تاريخنا مليء بالخرافات كن أول من يقيّم
للأسف الشديد فإن التاريخ العربي مليء بالخرافات والقصص المختلقة. واحد اهم الاسباب هو ان حياة العرب بعد الاسلام تمحورت حول الدين وكان الدين محرك الاحداث. ومن هنا فإن الصراعات السياسية {او العشائرية بمعنى ادق} كان لابد لها أن تتكيف دينيا لتجد القبول والتقبل. وما لم يمكن تكييفه دينيا فقد جرى تكييف الدين ليناسبه. وكتابة التاريخ من حيث هي كسجل لحركة المجتمع تأثرت بالمساجلات الدينية وأثرت بها في نفس الوقت. وما عدا المواقع الحربية الكبرى والتي يختلف وصفها من مؤرخ الى آخر إلا ان لا خلاف على وقوعها، فإن التاريخ العربي مملوء بالقصص والخرافات التي لا يمكن تصديقها ولا تستقيم مع عقل ولا منطق. ومن غرائب التاريخ العربي ان فترة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم التي تلت البعثة وحتى فتح مكة كانت متناقلة بتفاصيل متناهية الدقة بينما نكاد لا نعرف شيئا عن حياة الرسول بعد الفتح وحتى التحاقة بالرفيق الاعلى. ولا يوجد تفسير لذلك سوى أن تلك الفترة كانت فترة استقرار وخلت من المواجهات بين المسلمين والكفار التي تميزت بها فترة ما بعد البعثة وحتى الفتح. أما الفترة التي تلت وفاة الرسول والتي بدأت فيها الخلافات العشائرية والفتوحات فقد عاد لكتابة التاريخ اعتبارها. اما قاعدة كتابة المنتصر للتاريخ فلا شك في صحتها، إلا ان الصراعات تسفر في معضمها عن غالب ومغلوب ، ولكن المغلوب يبقى بعد الصراع واحيانا تكون له روايته للحدث والتي قد لا تكون بقوة رواية المنتصر الا ان لها اهميتها في استنتاج ما يمكن ان يكون قد حدث. ومن المستبعد ان تسود رواية المنتصر الى درجة ان تطمس معها كل الروايات.
|