البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : زمنٌ للشعر والجريمة    قيّم
التقييم : التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 عبدالرؤوف النويهى 
12 - أكتوبر - 2011
فى سنوات التكوين ..حصدت معارف شتى  من الآداب العالمية ،كنت أسابق عمرى أن ينقضى بلا زاد أو مؤنة سفر يطول .
همتُ عشقاً بالشعراء ،إنه الناس "أنتم الناس أيها الشعراء" وعثرت على أحد شعراء صباى "الكسندر بوشكين " أمير أمراء الشعر الروسى .
 وفى وأثناء الثورة الشعبية المصرية 25يناير 2001م  عدتُ وبقوة إلى قراءة ماتجمع فى مكتبتى من دراسات أو دواوين شعر مترجم للشعراء الروس ..وقرأت ماكتبه بوشكين م نثر أو شعر ..
وها أنا أحاول الكتابة عنه .
.فلعلنى  أوفى هذا الشاعر بعض حقوقه علىّ.
شاهد التعليقات الأخرى حول هذا الموضوع
أضف تعليقك
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
زمن للشعر .والجريمة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
(7)

طائر صغير


"فى أرضِ أجنبية أحتفظ
بجسد الطقوس والأشياء القديمة من مسقط رأسى ؛
سعيداً أطلق سراح طائرصغير
احتفالاً بالربيع.


أنا الآن متحرر للعزاء،
وشاكر للرب العظيم
فعلى الأقل منحتُ الحرية فى هذا العالم."


الحرية ..الحرية ..هذه المعشوقة الخالدة التى تذهب الأرواح والدماء فداها .
كم من الثورات قامت ..
وكم من الأرواح زهقت ..
وكم من الدماء سالت من أجل عيون الحرية ..
لا أنسى ما قاله فيلسوف فرنسا سارتر "الحرية الشىء الوحيدالذى لايمكن التنازل عنه " .
هذه الحرية هى روح الإنسان ،فإذا تنازل عنها،كان جسداً بلاروح ،ووجوداً كالعدم ..
كان حماس بوشكين للحرية حماساً لايفتر ولايلين ،وذهبت روحه وموهبته الفذة فداءاً للحرية .

أزعم أن الشاعر أى شاعر موهوب .. هو رسول الحرية ،ونذير للناس ،وعلامة فارقة فى تاريخ أمته .

فى يوم من الأيام ،فى الصبا الأول ، أتى شقيقى ،الأصغر منى، بقفص حديدى ووضع فيه عصافير ملونة ..كنت أتأملها بحزن شديد ..وأتساءل ..لماذا يستمتع بعض الناس بسجن الطيور ؟؟
ولماذا يستمر هذا السجن حتى تموت؟
روحى مخنوقة كما الطيور الصغيرة مخنوقة داخل هذه الأسلاك الحديدية ..

محبوسة مسجونة فى حيز ضيق خانق.
كلما همّت بالطيران أعجزها القفص .
كلما استعدت للخروج ضاقت عليها تقارب الأسلاك.
كلما غرّدت طلباً للحرية أقعدها الأسر.

وفى لحظة اشتد بى الحزن وأشفقت عليهم ،هذه الكائنات الرقيقة ،فقمت بفتح باب القفص وطارت العصافير ،وعاد شقيقى فوجد القفص ،وقد خلا من عصافيره الملونة ..ونشبت بينى وبينه مشادة عنيفة ،أثرت على علاقتنا فيما بعد ،فدوماً أقف بجانب الحرية وهو يعاندنى ..ويتهكم علىّ :أهلاً بالحرية !!

وها هو بوشكين.
هذا الرائع .
هذا الثائر .
هذا الشهيد فى سبيل الحرية ..وهو المحروم منها ..ويد الطاغى تكتم أنفاسه ..ويتعذب ويتحسر على حريته، بل حرية الشعب الروسى المقهورة تحت سنابك جيادالقياصرةالمستبدين .


وفى سطور قليلة ..يعطينا درساً لايُنسى ..إنه وإن كان محروماً من الحرية، إلا أنه يحاول أن يهب مخلوقات الله ما حُرم منه ويطلق سراح طائر صغير، احتفالاً بالربيع ..وكأنى به من قرنين من السنين ...يتنبأ بربيع الثورات العربية .



يتبع
عبدالرؤوف النويهى
19 - أكتوبر - 2011
أضف تعليقك