علي وعمر ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
وقد قالوا قديما لا ينبغي لشيعي أن يكتب في عمر. ولكي يعتدل الميزان في كفتين فلنا أن نقول: لا يصح أن يتحدّث السني في علي لأنه قطعا سوف يفضّل عليه عمر، ولا في الحسين بن علي، لأن من قتلوا الحسين في نظره إما مجتهدون، وإما مأجورون في قتلهم رجل خرج على الإجماع وسنة جده الذي أمر بقتل من يريد تفريق شمل هذه الأمة وهي جمعاء! والإعتراض الذي لا يخلو من وجاهة هو: ليسوا سواء من يترحّم على جميع الصحابة وبين من يفرق بينهم فيقدس طرف ويشتم طرف آخر. لا نتوقّع من الشيعة أن تقول كلمة منصفة في أبي بكر، ولا حكما عادلا في عمر، وهي ترى أن الأول قد خالف وصيّة النبي واغتصب الخلافة من علي، والثاني كسر ضلع الزهراء! هذا كلام صحيح قطعا. لكن لماذا؟ هذا هو السؤال. لعلّ الجواب هو أنّ أحد الأطراف كان حاكما لقرون حتي استقرّ في في ذهنه اعتقاد راسخ أنّه أصلح وأحقّ في الحكم من الطرف الآخر. ولابدّ أن يكون هو الحاكم والطرف المخالف له مذهبيّا لا محكوما فقط بل هو في السلالم الدنيا من الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والتعليمية... والخاسر أوالمهزوم هو الذي يتهم ويشكك ويعلو صراخه ويشتم. إنها حيلة العاجز، فما بالك ومع العجز تاريخ من المظالم والقهر والملاحقة والإقصاء والقتل.غيّر مواقع الأسماء ودع المعادلة التاريخية كما هي، سوف تكون الصورة هي هي، والنتيجة واحدة: المحكوم المخالف لمذهب الحاكم يصرخ ويشتم. لو قدر لعي أن يسبق أبا بكر وعمر الى سقيفة بني ساعدة ويقدم نفس الحجج والمبررات التي عرضها في السقيفة أبو بكر، لكان أتباع عمر اليوم هم أتباع علي، وشيعة علي هم شيعة أبي بكرالمغتصَب حقه في الخلافة. ولكانت أم المؤمنين عائشة وربما حفصة بنت عمر المعتدى عليها، المكسور ضلعها! ولكان المقتول في كربلاء أحد أبناء أبي بكر وعمرلا الحسين بن علي. ولكانت المجالس الحسيّنية بكرية عمرية، لهما أضرحة ومزارات. ولكان شيعة علي وهم أكثرية حاكمة تترضّى على جميع صحابة رسول الله، الأكثرية في جناح المذهب الحاكم وتحسن الظن بهم! ولكنّ الطرف الآخر قطعا لا يرضى هذه النتيجة. ولأنه عاجز فسوف يشتم عليا وأتباعه وأكثر الصحابة المتواطئين معه. ويأتي بالف دليل وحجة على بطلان هذه الشرعية المزعومة. وقد لا يرضى بالموقف السلبي والشتائم. عندها يلجأ الحاكم المنتصر الى خيارآخرهو استعمال العصا الغليظة. ويكون ضحايا الدولة الأموية والعباسية ومن ورثهما بعد ذلك، ضحايا الدولة العلويّة! ومن ويرى أن مثل هذا الكلام فذلكة ولعب بالألفاظ واستفزاز غير مقبول، نحيله الى واقعنا المعاش بكل أبعاده الطائفية حيث يصبح عمر من حصّة السنّة، وعلي من حصّة الشيعة، فئة تعتاش على ثراث عمر، وأخرى على تراث علي في محاصصة طائفية أطرافها عمائم ولحى ومدارس ومؤسسات وشيوخ وتلاميذ وكتب ووسائل إعلام بأشكالها المختلفة... وللحديث بقية... |