عُرف عن العرب والمسلمين أنهم أصحاب سؤال في العلم وبحث واكتشاف وإنجاز وضعهم في مقدمة بناة الحضارة في الطب والجبر والهندسة والفلك والكيمياء وغيرها من فروع العلم. لكن هذه الأمة عرفت وهدة من الظلام طالت، قروناً بفعل أحداث ووقائع ومنعطفات مدمرة شهدها عالمهم، وشهدتها أنفسهم. واليوم بينما نحن نرى إلى وهن العرب وتقصيرهم عن استيعاب علوم العصر وقعودهم عن الاستمرار في رفد الحضارة الإنسانية بالمنجزات نتساءل بألم ونتساءل بدهشة، ونتساءل برغبة في المعرفة، لا كيف ضيّع العرب مكانتهم بين الأمم، ولكن كيف يستعيدونها? هناك من يعتقد أن العلّة في الذات العربية فهي لم تعد مبدعة. لكن هذا الكلام مردود عليه مرتين، مرّة أن ماضي العرب يقول غير ذلك، ومرة أخرى أن بين الأدمغة العربية المهاجرة عباقرة ومبدعين يشغلون، أحياناً، مراكز عليا في شتى حقول المعرفة. والسؤال هو: لماذا يبدع العرب أفراداً في مجتمعات الغرب، ويلمعون كعلماء، ويبدون معطلي القوة وفقيري الإبداع في أوطانهم ومجتمعاتهم? وكيف يمكن للطاقة العلمية المبدعة في الإنسان أن تنهض من سباتها في المجتمعات العربية?ما نأمله في (مجلس العلوم) هو نقاش هادىء حول الموضوع قريباً من العلم، وبعيداً عن عقم الجدل السياسي، أو الاكتفاء بتقريع الذات. |