البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : رؤيا    قيّم
التقييم : التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )

رأي الوراق :

 ياسين الشيخ سليمان 
2 - مايو - 2012








رؤيا
عـشـقنا  حلاوة رَيْع الصَّباءِ وقـلـنـا الشبيبةُ كيف تكونْ؟
إذا  بـالـشـبيبة نبضُ iiالحياة ولـجّـةُ بـحرٍ عميق iiالجنون
ولـمـا مـضينا نشقّ iiالعُبابَ إذا  نـحن في غمَرات iiالفتون
طـرقـنـا دروب النّهى iiمرةً وأخـرى  تـزيّدَ فينا iiالمجون
ولـم نـكُ نعرف أن iiالمشيبَ بـقـايا رؤىً واحتدامُ iiشجون
فـلم نجنِ منه سوى iiالذكرياتِ ورجْـمِ  الظنون وماءِ iiالعيون
****
صـحبناكَ  يا عُمْرُ يومَ iiالفَتاءِ فـكـنتَ  القرينَ ونعمَ iiالقرين
ولـمـا  وقـعنا بفخ iiالغروبِ خذلتَ  الصِّحابَ فرُحتَ iiتهون
فـأصـبـحتَ ليس لنا iiرغبة بـطـول مكوثك في iiالماكثين
كـأنـك مـا كنت يوما iiحبيبا جـمـيـل المحيّا منير الجبين
إلـى أيـن يا عمرُ تمضي iiبنا أبَـعـدَ السخاء شحيحٌ ضنين!
إلـى  أيـن!مالك تغرب iiعناّ! ونـحـن نـعالج قهرَ السنين؟
ألـلـمـوتِ  يـغـترُّنا عُنوةً فـمن قال أنيَ أخشى iiالمنون؟
فـقـلـبي رفيقيَ بعد iiالرحيلِ بـه صـبـوةٌ وغـرامٌ iiدفين
سـتـكشفه عند هولِ iiالحسابِ مـلائـكُ تـختص بالمغرمين
****
وصـاح مـلاكٌ غـليظٌ شديدٌ وغـلـظـتـهُ  للألى iiتستبين
بـصـوت كأن هزيمَ iiالرعودِ إذا  صاح تبدو كصوت iiالأنين
وأهـوى  عـليّ بكفّ iiالعذابِ وقـيّـدَ  مـني الذراع iiاليمين
وقـال تـعـالَ ستشهدُ iiرجلُـ كَ عـمـا سعيتَ وكدّ iiالجبين
وفـيم  اشتغلت بجوفِ iiالليالي وكـيف نظرتَ إلى iiالمُعوزين
سـيـخبرُ جلدُك أين اضجعتَ بغضِّ  الإهاب وحالِ iiالغضون
ويـنـطق  منك اللسان المبينُ فـإمّـا  أمـيـنٌ وإما iiخؤون
***
حـنانيك! إن كان فيك iiالحنانُ فـأنـت  تـوكلت بالمجرمين
فـخذني بلطفٍ وأنصت iiلقلبي فـخـفْـقـاتهُ لدموعي iiمَعين
فـأرغـى وأزبد فوق الجموع وصـاح لـعلك في iiالخادعين
فـقـلـتُ  تـمهلْ بحق iiالإله فـإني  على الحب صبٌّ iiأمين
ونـادِ مـلاكَ الـنّوى يمتحنّي لـتـعـلمَ صدقيَ في iiالعالمين
فـهـلَّ الـملاكُ ودمعُ الفراقِ عـلـى وجـنتيه غزيرٌ هتون
وفـكّـكَ  قـيدي وقبّلَ iiعيني وقـال عـرفتُكَ في iiالعاشقين
وأعـرفُ  كيف فراقُ iiالأحِبْ بَـةِ يطعنُ مهجةَ قلبِ iiالحزين
وكـيـف الذين طوتهم iiسُليمى لـهم  في الجوانح شوق iiمكين
إذا  الـوُرق ناحت بليل iiالبُعادِ يـنـوحُ  فـؤادُك iiلـلراحلين
ولـمّـا  الـنـسيمُ يمرُّ iiعليكَ تَـنَشّقُ  عطرَ الصديق الخدين
فـأنـت إذا ذُكـر المخلِصونَ تـظـل لـعـهد الوداد iiرهين
تـبـارك  رب القلوب الرّقاقِ وكـيـف  لـرحمته iiتستكين!
فـهـيّـا معي فرياض الجنانِ أُعـدت وأصحابُها iiالمخلصون
****
وجُزنا الصراط على متن iiطيرٍ جـنـاحاهُ  رفّا رفيفَ iiالحنين
ولـمـا أويـتُ إلـى iiالجنتينِ تـلـقتنِيَ  الحورُ في iiالسابقين
ونـادى  مـنـادٍ هلمّوا هلموا فـلـقـيـا الأحبةِ عينُ اليقين
فـألـقـيتُ  قلبي على والديَّ فـكـاد  يُـفـجَّرُ منه iiالوتين
وقـبّـلـتُ أقـدامَ أختي iiالتي تـناجي  ولوعيَ في كل iiحين
ورحـتُ  أقـلّبُ طرفي هناكَ فـطـوراً شِمالاً وطوراً iiيمين
لـعـلّـي  ألاقي رفيقة iiدربي وسـلـوةَ روحـيَ أمَّ الـبنين
تـحـار  ظنوني ويخفق iiقلبي فـزوجي الحبيبةُ في iiالراحلين
وأمـي تـعَـجَّبُ من iiحَيْرتي وأخـتـي  تَقَلَّبُ في iiالحائرين
وعـيتُ على الحُلْم لما iiانتبهتُ وأمّ  بَـنِـيَّ بـجـنـبي تَبين
رأيـتكِ  في الموت iiواضيعتاهُ إذا مُـتِّ قـبلي فمن ذا iiيُعين!
ومـن  ذا يزيحُ أمامي iiالهمومَ ويدفعُ  عني الأسى iiوالشجون!
ومـن  ذي التي تتحلى iiبصبر كِ إن طال مكثيَ في الماكثين!
فـسـبـحان ربي الذي يتجلى بـقـلـبي وقلبِكِ عطفاً ولين!
****
أحِـسّـكَ  ربـي مع المتعبينَ فـكـن  لي معيناً مع المتعبين
وألـقـاك تحنو على iiالبائسينَ فـزدنـي حناناً على iiالبائسين
وتـبـلـو  قلوبَ الأنام iiفقلبي تـراه بـديـن الـحنان iiيَدين
ِ
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
محمود العسكري    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
...وإن تجاوزناه في العمر كثيرا، فإن أستاذنا الفطحل محمود العسكري نور يشع على هامة الوراق الزاهر، نستفيد منه في كل مجال نافع، وفوق ذلك يتحفنا بوده الصادق ولسانه العذب الجميل، فبارك الله فيه ونفع به وجعلنا من تلامذته الأوفياء، وأبقى الله تعالى جامعة الأزهر التي تخرج منها.
إن مشاركاتكم في الوراق يا أخانا محمود العسكري أبقتنا على صلة لن تنقطع مع الوراق، وذلك أن النفس تجد راحتها والعقل يجد اتزانه حال مطالعتها؛ فشكرا جزيلا لسيادتكم يا حبيبنا الكريم.
 
ياسين الشيخ سليمان
6 - مايو - 2012
أضف تعليقك