البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : تدبر القرآن الكريم    قيّم
التقييم : التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 محمود العسكري 
20 - مايو - 2012
بسم الله الرحمن الرحيم
تدبر القرآن الكريم
v أما بعد : فلقد أنزل الله هذا القرآن العظيم بلاغًا للناس وحُجَّةًَ على الخلق ، لا رَيْبَ فيه ولا عِوَجَ ، عزيزًا على الباطل أن يأتِيَه ، مُبارَكَ الغيثِ والنورِ ، بليغَ الموعظةِ والشفاءِ ، انتدبنا الله لتدبُُّره عبادةً ؛ على شريطةٍ من تقوى وإيمانٍ ، فمن خاض فيه سفيهًا مُمَارِيًا ؛= أُوصِدَ البابُ دونه ، وحِيلَ بينه وبين الهدى ، وزِيدَ خَسَارًا وخَبالاً .
v   إلهي ! ؛: ارزقنا في ذكرك الحكيم نظرًا صائبًا وفَهْمًا رشيدًا ، نعوذ بك من رَأْيٍ بلا أثرٍ ، وهَوًى بغير هُدًى .
v هذه نظراتٌ في كتابِ اللهِ وتأمُّلاتٍ ، أسأل الله تعالى ألا يحرمني لَذَّةَ التفكُّرِ في القرآن ، ومُتْعَةَ التفقُّهِ في الشريعةِ ، إنه جوادٌ كريمٌ .
إِنَّ لِلْقُرْآنِ نُورًا ˜ يَمْلأُ الْقَلْبَ سُرُورًا ،
هُوَ لِلرُّوحِ غِذَاءٌ ، ˜ إِنَّهُ و يَهْدِي الطَّرِيقَـ ا .
إِنَّ لِلْقُرْآنِ زِينَهْ ˜ تَمْلأُ الْقَلْبَ سَكِينَهْ ،
هُوَ مَلاَّحُ السَّفِينَهْ ˜ تُنقِذُ الْكَوْنَ الْغَرِيقَـ ا .
إِنَّ لِلْقُرْآنِ لَذَّةْ ˜ لَوْ عَلِمْتُمْ أَيَّ لَذَّةْ ! ،
إِنَّ فِيهِ ي لَجَمَالاً ˜ يَخْطَفُ الْعَيْنَ بِرِيقًا .
[ تَفِدُ أَرْسَالاً ] ...
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
في سورة الفاتحة (1)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يقول الله تعالى : (( الحمد لله رب العالمين )) تعريف كلمة الحمد بأل الجنسية تفخيمٌ وتعظيمٌ لإفادته العموم ، والحمد هو : الثناء باللسان على الجميل الاختياري ، فهو أخص من الشكر باعتبار المصدر ، وأعم منه باعتبار المورد ، والجميل يشمل الكمالات الذاتية - باتصافه تعالى بكل صفةٍ جميلةٍ جليلةٍ لائقةٍ بألوهيته ، ويشمل الإحسانَ الْمُتَعَدِّيَ - إذ هو عَزَّ وَجَلَّ صاحب النعم التي لا تحصى على خلقه وعبيده لا مشارك له فيها ؛ كما يقتضي ذلك كمال ربوبيته ، واسميةُ الجملة مفيدةٌ لدوام الحكم في قَضِيَّتِهَا ، ولام الاستحقاق مُلْمِعَةٌ إلى ذلك بتعلُّقِها بالفعل المقدَّر (استقرَّ) أو اسم الفاعل منه ، ولَمَّا كان الحمد شاملاً لأوصافه -تعالى!- الناشئةِ عن الألوهية = أشار إلى ذلك بالاسم الأعظم (الله) ، ولأوصافه -تعالى!-  الناشئة عن الربوبية = أشار إلى ذلك بالاسم الجليل (رب العالمين) ، ولما كانت الألوهية تناسبها معاني العظمة والاستعلاء والفوقية والقهر ، وكانت اللغة في أسرار معاني مفرداتها مُومِئَةً إلى ذلك ؛= ناسب أيضًا أن تُلْحَق بوصفٍ مُبِينٍ عَنْهَا ؛ فكان هو الاسم الجليل (مالك يوم الدين) ، ولما كانت الربوبية تناسبها معاني الإحسان والرأفة والعطف والمحبة ، وكانت اللغة في أسرار معاني مفرداتها مُلْمِحَةً إلى ذلك ؛= ناسب أيضًا أن تُدْرَكَ بنَعْتٍ مُسْفِرٍ عنها ؛ فكان هو الاسمان الجليلان ( الرحمن الرحيم ) ، وخولف الترتيب عن آية الحمد - فصار من قبيل اللف والنشر المشوش ؛= لحكمة لطيفة ؛: هي أن مجالي ألوهيته تعالى ومجالي ربوبيته تعالى = تتطابق ولا تتباين ، فعفوه -عَزَّ وَجَلَّ!- هو رمز قدرته ، ونكاله –سبحانه!- هو أمارة رحمته ، وفي هذا القرآن العظيم ، وفي هذه الشريعة الرفيعة ؛= تطرد الأحكام على نظامٍ مُتَّسِقٍ من قوة العدل ورحمة العزة ، ولم تجئ آية الحمد مَصُوغَةً على أسلوب القصر ؛= تأكيدًا له بالرغبة عنه ، وتدليلاً عليه بالالتفات إلى ما سواه ، فكأن البلاغة الجميلة في الآية الجليلة تقول باللسان الذلق الفصيح : " إن قَصْرَ الألوهية والربوبية على الله ، وما يستلحقانه من الملك والرحمة ؛= معلومٌ مُتَقَرِّرٌ ، نزل من ذهن المخاطب منـزل اليقين والقطع ، فلا يُشَاغَبُ عليه بإنكارِ مُعَانِدٍ مُتَعَنِّتٍ ، وإنما صِيغَتِ الآيةُ على اسْمِيَّةِ الْجُمْلَةِ إِضَافَةً لمعاني الإعظام والإكبار والدوام والاستمرار . وأما آية العبودية : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) ؛ فقد جاءت على أسلوب الاختصاص والقصر بالتقديم والتأخير بخلاف الآي الكريمة السابقة ؛= لأنها حكايةٌ لحال العبد والشِّرْكُ مُتَصَوَّرٌ منه ، فكان بناؤها على هذا الأسلوب تبرئةً للتوحيد وتنـزيهًا ، وإيعازًا بقَضِيَّةٍ هامَّةٍ وتنبِيهًا : أن كثيرًا من الأخطاء الفاحشة في التوحيد لا تجيء في باب الألوهية أو الأسماء والصفات ، فإن الإقرار والإيمان بهذين البابين من التوحيد حاصِلٌ في الجملة -  وإن تعكَّرَ صَفْوُ بَعْضِ عقائد الناس فيهما ، وإنما تحصل طوامُّ العوامِّ في باب العبادة ، ولم يزل في كل زمان ومكان - لِمَا سَلَفَ مِنْ قَسَمِ الله - صُوَرٌ من الشرك الأصغر والأكبر يتواقع فيها الناس جَهْلاً أو سَهْوًا أو قَصْدًا وعَمْدًا ، وفي الشطر الثاني من الآية : (( ... وإياك نستعين )) نكتة عجيبة ! ؛ إذ خصت الاستعانة من ألوان العبادة ، إذ هي من الأبواب الكبار لشرك العبادة - والله المستعان ! ، لا سيما فيما يقع فيه جهلة هذه الأمة ، وهذا معنًى يُنْعَمُ فيه النظر طويلاً ، فإن المشركين في الأمم السابقة : كانوا إذا حاقت بهم الشدائد = أخلصوا الاستعانة والتضرع والتوجه ، وصفا توحيدهم من كل شائبة ، والجهلة من هذه الأمة : يكون أحدهم غافلاً مستورَ الاعتقاد ساذجَ الإيمان ، فإذا مسه البلاء بإصبعٍ فما فوقه ؛= تهتك ستره ، واتسع خرقه على الراقع ، وانسلخ من الإيمان عُرْيانًا ، فوا عجبا لابن آدم ...  
محمود العسكري
20 - مايو - 2012
أضف تعليقك