والله زمان ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
وألف أهلا بهذه الإطلالة البهية الكريمة لإستاذنا وشاعرنا ومعلمنا زهيرظاظا، وصديقي الأستاذ النويهي الكبير بعلمه وأدبه وقلبه وخلقه وضميره الموجوع المتعب بقضايا هذه الإمة المنكوبة بالجهل والأمية وغلبت المصالح الذاتية على مصلحة البلاد والعباد، في ظرف تتعرض فيه البلاد العربية والإسلامية لحالة يصعب وصفها أو معرفة حقيقة ما يدور وما يحصل. وضع غير مسبوق من البؤس لا يمكن تصوّره أو احتماله في زمن لم يعد فيه كبير حتى في سوق المزايدة والبيع والشراء. غاب السياسي والمفكر والمربي والحكيم. حرقة أحاول أن أضعها في سياقها بين السطور، ربما هي محاولة عرجاء لتجنب مزالق الطرق الوعرة والكلام الصريح. أي بؤس هذا الذي يجعلنا نتخبط في ظلمة التاريخ المصنوع على أعين هذا الحاكم أو ذلك الأمير أو السلطان. لم يخلص الكلام بعد. ما أكتبه هنا هو مجرد انطباعات خزنتها الذاكرة لقراءات ومشاهدات وصور وحالات إنسانية أتمنى أن يسعفني الوقت وفراغ البال المشغول والمرهق، في مواصلة ما وعدت به من بقية الحديث. ولكن كيف نعالج هذه الإشكالية المزمنة: (قل الحق ولو على نفسك، ولكن ما كل ما يعرف يقال). كم تركنا ما يجب أن يقال، وقلنا ما لا يجب قوله، وكم غلبتنا عادة الجسد وسنة البلد. خسرنا الكثير لكي لا نخسر كلّ شيء، ثم اكتشفنا أننا لم نربح شيئا ولم نحتفظ بشيء. لا أوجع من أن تكون لسان ببغاء، أو بنصف لسان، أو أن تتكلم بلغة تخشى أن يفهمها أحد! سوف تخسر القريب قبل البعيد. ما كتبته كان مجرد توطئة لحديث أملته الظروف الراهنة، قد يطول وقد يقصر، وقد أشرت في مقدمة الكلام عن صعوبة الولوج الى موضوع اختلف فيه جهابذة السلف والخلف. وهذا أمر طبيعي لأننا تحمّلنا تراثا ملغوما مثقلا بالتناقضات والأكاذيب والوضع والدس. والنتائج حصيلة المقدمات، تصلح بصلاحها، وتفسد بفسادها. في كل الأحوال أنا في منتهى السرور يا أستاذ زهير. هذا الإختلاف الجميل المطبوع بختم الصدق والمحبة هو ما نحتاجه في حياتنا العامة. نحن متورّطون بآفة المكابرة والعنجهية ومصادرة الرأي الآخر وخنقه. نحن نرجسيون وليتنا كنّا بجمال نرجس ليكون لتلك النرجسية مبرر مقبول. ما أبهى حضورك يا أستاذ زهير. وما أحلى هذه الطلة التي أعطت لهذا المجلس بعد يأس، أمل العودة لأيام زمان. سعادة غامرة أن تكون حاضرا معنا يا أستاذنا وكبيرنا عبد الرؤوف النويهي. ولا يزال للحديث بقية... |