أنشودة المطر ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
أحببت العراق وأهل العراق وعشت سنوات طويلة عاشقاً لشعرائها وكتابها وقصاصيها .وأذكر والذاكرة جد خؤون بعضاً من عظمائها ..الجواهرى ونازك والسياب والبياتى والشاعر حسين مردان وأحفظ له قصيدة اسمها النهاية "أيامنا مرت سدى / مرت سدى /وضحكنا قد انتهى/ ولم نزل نغوص فى طين الرؤى/ وأنت عين تلتظى/ بلا سنا /ومبسم بلا منى/ ولا لمى /نحلم بالرجوع/ أو بالملتقى/ والموت فى وادى الأسى/ يصيح فى وادى الأسى /موت سدى/ أيامنا مرت سدى/ وضحكنا قد انتهى/ وكل مانحمله من الهوى/ إلى الثرى" وعبدالمجيد الربيعى. ولا أنسى مجلة الأقلام والمورد وكتب الموسوعة الصغيرة ...
لكن القلق دائماً يساورنى ،كلما شاهدت وسمعت عن الصراع بين السنة والشيعة وتأججه والاحتقان بينهما المتزايد بمضى السنين .
لماذا هذا القتال الشرس والعنيد الذى لا يهدأ ولاينطفئ؟؟
ولماذا أُبتليت العراق دون سواها من البلاد العربية بهذا الشقاق ؟؟
ولماذا يظل هذا الصراع مشتعلاً طوال القرون ؟؟
أسئلة لا تموت بمرور سنى عمرى شابا وشيخاً عجوزاً.
ومن خلال ما قرأته منذ سنوات ، أن هذه الحرب الضروس بين العثمانيين والصفويين تركزت على مناطق الأناضول "أرضروم -وتبريز" وعلى العراق بغداد -الموصل ....كمصالح إقتصادية وتجارية وأهمية استرتيجية للإمتداد الجغرافى من تبريز فالموصل فبغداد فالبصرة فالخليج أو من ديار بكر إلى حلب إلى البحر المتوسط .. وما أضافه أستاذنا الجليل صادق السعدى "ولمّا كان الصراع سياسيا في طبيعته وجوهره، فقد قرر السلطان العثماني أن يصفي حسابه مع الدولة الصفوية التي كانت قد أخذت في الإتساع وتهديد تخوم الدولة العثمانية ولكن بغطاء مذهبي هو الثأرلأهل السنة في العراق. وبالفعل شنّ السلطان سليم الأول حملة شعواء على الشيعة في الأراضي التابعة لسلطة الدولة العثمانية، قتلا وتشريدا. وفي كل الاحوال لم يكن أكثر الضحايا طرفا في هذا الصراع المذهبي البغيض بين الفرس والعثمانيين".
لكن السؤال يكرر نفسه ويستأثر باهتمامى.
لماذا يعود هذا التاريخ الدامى ليكرر نفسه ولكن بمصطلحات جديدة ونعرة مذهبية تأكل الأخضر واليابس وتفتك بالأرواح والأنفس ؟؟
هل هناك قوى خارجية تؤججه؟ |