مجالس العزاء 2 ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
هذا هو التاريخ من يرد أن يحرقه فليفعل. قررت أن أغوص الى آخر الجرح الغائر وإن كثر الصراخ وتوجّع المريض الذي يحب أن يعالج السرطان بحبة بانادول!
شكك وادفع وانقض ما تحب وتريد، المحكمة عندها الأدلة والشهود وبالها طويل. إن أُنزل الستار، وانتهت المحاكمة التاريخية، سوف يغلق باب القضاء، ويجلس المحامون والقضاة والموظّفون ومن يعمل في إدارة شؤون المحكمة في بيوتهم متذمرين ساخطين. أرزاق تقطع، وعيال تشرّد. وقد قال يوما أحد القادة العرب لأمراء العرب الكرام: قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق. لم يفهموا الرسالة جيدا، فكانت النتيجة محرقة وعاصفة صحراء وضحايا وأشلاء، ويا حوم اتبع لو جرّينه!
باللهجة العراقية، ولا تستقيم العبارة في مكانها من قلب الحدث الكبير إلا بهذه اللهجة التي لا يعرفها سوى أبناء البيوت العتيقة والقصب البردي، أصحاب الوجوه الشاحبة، والأسمال البالية،
ماء زعاق وجوّ قاتم وهوىً نتنٌ وشدة حر غير مؤتمن
أنظر الى كل أهليها كأنهم من السقام استحقوا الدرج بالكفن.
كما قال الرصافي يصف حال مدينة البصرة وحال أهلها قبل أكثر من ثمانين سنة. هذه المدينة التي تقوم خرائب بيوت أبنائها على بحيرات من النفط!
أبناء الجنوب الثكالى المثقلون بالحزن والأسى والفقد ودفع الضرائب عن حماقات الغير وتجار الحروب ومن يريد تصفية حسابه مع الغير على أرض غير أرضه ودماء غير دمائه الزرقاء!
|