الى الأستاذ محمود ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
العقيدة الواسطية أو فتاوى المفيد! أو جهنم الحمراء! خيارات صعبة لم نضعها نحن لكي نكون مسؤولين عن وضع الحلول لها. لماذا بالضرورة هذا أو ذلك، أو التهديد بعقاب جهنم. أو على أقل تقدير زعل ومناكفة وشجار على أطمار أو أحجار!
نحن بحاجة الى عقيدة وسطية ولا أنازع في العقيدة الواسطية في معناها ومضمونها يا أستاذ محمود ويا صديقي العزيز. حفّاظ الشعر والنثر كثر، لكنّ المبدعين منهم قلة. والتساؤل الذي طرحه الأستاذ النويهي يوما عن غياب الفيلسوف، هو نفسه مطروح في قضية المفكر الحر والسياسي الحر والضمير. لماذا لا يوجد في عالمنا العربي على ما هو ظاهر لنا على الأقل، مفكر حقيقي؟ لماذا نكتشف بعد حين أن الذي حسبناه مفكرا كبيرا كان لا يتورّع عن سرقة الأفكار من لغة أخرى غالبا، يعرف أن أغلب الناس يجهلونها أو لا يقرؤون بها!
ليس موضوعي المتون ولا الهوامش والحواشي. وقد قيل من طلب الحواشي لم يصل الى شي مع ما فيها من علم نافع. ولو كان الطريق الى الحلّ بهذه الوسائط والطرق، ما اختلفنا وما زلنا منذ قرون. كل يغني على ليلاه، ويرقص على لحنه القديم الأثير.
قبل ثلاثين عام، وبعدها بأعوام كنت أرى ما ترى، وأعتقد ما تعتقد، ولكن باتجاه آخر. فتنة المتون لا تقل عن فتنة المرأة وسحرها. ثم عام بعد عام كما قال المتنبي:
وأن مــن بـغــداد دارا لــــه ليس مقيما في ذرى عضبه
لابــد للإنسان من ضـجعـــة لا يُقلب المُضجع عن جنبـه
لو فكــّر العاشــق في منتهـى حسن الذي يسبيـه لم يسبـــه
يموت راعي الضأن في جهله موتـة جالينـوس في طبّـــــه
أحبك يا أستاذ محمود بقدر حبي لأهل مصر، وشهادة أستاذنا النويهي فيك ليست مجروحة. ولا أداريك إذا قلت كما قال المتنبي في سيف الدولة:
أحبك يا شمس الزمان وبدره وإن لامني فيك السها والفراقد
وذاك لأن الفضل عندك باهر وليس لأنّ العيش عنـدك بارد
فإنّ قليل الحب بالعقل صالح وإنّ كثير الحبّ بالجهل فاسد
|