زمن للشعر والجريمة ..... ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
(8) وفى دراسته الرائعة وترجمته الفارهة لأشعار بوشكين "الغجر وأعمال أخرى " يقول الشاعر رفعت سلام : "وكبديل عن الأدب الذى يزين الحياة والطبيعة رأى بوشكين.. الجمال فى الطبيعة والحياة نفسيهما ،ووعى أن الحياة هى مصدر الأدب الحقيقى ؛وهنا تكمن -أيضاً- قوته وأهميته الكبرى فى تاريخ الأدب الروسى . لقد اكتشف الشعر الكامن فى الواقع ،ورأى أن الأدب يصبح ممكناً فحسب باعتباره أدب الواقع. ومن هنا كان أدبه غريباً على كل ماهو حالم ومثالى وكاذب وضبابى ؛ إنه مشبع حتى الأعماق بروح الواقع ،لايلطخ وجه الحياة بالمساحيق ،بل يكتشفها كما هى ،ويقترن هذا التأكيدللحياة "الأرضية- المنافية للتصورات المجردة والرومانتيكة الباهتة - بتفاؤل شجاع يليق بفارس أسطورى يشق رحم القنانة صوب الحرية . فقد وجه شعره فكر الشعب إلى تلك الأشياء التى يجب أن تشغله ،كما صرف هذا الشعر فكر الشعب عن كل ما هو غامض وشبحى ،وحلمى بصورة مرضية ،وعن كل مارأى فيه الشعراء -فيما مضى -مثال الجمال والكمال السامى " هكذا كان بوشكين رائداً فى أدب الواقع ،الأدب الذى يجلو وجه الحياة بدون تزييف ولاتزويق ولامداهنة ولاتسطيح .الأدب الذى يصنع الحياة الحرة الكريمة ولايداهن الحكام ولايتملق السلطة ولاينسج الأوهام ولايخدع الشعب . وكفانا خير دليل على هذا الخداع ،ماعشنا فيه سنوات طويلة طويلة نرزح تحت عبء التفاهات السقيمة والأحلام الوردية المريضة والهلاوس المفزعة والقهر المنظم وتخدير العقول وانهاك الأبدان بإثارة الشهوات..حتى ظهرت الحقيقة العفنة واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، فثار الشعب المصرى بكل أطيافه ..وكانت ثورة شعبية مباركة فى 25يناير 2011م إنه يعرف جيداً أن تزييف الوعى هو قضاء مبرم لملكات الشعب وصيروته إلى الأبد فى نير العبودية ومستنقع التخلف،رهين الطغاة مسجون الروح. فالأحلام لاتصنع واقعاً، إلا إذا كانت هناك النفوس الأبية الحرة التى تجاهد ليل نهار لتحقيق هذه الأحلام . يتبع |