بسم اللـه الرحمن الرحيم ( وسائل الإعلام في قفص الاتهام ) - لا شكَّ أن لوسائل الإعلام دورًا كبيرًا في صياغة الثقافة والفكر وصناعة العقل طِيلةَ الأعوام السابقة في بلادنا ، ولا شكَّ أنَّ كثيرًا من الأغلاط في الثقافة والفكر وعظيمًا من القصور في العقل يُعْزَى في منشئه إلى هذه الوسائل التي رُبَّمَا في غالبٍ من الأحيان لم تتحلَّ بالقدر الكافي من الإخلاص والنـزاهة والمسؤولية = ما يجعلها تراعي انتماءَها العربيَّ والإسلاميَّ ؛ لتعملَ على حراسة الفضيلة ، وسموِّ القيم ، وقداسة العلم والمعرفة . - هذا الموقفُ المحرجُ لها الذي وضعها فيه ماضيها المشبوه والمدان ؛= هل من الممكن أن تتخلَّص منه ، وتتنصَّلَ عنه ، وتبدأَ صفحةً جديدةً أبهرَ إشراقًا ؛ يتبيَّنُ فيها صِدْقُ ولائها الوطنيِّ ، وصِدْقُ إرادتِها على تَمَثُّلِ هذا الولاء قَوْلاً وعملاً ودعايةً وإعلانًا . - هذا السؤالُ يترافق مُوسِيقِيًّا مع سؤال آخر : وصلَتْ إلى بعض المناصب القيادية والتشريعية في بلادنا نبلاءُ يُتَوَسَّمُ فيها تَعَهُّدُ المبادئ الإسلامية في الإدارة والحكم والتشريع ، فما بيد تلك الرجال من وسائل الإقناع لوسائل الإعلام ؛= ليتصف الهندام بالاحتشام ، وليتآزى نُمُوُّ القامة مع سُمُوِّ القيمة ؟! . - إجاباتا السؤالين الأول والثاني : ذلك ممكن ، وبيدها غير قليل ، ولكن ! ؛ أليس القراء معي : في أن ذلك يحتاج إلى حنكةٍ ودهاءٍ وسياسةٍ ؛ لتنجح في ترويضِها من إِرانٍ عارمٍ ؟! ، إِنَّ ثَمَّ طبقةً مديرةً لهذه الوسائل لا تزال على رأس العمل لم تَمَسَّ الثورةُ بَعْدُ أفكارَها الرَّجْعِيَّةَ ، وثَمَّ طَبَقَةً مدمنةً في استهلاكها اليومي للجُفاء المسلوق ، وثَمَّ بين (ثَمَّ) و(ثَمَّ) أموالاً تتداول بين مَحَافِظَ وجُيوبٍ ، ومنافعُ للناس من إِثْمٍ كبيرٍ . - أريدُ : أن أُولِيَ في تفكيري وكلامي شيئًا من الاهتمام بوسائل الإعلام مَرْئِيَّةً ومسموعةً ومقروءَةً ، وأن أتناولَ بنَقْدٍ جريءٍ بريءٍ عددًا من قنواتها وبرامجها ومقدميها ؛ لأنَّ الواجب : أن تكون الرقابة العليا على هذه الوسائل الإعلامية وظيفةُ المشاهد والمطالع والمتابع . - وفي الذهن : خواطرُ باقيةٌ إلى وَقْتٍ لاحِقٍ . |