لا سنة ولا شيعة ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
إخوتي الأفاضل، حياكم الله وبياكم، لقد أسعدتمونا بهذا اللقاء الماتع حين أعدتم لنا ذكريات حلوة عشناها في ظلال الوراق؛ راجين أن تنقلب تلك الذكريات حقائق واقعة مرة أخرى. كما ونرجو أن يجد أستاذنا زهير ظاظا الوقت المناسب والكافي ليكثر من إطلالاته المشرقة ذات المغزى التوجيهي النافع. وشكري الجزيل للأستاذ الكبير عبد الرؤوف النويهي ذي الفكر النير، والاطلاع الواسع، والقول الصادق الجريء ، والذي تعلمنا منه الكثير. ولقد اعترف الأستاذ صادق السعدي مشكورا وبصدق أن لبيئته ومذهبه الذي نشأ عليه بقايا تؤثر في فكره: إلا من نزوة قد تظهر هنا أو هناك ولا أدّعي العصمة فأنا كغيري ابن هذا المذهب أو ذلك إنتماءا ونشأة، فبارك الله فيه. وأرجو له مزيدا من التقدم نحو الاستقلالية عن تأثير الغير إن كان هذا التأثير دون وجه حق عنده. واعترافه هذا يشجع مطالعي مقالاته من السنة والشيعة على أن يحذوا حذوه. وليس أمر الخلاف والاختلاف مقصورا بطبيعة الحال على السنة والشيعة؛ وإنما بين السنة والسنة، وبين الشيعة والشيعة أيضا. ومرد الأمر يعود إلى التعصب لثقافة المنشأ وأقوال الرجال السابقين، وإلى الحظ إن قل أو كثر من الحكم والرياسة، وإلى محاربة حرية الفكر كما هو معلوم . ولو ترك عامة السنة والشيعة يتعايشون في البلد الواحد " كالعراق مثلا" دون تدخل من أصحاب الفتاوى والساسة، لما آل الأمر إلى ماهو عليه من شدة الشقاق والنزاع. إنني أنا شخصيا لم أكن أعرف من هو الشيعي من السني من شعب العراق قبل الاحتلال الأجنبي، وكنت أعلم أن الفريقين متعايشون متصاهرون، ولم يكن النظام الحاكم في زمن صدام وما قبله من الأزمنة تظهر فيه تفرقة مذهبية على أساس ديني على حد ما أعلم. أما كيفية إنهاء الصراع المذهبي بين السنة والشيعة على وجه الخصوص بحيث نصبح لا سنة ولا شيعة، وكذلك المذاهب والفرق الأخرى دينية أو سياسية، فلمعاني مقالات الأستاذ صادق ومن هم مثله في العقلية والتفكير من الفريقين نصيب قيم في هذا الاتجاه؛ ولكن ذلك يتطلب ذهاب أجيال لها ثقافتها ونشأة أجيال لها ثقافة مختلفة تنظر إلى الإنسان مهما كان دينه ومعتقده نظرة غير عدائية، بل نظرة تدعو إلى التفاهم والتسالم ولكم دينكم ولي دين . وأعني بهذه النظرة غير المسلمين من المسالمين، فكيف بها بين المسلم والمسلم! فبين المسلم والمسلم وبينه وبين عامة الشعوب يجب أن تنتهي التفرقة وتبدأ الألفة على أساس أخلاقي فطري، وعلى أساس من تبادل المنفعة والمصلحة المتبادلة. |