْ يُسَمِّه أحَدٌ الأَيْهُقانَ إِلا لَبِيداً -رضِي اللّهُ عنه- حين اضْطُرّ، وإنَّما اسْمه النهقُ، واحِدَتُه نَهَقَة. أو هو الجَرْجِيرُ البَرِّي كما في الصِّحاح، وهو قوْلُ أَبِي نصرٍ واحِدَتُه بهاء، وقالَ كَعب بنُ زُهَيْر -رضِي اللّهُ عنهُ- يَصِفُ مَطَراً:
فأَنْبَتَ الغَفْوَ والرَّيْحانَ iiوابِلُه |
|
والأَيْهقانَ مع المَكْنانِ والذُّرَقَا |
وقال أَبُو حَنِيفةَ: ولم يَبْلغني عن أحَدِ غَيْرِه، وقَدْ قالَ أَبو وَجْزةَ يَصف حِمارَ وَحْشٍ:
تَرَبعَ الرَّوْضَ في بُهْمَى وفي نَفَلٍ |
|
يَـزِينُه الأَيْهُقانُ الجَوْنُ iiوالزَّهَر |